الموضوع
:
أدبيات اللغة العربية
عرض مشاركة واحدة
07-01-2021
#
19
إدارة قناة اليوتوب
بيانات اضافيه [
+
]
رقم العضوية :
426
تاريخ التسجيل :
Mar 2014
أخر زيارة :
منذ 12 ساعات (08:48 PM)
المشاركات :
16,181 [
+
]
التقييم :
9330
MMS ~
لوني المفضل :
Darkturquoise
رد: أدبيات اللغة العربية
(٨١) بَلَغَ السَّيْلُ الزُّبَى
هي جمع زُبْيَة، وهي حُفْرة تُحْفَر للأسد إذا أرادوا صَيْده، وأصلُها الرَّابية لا يَعْلُوها الماء، فإذا بلغها السيل كان جارفًا مُجْحِفًا. يُضرب لمن جاوز الحدَّ.
قال المُؤَرِّج:
حدثني سعيد بن سماك بن حرب عن أبيه عن ابن المعتمِر قال: أُتِيَ مُعاذ بن جبل بثلاثة نَفَر قتلهم أسد في زُبْيَة، فلم يدر كيف يُفتِيهم، فسأل عليًّا — رضي الله عنه — وهو مُحْتَبٍ بفِناء الكعبة، فقال: قُصُّوا عليَّ خبركم، قالوا: صِدْنا أَسَدًا في زُبْية، فاجتمعنا عليه، فتدافع الناسُ عليه، فَرَمَوْا برجل فيها، فتعلَّق الرجل بآخَرَ، وتعلَّق الآخر بآخر، فَهَوَوْا فيها ثلاثتُهم، فقضَى فيها عليٌّ — رضي الله عنه — أن للأول رُبُعَ الدِّيَة،
وللثاني النصف، وللثالث الدية كلها، فأَخْبَر النبي ﷺ بقضائه، فقال: لقد أَرْشَدَكَ اللهُ للحق.
(٨٢) تَطْلُبُ أَثَرًا بَعْدَ عَيْن
العَيْن: المُعَاينة. يُضرب لمن ترك شيئًا يَرَاه ثم تَبِع أَثَرَه بعد فَوْت عيْنه.
قال الباهلي: أوَّلُ من قال ذلك مالك بن عمرو العاملي. وفي كتاب أبي عبيد مالك بن عمرو الباهلي، قال:
وذلك أن بعض ملوك غَسَّان كان يطلب في عامِلَةَ ذَحْلًا، فأخذ منهم رجلين يقال لهما مالك وسِمَاك ابنا عمرو، فاحتبسهما عنده زمانًا، ثم دعاهما فقال لهما: إنِّي قاتلٌ أحَدَكما، فأيُّكما أقتل؟ فجعل كل واحدٍ منهما يقول: اقتلني مكان أخي، فلما رأى ذلك قتل سماكًا وخلَّى سبيل مالك، فقال سِماك حين ظن أنه مقتول:
أَلَا مَنْ شَجَتْ لَيْلَةٌ عَامِدَةْ
كَمَا أَبَدًا لَيْلَةٌ وَاحِدَةْ
فَأَبْلِغْ قُضَاعَةَ إنْ جِئْتَهُمْ
وَخُصَّ سَرَاةَ بَنِي سَاعدَةْ
وَأَبْلِغْ نِزَارًا عَلَى نَأْيِها
بِأنَّ الرِّمَاحَ هِيَ العَائدَةْ
وَأُقْسِمُ لَوْ قَتَلُوا مَالِكًا
لَكُنْتُ لَهُمْ حَيَّةً رَاصِدَةْ
بِرَأْسِ سَبِيلٍ عَلَى مَرْقَبٍ
وَيَوْمًا عَلَى طُرُقٍ وَارِدَةْ
فَأمُّ سِمَاكٍ فَلا تَجْزَعِي
فَلِلْمَوْتِ مَا تلِدُ الوَالِدَةْ
وانصرف مالك إلى قومه، فلبث فيهم زمانًا، ثم إن رَكْبًا مرُّوا وأحدهم يتغنى بهذا البيت:
