الموضوع
:
أدبيات اللغة العربية
عرض مشاركة واحدة
07-01-2021
#
12
إدارة قناة اليوتوب
بيانات اضافيه [
+
]
رقم العضوية :
426
تاريخ التسجيل :
Mar 2014
أخر زيارة :
منذ 10 ساعات (08:48 PM)
المشاركات :
16,181 [
+
]
التقييم :
9330
MMS ~
لوني المفضل :
Darkturquoise
رد: أدبيات اللغة العربية
(٤٣) الشَّريف الرضِيُّ (٣٥٩–٤٠٦ﻫ)
هو أبو الحسن محمد بن الطاهر، ينتهي نسبه إلى زين العابدين بن الحسين — رضي الله عنهما — وهو المعروف بالمُوسَوِيِّ، صاحب ديوان الشعر المشهور، وقال الثعالبي في كتاب «اليتيمة» في ترجمته إنه ابتدأ يقول الشعر بعد أن جاوز عشر سنين بقليل. وقال أيضًا: إنه اليومَ أبدع أبناء الزمان، وأنجب سادات العراق، ولو قلتُ إنه أشعر قريش لم أبعد عن الصدق، ويشهد بذلك شعره وكلامه الذي يجمع إلى السلاسة متانةً وإلى السهولة رصانة.
وكان والده يتولى قديمًا نقابة نقباء الطالبيِّين، ويحكم فيهم أجمعين، وينظر في المظالم، ثم رُدَّت هذه الأعمالُ إلى ولده الرَّضي المذكور وأبوه حيٌّ.
ومن غُرَر شعره ما كتبه إلى الإمام أبي العباس أحمد بن المقتدر:
عَطْفًا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ فَإنَّنَا
فِي دَوْحَةِ الْعَلْيَاءِ لَا نَتَفَرَّق
مَا بَيْنَنَا يَوْمَ الفَخَارِ تَفَاوُتٌ
أَبَدًا كِلَانَا فِي المَعَالِي مُعْرِق
إلَّا الخِلَافَة مَيَّزَتْكَ فإنَّنِي
أنَا عَاطِلٌ مِنْهَا وَأَنْتَ مُطَوَّقُ
وديوان شعره مشهور، وقد صنَّف كتابًا في معاني القرآن الكريم، وصنَّف كتابًا آخر في مَجَازاته. وكانت ولادته سنة ٣٥٩ ببغداد، وتُوفِّي سنة ٤٠٦. ويقال إنه جمع كتاب «نَهْج البلاغة» من مختار كلام أمير المؤمنين علي، رضي الله عنه.
وقال الإمام الذَّهبي في «ميزان الاعتدال»:
مَنْ طَالَعَ كتاب نهج البلاغة جَزَم بأنه مكذوبٌ على أمير المؤمنين علي، رضي الله تعالى عنه، فإنَّ فيه السَّبَّ الصريح والحطَّ على السَّيدين أبي بكر وعمر، رضي الله تعالى عنهما. ا.ﻫ.
(٤٤) ابن سيناء (٣٧٠–٤٢٨ﻫ)
هو أبو علي الحسين بن عبد الله بن سيناء البخاري المشهور بالشيخ الرئيس، كان من أشهر الحكماء والأطباء، فهو أبُقْراطُ الطِّبِّ، وأرسطو الحكمة عند العرب والإفرنج، وقد جَمَع في فسيح صدره كتابات أرسطو وأوعى في خزانة معارفه حِكَمه وقواعِده، وقد نقل الإفرنج عنه أكثر ما عندهم من كتابات جَالِينوس وأبقراط، ونشروا أشهر تآليفه في اللغة العربية، وترجموا أكثرها إلى لغاتهم، وكان هو المُعَوَّل عليه شرقًا وغربًا في قواعد الحكمة والطب، وقد اعترف له الجميع بالفضل فافتخر به الشرق وأخذ عنه ومدحه الغرب وانتفع بتصانيفه.
