07-23-2021
|
#5 |
بيانات اضافيه [
+
] | رقم العضوية : 6 | تاريخ التسجيل : May 2013 | العمر : 40 | أخر زيارة : منذ 7 ساعات (01:38 AM) | المشاركات : 16,402 [
+
] | التقييم : 43872 | الدولهـ | MMS ~ | SMS ~ | | لوني المفضل : Darkviolet | |
رد: الشماريخ في علم التاريخ للسيوطي الباب الثالث في فوائد شتى تتعلق به الأولى إنما يؤرخ بالأشهر الهلالية التي قد تكون ثلاثين وقد تكون تسعا وعشرين كما ثبت في الصحيح دون الشمسية الحسابية التي هي ثلاثون أبدا فتزيد عليها قال الله تعالى في قصة أهل الكهف { ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا } قال المفسرون زيادة التسعة بإعتبار الهلالية وهي ثلاث مائة فقط شمسية وإنما كان التاريخ لحديث أنا أمة لا نحسب ولا نكتب وحديث إذا رأيتموه فصوموا وإذا رأيتموه فافطروا فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين وآلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من نسائه شهرا ودخل عليهن في التاسع والعشرين فقيل له فقال الشهر تسع وعشرون قال والد شيخنا البلقيني في التدريب كل شهر في الشرع فالمراد به الهلالي الأشهر الإستحاضة وتخليق الحمل
الثانية إنما يؤرخ بالليالي لأن الليلة سابقة على يومها إلا يوم عرفة شرعا قال الله تعالى { كانتا رتقا ففتقناهما } قالوا ولا يكون مع الإرتقاق إلا الظلام فهو سابق على النور
قال السدي عن أبي إسحاق أول ما خلق الله النور والظلمة ثم ميز بينهما فجعل الظلمة ليلا والنور نهارا قلت وقد ثبت أن القيامة لا تقوم إلا نهارا فدل على أن ليلة اليوم سابقة إذ كل يوم له ليلة
الثالثة يقال أول ليلة في الشهر كتب لأول ليلة منه أو لغرته أو لمستهله أول يوم لليلة خلت ثم لليلتين خلتا ثم لثلاث خلون إلى العشر فخلت إلى النصف وللنصف من كذا وهو أجود من لخمس عشرة خلت أو بقيت ثم الأربعة عشرة بقيت إلى العشرين ثم لعشر بقين إلى آخره فلآخر ليلة أو لسلخه أو لإنسلاخه وفي اليوم بعدها لآخر يوم أو لسلخه أو لإنسلاخه
وقيل إنما يؤرخ بما مضى مطلقا وإنما قيل للعشرة وما دونها خلون وبقين لأنه مميز بجميع فيقال عشر ليال إلى ثلاث ليال ولما فوق ذلك خلت لأنه مميز بمفرد نحو إحدى عشرة ليلة ويقال في العشر الأول والأواخر ولا يقال الأوائل والأواخر
وقد أجاب ابن الحاجب عن حكمه ذلك بجواب طويل وحاصلة أنه قيل الأول لأن مفرد العشر الأولى لأن لليالي والأولى يجمع على فعل قياسا مطردا كالفضلى والفضل ولا يجمع على الأوائل إلا أول المذكر ومفرد العشر مؤنث وأما الأواخر فهو جمع آخره كفاطمة وفواطم والآخر جمع أخرى وإنما يعين تقدير الآخرة دون الأخري لأن المقصود هنا الدلالة على التأخر الوجودي ولا يفيده إلا ذلك بخلاف الأخرى لأنها أنثى آخر وهما إنما يدلان على وصف مغاير متقدم ذكره سواء كان في الوجود متأخرا أو متقدما تقول مررت بزيد ورجل آخر فلا يفهم من ذلك إلا وصفه لمغاير وهو زيد دون كونه متأخرا وجودا ولهذا عدلوا عن ربيع الآخر بفتح الخاء وجمادى الآخرة إلى ربيع الآخر بالكسر وجمادى الآخرة حتى تحصل الدلالة على مقصودهم في التأخر الوجودي
( الرابعة ) تحذف تاء التأنيث من لفظ العدد ويقال إحدى وإثنتان أن أرخت بالليله أوالسنة وتثبت ويقال إحدى وإثنان أن أرخت باليوم أو العام فإن حذفت المعدود جاز حذف التاء ومنه الحديث وأتبعه ستا من شوال قال المتأخرون ويذكر شهر فيما أوله راء فيقال شهر ربيع مثلا دون غيره ولا يقال شهر صفر والمنقول عن سيبويه جواز إضافة شهر إلى كل الشهور المختار
( الخامسة ) في ألفاظ الأيام والشهور السبت هو أول الأيام وفي شرح المهذب ما يقتضي أنه أول الأسبوع وروى إبن عساكر في تاريخه بسنده إلى إبن عباس رضي الله تعالى عنهما قال أول ما خلق الله الأحد وكانت العرب يسمونه الأول وقال متأخروا أصحابنا أن أول الأسبوع السبت وهو الذي في الشرح والروضة والمنهاج لحديث مسلم خلق الله التربة يوم السبت والجبال يوم الأحد والشجر يوم الإثنين والمكروه يوم الثلاثاء والنور يوم الاربعاء وبث فيها الدواب يوم الخميس وخلق آدم بعد العصر يوم الجمعة وقال أبن إسحاق يقول أهل التوراة إبتداء الله الخلق يوم الأحد ويقول أهل الإنجيل يوم الإثنين ونقول نحن المسلمون فيما إنتهى الينا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم السبت وروى إبن جرير عن السدي عن شيوخه إبتدأ الله الخلق يوم الأحد وإختاره وما إليه طائفة قال إبن كثير وهو أشبه بلفظ الأحد ولهذا أكمل الخلق يوم الجمعة فاتخذه المسلمون عيدهم وهو اليوم الذي ضل عنه أهل الكتاب قال أما حديث مسلم السابق ففيه غرابة شديدة لأن الأرض خلقت في أربعة ثم السموات في يومين وقد قال البخاري قال بعضهم عن أبي هريرة عن كعب الأحبار وهو أصح
