الموضوع
:
أدبيات اللغة العربية
عرض مشاركة واحدة
07-01-2021
#
40
إدارة قناة اليوتوب
بيانات اضافيه [
+
]
رقم العضوية :
426
تاريخ التسجيل :
Mar 2014
أخر زيارة :
منذ 4 يوم (11:14 PM)
المشاركات :
16,207 [
+
]
التقييم :
9330
MMS ~
لوني المفضل :
Darkturquoise
رد: أدبيات اللغة العربية
(١٣٥) الأُرْجوزة التي استخلصها تقي الدين أبو بكر بن حَجَّة الحموي من كتاب «الصادح والباغم»
العَيْشُ بالرِّزْقِ وبالتقْدِير
وَلَيْسَ بِالرَّأْي وَلَا التَّدْبِير
في النَّاسِ مَنْ تُسْعِدُهُ الأقْدَار
وَفِعْلُهُ جَمِيعُهُ إدْبَار
مَنْ عَرَفَ اللهَ أَزَالَ التُّهَمَةْ
وَقَالَ كُلُّ فِعْلِهِ للْحِكْمَةْ
مَنْ أَنْكَرَ القَضَاءَ فَهْو مُشْرِك
إنَّ القَضَاءَ بِالعِبَادِ أَمْلَك
وَنَحْنُ لَا نُشْرِكُ بِاللهِ وَلَا
نَقْنَطُ مِنْ رَحْمَتِهِ إذْ نُبْتَلَى
عَارٌ عَلَيْنَا وَقَبِيحُ ذِكْرِ
أنْ نَجْعَلَ الكُفْرَ مَكَانَ الشُّكْرِ
وَلَيْسَ في العَالَمِ ظُلْمٌ جَارِي
إذْ كَانَ مَا يَجْرِي بِأَمْرِ البَارِي
أَسْعَدُ العَالَم عِنْدَ الله
مَنْ سَاعَدَ النَّاسَ بِفَضْلِ الجَاه
وَمَنْ أَغَاثَ البَائِسَ المَلْهُوفَا
أَغَاثَهُ اللهُ إذَا أُخِيفَا
إنَّ العَظِيمَ يَدْفَعُ العَظِيمَا
كَمَا الجَسِيمُ يَحْمِلُ الجَسِيمَا
فَإنَّ مِنْ خَلَائِقِ الكِرَامِ
رَحْمَةَ ذِي البَلَاءِ وَالْأَسْقَامِ
وَإنَّ مِنْ شَرَائِطِ العُلُوِّ
العَطْفَ في البُؤْسِ عَلَى العَدُوِّ
قَدْ قَضَتِ العُقُولُ أنَّ الشَّفَقَةْ
عَلَى الصَّدِيقِ وَالعَدُوِّ صَدَقَةْ
وَقَدْ عَلِمْتَ وَاللبِيبُ يَعْلَمُ
بالطَّبْعِ لَا يُرْحَمُ مَنْ لَا يَرْحَمُ
فَالمَرْءُ لَا يَدْرِي مَتَى يُمْتَحَنُ
فَإنَّهُ في دَهْرِهِ مُرْتَهَنُ
وَإنْ نَجَا اليَوْمَ فَمَا يَنْجُو غَدَا
لَا يَأْمَنُ الآفَاتِ إلا ذُو الرَّدَى
لَا تَغْتَرِرْ بالخَفْضِ وَالسَّلَامَةْ
فَإنَّمَا الحَيَاةُ كَالمُدَامَةْ
وَالعُمْرُ مِثْلُ الكَأْسِ وَالدَّهْرُ القَذَرْ
والصَّفْوُ لَا بُدَّ لَهُ مِنَ الكَدَرْ
وكُلُّ إنْسَانٍ فَلَا بُدَّ لَهُ
مِنْ صَاحِبٍ يَحْمِلُ مَا أَثْقَلَهُ
جَهْدُ البَلَاءِ صُحْبَةُ الأضدَادِ
فَإنَّهَا كَيٌّ عَلَى الفُؤَادِ
أَعْظَمُ مَا يَلْقَى الفَتَى مِنْ جَهْدِ
أنْ يُبْتَلَى فِي جِنْسِهِ بِالضِّدِّ
فَإنَّمَا الرجَالُ بِالإخْوَانِ
وَاليَدُ بِالسَّاعِدِ وَالبَنَانِ
لَا يَحْقِرُ الصُّحْبَةَ إلَّا جَاهِلُ
أو مَارِقٌ عَنِ الرشَادِ غَافِلُ
صُحْبَةُ يَوْمٍ نَسَبٌ قَرِيبُ
وَذِمَّةٌ يَحْفَظُهَا اللبِيبُ
