الموضوع
:
أدبيات اللغة العربية
عرض مشاركة واحدة
07-01-2021
#
37
إدارة قناة اليوتوب
بيانات اضافيه [
+
]
رقم العضوية :
426
تاريخ التسجيل :
Mar 2014
أخر زيارة :
منذ 4 يوم (11:14 PM)
المشاركات :
16,207 [
+
]
التقييم :
9330
MMS ~
لوني المفضل :
Darkturquoise
رد: أدبيات اللغة العربية
(١٣٠) وقال ابن حَمْديس الأندلسي في وصف بِرْكة عليها أشجار من ذهب وفضة وعلى حافاتها
أسود قاذفة بالمياه
وَضَرَاغِم سَكَنَتْ عَرِينَ رَآسةٍ
تَرَكَتْ خَرِيرَ المَاءِ فِيهِ زَئِيرَا
فَكَأَنَّمَا غَشَّى النُّضَارُ جُسُومَهَا
وَأَذَابَ فِي أَفْوَاهِها البُلُّورَا
أُسْدٌ كَأَنَّ سُكُونَهَا مُتَحَرِّكٌ
فِي النَّفْسِ لَوْ وَجَدَتْ هُنَاكَ مُثِيرَا
وَتَذَكَّرَتْ فَتَكاتِها فَكَأَنَّمَا
أَقْعَتْ عَلَى أَدْبَارِهَا لِتَثُورَا
وَتَخَالُهَا وَالشَّمْسُ تَجْلُو لَوْنَهَا
نَارًا وَأَلْسُنَهَا اللَّوَاحِسَ نُورَا
فَكَأَنَّمَا سَلَّتْ سُيُوفَ جَدَاوِلٍ
ذَابَتْ بِلَا نَارٍ فَعُدْنَ غَدِيرَا
وَكَأَنَّمَا نَسَجَ النَّسِيمُ لِمَائِهِ
دِرْعًا فَقَدَّرَ سَرْدَهَا تَقْدِيرَا
وَبَدِيعة الثَّمَرَاتِ تَعْبُرُ نَحْوَهَا
عَيْنَايَ بَحْرَ عَجَائِبٍ مَسْجُورَا
شَجَرِيَّة ذَهَبِيَّة نَزَعَتْ إلى
سِحْر يُؤَثِّرُ في النُّهَى تَأْثِيرَا
قَدْ سُرِّجَتْ أَغْصَانها فَكَأَنَّمَا
قَبضتْ بِهِنَّ مِنَ الفَضَاءِ طُيُورَا
وَكَأَنَّمَا تَأْبَى لِوَقْع طَيْرهَا
أَنْ تَسْتَقِل بِنَهْضِهَا وَتَطِيرَا
مِنْ كُلِّ وَاقِعَةٍ تَرَى مِنْقَارَهَا
مَاءً كَسَلْسَالِ اللُّجَيْنِ نَمِيرَا
خُرْسٌ تُعَدُّ مِنَ الفِصَاحِ فَإنْ شَدَتْ
جَعَلَتْ تُغَرِّدُ بِالمَياهِ صَفِيرَا
وَكَأَنمَا فِي كُلِّ غُصْنٍ فِضَّةٌ
لَانَتْ فَأُرْسِلَ خَيْطُهَا مَجْرُورَا
وَتُرِيكَ فِي الصِّهْريج مَوْقعَ قَطْرِهَا
فَوْقَ الزَّبَرْجَدِ لُؤْلؤًا مَنْثُورَا
ضَحِكَتْ مَحَاسِنُهُ إلَيكَ كَأَنمَا
جُعِلَتْ لَهَا زُهْرُ النُّجُومِ ثُغُورَا
وَمُصَفَّحِ الأبْوَابِ تِبْرًا نَظَّرُوا
بِالنَّقْشِ فَوْق شُكُولِهِ تَنْظِيرَا
وَإذَا نَظَرْتَ إلى غَرَائِبِ سَقْفِهِ
أَبْصَرْتَ رَوْضًا في السَّمَاءِ نَضِيرَا
وَضَعَتْ بِهِ صُنَّاعُهَا أَقْلَامَهَا
فَأَرَتْكَ كُلَّ طَرِيدَةٍ تَصْوِيرَا
وَكَأَنمَا للشَّمْسِ فِيهِ لِيقَةٌ
مَشَقُوا بِهَا التَّزْوِيقَ وَالتَّشْجِيرَا
وَكَأَنمَا اللَّازْوَرْدُ فيه مُخَزِّمٌ
بِالخَطِّ في وَرَقِ السَّمَاءِ سُطُورَا
(١٣١) مرثية أبي الحسن الأَنْباري للوزير أبي طاهر
لما استعرت الحرب بين عز الدولة بن بويه وابن عمه عضد الدولة، ظفر عضد الدولة بوزير عز الدولة أبي طاهر محمد بن بقيَّة، فسلَّمه وشهَّره وعلى رأسه بُرْنُس ثم طرحه للفِيَلة فقتلته ثم صلبه عند داره بباب الطاق، وعمره نيِّف وخمسون سنة، ولما صُلب رثاه أبو الحسن محمد بن عمران يعقوب الأنباري أحد العُدول ببغداد بهذه القصيدة الغرَّاء، فلما وقف عليها عضد الدولة قال: وددت لو أني المصلوب وتكون هذه القصيدة فيَّ!
