07-09-2021
|
#15 |
بيانات اضافيه [
+
] | رقم العضوية : 6 | تاريخ التسجيل : May 2013 | العمر : 40 | أخر زيارة : منذ 17 ساعات (04:07 PM) | المشاركات : 16,402 [
+
] | التقييم : 43872 | الدولهـ | MMS ~ | SMS ~ | | لوني المفضل : Darkviolet | |
رد: الديارات لأبو الفرج الأصبهاني دير العذارى دير العذارى: للراهبات في المشرق العربي، ديارات عديدة، أشرنا إلى بعضها في المقدمة. - نوّه الشابشتي بالدير الموجود في قطيعة النصارى ببغداد في عصره، قائلاً: " وببغداد أيضاً دير يعرف ب " دير العذارى " في قطيعة النصارى على نهر الدجاج. وسمي بذلك لأن لهم صوم ثلاثة أيام قبل الصوم الكبير، يسمى صوم العذارى. فإذا انقضى الصوم، اجتمعوا إلى هذا الدير فتعبدوا وتقربوا. وهو دير حسن " . - قال الخالدي: وشاهدته وبه نسوة عذارى وحانات خمر، وإن دجلة أتت عليه بمدودها فأذهبته حتى لم يبق منه أثر، وذكر أنه اجتاز به في سنة 320 ه وهو عامر. - دير العذارى: كان ديراً للرواهب السريانيات في بغداد، في قطيعة النصارى، حيث كانت بيعة مار توما للسريان. ذكره ابن العبري في أحداث سنة 1002 ه، وسماه دير الأخوات، وقال: إن قوماً من السوقة حاولوا نهبه، ثم ولوا عنه هاربين لنبأ أتاهم أن خلقاً من الأوباش هلكوا في حريق نشب في البيعة المذكورة بفعلهم.. - وانظر: المشترك وضعاً 190 - 191. - مراصد الإطلاع: 2 - 569. - مسالك الابصار 1 - 258 - 261 - البدور المسفرة 19 - 20 - بغداد في عهد الخلافة العباسية 80 - 181. - ري سامراء في عهد الخلافة العباسية 1 - 184، 185. - الديارات النصرانية في الإسلام 24. - دليل خارطة بغداد 42،82. - أحوال نصارى بغداد 113 - 115. دير العذارى قال أبو الفرج الأصبهاني: هو بين أرض الموصل وبين أرض باجرمى من أعمال الرقة، وهو دير عظيم قديم، وبه نساء عذارى قد ترهَّبن وأقمن به للعبادة فسمي به لذلك، وكان قد بلغ بعض الملوك أن فيه نساء ذوات جمال، فأمر بحملهن إليه ليختار منهن على عينه من يريد، وبلغهن ذلك فقمن ليلتهن يصلين ويستكفين شره، فطرق ذلك الملك طارق فأتلفه من ليلته فأصبحن صياماً، فلذلك يصوم النصارى الصوم المعروف بصوم العذارى إلى الآن. ودير العذارى بسر من رأى إلى الآن موجود، يسكنه الرواهب. وقد ذكرت هذا الدير الشعراء فأكثرت. فمنهم أبو الحسن جحظة البرمكي، قال أبو الفرج الحسين بن علي الأصبهاني أنشدني لنفسه قوله فيه: ألا هل إلى دير العذارى ونظرة ... إلى الخير من قبل الممات سبيلُ؟ وهل لي بسوق القادسية سكرة ... تعلل نفسي والنسيم عليلُ؟ وهل لي بحانات المطيرة وقفة ... أراعي خروج الزق وهو حميلُ إلى فتية ما شتت العزل شملهم ... شعارهم عند الصباح شمولُ وقد نطق الناقوس بعد سكوته ... وشمعل قسيس ولاح فتيلُ يريد انتصاباً للمقام بزعمه ... ويرعشه الإدمان فهو يميلُ يغني وأسباب الصواب تمده ... وليس له فيما يقول عديلُ: " ألا هل إلى شم الخزامى ونظرة ... إلى قرقرى قبل الممات سبيلُ؟ " وثنّى يغني وهو يلمس كأسه ... وأدمعه في وجنتيه تسيلُ: " سيعرض عن ذكري وينسى مودتي ... ويحدث بعدي للخليل خليلُ " سقى الله عيشاً لم يكن فيه علقة ... لهم ولم ينكر عليه عذولُ لعمرك ما استحملت صبراً لفقده ... وكل اصطبار عن سواه جميلُ قال: ولما خرج عبيد الله بن عبد الله بن طاهر من بغداد إلى سر من رأى، وكان المعتز استدعاه، نزل هذا الدير، فأقام به يومين واستطابه وشرب به، ثم قال هذه الأبيات: ما ترى طيب وقتنا يا سعيد ... زمن ضاحك وروض نضيدُ ورياض كأنهن برود ... كل يوم لهن صبغ جديدُ وكأن الشقيق فيها عشيق ... وكأن البهار صب عميدُ وكأن الغصون ميلاً قدود ... وكأن النوار فيها عقودُ وكأن الثمار والورق الخض ... ر ثياب من تحتهن نهودُ فاسقنيها راحاً تريح من اله ... م وتبدي سرورنا وتعيدُ واحثث الكأس يا سعيد فقد حث ... ك ناي لها وحرك عودُ وافترع عذرة اللذاذات في دي ... ر العذارى، فعلها لا تعودُ! وذكر ابن قدامة قال: حضرت جنازة شاجي، فلما انصرفنا، دخلت مع عبيد الله مساعداً له ومؤنساً، وهو مطرق ودموعه تجري على خديه، فلم أر باكياً أحسن منه. ثم رفع رأسه وأقبل علينا، فقال:
يميناً بأني لو بليت بفقدها ... وبي نبض عرق للحياة وللنكس
لأوشكت قتل النفس عند فراقها ... ولكنها ماتت وقد ذهبت نفسي
قال: ثم حضرت معه لزيارة قبرها، فلما همَّ بالانصراف، قال:
من زار دار أحبة لحياتهم ... ولما يؤمل من لقاء يقدرُ
فليأت دار أحبة سكنوا البلى ... كرماً وحفظاً واللقاء المحشرُ
قال: ومات ابن لعبيد الله من شاجي، فزار قبره، ثم أنشد:
أيا مجمع الأحباب بعد تفرق ... أراك قريباً والتلاقي شاسعاً
فيا عجباً إني أزورك مكرهاً ... وفيك الأولى أهوى وأجفوك طائعاً
قال جحظة: دخلت على عبيد الله بن عبد الله بن طاهر يوماً، فجاءه مشيخة، فأمرهم بالجلوس عن يمينه، وجاء كهول فأمرهم بالجلوس عن شماله، ودخل أحداث فوقفوا بين يديه ولم يأمرهم بالجلوس. فسألته عنهم، فقال: هؤلاء بنيّ، وأومأ إلى الشيوخ، وهؤلاء بنوهم وأومأ إلى الكهول، وهؤلاء بنوهم وأومأ إلى الأحداث.
قلت: بنوك لأم أو لأمهات شتى؟ قال جميعهم: شاجي.
وأنشد:
زرعت وشاجي بيننا في شبيبتي ... غراس الهوى فاعتم بالثمر العذب
فشاب بنو شاجي لظهري وأدركوا ... وشاب بنوهم وهي مالكة قلبي
قال: وهي معي مذ سبعون سنة.
وكان بعض المنجمين حكم بموته قبلها، فماتت قبله، فقال:
فيا عجباً مني وممن رعيته ... بأوكد أسباب الهوى ورعاني
وكنت أرجي أن أكون فداءه ... فلما أتى وقت الحمام فداني دير علقمة دير علقمة بالجزيرة: وبالجزيرة دير علقمة، بناه علقمة بن عدي بن الرميك بن ثوب بن أسس بن ربى بن نمارة بن لخم، الذي يقول فيه عدي بن زيد العبادي يرثيه: أنعم صباحاً علقم بن عدي ... أثويت اليوم أم ترحل قد رحل الفتيان عيرهم ... واللحم بالغيطان لم ينشل وفي هذا الدير أيضاً يقول عدي، وفيه غناء: نادمت في الدير بني علقما ... عاطيتهم مشمولة عندما كأن ريح المسك في كأسها ... إذا مزجناها بماء السما من سره العيش ولذاته ... فليجعل الراح له سلما علقم ما بالك لم تأتنا ... أما اشتهيت اليوم أن تنعما وكان هذا الدير متنزهاً لأمراء الحيرة: يأكلون عنده، ويشربون. |
| |