الموضوع
:
أدبيات اللغة العربية
عرض مشاركة واحدة
07-01-2021
#
33
إدارة قناة اليوتوب
بيانات اضافيه [
+
]
رقم العضوية :
426
تاريخ التسجيل :
Mar 2014
أخر زيارة :
منذ 4 يوم (11:14 PM)
المشاركات :
16,207 [
+
]
التقييم :
9330
MMS ~
لوني المفضل :
Darkturquoise
رد: أدبيات اللغة العربية
(١٢١) وقال أبو الطَّيِّب يمدح أبا شُجاع فاتكًا وكان يلقَّب بالمجنون
لَا خَيْلَ عِندَكَ تُهْدِيهَا وَلَا مَالُ
فَلْيُسعِدِ النُّطقُ إِنْ لَمْ تُسعِدِ الحَالُ
وَاجْزِ الأَمِيرَ الَّذِي نُعْمَاهُ فَاجِئَةٌ
بِغَيرِ قَوْلٍ ونُعْمَى النَّاسِ أَقْوَالُ
فَرُبَّما جَزَتِ الإِحْسَانَ مُولِيَهُ
خَرِيدَةٌ مِنْ عَذارَى الحَيِّ مِكْسَالُ
وَإِنْ تَكُن مُحْكَمَاتُ الشَّكلِ تَمْنَعُنِي
ظُهُورَ جَرْيٍ فَلِي فِيهِنَّ تَصْهَالُ
ومَا شَكَرْتُ لِأَنَّ المَالَ فَرَّحَنِي
سِيَّانِ عِنْدِيَ إِكْثَارٌ وَإِقْلَالُ
لَكِنْ رَأَيْتُ قَبِيحًا أَنْ يُجَادَ لَنا
وأَنَّنَا بِقَضَاءِ الحَقِّ بُخَّالُ
فَكُنْتُ مُنْبِتَ رَوْضِ الْحَزْنِ بَاكَرَهُ
غَيْثٌ بِغَيرِ سِباخِ الأَرْضِ هَطَّالُ
غَيْثٌ يُبَيِّنُ لِلنُّظَّارِ مَوْقِعُهُ
أَنَّ الغُيوثَ بِما تَأتيهِ جُهَّالُ
لَا يُدرِكُ المَجدَ إِلَّا سَيِّدٌ فَطِنٌ
لِمَا يَشُقُّ عَلى السَّادَاتِ فَعَّالُ
لَا وارِثٌ جَهِلَت يُمنَاهُ مَا وَهَبَتْ
ولَا كَسُوبٌ بِغَيرِ السَّيْفِ سَئَّالُ
قَالَ الزَّمَانُ لَهُ قَوْلًا فَأَفْهَمَهُ
أنَّ الزَّمانَ عَلَى الإِمْسَاكِ عَذَّالُ
تَدْرِي القَناةُ إِذا اهْتَزَّتْ بِرَاحَتِهِ
أَنَّ الشَّقِيَّ بِهَا خَيْلٌ وَأَبْطَالُ
كَفَاتِكٍ وَدُخُولُ الكَافِ مَنْقَصَةٌ
كَالشَّمْسِ قُلْتُ وَما للشَّمْسِ أَمْثَالُ
القائِدُ الأُسْدَ غَذَّتْهَا بَراثِنُهُ
بِمِثْلِها مِنْ عِداهُ وَهْيَ أَشْبَالُ
القاتِلُ السَّيفَ في جِسمِ القَتيلِ بِهِ
وَلِلسُّيوفِ كَمَا لِلنَّاسِ آجَالُ
تَغيرُ عَنهُ عَلى الغَارَاتِ هَيْبَتُهُ
وَمَا لَهُ بِأَقَاصي البَرِّ أَهْمَالُ
لَهُ مِنَ الوَحْشِ مَا اخْتَارَتْ أَسِنَّتُهُ
عَيْرٌ وَهَيْقٌ وَخَنْساءٌ وَذَيَّالُ
تُمْسِي الضُّيُوفُ مُشَهَّاةً بِعَقْوَتِهِ
كَأَنَّ أَوْقَاتَها في الطِّيبِ آصَالُ