وكان والده من أهل بَلْخ وانتقل إلى بُخارَى، وكان من العُمَّال الكُفَاة. واشتغل ابن سيناء بالعلوم والفنون، ثم توجَّه نحوهم الحكيم أبو عبد الله النَّاتلي، فأنزله عنده، وابتدأ يقرأ عليه كتاب إيساغوجى، وأحكم عليه علم المنطق حتى بَرَع، ويقال إنه فاقه كثيرًا حتى أوضح له رموزًا وفَهَّمه إشكالات. ثم اشتغل بعد ذلك بالعلوم الطبيعية والإلهية، وفتح الله عليه أبواب العلوم، ثم رغب بعد ذلك في علم الطِّبِّ، فتعلَّم حتى فاق فيه الأوائل والأواخر وأصبح عديم القرين تَرِد إليه الناس لتتعلم منه أنواعه والمعالجات المقتبسة من التجربة، ويقال إن سِنَّه إذ ذاك لم تزد عن ست عشرة سنة؛ لأنه لم يشتغل بغير المطالعة، وكان إذا أشكلت عليه مسألة توضأ وقصد المسجد وصلى ودعا الله أن يُسهِّلها عليه.
وقد عالج الأمير نوح بن نصر السَّامَاني صاحب خُراسان من مرضه حين استحضره لمَّا سمع بحكمته حتى برئ، فاتصل به، وقرُب منه، ودخل إلى دار كتبه، وكانت عديمة المثل، فيها من كل فن، فظفِر بما حصل عليه منها من ثمرات العلوم. واتُّفق بعد ذلك أن حُرِقت خزانة هذه الكتب (ويقال إن أبا علي هو السبب في إحراقها لينفرد بما حصَّله منها)، ولما اضطربت أمور الدولة السامانية خرج أبو علي من بخارى إلى قَصَبَة خوارزم، ولم يزل ينتقل في البلاد إلى أن ذهب إلى جُرْجَان وصنَّف بها «الكتاب الأوسط» ولهذا يقال له الأوسط الجرجاني، ثم بعد ذلك ذهب إلى هَمَذان وتقلَّد الوزارة لشمس الدولة، ثم ثارت العسكر عليه فأغاروا على داره ونهبوها وقبضوا عليه، وسألوا شمس الدولة قَتْله فامتنع، ثم أُطْلق فتَوَارى. ولمَّا مرض شمس الدولة أحضره لمداواته واعتذر إليه وأعاده وزيرًا، ولما مات شمس الدولة وتولى تاج الدولة ولم يستوزره توجه إلى أصْبهانَ، وكان بها أبو جعفر فأحسن إليه.
وكانت ولادته سنة ٣٧٠، وتُوفِّي سنة ٤٢٨ بهمذان بعد أن اغتسل وتاب وتصدق بما معه على الفقراء، وردَّ المظالم إلى مَنْ عرفه، وأعتق مماليكه، وجعل يختم القرآن الكريم كل ثلاثة أيام مرة.
(٤٥) أبو العلا المعري (٣٦٣–٤٤٩ﻫ)
هو أحمد بن عبد الله بن سليمان التَّنُوخِي المَعَرِّي اللغوي الشاعر، كان متضلعًا من فنون الأدب، قرأ النحو واللغة على أبيه بالمَعَرَّة وعلى محمد بن عبد الله بحلب، وله التصانيف الكثيرة المشهورة، والرسائل المأثورة، وله من النظم «لزوم ما لا يلزم»، وله «سَقْط الزَّنْد»، وشَرَحه بنفسه وسمَّاه «ضوء السقط» وله غير ذلك، وكان علَّامة عصره. وأخذ عنه أبو القاسم علي بن المحسن التَّنوخي والخطيب أبو زكرياء التبريزي وغيرهما، وكانت ولادته سنة ٣٦٣ بالمَعَرَّة، وعَمِيَ سنة ٣٦٧ من الجُدَرِي. وقد اختصر ديوان أبي تمَّام والبُحْتُري والمتنبي، وتكلم على غريب أشعارهم ومعانيها ومآخذهم من غيرهم وما أُخذ عليهم، وبعد أن لزم منزله سنة ٤٠١ سار إليه الطلبة من الآفاق، وكاتبه العلماء والوزراء وأهل الأقدار، ومكث مدة خمس وأربعين سنة لا يأكل اللحم تَزَهُّدًا؛ لأنه كان يعدُّ ذبح الحيوان تعذيبًا، وعمل الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة، ومن كلامه في اللزوم:
لَا تَطْلُبَنَّ بآلةٍ لَكَ رُتْبَةً
قَلَمُ البَلِيغِ بِغيرِ جَدٍّ مِغْزَلُ
سَكَنَ السِّمَاكَانِ السَّمَاءَ كِلَاهُمَا
هَذَا لَهُ رُمْحٌ وَهَذَا أَعْزَلُ
وتوفي سنة ٤٤٩ بالمعرَّة، وأوصى أن يُكتبَ على قبره:
هَذَا جَنَاهُ أبِي عَلَيَّ
وَمَا جَنَيْتُ عَلَى أَحَد
(٤٦) حجة الإسلام الغزالي (٤٥٠–٥٠٥ﻫ)
هو أبو حامد محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الغزالي، المُلقَّب حُجَّة الإسلام، زين الدين الطُّوسي الفقيه الشافعي، ولم يكن للطائفة الشافعية في آخر عصره مثله، اشتغل في مبدأ أمره بطُوس، ثم قدِم نيسابور وجدَّ في الاشتغال على إمام الحَرَمين أبي المعالي حتى تَخرَّج في مدة قريبة وصار من الأعيان المشار إليهم في زمن أستاذه، ولم يزل ملازمًا له إلى أن توفي، فخرج من نيسابور إلى العسكر، ولقي الوزير نظامَ المُلْك فأكرمه وعظَّمه وأقبل عليه، وكان بحضرة الوزير جماعة من الأفاضل، فجرى بينهم الجدال والمناظرة في عدة مجالس وظهر عليهم، واشتُهر اسمه وسارت بذكره الركبان، ثم فُوِّض إليه التدريس بالمدرسة النظامية ببغداد،
وأُعْجبَ به أهلُ العراق وارتفعت عندهم منزلته.