عُلُوٌّ فِي الحَيَاةِ وَفِي الممَاتِ
لَحَقٌّ تلك إِحْدَى المعجزاتِ
كَأَنَّ النَّاسَ حَوْلَكَ حِينَ قَامُوا
وُفُودُ نَدَاك أَيَّامَ الصِّلاتِ
كَأنَّك قائمٌ فيهم خطيبًا
وكلُّهُمُ قيامٌ للصَّلاةِ
مَدَدْتَ يَدَيْكَ نَحْوَهُمُ احتِفَاءً
كَمَدِّهِما إليهم بِالهِباتِ
وَلَمَّا ضَاقَ بَطْنُ الأَرْضِ عَنْ أَنْ
يَضُمَّ عُلاكَ من بعد الوَفَاةِ
أَصَارُوا الجَوَّ قَبْرَكَ وَاسْتَعاضُوا
عَنِ الأَكْفَانِ ثَوْبَ السَّافِيَاتِ
لعُظْمِكَ فِي النُّفُوسِ بقيتَ تُرْعَى
بِحُرَّاسٍ وَحُفَّاظٍ ثِقَات
وَتُوقَد حَوْلَكَ النِّيرانُ ليلًا
كَذلِكَ كنتَ أَيَّامَ الحَياةِ
رَكِبتَ مطيَّةً مِنْ قبلُ زَيْدٌ
عَلاهَا فِي السِّنين المَاضِياتِ
وَتِلْكَ قَضِيَّةٌ فِيهَا تَأَسٍّ
تُبَاعِدُ عنك تعيير العدَاةِ
وَلَمْ أَرَ قَبْلَ جذْعِكَ قَطُّ جِذْعًا
تَمَكَّنَ مِنْ عِنَاقِ المَكْرُمَاتِ
أَسَأْتَ إِلى النَّوَائِبِ فَاسْتَثَارَتْ
فَأَنْتَ قَتِيلُ ثَارِ النَّائِبَاتِ
وكنتَ تُجير مِن صَرْف اللَّيالي
فصار مُطالبًا لك بالتِّرات
وَصَيَّر دهرُكَ الإِحْسَانَ فِيهِ
إلينا من عَظِيمِ السَّيئاتِ
وكنتَ لمعشر سعدًا فلمَّا
مَضَيْتَ تَفَرَّقُوا بِالمُنحِسَاتِ
غَلِيلٌ بَاطِنٌ لَكَ فِي فُؤَادِي
يُخَفَّفُ بِالدُّموعِ الجَارِياتِ
ولو أَنِّي قَدَرْتُ على قِيامٍ
بِفَرْضِكَ والحُقُوق الوَاجِبَاتِ
مَلأتُ الأَرْضَ من نظمِ القَوَافي
ونُحْتُ بِهَا خلافَ النَّائِحَاتِ
ولكنِّي أُصَبِّرُ عنك نفسي
مَخَافَةَ أَنْ أُعَدَّ مِنَ الجُنَاةِ
وَمَا لكَ تُرْبَةٌ فَأَقُولُ تُسْقَى
لأَنَّكَ نَصْبُ هَطْلِ الهَاطِلاتِ
عليك تَحِيَّة الرَّحمن تَتْرى
بِرَحْمَاتٍ غَوَادٍ رَائِحَاتٍ
فترة الأقامة :
3729 يوم
معدل التقييم :
زيارات الملف الشخصي :
506
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
4.35 يوميا
عطر الجنة
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى عطر الجنة
البحث عن كل مشاركات عطر الجنة