الموضوع
:
أدبيات اللغة العربية
عرض مشاركة واحدة
07-01-2021
#
21
إدارة قناة اليوتوب
بيانات اضافيه [
+
]
رقم العضوية :
426
تاريخ التسجيل :
Mar 2014
أخر زيارة :
منذ 5 ساعات (08:48 PM)
المشاركات :
16,181 [
+
]
التقييم :
9330
MMS ~
لوني المفضل :
Darkturquoise
رد: أدبيات اللغة العربية
(٩٧) خطبة سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه
إنَّ لكل شيء آفة، وإنَّ لكل نعمة عاهة، وإنَّ آفة هذه الأمة وعاهة هذه النعمة عيَّابون ظنَّانون، يُظهرون لكم ما تحبُّون، ويُسِرُّون ما تكرهون، يقولون لكم وتقولون، طَغَام مثل النَّعام، يَتْبعون أول ناعق، أحبُّ مواردهم إليهم النازح. لقد أقررتم لابن الخطاب بأكثر مما نقمتم عليَّ، ولكن وَقَمَكم وقَمَعَكم وزَجَرَكم زجْر النعام المُخَزَّمَة، والله إني لأقرب ناصرًا وأعز نفرًا، وأَقْمَن إن قلت هَلُمَّ أن تُجاب دعوتي من عمر. هل تَفْقِدون من حقوقكم شيئًا؟ فما لي لا أفعل في الحق ما أشاء؟ إذن فلِمَ كنتُ إمامًا؟!
(٩٨) ومن كلام سيدنا علي بن أبي طالب — عليه السلام — في التحريض على الحرب كان يقوله لأصحابه في بعض أيام صفِّين
معاشرَ المسلمين، استشعِروا الخشية، وتَجَلْبَبُوا السكينة، وعضُّوا على النَّواجذ؛ فإنه أَنْبَى للسُّيُوف عن الهام، وأَكْمِلوا اللَّأْمَة، وقَلْقِلُوا السيوف في أغمادها قبل سلِّها، والْحَظُوا الخَزْر، واطْعَنُوا الشَّزْر، ونافِحُوا بالظُّبَا، وصِلُوا السيوف بالخُطا، واعلموا أنكم بعين الله،
ومع ابن عم رسول الله — صل الله عليه وآله وسلم — فعاوِدُوا الكرَّ، واسْتَحْيُوا من الفَرِّ،
فإنه عارٌ في الأعقاب، ونارٌ يوم الحساب، وطِيبُوا عن أنفسكم نفسًا، وامشوا إلى الموت مشيًا سُجُحًا، وعليكم بهذا السواد الأعظم، والرواق المُطنَّب، فاضربوا ثَبَجَه؛ فإن الشيطان كامنٌ في كِسْرِه، قد قدَّم للْوَثْبة يدًا، وأخَّر للنكوص رجلًا، فصَمْدًا صمدًا، حتى ينجلي لكم عمود الحق، وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ.