ثم ترك جميع ما كان عليه وسلك طريق الزهد والانقطاع، وقصد الحج، ولمَّا رجع توجه إلى الشام فأقام بمدينة دِمَشْق، ثم انتقل منها إلى بيت المقدس، واجتهد في العبادة، ثم قصد مصر وأقام بالإسكندرية مدة، ثم عاد إلى وطنه بطوس، واشتغل وصنَّف الكتب، التي أشهرها: «إحياء علوم الدين»، وكتاب «الوسيط»، و«البسيط»، و«الوجيز»، و«الخلاصة» في الفقه، و«المقصد الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى»، و«مشكاة الأنوار»، و«المُنْقِذ من الضلال»، إلى غير ذلك من الكتب النفيسة، ثم أُلْزم بالعَوْد إلى نيسابور والتدريس بها بالمدرسة النظامية، ثم ترك ذلك وعاد إلى بيته في وطنه ووزَّع أوقاته على أعمال الخير والعبادة. وكانت ولادته سنة ٤٥٠ هجرية، وتوفي سنة ٥٠٥.
(٤٧) الطُّغْرائي (توفي سنة ٥١٣ﻫ)
هو العميد أبو إسماعيل الحسين بن علي الملقَّب مُؤَيِّد الدين المشهور بالطُّغْرائي، كان غزير الفضل، لطيف الطبع، فاق أهل عصره بصنعة النظم والنثر. وقال أبو المعالي في كتابه «زينة الدهر»:
إن الطغرائي كان يُنْعَت بالأستاذ، وكان وزير السلطان مسعود بن محمد السَّلْجُوقي بالموصل، ولمَّا جرى بينه وبين أخيه السلطان محمد المَصَافُّ بالقرب من همذان وكانت النصرة لمحمود، وُشِي به فقُتل، وكانت هذه الواقعة سنة ٥١٣، وقيل: سنة أربع عشرة، وقد جاوز ستين سنة. والطغرائي نسبة لمن يكتب الطُّغْرَى وهي الطُّرَّة التي تُكتب في أعلى الكتب فوق البسملة بالقلم الغليظ، وهي لفظة أعجمية. وللطغرائي المذكور ديوان شعر جيد، ومن محاسن شعره قصيدته المعروفة بلامية العجم التي أولها:
أَصَالَةُ الرَّأْي صَانَتْنِي عَنِ الخَطَلِ
… … … … إلخ
(٤٨) الحريري (٤٤٦–٥١٦ﻫ)
هو أبو محمد القاسم الحريري البصري، صاحب المقامات، أحدُ أئمة عصره، ورُزق الحُظْوة التامَّة في عمل المقامات، واشتملت على شيء كثير من كلام العرب؛ من لغاتها وأمثالها ورموز أسرار كلامها، وبها يُسْتدلُّ على فضل هذا الرجل، وعلى كثرة اطِّلاعه، وغزارة مادَّته. وسبب وضعه لها ما حكاه ولده أبو القاسم قال: كان أبي جالسًا في مسجده ببني حرام، فدخل شيخ ذو طِمْرَيْنِ، عليه أُهْبَة السفر، رَثُّ الحال، فصيح الكلام، حسن العبارة، فسألته الجماعة: من أين الشيخ؟ فقال: من سَرُوج، فاستخبره عن كُنْيته، فقال: أبو زيد، فعمل أبي المقامة المعروفة ﺑ «الحَرَامِيَّة»، وعزاها إلى أبي زيد المذكور، واشتُهرت فبلغ خبرها الوزير شرف الدين وزير الإمام المسترشد بالله، فلما وقف عليها أعجبته، وأشار على والدي أن يضم إليها غيرها، فأتمَّها خمسين. وكانت ولادة الحريري سنة ٤٤٦، وتوفي سنة ٥١٦ بالبصرة في سكة بني حرام.