وأُقْسِمُ لَوْ قَتَلُوا مَالِكًا
لَكُنْتُ لَهُمْ حَيَّةً رَاصِدَةْ
فسمعت بذلك أمُّ سماك فقالت: يا مالك، قبَّح الله الحياةَ بعد سماك! اخْرُجْ في الطلب بأخيك، فخرج في الطلب، فلقي قاتلَ أخيه يسير في ناسٍ من قومه، فقال: مَنْ أحَسَّ لي الجمل الأحمر، فقالوا له، وعرفوه: يا مالك، لك مئةٌ من الإبل فكُفَّ، فقال: لا أطلب أثرًا بعد عَين، فذهبت مثلًا، ثم حَمَل على قاتل أخيه فقتله، وقال في ذلك:
يَا رَاكِبا بَلِّغَا وَلَا تَدَعَا
بَنِي قُمَيْر وَإنْ هُمُو جَزِعُوا
فَلْيَجِدُوا مِثْلَ مَا وَجَدْتُ فَقَدْ
كُنْتُ حَزِينًا قَدْ مَسَّنِي وَجَعُ
لَا أَسْمَعُ اللهْوَ فِي الحَدِيثِ وَلَا
يَنْفَعُنِي فِي الفِرَاشِ مُضْطَجَعُ
لَا وَجْد ثَكْلَى كَمَا وَجَدْتُ وَلَا
وَجْد عَجُولٍ أضَلَّها رُبَعُ
وَلَا كَبِير أضَلَّ ناقَتَهُ
يَوْمَ تَوَافَى الحَجِيجُ واجْتَمَعُوا
يَنْظُرُ فِي أوْجُهِ الرِّكابِ فَلَا
يَعْرِفُ شيئًا والوَجْهُ مُلْتَمِعُ
جَلَّلْتُه صَارِمَ الحَدِيدَة كَالْـ
ـمِلْحِ وَفِيهِ سَفَاسِقٌ٢ لُمَعُ
بَيْنَ ضُمَيْر وَبَاب جِلِّق فِي
أَثْوَابِهِ مِنْ دِمَائِهِ بَقَعُ
أَضْرِبُهُ باديًا نَوَاجِذُه
يَدْعُو صَدَاهُ وَالرَّأْسُ مُنْصَدِعُ
بَنِي قُمَير قَتَلْتُ سَيِّدَكُم
فَاليَوْمَ لَا رَنَّةٌ وَلَا جَزَعُ
فَاليَوْمَ قُمْنَا عَلَى السَّوَاءِ فَإِنْ
تَجْوَوْا فَدَهْرِي وَدَهْرُكُمْ جُرَعُ
(٨٣) جَاوِرِينَا وَاخْبُرِينَا
قال يونس: كان رجلان يتعشقان امرأةً، وكان أحدهما جميلًا وَسيمًا، وكان الآخر دَميمًا تقْتحمه العين، فكان الجميل منهما يقول: عاشرينا وانظري إلينا، وكان الدميم يقول: جاوِرِينا واخْبُرِينا، فكانت تُدْنِي الجميل، فقالت: لأخْتبرنَّهما، فقالت لكل واحد منهما أن يَنْحَر جَزُورًا، فأتتهما متنكِّرة، فبدأت بالجميل فوجَدَتْه عند القِدْرِ يَلْحَس الدَّسَم ويأكل الشحم، ويقول: احتفظوا كل بيضاء لِيَهْ، يعني الشحم، فاستطعمتْه فأمر لها بِثِيل الجَزور، فوُضع في قَصْعتها، ثم أتت الدَّمِيم فإذا هو يَقْسِم لحم الجزور ويُعْطي كل مَنْ سأله، فسألتْه فأمر لها بأطايِبِ الجزور فوُضِع في قَصْعَتها، فرَفَعَت الذي أعطاها كلُّ واحدٍ منهما على حِدَةٍ، فلما أصبحا غَدَوا إليها فوضَعَتْ بين يديْ كل واحد منهما ما أعطاها، وأقصَت الجميل، وقرَّبت الدميم، ويقال إنها تزوجته. يُضرب في القبيح المنظر الجميل المَخْبَر.
