الموضوع
:
أدبيات اللغة العربية
عرض مشاركة واحدة
07-01-2021
#
15
إدارة قناة اليوتوب
بيانات اضافيه [
+
]
رقم العضوية :
426
تاريخ التسجيل :
Mar 2014
أخر زيارة :
منذ 11 ساعات (08:48 PM)
المشاركات :
16,181 [
+
]
التقييم :
9330
MMS ~
لوني المفضل :
Darkturquoise
رد: أدبيات اللغة العربية
(٥٨) قصيدة السَّموءل في الفخر
إِذَا المَرءُ لَم يَدْنَسْ مِنَ اللُّؤمِ عِرضُهُ
فَكُلُّ رِداءٍ يَرتَديهِ جَميلُ
وَإِن هُوَ لَمْ يَحمِلْ عَلَى النَّفْسِ ضَيْمَهَا
فَلَيسَ إِلى حُسْنِ الثَّنَاءِ سَبيلُ
تُعَيِّرُنا أَنَّا قَليلٌ عَدِيدُنا
فَقُلْتُ لَها إِنَّ الكِرامَ قَليلُ
وَمَا قَلَّ مَنْ كانَتْ بَقاياهُ مِثْلَنَا
شَبَابٌ تَسَامَى لِلْعُلا وَكُهُولُ
وَمَا ضَرَّنا أَنَّا قَليلٌ وَجارُنَا
عَزِيزٌ وَجارُ الأَكثَرينَ ذَلِيلُ
لَنَا جَبَلٌ يَحْتَلُّهُ مَنْ نُجِيرُهُ
مَنيعٌ يَرُدُّ الطَّرْفَ وَهوَ كَلِيلُ
رَسَا أَصْلُهُ تَحْتَ الثَّرَى وَسَما بِهِ
إِلى النَّجْمِ فَرعٌ لا يُنالُ طَويلُ
هُوَ الأَبْلَقُ الفَردُ الذِي شَاعَ ذِكْرُه
يَعِزُّ عَلَى مَنْ رَامَهُ وَيَطولُ
وَإِنا لَقَوْمٌ لَا نَرَى القَتْلَ سُبَّةً
إِذَا ما رَأَتْهُ عَامِرٌ وَسَلُولُ
يُقَرِّبُ حُبُّ المَوتِ آجالَنَا لَنَا
وَتَكْرَهُهُ آجالُهُم فَتَطُولُ
وَما مَاتَ مِنَّا سَيِّدٌ حَتْفَ أَنْفِهِ
وَلا طُلَّ يومًا حَيثُ كانَ قَتيلُ
تَسيلُ عَلى حَدِّ الظُّباتِ نُفوسُنا
وَلَيْسَتْ عَلى غَيرِ الظُّباتِ تَسيلُ
صَفَوْنَا ولَم نَكدَرْ وَأَخْلَصَ سِرَّنا
إِناثٌ أَطابَتْ حَمْلَنا وَفُحُولُ
عَلَوْنَا إِلى خَيرِ الظُّهورِ وَحَطَّنا
لِوَقْتٍ إِلى خَيرِ البُطونِ نُزولُ
فَنَحْنُ كَمَاءِ المُزنِ مَا في نِصابِنا
كَهَامٌ وَلا فِينَا يُعَدُّ بَخيلُ
وَنُنْكِرُ إِنْ شِئنَا عَلى النَّاسِ قَوْلَهُم
وَلا يُنْكِرونَ القَولَ حينَ نَقولُ
إِذا سَيِّدٌ مِنَّا خَلا قَامَ سَيِّدٌ
قَئُولٌ لِمَا قَالَ الكِرامُ فَعُولُ
وَما أُخْمِدَت نارٌ لَنَا دُونَ طَارِقٍ
