الموضوع
:
أدبيات اللغة العربية
عرض مشاركة واحدة
07-01-2021
#
20
إدارة قناة اليوتوب
بيانات اضافيه [
+
]
رقم العضوية :
426
تاريخ التسجيل :
Mar 2014
أخر زيارة :
منذ 14 ساعات (08:48 PM)
المشاركات :
16,181 [
+
]
التقييم :
9330
MMS ~
لوني المفضل :
Darkturquoise
رد: أدبيات اللغة العربية
(٩١) خطبة أبي بكر الصديق — رضي الله عنه — عند وفاة النبي ﷺ
أيُّها النَّاس، من كان يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حيٌّ لا يموت، وإن الله قد تقدَّم إليكم في أمره فلا تَدَعوه جَزَعًا، وإن الله قد اختار لنبيه ما عنده على ما عندكم، وقَبَضه إلى ثوابه، وخلَّف فيكم كتابه وسُنَّة نبيه، فمن أخذ بهما عُرِف، ومن فرَّق بينهما أُنْكِر.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ ولا يَشْغَلنَّكم الشيطان بموت نبيكم، ولا يَفْتِننَّكم عن دينكم، فعاجلوه بالذي تُعْجِزونه، ولا تَسْتَنْظروه فيَلْحق بكم.
(٩٢) عهد أبي بكر — رضي الله عنه — عند موته
مما رُوي عنه — رضي الله عنه — حيث عَهِد عند موته، وهو:
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا ما عهد به أبو بكر خليفة محمد رسول الله ﷺ عند آخر عهده بالدنيا وأوَّل عهده بالآخرة، في الحال التي يؤمن فيها الكافر ويَتَّقي فيها الفاجر: إِنِّي اسْتَعْملتُ عَلَيْكُم عمر بن الخطاب، فَإِنْ بَرَّ وعَدَل فَذَلك علمي بِهِ، ورأيي فِيهِ، وَإِنْ جَارَ وَبدَّل فَلَا علم لي بِالغَيْبِ، وَالخَيْرَ أردْتُ، وَلكُل امْرِئ مَا اكْتسب، وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ.
ومما يُؤثر من هذه الآداب ويُقدَّم قول عمر بن الخطاب — رضي الله تعالى عنه — في أول خطبة خطبها:
قال العُتْبي: لم أرَ أقل منها في اللفظ، ولا أكثر في المعنى، حَمِد الله وأثنى عليه بما هو أهله، وصلى على نبيه محمد ﷺ، ثم قال: أَيُّهَا النَّاس، إِنَّه وَالله مَا فِيكُم أحد أقوى عِنْدِي من الضَّعِيف حَتَّى آخذ الحق لَهُ، وَلَا أَضْعَف عِنْدِي من الْقوي حَتَّى آخذ الحقَّ مِنْهُ. ثمَّ نزل.
قال أبو الحسن: قد رُوِّينا هذه الخطبة التي عزاها إلى عمر بن الخطاب عن أبي بكر — رضي الله عنهما — وهو الصحيح.
قال أبو العباس: ومن ذلك رسالته في القضاء إلى أبي موسى الأشعري، وهي التي جمع فيها جُمَل الأحكام واختصرها بأجود الكلام، وجعل الناسُ بعده يتَّخذونها إمامًا، ولا يجد مُحِقٌّ عنها مَعْدِلًا، ولا ظالمٌ عن حدودها محيصًا.
(٩٣) رسالة عمر — رضي الله عنه — في القضاء لأبي موسى الأشعري
بسم الله الرحمن الرحيم، من عبد الله عمر بن الخطاب أمير المؤمنين إلى عبد الله بن قيس. سلامٌ عليك، أما بعد، فإنَّ القضاء فريضة مُحكمة، وسنَّة متَّبعة، فافهم إذا أُدْلي إليك، فإنه لا ينفع تكلُّم بحق لا نفاذ له: آسِ بين الناس في وجهك، وعدلك، ومجلسك؛ حتى لا يطمع شريف في حَيْفك، ولا يَيْأَس ضعيف من عدلك. البيِّنة على من ادَّعى، واليمين على من أنكر. والصُّلح جائز بين المسلمين، إلا صلحًا أحل حرامًا، أو حرَّم حلالًا.