(٨٤) الجَرْعُ أَرْوَى وَالرَّشِيفُ أَنْقَعُ
الرَّشْفُ والرَّشِيف: المصُّ للماء، والجَرْع: بَلْعه، والنَّقْعُ: تسكين الماء للعطش، أي أن الشراب الذي يُتَرَشَّفُ قليلًا قليلًا أَقْطَعُ للعطش وأَنْجَع وإن كان فيه بطء، وقوله: أرْوى، أي أَسْرَعُ رِيًّا، وقوله: أنْقَع، أي أَثْبَتُ وأدْوَم رِيًّا، من قولهم: سُمٌّ ناقع، أي ثابت. يُضرب لمن يقع في غنيمة فيؤمر بالمبادرة والاقتطاع لمَا قدر عليه قبل أن يأتيه مَنْ ينازعه. وقيل: معناه أن الاقتصاد في المعيشة أبلغ وأَدْوَمُ من الإسراف فيها.
(٨٥) الجَارُ ثُمَّ الدَّارُ
هذا كقولهم: الرفيق قبل الطريق، وكلاهما يُرْوى عن النبي ﷺ قال أبو عبيد: كان بعضُ فقهاء أهل الشام يُحدِّثُ بهذا الحديث، ويقول: معناه إذا أرَدْتَ شراء دارٍ فَسَلْ عن جِوَارها قبل شرائها.
(٨٦) حَسْبُكَ مِنْ شَرٍّ سَمَاعُه
أي اكْتَفِ من الشر بسماعه ولا تُعَايِنْه، ويجوز أن يريد: يَكْفِيك سَمَاعُ الشَّر، وإن لم تُقْدِمْ عليه ولم تُنْسب إليه. قال أبو عبيد: أخبرني هشام بن الكَلْبي أن المثل لأم الربيع بن زياد العبسي، وذلك أن ابنها الربيع كان أَخَذ من قيس بن زُهير بن جَذِيمة دِرْعًا، فعرض قيس لأم الربيع وهي على راحلتها في مَسِيرٍ لها، فأراد أن يذهب بها ليَرْتَهِنَها بالدرع، فقالت له: أين عَزَبَ عنك عَقْلُك يا قيس؟! أَتَرَى بني زياد مُصَالحيك وقد ذهبْتَ بأمهم يمينًا وشمالًا، وقال الناس ما قالوا أو شاءوا، وإنَّ حسْبَك من شر سماعه؟ فذهبت كلمتها مثلًا، تقول: كَفَى بالمَقَالة عارًا وإن كان باطلًا. يُضرب عند العار والمقالة السيئة وما يُخاف منها. وقال بعض النساء الشواعر:
سَائِلْ بِنَا فِي قَوْمِنَا
وَلْيَكْفِ مِنْ شَرٍّ سَمَاعُهْ
وكان المُفَضَّل فيما حُكِي عنه يذكر هذا الحديث ويسمي أم الربيع ويقول: هي فاطمة بنت الخُرْشُب، من بني أنمار بن بَغيض.
(٨٧) حِلْمي أَصَمُّ وأُذْنِي غَيْرُ صَمَّاءِ
أي أُعْرِضُ عن الخَنَا بحِلْمي وإنْ سمعْتُه بأذني.
(٨٨) حَسْبُكَ مِنْ غِنًى شِبَعٌ وَرِيٌّ
أي اقْنَعْ من الغِنى بما يُشْبِعك ويُرْوِيك، وجُدْ بما فَضَلَ. وهذا المثل لامرئ القيس يذكر مِعْزًى كانت له فيقول:
إذَا مَا لَمْ تكُنْ إبِلٌ فمِعْزى
كأنَّ قُرُونَ جِلَّتِها العِصِيُّ
فَتَمْلأُ بيْتَنا أَقِطًا وسَمْنا
وحَسْبُك مِنْ غِنًى شِبَعٌ وَرِيُّ
قال أبو عبيد: وهذا يحتمل معنيين، أحدهما يقول: أعْطِ كل ما كان لك وراء الشِّبع والري، والآخر: القَنَاعة باليسير، يقول: اكْتَفِ به ولا تطلب ما سوى ذلك. والأوَّل الوَجْهُ، لقوله في شعر له آخر، وهو:
وَلَوْ أنَّمَا أَسْعَى لأدْنَى مَعيشةٍ
كفاني وَلَمْ أَطْلُبْ قليلٌ من المال
ولكنَّمَا أَسْعَى لمجدٍ مُؤَثَّلٍ
وقد يُدْرِكُ المجدَ المُؤَثَّلَ أَمْثَالِي
وَمَا المرءُ ما دامَتْ حُشَاشَةُ نَفْسِه
بمُدْرِك أَطْرَاف الخُطُوبِ وَلَا آلِ
فقد أخْبَرَ ببُعْد همَّته وقدره في نفسه.