وَلا ذَمَّنَا في النَّازِلينَ نَزيلُ
وَأَيَّامُنا مَشْهورَةٌ في عَدُوِّنا
لَها غُرَرٌ مَعْلومَةٌ وَحُجولُ
وَأَسْيَافُنا في كُلِّ شَرقٍ وَمَغْرِبٍ
بِها مِنْ قِراعِ الدَّارِعينَ فُلولُ
مُعَوَّدَةٌ أَنْ لَا تُسَلَّ نِصالُها
فَتَغْمَدَ حَتَّى يُسْتَبَاحَ قَتيلُ
سَلِي إِنْ جَهِلتِ الناسَ عَنَّا وَعَنهُمُ
فَلَيسَ سَواءً عالِمٌ وَجَهولُ
فَإِنَّ بَني الدَّيَّانِ قُطْبٌ لِقَوْمِهِم
تَدُورُ رَحَاهُم حَوْلَهُم وَتَجولُ
(٥٩) خطبة قُسِّ بن ساعدة الإيادي (جاهلي)
يأَيُّهَا النَّاسُ، اسْمَعُوا وَعُوا، وإذَا وَعَيتُم شيئًا فانْتَفِعُوا، إنَّهُ مَنْ عَاشَ مَاتَ، وَمنْ مَاتَ فَاتَ، وكُلُّ مَا هُوَ آتٍ آت. مَطَرٌ وَنَبَات، وأرْزَاقٌ وأقْوات، وآبَاءٌ وَأُمَّهَات، وأحْيَاءٌ وأمْوَات، جَمْعٌ وأشْتَات، وآيَاتٌ بَعْدَ آيَات. إنَّ في السَّمَاءِ لَخَبَرا، وإنَّ في الأرْضِ لَعِبَرا؛ لَيْلٌ دَاج، وسَمَاءٌ ذَاتُ أبْرَاج، وأرْضٌ ذَاتُ فِجَاج، وبِحَارٌ ذَاتُ أمْوَاج، مَا لِي أَرَى النَّاسَ يَذْهَبُون ولَا يَرْجِعون؟! أرَضُوا بالمُقامِ فأقَامُوا؟ أم تُرِكُوا هُنَاك فنَامُوا؟ أقْسَمَ قُسٌّ قَسَمًا حَقّا، لا خَائِنًا فيه ولا آثِما؛ إنَّ لله دِيْنًا هو أحبُّ إليه من دينكم الذي أنتم عليه، ونبيًّا قَدْ حانَ حِينُه، وأظلَّكُم أوانُه، وأدْركَكم إبَّانُه، فطُوبَى لمن أَدركَه فآمن به وهداه، وويلٌ لمن خالفه وعصاه.
ثم قال: تَبًّا لأرْبَاب الغَفْلة، والأمم الخالية، والقرون الماضية! يا معشرَ إياد، أين الآباءُ والأجداد؟ وأين المريضُ والعُوَّاد؟ وأين الفراعنة الشِّداد؟ أين من بَنَى وشَيَّد؟ وزخرفَ ونَجَّد؟ أين المال والولد؟ أين من بَغَى وطَغَى وجمع فأوْعَى وقال: أنا ربُّكم الأعلى؟ ألم يكونوا أكثر منكم أموالا، وأطول منكم آجالا؟! طَحَنَهم الثَّرى بكَلْكَله، ومزَّقهم بطَوْله، فتلك عِظامهم بالية، وبيوتهم خالية، عَمَرَتها الذئاب العاوية، كلَّا بل هو الله الواحد المعبود، ليس بوالدٍ ولا مولود.