وَمُوجَبُ الصَّدَاقَةِ المُسَاعَدَةْ
وَمُقْتَضَى المَوَدَّةِ المُعَاضَدَةْ
لَا سِيَّمَا فِي النُّوَبِ الشَّدَائِدِ
وَالِمحَنِ العَظِيمَةِ الأَوَابِدِ
فَالمَرْءُ يُحْيي أَبَدًا أَخَاهُ
وهو إذَا مَا عُدَّ مِنْ أعداهُ
وإنَّ مَنْ عَاشَرَ قَوْمًا يَوْمَا
يَنْصُرُهُمْ وَلَا يَخَافُ لَوْمَا
وَإنَّ مَنْ حَارَبَ مَن لا يَقْوَى
لِحَرْبِهِ جَرَّ إليهِ البَلْوَى
فَحَارِبِ الأكْفَاءَ وَالأقْرَانَا
فَالمَرْءُ لَا يُحَارِبُ السُّلْطَانَا
واقْنَعْ إذَا حَارَبْتَ بالسَّلَامَةْ
وَاحْذَرْ فِعَالًا تُوجِبُ النَّدَامَةْ
فَالتَّاجِرُ الكَيِّسُ فِي التِّجَارَة
مَنْ خَافَ في مَتْجَرِهِ الخَسَارَةْ
يَجْهَدُ في تَحْصِيلِ رَأْسِ مَالِه
ثُمَّ يَرُومُ الرِّبْحَ بِاحْتِيَالِه
وَإنْ رَأَيْتَ النصْرَ قَدْ لَاحَ لَكَا
فَلَا تُقَصِّرْ واحْتَرِزْ أنْ تَهْلِكَا
واسْبِقْ إلى الأَجْوَدِ سَبْقَ النَّاقِدِ
فَسَبْقُكَ الخَصْمَ مِنَ المَكَايدِ
وَانْتَهِزِ الفُرْصَةَ إنَّ الفُرْصَةْ
تَصِيرُ إنْ لَمْ تَنْتَهِزْهَا غُصَّةْ
كَمْ بَطِرَ الغَالِبُ يَوْمًا فَتَرَكْ
عَنْهُ التَّوَقِّي وَاسْتَهَانَ فَهَلَكْ!
وَمَنْ أَضَاعَ جُنْدَهُ في السِّلْم
لَمْ يَحْفَظُوهُ في لِقَاءِ الخَصْم
وَإنَّ مَنْ لَا يَحْفَظِ القُلُوبَا
يُخْذَل حِينَ يَشْهَد الحُرُوبَا
وَالجُنْدُ لَا يَرْعَوْنَ مَنْ أَضَاعَهُم
كَلا وَلَا يَحْمُونَ مَنْ أَجَاعَهُم
وَأَضْعَفُ المُلُوكِ طُرًّا عَقْدَا
مَنْ غَرَّهُ السِّلْمُ فَأَقْصَى الجُنْدَا
وَالحَزْمُ وَالتَّدْبِيرُ رُوحُ العَزْمِ
لَا خَيْرَ في عَزْمٍ بِغَيرِ حَزْمِ
وَالحَزْمُ كُلُّ الحَزْمِ في المُطَاوَلَةْ
وَالصَّبْرِ لَا في سُرْعَةِ المُزَاوَلَةْ
وَفِي الخُطُوبِ تَظْهَرُ الجَوَاهِرُ
مَا غَلَبَ الأَيَّامَ إلا الصَّابِرُ
لَا تَيْأَسَنَّ مِنْ فَرَجٍ وَلُطْف
وَقُوَّة تَظْهَرُ بَعْدَ ضَعْف
فَرُبَّمَا جَاءَكَ بَعْدَ اليَاسِ
رَوْحٌ بِلَا كَدٍّ وَلَا التِمَاسِ
في لَمْحَةِ الطَّرْفِ بُكَاءٌ وَضَحِكْ
وَنَاجِذٌ بَادٍ وَدَمْعٌ يَنْسَفِكْ
تَنَالُ بِالرِّفْقِ وَبِالتَّأَنِّي
مَا لَمْ تَنَلْ بالحِرْصِ وَالتَّعَنِّي
مَا أَحْسَنَ الثَّبَاتَ وَالتَّجَلُّدَا
وَأَقْبَحَ الحَيْرَةَ وَالتَّبَلُّدَا!
لَيْسَ الفَتَى إلَّا الذِي إنْ طَرَقَهْ
خَطْبٌ تَلَقَّاهُ بِصَبْرٍ وَثِقَةْ
إذَا الرَّزَايَا أَقْبَلَتْ وَلَمْ تَقِفْ
فَثَمَّ أَحْوَالُ الرجَالِ تَخْتَلِفْ
وَكَمْ لَقِيتُ لذَّةً فِي زَمَنِي
فَأَصْبِرُ الآنَ لِهَذِي المِحَنِ!