(٨٩) الحَدِيثُ ذُو شُجُون
أي ذو طُرُقٍ، الواحدُ شَجْنٌ بسكون الجيم، والشَّواجن: أوديةٌ كثيرة الشجر، الواحدةُ شَاجِنة، وأصْلُ هذه الكلمة الاتصالُ والالتفاف، ومنه الشجنة، والشِّجْنَةُ: الشجرة المُلْتفَّة الأغصان. يُضرب هذا المثل في الحديث يُتَذَكَّر به غيره. وقد نظَم الشيخ أبو بكر علي بن الحسين القِهِستاني هذا المثَل ومثلًا آخر في بيت واحد وأحسن ما شاء، وهو
:
تَذَكَّرَ نَجْدًا والحديثُ شُجُونُ
فَجُنَّ اشْتِيَاقًا والجُنُونُ فُنُونُ
وأوَّل من قال هذا المثل ضَبَّة بن أُدِّ بن طابِخَة بن إلياس بن مُضَر، وكان له ابنان، يقال لأحدهما سَعْد وللآخر سُعَيْد، فنفرت إبل لضبة تحت الليل، فَوَجَّه ابنيه في طَلَبها فتفرقا، فوجَدَها سعد فردَّها، ومضى سعيد في طلبها فلقيه الحارث بن كعب، وكان على الغلام بُرْدَانِ فسأله الحارث إيَّاهما فأبى عليه فقتله وأخذ بُرْدَيْه، فكان ضبة إذا أمسى فرأى تحت الليل سَوَادًا قال: أسَعْد أم سُعَيْد؟ فذهب قوله مثلًا يُضْرب في النجاح والخيبة. فمكث ضبة بذلك ما شاء الله أن يمكث، ثم إنه حجَّ فوَافَى عُكَاظَ فلقي بها الحارث بن كعب ورأى عليه بُرْدَىْ ابنه سُعَيْد فعرفهما، فقال له: هل أنت مُخْبِري ما هذان البردان اللذان عليك؟ قال: بلى، لقيتُ غلامًا وهُمَا عليه، فسألته إيَّاهما فأبى عليَّ فقتلته وأخذتُ بُرْدَيه هذين، فقال ضبة: بسيفك هذا؟ قال: نعم، فقال: فأعْطِنيه أنظر إليه فإني أظنه صارمًا، فأعطاه الحارث سيفه، فلما أخَذَه من يده هَزَّهُ وقال: الحديث ذو شجون، ثم ضربه به حتى قتله، فقيل له: يا ضبة أفي الشهر الحرام؟! فقال: سَبَقَ السَّيف العَذَل. فهو أول مَنْ سارت عنه هذه الأمثال الثلاثة. قال الفرزدق:
لا تَأمنَنَّ الحَرْبَ إنَّ اسْتِعَارَها
كَضَبَّةَ إذْ قال الحَدِيثُ شُجُونُ
(٩٠) خطبة أبي بكر الصديق — رضي الله عنه — يوم السَّقيفة
حمد الله وأثنى عليه، ثم قال:
أيُّها الناس، نَحن المُهَاجِرُونَ، أول النَّاس إسلامًا، وأكرمهم أحْسابًا، وأوسطهم دَارًا، وأَحْسَنهم وُجُوهًا، وَأكْثر النَّاس ولادَةً فِي العَرَب، وأمسُّهم رحمًا برَسُول الله ﷺ. أسْلمْنَا قبلكُمْ، وَقُدِّمنا في القُرْآن عَلَيْكُم، فقال تبارك وتعالى: وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ فنحن المهاجرون وأنْتم الأنصار، إخْوَانُنَا فِي الدِّين، وشركاؤنا فِي الْفَيْء، وأنصارنا على العَدوِّ، آويْتُم، وواسَيْتم، فجزاكم الله خيرًا! فنحن الأُمَرَاء، وأَنْتُم الوزراء. لَا تدين العَرَب
إِلا لهَذَا الحَيِّ من قُرَيْش، فلا تَنْفَسُوا على إخْوَانكُم المُهَاجِرين مَا منحهم الله من فضله.
فترة الأقامة :
3718 يوم
معدل التقييم :
زيارات الملف الشخصي :
506
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
4.35 يوميا
عطر الجنة
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى عطر الجنة
البحث عن كل مشاركات عطر الجنة