لَوِ اشْتَهَتْ لَحمَ قاريها لَبَادَرَها
خَرَاذِلٌ مِنهُ في الشِّيزَى وَأَوصالُ
لَا يَعرِفُ الرُّزْءَ في مَالٍ وَلَا وَلَدٍ
إِلَّا إِذَا احتَفَزَ الضِّيفانَ تَرْحَالُ
يُرْوِي صَدَى الْأَرْضِ مِنْ فَضْلَاتِ مَا شَرِبوا
مَحْضُ اللِّقَاحِ وصافِي اللَّوْنِ سَلْسَالُ
تَقْرِي صَوَارِمُهُ السَّاعَاتِ عَبْطَ دَمٍ
كَأَنَّمَا السَّاعُ نُزَّالٌ وقُفَّالُ
تَجِرِي النُّفُوسُ حَوَالَيْهِ مُخَلَّطَةً
مِنْهَا عُدَاةٌ وأَغْنَامٌ وَآبَالُ
لَا يُحْرِمُ البُعْدُ أَهْلَ البُعدِ نائِلَهُ
وَغَيرُ عاجِزَةٍ عَنهُ الأُطَيْفَالُ
أَمْضَى الفَريقَينِ في أَقرانِهِ ظُبَةً
والبِيضُ هَادِيَةٌ والسُّمْرُ ضُلَّالُ
يُرِيكَ مَخْبَرُهُ أَضْعَافَ مَنْظَرِهِ
بَيْنَ الرِّجَالِ وفِيها المَاءُ والآلُ
وَقَد يُلَقِّبُهُ المَجنونَ حَاسِدُهُ
إذا اخْتَلَطْنَ وبَعضُ العَقلِ عُقَّالُ
يَرْمِي بِها الْجَيْشَ لا بُدٌّ لَهُ ولَها
مِن شَقِّهِ وَلَوَ انَّ الجَيشَ أَجبالُ
إِذا العِدَى نَشِبَت فيهِم مَخالِبُهُ
لم يَجْتَمِعْ لَهُمُ حِلمٌ ورِيبَالُ
يَرُوعُهُم مِنهُ دَهرٌ صَرْفُهُ أَبَدًا
مُجَاهِرٌ وَصُروفُ الدَّهْرِ تَغتالُ
أَنَالَهُ الشَّرَفَ الأَعْلى تَقَدُّمُهُ
فَمَا الَّذِي بِتَوَقِّي مَا أَتَى نَالُوا
إذَا المُلُوكُ تَحَلَّتْ كانَ حِلْيَتَهُ
مُهَنَّدٌ وَأَصَمُّ الكَعبِ عَسَّالُ
أَبو شُجاعٍ أَبو الشُّجْعَانِ قَاطِبَةً
هَوْلٌ نَمَتْهُ مِنَ الهَيجاءِ أَهْوالُ
تَمَلَّكَ الحَمْدَ حَتَّى ما لِمُفْتَخِرٍ
في الحَمدِ حاءٌ ولا ميمٌ ولا دالُ
عليه منه سرابيلٌ مضاعفةٌ
وقد كفاه من الماذِيِّ سِرْبالُ
وكَيْفَ أَسْتُرُ ما أَوْلَيْتَ مِن حَسَنٍ
وقَد غَمَرْتَ نَوَالًا أَيُّها النَّالُ
لَطَّفْتَ رَأْيَكَ في بِرِّي وتَكْرِمَتي
إِنَّ الكَريمَ عَلَى الْعَلْيَاءِ يَحْتالُ
حَتَّى غَدَوْتَ وَلِلْأَخبارِ تَجْوالُ
وَلِلْكَواكِبِ في كَفَّيْكَ آمالُ
وَقَد أَطالَ ثَنَائي طُولُ لابِسِهِ
إِنَّ الثَّناءَ على التِّنْبَالِ تِنْبالُ
إِنْ كُنتَ تَكْبُرُ أَن تَختالَ في بَشَرٍ
فَإِنَّ قَدْرَكَ في الْأَقْدَارِ يَختالُ
كَأَنَّ نَفْسَكَ لَا تَرْضَاكَ صَاحِبَها
إِلَّا وأَنْتَ على المِفضالِ مِفضالُ