ثم أنشأ يقول:
في الذَّاهِبِينَ الأوَّلِيـ
ـنَ من القُرُونِ لنا بَصَائرْ
لمَّا رَأيْتُ مَوَارِدًا
لِلْمَوْتِ ليس لها مَصَادِرْ
وَرَأَيْتُ قَوْمِي نَحْوَها
يَمْضِي الأصَاغِرُ والأكَابِرْ
لَا يَرْجِعُ المَاضِي إِلَيْ
يَ ولا من الباقين غَابِرْ
أَيْقَنْتُ أنِّي لَا مَحَا
لَةَ حيثُ صارَ القَوْمُ صَائِرْ
(٦٠) وأصيبت أعرابية بابنها وهي حاجَّة فلما دَفَنَتْه قامت على قبره
وقالت والله يا بُنَيَّ، لقد غَذَوْتُكَ رَضِيعًا، وفَقَدْتُكَ سَرِيعًا، وكأنَّه لم يكن بين الحالَين مُدَّة أَلْتَذُّ بعيشِك فيها، فأصبحتَ بعد النَّضَارة والغَضَارَة ورَوْنَق الحياة والتَّنَسُّم في طِيب روائحها، تحت أطباق الثَّرَى جسدًا هامدًا، ورُفاتًا سَحِيقًا، وصعيدًا جُرُزًا. أيْ بُنيَّ، لقد سَحَبَتِ الدنيا عليك أذيالَ الفَنَا، وأسكنتْك دار البِلَى، ورَمَتْنِي بعدك نَكْبَةُ الرَّدَى. أيْ بُنَيَّ، لقد أسفر لي عن وجه الدنيا صباحٌ داجٍ ظلامه. ثم قالت: أيْ ربِّ، ومنك العدلُ، ومن خَلقك الجوْر، وهَبْتَه لي قُرَّةَ عين، فلم تُمَتِّعْني به كثيرًا، بل سَلَبْتَنِيه وَشِيكًا، ثمَّ أمرتني بالصَّبر، ووعدتني عليه الأجر، فَصَدَّقْتُ وعدك، ورضيتُ قضاءك، فَرَحِم اللهُ مَنْ تَرَاحَم على من اسْتَوْدَعْتُهُ الرَّدْمَ، ووسَّدْتُه الثَّرَى! اللهم ارحمْ غُرْبتَه، وآنِسْ وحْشَتَه، واسْتُرْ عَوْرَتَه، يوم تُكْشَف الهَنَات والسَّوْءَات.
فلما أرادتِ الرجوعَ إلى أهلها قالت: أيْ بُنَيَّ، إنِّي قد تزوَّدتُ لسفري، فليتَ شِعْرِي، ما زادُكَ لِبُعد طريقك، ويوم مَعادِك؟! اللهم إني أسألك له الرِّضى برِضائي عنه. ثم قالت: استودعتُك مَنِ استودعك في أحشائي جنينًا، وأثكَلَ الوالدات، ما أَمَضَّ حرارةَ قلوبهنَّ، وأقْلَقَ مضاجعَهُنَّ، وأطولَ ليلَهُنَّ، وأقصرَ نَهَارَهُنَّ، وأقلَّ أُنْسَهُنَّ، وأشدَّ وَحْشَتَهُنَّ، وأبعدَهنَّ من السُّرور، وأَقْرَبَهُنَّ من الأحزان!
وقَالَت الجُمَانَة بنت قيس بن زُهَيْر تنصحُ جَدَّها الرَّبيع بنَ زياد
إِنْ كَانَ قَيْسٌ أبي، فَإنَّك — يَا ربيع — جَدِّي، وَمَا يجب لَهُ من حقِّ الْأُبُوَّةِ عَليَّ إِلَّا كَالذي يجب عَلَيْك من حق البُنُوَّة لي. والرأي الصَّحِيحُ تبعثُه الْعِنَايَةُ، وتُجلِّي عَن مَحْضه النَّصِيحَةُ. إِنَّك قد ظلمتَ قيسًا بِأَخْذ دِرْعه، وأجَدُّ مكافأتِه إياك سوءُ عزمه، والمُعَارِض مُنْتصر، والبادي أظلَم، وَلَيْسَ قيسٌ مِمَّن يُخَوَّف بالوعيد وَلَا يَرْدَعه التهديد، فَلَا تَرْكننَّ إِلَى مُنابذته، فالحَزم فِي مُتارَكته، وَالْحَرب مَتْلَفة للعباد، ذَهَّابة بالطَّارِف والتِّلاد، وَالسِّلْم أرْخَى للبال، وَأَبْقى لأَنْفُس الرِّجَال. وبحقٍّ أَقُول: لقد صَدَعْتُ بِحُكْم، وَمَا يَدْفَع قَوْلي إِلَّا غيرُ ذِي فهم. ثُمَّ أنْشأتْ تقول:
أبي لا يَرَى أنْ يَتْرُك الدَّهْرَ دِرْعَهُ
وجَدِّي يَرَى أنْ يَأخُذَ الدِّرْعَ مِنْ أبِي
فرأيُ أبِي رَأيُ البَخِيلِ بِمالِهِ
وشِيمةُ جَدِّي شِيمةُ الخَائِفِ الأبِي
وقالت بنت حاتم للنبي ﷺ
يَا مُحَمَّد، هَلَكَ الوَالِدُ، وَغَابَ الوَافِدُ، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُخَلِّيَ عَنِّي فلَا تُشْمِتْ بِي أَحيَاءَ العَرَبِ، فَإِنِّي بِنْتُ سيِّد قومي، كَانَ أبي يَفُكُّ العَاني، ويحمي الذِّمَار، ويَقْرِي الضَّيْفَ، ويُشْبِعُ الجَائعَ، ويُفرِّج عَن المكروب، وَيُطْعم الطَّعَامَ، ويُفْشي السَّلَامَ، وَلم يَرُدَّ طَالبَ حَاجَةٍ قطُّ، أنَا بنْتُ حاتمِ طيٍّ. فَقَالَ لها النَّبِيُّ ﷺ: يَا جَارِيَةُ، هَذِه صفةُ المُؤمن، لَو كَانَ أَبوك إِسْلَامِيًّا لترحَّمْنا عَلَيْهِ. خَلُّوا عَنْهَا؛ فَإِنَّ أَبَاهَا كَانَ يُحِبُّ مَكَارِمَ الأَخْلَاقِ.