(٩٩) ومن كلامٍ له عليه السلام
وقد قام إليه رجلٌ من أصحابه، فقال: نَهَيْتَنَا عن الحكومة ثم أمرتنا بها، فلم ندر أي الأمرين أرشد؟ فصَفَق عليه السلام إحدى يديه على الأخرى، ثم قال: هذا جَزَاءُ مَنْ تَرَكَ الْعُقْدَةَ، أَمَا وَاللهِ لَوْ أَنِّي حِينَ أَمَرْتُكُمْ بِما أَمَرْتُكُمْ بِهِ حَمَلْتُكُم عَلَى المَكْرُوهِ الَّذِي يَجْعَلُ اللهُ فِيهِ خَيْرًا، فَإِنِ اسْتَقَمْتُم هَدَيْتُكُم، وَإِنِ اعْوَجَجْتُم قَوَّمْتُكُم، وَإِنْ أَبَيْتُم تَدَارَكْتُكُم، لَكَانَتِ الوُثْقَى، وَلكِنْ بِمَنْ وَإِلَى مَنْ؟ أُرِيدُ أَنْ أُدَاوِيَ بِكُم وَأَنْتُم دَائي، كَنَاقِشِ الشَّوكَةِ بِالشَّوكَةِ، وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّ ضِلَعَها مَعَها. اللهُمَّ قَدْ مَلَّتْ أَطِبَّاءُ هذَا الدَّاءِ الدَّوِيِّ، وَكَلَّتِ النَّزْعَةُ بأَشْطان الرَّكِي. أَيْنَ القَوْمُ الذِينَ دُعُوا إِلَى الإسْلاَمِ فَقَبِلُوهُ؟ وَقَرَءُوا القُرْآنَ فَأَحْكَمُوهُ؟ وهِيجُوا إلى القِتَال فَوَلِهُوا وَلَهَ اللِّقَاحِ إلى أوْلَادِهَا، وَسَلَبُوا السُّيوف أغْمَادَها وأخَذُوا بأطراف الأرض زَحْفًا زَحْفًا وصَفًّا صَفًّا؟ بَعْضٌ هَلَكَ وَبَعْضٌ نَجَا، لا يُبَشَّرُون بالأَحْياء، ولا يُعَزَّوْن بالمَوْتى، مُرْهُ العيون من البُكَاء، خُمْص البُطُون مِنَ الصِّيام، ذُبْل الشِّفاهِ من الدُّعاء، صُفْرُ الألوان من السَّهَر، على وجوههم غَبَرة الخَاشعين، أولئك إخْوَانى الذَّاهِبُون،
فَحَقَّ لَنَا أنْ نَظْمَأ إليهم، ونَعَضَّ الأيْدِى على فراقهم. إنَّ الشَّيطانَ يُسَنِّي لكم طُرُقه، ويُريد أن يَحُلَّ دينكم عُقْدةً عقدةً، ويُعْطيَكم بالجماعة الفُرْقة، فاصْدِفُوا عن نَزَغَاته ونَفَثَاته، واقْبَلوا النَّصيحة ممَّن أهْداها إليكم، واعْقلُوها على أنْفُسِكم.
(١٠٠) ومن كلامٍ له — عليه السلام — لعمر بن الخطاب وقد استشاره في غزوة الفرس بنفسه
إنَّ هذا الأمر لم يكن نَصْرُه ولا خِذْلَانُه بكثرةٍ ولا قِلة، وهو دين الله الذي أظْهَرَه، وجُنْدُه الذي أعدَّه وأمدَّه، حتى بلغ ما بلغ وطَلَع حيثما طَلَع، ونحن على موعود من الله، والله مُنْجِزٌ وعده، وناصرٌ جُنْدَه، ومكان القيِّم بالأمر مكان النظام من الخَرَز يجمعه ويضمه، فإذا انقطع النظام تفرَّق الخرز وذهب، ثم لم يجتمع بحذافيره أبدًا، والعرب اليوم — وإن كانوا قليلًا — فهم كثيرون بالإسلام، عزيزون بالاجتماع، فكن قطبًا واستَدِر الرَّحَى بالعرب، وأَصْلِهم دونك نار الحرب، فإنك إن شخصت من هذه الأرض انْتَقَضت عليك العرب من أطرافها وأقطارها حتى يكون ما تدع وراءك من العورات أهم إليك مما بين يديك.
إنَّ الأعاجم إن ينظروا إليك غدًا يقولوا: هذا أصل العرب، فإذا قطعتموه استرحتم، فيكون ذلك أشد لكَلَبهم عليك وطمعهم فيك، فأمَّا ما ذكرت من مسير القوم إلى قتال المسلمين، فإنَّ الله — سبحانه — هو أكره لمسيرهم منك، وهو أقدر على تغيير ما يكره، وأمَّا ما ذكرت من عددهم، فإنَّا لم نكن نقاتل فيما مضى بالكثرة وإنما كنا نقاتل بالنَّصر والمعونة.
فترة الأقامة :
3718 يوم
معدل التقييم :
زيارات الملف الشخصي :
506
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
4.35 يوميا
عطر الجنة
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى عطر الجنة
البحث عن كل مشاركات عطر الجنة