لا يمْنعنَّك قضاءٌ قضيتَه اليوم فراجعت فيه عقلك، وهُديت فيه لرشدك، أن ترجع إلى الحق،
فإن الحق قديمٌ، ومُراجَعة الحق خيرٌ من التَّمادي في الباطل. الفهمَ الفهمَ فيما تَلَجْلَجَ في صدرك مما ليس في كتاب ولا سنة، ثم اعرف الأشياء والأمثال، فقِسِ الأمور عند ذلك، واعمِدْ إلى أقربها إلى الله، وأشبهها بالحقِّ. واجعل لمن ادَّعى حقًّا غائبًا أو بيِّنة أمدًا ينتهي إليه، فإن أحضر بينته أخذْتَ له بحقه، وإلَّا استحلَلْتَ عليه القضية، فإنه أنفى للشك، وأجلى للعمى. المسلمون عدولٌ بعضهم على بعض، إلَّا مجلودًا في حدٍّ أو مجرَّبًا عليه شهادة زور،
أو ظَنِينًا في ولاء أو نسب، فإن الله تولَّى منكم السرائر، ودَرَأَ بالبيِّنات والأَيْمان.
وإياك والغَلَقَ والضَّجَر، والتَّأذِّي بالخصوم والتَّنكُّر عند الخصومات، فإن الحق في مواطن الحق يُعْظِم اللهُ به الأجر، ويحسن به الذُّخْر. فمن صحَّت نيته، وأقبل على نفسه كفاه الله ما بينه وبين الناس، ومن تخلَّق للناس بما يعلم الله أنه ليس من نفسه شانَه الله، فما ظنُّك بثواب غير
الله — عز وجل — في عاجل رزقه وخزائن رحمته. والسلام.
(٩٤) خطبة لسيدنا علي
تحدَّث ابن عائشة في إسنادٍ ذكره أن عليًّا — رضي الله عنه — انتهى إليه أن خيلًا لمعاوية وردت الأنبار، فقتلوا عاملًا له يقال له حسَّان بن حسَّان، فخرج مُغْضَبًا يجرُّ ثوبَه حتى أتى النُّخَيْلة، واتَّبعه الناس، فرَقِي رَبَاوَةً من الأرض، فحمد الله وأثنى عليه، وصلى على نبيه ﷺ،
ثم قال: أما بعد، فإن الجهاد بابٌ من أبواب الجنة، فمن تركه رغبةً عنه ألبسه الله الذل، وسِيماء الخسف، ودُيِّث بالصغار. وقد دعوتكم إلى حرب هؤلاء القوم ليلًا ونهارًا، وسرًّا وإعلانًا، وقلت لكم: اغزوهم من قبل أن يغزوكم، فوالذي نفسي بيده، ما غُزِي قومٌ قطُّ في عقر دارهم إلا ذَلُّوا، فتَخَاذَلْتم وتَوَاكَلْتم، وثَقُل عليكم قولي، واتَّخذْتُموه وراءكم ظِهْرِيًّا حتى شُنَّت عليكم الغارات. هذا أخو غامد، قد وردت خيله الأنبار، وقتلوا حسَّان بن حسَّان، ورجالًا منهم كثيرًا ونساءً، والذي نفسي بيده، لقد بلغني أنه كان يُدْخَل على المرأة المسلمة والمُعاهَدة، فَتُنْتَزع أحْجَالُهما ورِ
عَاثُهما ثم انصَرَفُوا موفورين، لم يُكْلَم أَحدٌ منهم منهم كَلْمًا. فلو أن امرأً مسلمًا مات من دون
هذا أسفًا ما كان عندي فيه مَلُومًا، بل كان به عندي جديرًا.