وقال زهير بن أبي سُلمى من معلَّقته المشهورة
وأَعْلَمُ عِلْمَ اليَوْمِ وَالأَمْسِ قَبْلَهُ
وَلَكِنَّنِي عَنْ عِلْمِ مَا فِي غَدٍ عَمِي
رَأَيْتُ المَنَايَا خَبْطَ عَشْوَاءَ مَنْ تُصِبْ
تُمِتْهُ وَمَنْ تُخْطِئْ يُعَمَّرْ فَيَهْرَمِ
وَمَنْ لَا يُصَانِعْ فِي أُمُورٍ كَثِيرَةٍ
يُضَرَّسْ بِأَنْيَابٍ وَيُوطَأْ بِمَنْسِمِ
وَمَنْ يَجْعَلِ المَعْروفَ مِنْ دُونِ عِرْضِهِ
يَفِرْهُ وَمَنْ لا يَتَّقِ الشَّتْمَ يُشْتَمِ
وَمَنْ يَكُ ذَا فَضْلٍ فَيَبْخَلْ بِفَضْلِهِ
عَلَى قَوْمِهِ يُسْتَغْنَ عَنْهُ وَيُذْمَمِ
وَمَنْ يُوْفِ لا يُذْمَمْ وَمَنْ يَهْدِ قَلْبَهُ
إِلَى مُطْمَئِنِّ البِرِّ لَا يَتَجَمْجَمِ
وَمَنْ هَابَ أَسْبَابَ المَنَايَا يَنَلْنَهُ
وَإِنْ يَرْقَ أَسْبَابَ السَّمَاءِ بِسُلَّمِ
وَمَنْ يَجْعَلِ المَعْرُوفَ فِي غَيْرِ أَهْلِهِ
يَكُنْ حَمْدُهُ ذَمًّا عَلَيْهِ وَيَنْدَمِ
وَمَنْ يَعْصِ أَطْرَافَ الزِّجَاجِ فَإِنَّهُ
يُطِيعُ العَوَالِي رُكِّبَتْ كُلَّ لَهْذَمِ
وَمَنْ لَمْ يَذُدْ عَنْ حَوْضِهِ بِسِلاحِهِ
يُهَدَّمْ وَمَنْ لَا يَظْلِمِ النَّاسَ يُظْلَمِ
وَمَنْ يَغْتَرِبْ يَحْسَبْ عَدُوًّا صَدِيقَهُ
وَمَنْ لَا يُكَرِّمْ نَفْسَهُ لَا يُكَرَّمِ
وَمَهْمَا تَكُنْ عِنْدَ امْرِئٍ مِنْ خَلِيقَةٍ
وَإِنْ خَالَهَا تَخْفَى عَلَى النَّاسِ تُعْلَمِ
وَكَائِنْ تَرَى مِنْ صَامِتٍ لَكَ مُعْجِب
زِيَادَتُهُ أَو نَقْصُهُ فِي التَّكَلُّمِ
لِسَانُ الفَتَى نِصْفٌ وَنِصْفٌ فُؤَادُهُ
فَلَمْ يَبْقَ إلَّا صُورَةُ اللَّحْمِ وَالدَّمِ
(٦١) غيلان بن سلمة عند كسرى (جاهلي)
خرج أبو سُفْيان في جماعة من قريش يريدون العِراقَ بتجارةٍ، فلما ساروا ثلاثًا جَمَعَهم أبو سفيان فقال لهم: إنَّا من مَسيرنا هذا لعَلَى خَطَر مَا قُدُومُنا على مَلِك جَبَّار لمْ يأذَنْ لنَا في القُدُوم عليه، ولَيْسَتْ بلادُه لَنَا بِمَتْجَر، ولكنْ أيُّكُم يذهبُ بالعِير، فإنْ أُصِيبَ فنحن بَرَاءٌ مِنْ دمِه، وإنْ غَنِم فلهُ نِصْفُ الرِّبْح؟ فقال غَيْلَان بن سلمة: دَعُونِي إذَن فأنا لها، فلمَّا قدِمَ بلادَ كسرى تَخَلَّق ولَبِس ثَوْبَين أَصْفَرين، وشَهَر أمرَه، وجلس بباب كسرى حتى أذِن له، فدخل عليه وبينهما شُبَّاكٌ من ذَهَب، فخرج إليه التَّرْجُمان وقال له: يقول لكَ الملكُ: ما أدْخلَكَ بلادي بغير إذني؟ فقال: قُلْ له: لسْتُ من أهلِ عداوةٍ لك، ولا أتَيْتك جاسُوسًا لضدٍّ من أضْدادك، وإنَّما جئتُ بتجارةٍ تسْتمتع بها، فإنْ أردتَها فهي لك، وإنْ لم تُردْها وأذنتَ في بيعها لرعيَّتك بعْتُها، وإنْ لم تأذنْ في ذلك رددْتُها. قال: فإنَّه لَيتكلَّم إذْ سمع صوت كسرى فسجد، فقال له الترجمان: يقول لك الملكُ: لِمَ سجدتَ؟ فقال: سمعتُ صوتًا عاليًا حيث لا ينبغي لأحد أنْ يعلوَ صوتُه إجْلالًا للملك، فعلِمتُ أنَّه لم يُقدِم على رفع الصوت هناك غيرُ الملك، فسجدتُ إعظامًا له. قال: فاستحسَنَ كسرى ما فعل، وأمر له بمِرْفَقَةٍ تُوضَع تحتَه. فلمَّا أُتِي بها رأى عليها صورة الملك، فوضَعها على رأسه، فاستجهَلَه كسرى واستحْمَقَه،
وقال للتَّرْجُمان:
قُلْ له: إنَّما بعثْنا بهذه لتجلس عليها،
قال: قد علمتُ، ولكنِّي لمَّا أُتِيتُ بها رأيتُ عليها صورة الملك فلم يكنْ حقُّ صورته على مِثلي
أن يجلسَ عليها ولكن كان حقُّها التعظيم، فوضعتُها على رأسي لأنَّه أشرفُ أعضائي وأكرمُها عليَّ. فاستحسن فعلَه جدًّا، ثم قال له: ألَكَ ولدٌ؟ قال: نعم. قال: فأيُّهم أحبُّ إليك؟ قال: الصَّغير حتى يَكْبَر، والمريض حتى يَبْرَأ، والغائب حتى يَؤُوب. فقال كسرى: زِهْ، ما أدخلَكَ عليَّ، ودلَّكَ على هذا القول والفعل إلَّا حَظُّك، فهذا فعل الحكماء وكلامُهم، وأنت من قومٍ جُفاةٍ لا حكمة فيهم، فما غِذاؤك؟ قال: خبز البُرِّ. قال: هذا العقل من البُرِّ لا من اللَّبن والتَّمر. ثم اشترى منه التِّجارة بأضعاف ثمنها وكَسَاه، وبَعَث معه من الفُرْس من بَنَى له أُطُمًا بالطائف، فكان أوَّل أُطُمٍ بُنِي بها.
فترة الأقامة :
3718 يوم
معدل التقييم :
زيارات الملف الشخصي :
506
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
4.35 يوميا
عطر الجنة
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى عطر الجنة
البحث عن كل مشاركات عطر الجنة