ولا تَعُدُّكَ صَوَّانًا لِمُهجَتِها
إِلَّا وأَنتَ لها في الرَّوْعِ بَذَّالُ
لَوْلَا المَشَقَّةُ سَادَ الناسُ كُلُّهُمُ
الجودُ يُفْقِرُ والْإِقْدامُ قَتَّالُ
وَإِنَّما يَبْلُغُ الإِنسانُ طاقَتَهُ
ما كُلُّ ماشِيَةٍ بِالرِّجْلِ شِمْلالُ
إِنَّا لَفي زَمَنٍ تَركُ القَبيحِ بِهِ
مِن أَكثَرِ النَّاسِ إِحسانٌ وإِجمالُ
ذِكرُ الفَتى عُمرُهُ الثَّاني وحاجَتُهُ
ما قاتَهُ وفُضولُ العَيشِ أشغالُ
(١٢٢) قال أبو الطَّيِّب المتنبي يرثي أبا شجاع فاتكًا
الحُزْنُ يُقْلِقُ والتَّجَمُّلُ يَرْدَعُ
والدَّمْعُ بَيْنَهُما عَصِيٌّ طَيِّعُ
يَتَنازَعانِ دُموعَ عَينِ مُسَهَّدٍ
هَذا يَجيءُ بِها وهَذا يَرْجِعُ
النَّوْمُ بَعدَ أَبي شُجاعٍ نافِرٌ
وَاللَّيْلُ مُعْيٍ والكَواكِبُ طُلَّعُ
إِنِّي لَأَجْبُنُ مِن فِراقِ أَحِبَّتي
وتُحِسُّ نَفسي بِالحِمامِ فَأَشْجُعُ
ويَزيدُني غَضَبُ الأَعادي قَسوَةً
ويُلِمُّ بي عَتْبُ الصَّديقِ فَأَجزَعُ
تَصْفو الحَياةُ لِجاهِلٍ أَو غافِلٍ
عَمَّا مَضى منها وما يُتَوَقَّعُ
وَلِمَن يُغالِطُ في الحَقائِقِ نَفْسَهُ
ويَسومُها طَلَبَ المُحالِ فَتَطْمَعُ
أَينَ الذي الهَرَمانِ مِن بُنْيانِهِ
ما قَومُهُ ما يَومُهُ ما المَصرَعُ؟
تَتَخَلَّفُ الآثارُ عَن أَصحابِها
حينًا وَيُدرِكُها الفَناءُ فَتَتْبَعُ
لَم يُرضِ قَلبَ أَبي شُجاعٍ مَبلَغٌ
قَبلَ المَماتِ وَلَم يَسَعْهُ مَوضِعُ
كُنَّا نَظُنُّ دِيارَهُ مَملوءَةً
ذَهَبًا فَماتَ وَكُلُّ دارٍ بَلْقَعُ
وَإِذا المَكارِمُ وَالصَّوارِمُ وَالقَنا
وَبَناتُ أَعْوَجَ كُلُّ شَيءٍ يَجْمَعُ
المَجدُ أَخسَرُ وَالمَكارِمُ صَفقَةً
مِن أَن يَعيشَ بها الكَريمُ الأَرْوَعُ
وَالناسُ أَنزَلُ في زَمانِكَ مَنزِلًا
مِن أَن تُعايِشَهُم وَقَدرُكَ أَرفَعُ
بَرِّد حَشايَ إِنِ استَطَعتَ بِلَفظَةٍ
فَلَقَد تَضُرُّ إِذا تَشاءُ وَتَنْفَعُ
ما كانَ مِنكَ إِلى خَليلٍ قَبلَها
ما يُستَرابُ بِهِ وَلا ما يُوجِعُ
وَلَقَد أَراكَ وَما تُلِمُّ مُلِمَّةٌ
إِلَّا نَفاها عَنكَ قَلبٌ أَصْمَعُ
وَيَدٍ كَأَنَّ قِتالَها وَنَوالَها
فَرضٌ يَحِقُّ عَلَيكَ وَهْوَ تَبَرُّعُ
يَا مَن يُبَدِّلُ كُلَّ يَومٍ حُلَّةً
أَنَّى رَضيتَ بِحُلةٍ لا تُنْزَعُ؟!