وقد حاول كثير من الإفرنج ترجمة المقامات إلى لغتهم ولكن مثل هذا الكتاب لا يُترجم، وللحريري غير المقامات كتب كثيرة، منها «دُرَّة الغوَّاص» و«مُلْحَة الإعراب» في النحو، وديوان شعر ورسائل.
(٤٩) ابن رشد (٥١٤–٥٩٥ﻫ)
هو أبو الوليد محمد بن أحمد بن رشد أشهر فلاسفة العرب، وُلد في قرطبة سنة ٥١٤ هجرية، وكان أبوه متولِّيًا فيها الفتوى، أخذ عن أشهر الفلاسفة في عصره، وتخرَّج في الفقه والطب والفلسفة، وقرَّبه المهدي يوسف لثقته به وحذقه، ورقَّاه أسمى المراتب فخَلَفه بها في فتوى الأندلس، ثم تولى الفُتْيا في مَرَّاكُش وأقام فيها مدة، وسكن إشْبيليَّة وكان له نفس الرعاية والاعتبار في أوائل عهد المنصور خَلَف المهدي يوسف، إلا أنه وُشِي به حَسَدًا وعُدْوانًا ففسد أمره عند المنصور فعَزَله عن رتبته ونفاه عدة سنين، ثم دُعِي إلى مَرَّاكُش فشُمِل بالعطايا والمكارم، وتوفي بها بعد أمد وجيز سنة ٥٩٥ هجرية.
وقد ذهب ابن رشد إلى أن أرسطو هو أعظم الفلاسفة، وترجم مؤلَّفاته وشرحها بضبْطٍ وتَرَوٍّ، وله شرح أرجوزة في الطب للشيخ الرئيس ابن سيناء، وله كتاب «فصل المقال فيما بين الشريعة والطبيعة من الاتصال»، ومن أشهر مؤلفاته «الكليات» في الطب، وله غير ذلك كثير، وأصل مؤلفاته في العربية نادر الوجود ولكن الأوروبيين اهتموا بترجمتها إلى لغاتهم، فمن ذلك «شرح أقوال أرسطو مع الرد على الغزالي» فإنه تُرْجم إلى اللاتينية وحسب أحد عشر مجلدًا وطُبع بالبندقية سنة ١٥٦٠ ميلادية، وكذلك كلياته تُرجِمت وطُبِعت بالبندقية أيضًا.
وقد اهتم الأوروبيون بفلسفة ابن رشد اهتمامًا كبيرًا، وكتب رينان الفرنسي الشهير كتابًا سماه «ابن رشد ومذهبه»، ذكر فيه سيرته ومؤلفاته، وقال إنه كان أعظم فلاسفة القرون المتوسطة التابعين لأرسطو والناهجين سبيل الحرية في الأفكار والأقوال، وقد طُبع هذا الكتاب بباريس سنة ١٨٥٢.
(٥٠) ابن جُبَيْر (٥٤٠–٦١٤ﻫ)
هو أبو الحسن محمد بن أحمد بن جُبَيْر الكناني، وُلد ببَلَنْسِيَة في سنة ٥٤٠، وقد برع في العلم والشعر، ورحل إلى المشرق أكثر من مرة، فخرج من غَرْنَاطة في رحلته الأولى سنة ٥٧٨، ووصل إلى الإسكندرية بعد ثلاثين يومًا، وحجَّ ورحل إلى الشام والعراق والجزيرة وغيرها، ثم عاد إلى الأندلس سنة ٥٨١، ثم سافر بعد ذلك إلى المشرق، وتوفي بالإسكندرية سنة ٦١٤. وهو ممن أَثْرَوْا بالأدب ثم تزهَّد وأعرض عن الدنيا، وكان من أهل المروءات، مؤنسًا للغرباء، عاشقًا لقضاء حوائج الناس.
فترة الأقامة :
3718 يوم
معدل التقييم :
زيارات الملف الشخصي :
506
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
4.35 يوميا
عطر الجنة
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى عطر الجنة
البحث عن كل مشاركات عطر الجنة