فالموتُ لَا يَكُون إلا مَرَّةْ
والموتُ أحْلَى مِنْ حَيَاةٍ مُرَّةْ
إنِّي مِنَ المَوْتِ عَلَى يَقَينِ
فَأَجْهَدُ الآنَ لِمَا يَقِينِي
صَبْرًا عَلَى أَهْوَالِهَا وَلَا ضَجَرْ
وَرُبَّمَا فَازَ الفَتَى إذَا صَبَرْ
لَا يَجْزَعُ الحُرُّ مِنَ المَصَائِب
كَلا وَلَا يَخْضَعُ للنَّوَائِب
فَالحرُّ للْعِبءِ الثِّقِيلِ يَحْمِلُ
والصَّبْرُ عِنْد النائِبَاتِ يَجْمُلُ
لِكِلِّ شَيْءٍ مُدَّةٌ وَتَنْقَضِي
مَا غَلَبَ الأَيَّامَ إلَّا مَنْ رَضِي
قَدْ صَدَقَ القَائِلُ فِي الكَلَامِ
لَيْسَ النُّهَى بِعِظَمِ العِظَامِ
لَا خَيْرَ فِي جَسَامَةِ الأَجْسَامِ
بَلْ هُوَ في العُقُولِ وَالأَفْهَامِ
فَالخَيْلُ لِلْحَرْبِ وَلِلْجَمَالِ
وَالإبِل للحَمْلِ وللتَّرْحَالِ
لَا تَحْتَقِرْ شَيْئًا صَغِيرًا يُحْتَقَرْ
فَرُبَّمَا أسالتِ الدَّمَ الإبَرْ
لَا تُحْرِجِ الخصمَ فَفِي إحْرَاجِه
جَمِيعُ ما تَكْرَه من لَجاجه
لَا تَطْلُبِ الفَائتَ باللَّجَاج
وكُنْ إذَا كَوَيْتَ ذَا إنْضَاج
فَعَاجِزٌ مَنْ تَرَكَ المَوْجُودَا
طَمَاعَةً وَطَلَبَ المَفْقُودَا
وَفَتِّشِ الأمورَ عَنْ أَسْرَارِهَا
كَمْ نُكْتَةٍ جَاءتْك مَعْ إظهارها
لَزِمْتَ للجهل قبيحَ الظاهِرِ
وما نظرْتَ حَسَنَ السَّرائر
ليس يَضُرُّ البدرَ في سناهُ
أن الضَّرير قَطُّ لا يراهُ
كَمْ حِكْمَةٍ أضْحَتْ بِهَا المَحَافِل
نَافِقَةً وَأَنْتَ عَنْهَا غَافِل
وَيَغْفُلُونَ عَنْ خَفِيِّ الحِكْمَةْ
وَلَوْ رَأَوْهَا لَأَزَالُوا التُّهمةْ
كَمْ حَسَنٍ ظَاهِرهُ قبيحُ
وسَمِجٍ عُنْوانهُ مليح!
وَالحَقُّ قَدْ تَعَلَمُه ثَقِيلُ
أَبَوْهُ إلا نَفَرٌ قَلِيلُ
فَالعَاقِل الكَامِل في الرِّجَال
لَا يَنْثَنِي لزُخْرف المقال
إنَّ العدوَّ قَولُهُ مَرْدُودُ
وقَلَّمَا يُصَدَّق الحسود
لا تُقْبَلُ الدَّعوَى بغير شاهِدِ
لَا سِيَّمَا إنْ كَانَ من مُعاند
أَيُؤْخذ البريءُ بالسَّقيم
والرَّجُل المُحْسِن باللئيم
كَذَاكَ مَنْ يَسْتَنْصِحِ الأْعَادِي
يُرْدونَه بالغشِّ والفساد
إنَّ أكَلَّ مَن تَرَى أذهَانَا
مَنْ حَسِبَ الإسَاءَةَ الإحْسَانَا
فَادْفَعْ إسَاءَةَ العِدَى بالحُسْنَى
وَلَا تَخَلْ يُسْرَاكَ مِثْلَ اليُمْنَى
وَللرِّجَالِ فاعْلَمَنْ مَكَايدُ
وَخِدَعٌ مُنْكَرَةٌ شَدَائدُ
فَالنَّدْب لَا يَخْضَعُ للشَّدَائِد
قَطُّ وَلَا يَغْتَاظُ بالمكائد
فَرَقِّع الخَرْق بِلطفٍ واجتَهِد
وامْكُرْ إذَا لم يَنْفَع الصِّدقُ وكِد
فَهَكَذَا الحَازِم إذ يَكِيدُ
يَبْلُغ في الأعداء ما يُريد