ما زِلتَ تَخْلَعُها عَلى مَن شاءَها
حَتَّى لَبِسْتَ اليَومَ ما لا تَخْلَعُ
ما زِلتَ تَدْفَعُ كُلَّ أَمرٍ فادِحٍ
حَتَّى أَتى الأَمرُ الذي لا يُدْفَعُ
فَظَلِلْتَ تَنظُرُ لا رِماحُكَ شُرَّعٌ
فيما عَراكَ وَلا سُيوفُكَ قُطَّعُ
بِأَبي الوَحيدَ وَجَيشه مُتَكاثِرٌ
يَبْكي وَمِن شَرِّ السِّلاحِ الأَدْمُعُ
وَإِذا حَصَلتَ مِنَ السِّلاحِ عَلى البُكا
فَحَشاكَ رُعْتَ بِهِ وَخَدَّكَ تَقْرَعُ
وَصَلَتْ إِلَيكَ يَدٌ سَواءٌ عِندَها
ألْبَازُ الاشْهَبُ وَالغُرابُ الأَبقَعُ
مَن لِلمَحافِلِ وَالجَحافِلِ وَالسُّرَى
فَقَدَتْ بِفَقدِكَ نَيِّرًا لَا يَطْلُعُ
ومَنِ اتَّخَذتَ عَلى الضُّيوفِ خَليفَةً
ضاعوا وَمِثْلُكَ لا يَكادُ يُضَيِّعُ
قُبْحًا لِوَجهِكَ يا زَمانُ فَإِنَّهُ
وَجهٌ لَهُ مِن كُلِّ لُؤْمٍ بُرْقُعُ
أَيَموتُ مِثلُ أَبي شُجاعٍ فاتِكٍ
وَيَعيشُ حاسِدُهُ الخَصِيُّ الأَوْكَعُ؟!
أَيدٍ مُقَطَّعَةٌ حَوالَيْ رَأسِهِ
وَقَفًا يَصيحُ بِها أَلَا مَن يَصْفَعُ؟
أَبقَيتَ أَكْذَبَ كاذِبٍ أَبقَيتَهُ
وَأَخَذتَ أَصْدَقَ مَنْ يَقولُ وَيَسْمَعُ
وَتَرَكتَ أَنْتَنَ ريحَةٍ مَذمومَةٍ
وَسَلَبْتَ أَطيَبَ ريحَةٍ تَتَضَوَّعُ
فَاليَومَ قَرَّ لِكُلِّ وَحْشٍ نافِرٍ
دَمُهُ وَكانَ كَأَنَّهُ يَتَطَلَّعُ
وَتَصالَحَتْ ثَمَرُ السِّيَاطِ وَخَيْلُهُ
وَأَوَتْ إِلَيها سُوقُها وَالأَذْرُعُ
وَعَفا الطِّرادُ فَلا سِنانٌ راعِفٌ
فَوقَ القَناةِ وَلا حُسامٌ يَلْمَعُ
وَلَّى وَكُلُّ مُخالِمٍ وَمُنادِمٍ
بَعدَ اللزومِ مُشَيِّعٌ وَمُوَدِّعُ
مَنْ كَانَ فيهِ لِكُلِّ قَومٍ مَلْجَأ
وَلِسَيفِهِ في كُلِّ قَومٍ مَرْتَعُ
إِن حَلَّ في فُرْسٍ فَفيها رَبُّها
كِسْرى تَذِلُّ لَهُ الرِّقابُ وَتَخضَعُ
أَو حَلَّ في رومٍ فَفيها قَيصَرٌ
أَو حَلَّ في عُربٍ فَفيها تُبَّعُ
قَد كانَ أَسْرَعَ فارِسٍ في طَعْنَةٍ
فَرَسًا وَلَكِنَّ المَنِيَّةَ أَسْرَعُ
لا قَلَّبَتْ أَيدي الفَوارِسِ بَعدَهُ
رُمحًا وَلا حَمَلَتْ جَوَادًا أَرْبَعُ
(١٢٣) وللمتنبي يمدح سيف الدولة ويَذْكُر بناءَ قلعة الحدَث
عَلَى قَدْرِ أَهْلِ العَزْمِ تَأْتِي العَزائِمُ