يا عجبًا كلَّ العجب! عجبٌ يُميت القلب، ويشغل الفهم، ويُكثر الأحزان؛ من تضافر هؤلاء
القوم على باطلهم، وفشلِكم عن حقكم، حتى أصبحتم غرضًا تُرْمَوْن ولا تَرْمون، ويُغار عليكم ولا تَغِيرون، ويُعصى الله — عز وجل — فيكم وتَرْضَوْن. إذا قلت لكم: اغزوهم في الشتاء، قلتم: هذا أوان قَرٍّ وصِرٍّ، وإن قلت لكم: اغزوهم في الصيف، قلتم: هذا حَمَّارة القيظ، أَنْظِرنا يَنْصَرِم الحرُّ عنا! فإذا كنتم من الحر والبرد تفرُّون، فأنتم والله من السيف أفَرُّ. يا أشباه الرجال ولا رجال، ويا طَغَام الأحلام، ويا عقول ربَّات الحجال، والله لقد أفسدتم عليَّ رأيي بالعصيان، ولقد ملأتُم جَوْفي غيظًا، حتى قالت قريش: ابن أبي طالب رجلٌ شجاع، ولكن لا رأي له في الحرب. لله دَرُّهم! ومن ذا يكون أعلم بها مني، أو أشد لها مِراسًا؟ فوالله، لقد نهضت فيها وما بلَغت العشرين، ولقد نَيَّفت اليوم على الستين، ولكن لا رأي لمن لا يُطاع. يقولها ثلاثًا. فقام إليه رجل ومعه أخوه (الرجل وأخوه يُعرفان بابنَيْ عفيف من الأنصار)، فقال: يا أمير المؤمنين،
أنا وأخي هذا كما قال الله تعالى: رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي، فمرنا بأمرك، فوالله، لنَنْتَهينَّ إليه ولو حال بيننا وبينه جَمْرُ الغَضَى، وشوك القَتَاد. فدعا لهما بخير، ثم قال لهما:
وأين تقعان مما أريد؟! ثم نزل.
(٩٥) تواضع عمر بن الخطاب رضي الله عنه
بلغ عمر بن الخطاب — رَضِي الله عَنهُ — أَن قومًا يُفضِّلونه على أبي بكر الصدِّيق، رَضِي الله عَنهُ؛ فَوَثَبَ مُغْضَبًا حَتَّى صعِد المِنْبَر، فحمدَ الله وَأثْنَى عليه، وَصلى على نبيه ﷺ، ثمَّ قال:
أيُّها الناس، إنِّي سأخبركم عني وَعَن أبي بكر؛ إنَّه لما تُوُفِّي رَسُول الله ﷺ ارْتَدَّت العَرَب، ومنَعَتْ شَاتهَا وبعيرها، وأجمع رَأْيُنَا كلُّنا — أصْحَابَ مُحَمَّدٍ ﷺ — أن قُلْنَا له: يَا خَليفَة
رَسُول الله، إِن رَسُول الله ﷺ كَانَ يُقَاتل العَرَب بِالوَحْي وَالمَلَائِكَة يُمِدُّه اللهُ بهم،
وَقد انْقَطع ذَلِك اليَوْم، فَالْزَمْ بَيْتَك ومسجدَك، فَإِنَّهُ لَا طَاقَة لَك بقتال العرب.
فَقَالَ أَبُو بكر الصديق: أَوَكلُّكُمْ رَأْيه على هَذَا؟ فَقُلْنَا: نعم. فَقَالَ: وَاللهِ، لَأنْ أخِرَّ من السَّمَاء فتخَطَّفني الطيرُ أحبُّ إليَّ من أَن يكون هَذَا رَأيِي. ثمَّ صعِد المِنْبَر، فَحَمِدَ الله وَكبَّره، وَصلى على نبيه ﷺ، ثمَّ أقبل على النَّاس فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاس، من كَانَ يعبد مُحَمَّدًا فَإِن مُحَمَّدًا قد مَاتَ،
وَمن كَانَ يعبد الله فَإِن الله حيٌّ لَا يَمُوت. أَيها النَّاس، أئن كثر أعداؤكم وَقلَّ عددكم، ركب الشَّيْطَان مِنْكُم هَذَا المركب؟ وَالله، لَيُظْهرَنَّ الله هَذَا الدِّين على الأَدْيَان كلِّهَا وَلَو كرِه المُشْركُونَ، قولُه الحق، ووعدُه الصدق؛ بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ، وكَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ وَاللهُ مَعَ الصَّابِرِينَ. والله أَيُّهَا النَّاس، لَو أُفْرِدتُ من جميعكم لجاهَدْتُهم فِي الله حقَّ جهاده حَتَّى أُبْلِي بنَفسِي عُذْرًا، أَو أقْتَلَ قتلًا. والله أَيُّهَا النَّاس، لَو مَنَعُونِي عِقَالًا لَجَاهدْتُهم عليه، واستعنْتُ عليهم بالله، وهو خير معِين. ثمَّ نزل فَجَاهد فِي الله حق جهاده حَتَّى أذْعَنت العَرَب بِالحَقِّ.