وَهو بَرِيءٌ مِنْهم في الظَّاهِر
وَغَيرهُ مُخْتَضب الأظافر
والشَّهْمُ مَنْ يُصْلِح أمْرَ نَفْسِه
وَلَو بِقَتْل وُلْدِهِ وَعِرْسِه
فَإنَّ مَنْ يَقصِد قَلْع ضِرْسِه
لم يَعْتَمِدْ إلا صَلَاحَ نَفْسِه
وإنَّ مَنْ خَصَّ اللئيمَ بالنَّدَى
وجدْته كمن يُرَبِّي أسدا
وَلَيْسَ في طَبْعِ اللئيم شُكْر
وَلَيْسَ في أصْلِ الدَّنيء نَصْر
وَإنَّ مَنْ أَلْزَمَهُ وَكَلَّفَه
ضِدَّ الذي في طبعِهِ مَا أنْصَفَه
كَذَاكَ مَنْ يَصْطَنِع الجُهَّالَا
وَيؤْثِرِ الأرْذَالَ والأنْذَالا
لَوْ أَنَّكُمْ أَفَاضِلٌ أَحْرَارُ
مَا ظَهَرَتْ بَيْنَكُمُ الأسْرَار
إنَّ الأصُولَ تَجْذِبُ الفُرُوعَا
والعِرْق دَسَّاسٌ إذَا أُضِيعَا
مَا طَابَ فَرْعٌ أَصْلُهُ خَبِيثُ
وَلَا زَكَا مَنْ مَجْدُهُ حَدِيث
قَدْ يُدْرِكُونَ رُتَبًا في الدُّنْيَا
وَيَبْلُغُونَ وَطَرًا من بُقْيَا
لَكِنَّهم لَا يَبْلُغُون في الكَرَم
مَبْلَغَ مَنْ كَانَ لَهُ فِيهَا قِدَم
وَكُلُّ مَنْ تَمَاثَلَتْ أَطْرَافُهُ
في طِيبها وَكَرُمَتْ أسْلَافُهُ
كَانَ خَلِيقًا بِالعُلا وَبِالكَرَم
وَبَرَعَتْ في أصْلِهِ حُسْنُ الشِّيَم
لَوْلَا بَنُو آدَمَ بَين العَالَمِ
مَا بَانَ للعُقُولِ فَضل العَالم
فَوَاحِدٌ يُعْطِيك فَضْلًا وَكَرَم
فَذَاكَ مَنْ يَكْفُرُهُ فَقَدْ ظَلَم
وَواحِدٌ يُعْطِيكَ للمُصَانَعَةْ
أَوْ حَاجَةٍ لَهُ إلَيْكَ وَاقعةْ
لَا تَشْرَهَنَّ إلى حُطَامٍ عَاجِلِ
كَمْ أُكْلَةٍ أَوْدَتْ بِنَفْسِ الآكِلِ!
وَاحْذَرْ أُخَيَّ يَا فَتَى مِنْ الشَّرَه
وَقِسْ بِمَا رَأَيْتَه مَا لم تَرَه
فَلَيْسَ مِنْ عَقْلِ الفَتَى أَوْ كَرَمه
إفْسَادُ شَخْصٍ كَامِلٍ لقَرَمِه
فالبَغْيُ دَاءٌ مَا لَهُ دَوَاء
لَيْسَ لمُلْكٍ مَعَه بَقَاء
والبغيُ فاحْذَرْهُ وخيمُ المَرْتَع
والعُجْبُ فاتْرُكْهُ شديدُ المَصْرَع
والغَدْرُ بالعَهْدِ قبيحٌ جِدًّا
شَرُّ الوَرَى مَنْ ليس يَرْعَى العَهْدَا
عِنْدَ تَمَام الأمْرِ يَبْدُو نَقْصُه
وربَّمَا ضَرَّ الحريصَ حرصُه
وربَّمَا ضَرَّكَ بعضُ مالكَا
وسَاءكَ المحسِنُ من رِجالكَا
فالمَرْءُ يَفْدي نفسَه بوَفْرِه
عَسَاهُ أنْ يَنْجُو به من أسْرِه
لَا تُعْطِيَنْ شَيْئًا بِغَيْرِ فائِدَةْ
فَإنَّهَا مِنَ السَّجَايَا الفَاسِدَةْ
فترة الأقامة :
3730 يوم
معدل التقييم :
زيارات الملف الشخصي :
506
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
4.35 يوميا
عطر الجنة
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى عطر الجنة
البحث عن كل مشاركات عطر الجنة