وتَأتِي عَلَى قَدْرِ الكِرامِ المَكارِمُ
ويَعْظُمُ في عَينِ الصَّغِيرِ صِغَارُهَا
وتَصْغُر في عَينِ العَظِيمِ العَظائِمُ
يُكلِّفُ سَيْفُ الدَّولَةِ الجَيشَ هَمَّهُ
وقد عَجَزَتْ عنهُ الجُيوشُ الخَضارِمُ
ويَطْلُب عِندَ الناسِ ما عِندَ نَفسهِ
وذلِكَ ما لا تَدَّعِيهِ الضَّراغِمُ
يُفدِّي أَتمُّ الطَّيرِ عُمرًا سِلاحَه
نُسورُ المَلَا أَحداثُها والقَشاعِمُ
وَما ضَرَّها خَلْقٌ بِغَيرِ مَخالِب
وقد خُلِقَتْ أَسيافُهُ والقَوائِمُ
هَلِ الحَدَث الحَمراء تَعرِفُ لَوْنَها
وتَعلَمُ أَيَّ السَّاقِيَيْنِ الغَمائِمُ؟
سَقَتْها الغَمامُ الغُرُّ قَبلَ نُزولهِ
فَلمَّا دَنا منها سقَتها الجَماجِمُ
بَناها فأَعلَى والقَنا تَقْرَعُ القَنا
ومَوْجُ المَنايا حَولَها مُتَلاطِمُ
وَكانَ بِها مِثلُ الجُنونِ فأَصبَحَتْ
ومِن جُثَثِ القتْلَى عَلَيها تَمائِمُ
طَرِيدة دَهرٍ ساقَها فَرَدَدْتها
على الدِّينِ بالخَطِّيِّ والدهرُ راغِمُ
تُفِيتُ الليالِي كُلَّ شيءٍ أَخذتَهُ
وهُنَّ لِما يَأْخُذنَ مِنْكَ غَوارِمُ
وَكيفَ تُرَجِّي الرُّومُ والرُّوسُ هَدمَها
وَذا الطَّعنُ آسَاسٌ لها ودَعائِمُ؟
وقد حاكَمُوها والمَنايا حَواكِمٌ
فما ماتَ مَظلُومٌ ولا عاشَ ظالِمُ
أَتَوْكَ يَجُرُّونَ الحَدِيدَ كأنَّهم
سَرَوْا بِجِيادٍ ما لَهُنَّ قَوائِمُ
إِذا بَرَقُوا لم تُعرَفِ البِيضُ مِنهُمُ
ثِيابُهُمُ من مِثلِها والعَمائِمُ
خَمِيسٌ بِشَرقِ الأرضِ والغَرْبِ زَحْفُهُ
وفي أُذُنِ الجَوزاءِ منهُ زمازِمُ
تَجَمَّع فيهِ كُلُّ لِسْنٍ وأُمَّةٍ
فما تُفْهِمُ الحُدَّاثَ إِلَّا التَّراجِمُ
فلِلَّهِ وَقتٌ ذوَّبَ الغِشَّ نارُهُ
فلم يَبْقَ إِلَّا صارِمٌ أو ضُبارِمُ
تَقَطَّعَ ما لا يَقْطَع الدِّرعَ والقَنا
وفَرَّ منَ الأبطالِ مَن لا يُصادِمُ
وَقَفتَ وَما في المَوتِ شَكٌّ لِواقِفٍ
كأَنَّكَ في جَفْنِ الرَّدَى وَهْوَ نائِمُ
تَمُرُّ بِكَ الأَبْطَالُ كَلْمَى هَزِيمةً
ووَجهُكَ وَضَّاحٌ وثَغْرُكَ باسِمُ
تجاوَزْتَ مِقدارَ الشَّجاعةِ والنُّهَى
إلى قولِ قَومٍ أَنتَ بالغَيب عالِمُ
ضَمَمْتَ جَناحَيْهم على القَلبِ ضَمَّةً