(٩٦) وكتب أبو عبيدة بن الجرَّاح ومعاذ بن جبل إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ينصحانه رضي الله تعالى عنهم
بسم الله الرحمن الرحيم
من أبي عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل إلى عمر بن الخطاب، سلامٌ عليك، فإنَّا نحمد إليك
الله الذي لا إله إلا هو، (أما بعد) فإنا عهِدناك وأمرُ نفسك لك مُهِمٌّ، فأصبحت — وقد وَلِيت أمر هذه الأمَّة أحمرِها وأسودِها — يجلس بين يديك الصديق والعدو، والشريف والوضيع، ولكلٍّ حصَّةٌ من العدل، فانظر كيف أنت يا عمر عند ذلك؟ وإنَّا نُحذِّرك يومًا تَعْنُو فيه الوجوه، وتَجِب له القلوب، وتنقطع فيه الحجج بحجة ملِكٍ قهَرَهم بجبروته، والخلق داخِرون له يرجون رحمته ويخافون عقابه. وإنَّا كنَّا نتحدَّث أن أمر هذه الأمة يرجع في آخر زمانها أن يكون إخوان العلانية أعداءَ السريرة. وإنَّا نعوذ بالله أن تُنْزل كتابنا سوى المنزل الذي نزل من قلوبنا،
فإنَّا إنما كتبنا إليك نصيحةً لك. والسلام.
فكتب إليهما:
بسم الله الرحمن الرحيم
من عمر بن الخطاب إلى أبي عبيدة عامر بن الجراح ومعاذ بن جبل، سلامٌ عليكما، أحمد إليكما الله الذي لا إله إلا هو، (أما بعد) فقد جاءني كتابكما تَزْعُمان أنه بلغكما أني وَلِيتُ أمر هذه الأمة أحمرِها وأسودِها يجلس بين يديَّ الصديق والعدو، والشريف والوضيع، وكتبتما أن انظر كيف أنت يا عمر عند ذلك، وأنه لا حول ولا قوة لعمر عند ذلك إلَّا بالله، كتبتما تُحَذِّراني ما حُذِّرت
به الأمم قبلنا، وقديمًا كان اختلاف الليل والنهار بآجال الناس يقرِّبان كل بعيد ويُبْلِيان
كل جديد، ويأتيان بكل موعود، حتى يصير الناسُ إلى منازلهم من الجنة أو النار، ثم تُوَفَّى كلُّ نفس بما كسبت إن الله سريع الحساب، كتبتما تزعمان أن أمر هذه الأمة يرجع في آخر زمانها أن يكون إخوان العلانية أعداءَ السريرة، ولستم بذاك، وليس هذا ذلك الزمان، ولكن زمان ذلك حين تظهر الرغبة والرهبة، وكتبتما تعوذان بالله أن أُنْزِل كتابكما مني سوى المنزل الذي نزل من قلوبكما. وإنما كتبتما نصيحة لي، وقد صدقتما، فتعهَّداني منكما بكتاب، ولا غنًى بي عنكما. والسلام عليكما.
فترة الأقامة :
3718 يوم
معدل التقييم :
زيارات الملف الشخصي :
506
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
4.35 يوميا
عطر الجنة
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى عطر الجنة
البحث عن كل مشاركات عطر الجنة