تَمُوتُ الخَوافِي تحتَها والقَوادِمُ
بِضَرْبٍ أَتَى الهاماتِ والنَّصرُ غائبٌ
وَصارَ إلى اللَّبَّاتِ والنَّصرُ قادِمُ
حَقَرْتَ الرُّدَيْنيَّاتِ حَتَّى طَرَحْتَها
وحَتى كأنَّ السيف لِلرُّمحِ شاتِمُ
ومَن طَلَبَ الفَتحَ الجَلِيلَ فإنَّما
مَفاتيحُهُ البِيض الخِفافُ الصَّوارِمُ
نَثَرتَهُمُ فَوقَ الأُحَيدِبِ نَثْرَةً
كَما نُثِرتْ فَوقَ العَرُوسِ الدَّراهِمُ
تَدُوسُ بِكَ الخيلُ الوُكُورَ على الذُّرَى
وقد كَثُرَتْ حَوْلَ الوُكُورِ المَطاعِمُ
تَظُنُّ فِراخُ الفُتْخِ أَنَّكَ زُرْتَها
بِأُمَّاتِها وَهْيَ العِتَاقُ الصَّلادِمُ
إِذا زَلِقَتْ مَشَّيْتَها بِبُطُونِها
كَما تَتَمشَّى في الصَّعيد الأَراقمُ
أَفِي كُلِّ يومٍ ذا الدُّمُسْتُق مُقدِمٌ
قَفاهُ على الإِقدامِ لِلوَجهِ لائِمُ؟
أَيُنْكِر ريحَ اللَّيث حتَّى يَذُوقَه
وقد عَرَفَتْ رِيحَ اللُّيُوث البهائِمُ
وقد فَجَعَتْهُ بِابنِهِ وابنِ صِهْرِهِ؟
وبالصِّهْرِ حَمْلاتُ الأَميرِ الغَواشمُ
مَضَى يَشكُرُ الأَصحابَ في فَوْتِهِ الظُّبَا
بمَا شَغَلَتْها هامُهُم والمَعاصِمُ
ويفْهَمُ صَوتَ المَشْرفيَّةِ فيهِمُ
على أَنَّ أَصواتَ السُّيُوفِ أَعاجِمُ
يُسَرُّ بما أَعطاكَ لا عَن جَهالةٍ
ولكِنَّ مَغْنُومًا نجا مِنكَ غانِمُ
لَكَ الحَمْدُ في الدُرِّ الذي لِيَ لَفْظُهُ
فإِنَّكَ مُعطيه وإنِّيَ ناظِمُ
وإِنِّى لَتَعْدو بي عَطاياكَ في الوَغى
فَلا أَنا مَذمُومٌ ولا أَنتَ نادِمُ
على كُلِّ طَيَّارٍ إليها بِرِجْلِهِ
إِذا وَقَعَتْ في مِسمَعَيهِ الغَماغِمُ
ألَا أَيُّها السَّيفُ الذي لَسْتَ مُغْمَدًا
وَلا فيك مُرْتَابٌ ولا مِنك عاصِمُ
هَنِيئًا لِضَربِ الهامِ والمَجْدِ والعُلَا
وَراجِيكَ والإِسلامِ أَنَّكَ سالِمُ
ولِمْ لَا يَقِي الرَّحمنُ حَدَّيْكِ ما وَقَى
وتَفْلِيقُهُ هامَ العِدَى بِكَ دائِمُ
فترة الأقامة :
3730 يوم
معدل التقييم :
زيارات الملف الشخصي :
506
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
4.35 يوميا
عطر الجنة
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى عطر الجنة
البحث عن كل مشاركات عطر الجنة