( فائدة ) يكره صوم الأحد على إنفراده صرح به إبن يونس في مختصر التنبيه الإثنين قال في شرح المهذب سمي به لأنه ثاني الأيام وتجمع على أثانين وكانت العرب تسميه أهون وسئل صلى الله عليه وسلم عن صوم الإثنين فقال فيه ولد وفيه أنزل علي وروى الطبراني عن عاصم بن عدي قال قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة يوم الإثنين وروى إبن أبي الدنيا مثله عن فضاله بن عبيد
( الثلاثاء ) بالمد يجمع على ثلاثاوات وأثالث وكانت العرب تسميه جبار
( الأربعاء ) ممدود مثلث الباء وجمعة أربعاوات وأرابيع وكان اسمه عند العرب دبارا واشتهر على ألسنة الناس أنه المراد في قوله تعالى { يوم نحس مستمر } وتشأموا به كذلك وهو خطأ فاحش لأن الله تعالى قال { في أيام نحسات } وهي ثمانية أيام فيلزم أن تكون الأيام كلها نحسات وإنما نحس عليهم
( الخميس ) جمعة أخمسة وأخماس وكانوا يسمونه مؤنسا
( الجمعة ) يجمع على جمعات وفي ميمها الضم والسكون وكانت تدعى العروبة وفي الصحيح خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها وفي رواية وفيه مات وفيه تقوم الساعة وفيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله شئيا إلا أعطاه وفي حديث عند الطبراني أفضل الأيام يوم الجمعة وأفضل الليالي ليلة القدر وأفضل الشهور رمضان وفي حديث رواه البيهقي في شعب الإيمان إنه كان يقول ليلة الجمعة ليلة غراء ويوم أزهر
( فائده ) يكره أفراده بالصوم لأحاديث في ذلك في الصحيحين وغيرهما وأما حديث البزار نا أفطر صلى الله عليه وسلم قط يوم الجمعة فضعيف
السبت يجمع على أسبت وسبوت وكان يدعى سيارا ويكره أفراده بالصوم
( فائدة ) فإن ضم إلى الجمعه أو الأحد فلا وقد الغزا بذلك مكروهان إذا إجتمعا زالت الكراهة وقصة اليهود في السبت مشهورة
( فائده ) روى أبو يعلي في مسنده عن إبن عباس رضي الله تعالى عنهما قال يوم الأحد يوم غرس وبناء ويوم الاثنين يوم سفر ويوم الثلاثاء يوم دم ويوم الأربعاء يوم أخذ ولا عطاء فيه ويوم الخميس يوم الدخول على السلطان ويوم الجمعة يوم تزويج ورأيت بخط الحافظ شرف الدين الدمياطي أبياتا ذكر أنها تعزي إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهي هذه ** فنعم اليوم يوم السبت حقا لصيد إن أردت بلا إمتراء ** ** وفي الأحد البناء لأن فيه تبدأ الله في خلق السماء وفي الاثنين إن سافرت فيه فترجع بالنجاح والثراء وأن يرد الحجامة في الثلاثا ففي ساعاته هرق الدماء وإن شرب إمرء يوما دواء فنعم اليوم يوم الأربعاء وفي يوم الخميس قضاء حاج فإن الله يأذن بالقضاء وفي الجمعات تزويج وعرس ولذات الرجال مع النساء
قلت في نسبتها إلى الإمام علي رضي الله عنه نظر
المحرم يجمع على محرمات ومحارم ومحاريم ومن العرب من يسميه مؤتمر والجمع مامر ومامير وفي الصحيحين أفضل الصوم بعد رمضان شهر الله المحرم
صفر جمعة أصفار قال ابن الأعرابي الناس كلهم يصرفونه إلا أبا عبيدة فخرق الإجماع بمنع صرفه فقال للعلمية والتأنيث بمعنى الساعة قال ثعلب سلح وهو لا يدري لأن الأزمنة كلها ساعات ومن العرب من تسميه فاجر وكانوا يتقاسمون به ولهذا ورد في الحديث ردا عليهم لا عدوى ولا طيرة ولا صفر
ربيع الأول قال الفراء يقال الأول ردا على الشهر والأولى ردا ربيع وفيه ولد صلى الله عليه وسلم وهاجر ومات ومنهم من يسميه خوانا والجمع أخونة ويسمى الآخر بصانا والجمع بصانات
جمادى جمعه جماديات قال الفراء كل الشهور مذكرة إلا جماديان تقول جمادى الأولى والآخرة ومنهم من يسمي الأولى حنين والجمع حناين وأحنة وحنن الآخرة وزنه الجمع وزنات
مسألة أحل السلم إلى ربيع أو جمادى فقيل لا يصح للإبهام والأصح الصحة ويحمل على الأول رجب جمعه أرجاب ورجاب ورجبات ويقال له الأصم إذ لم يكن يسمع فيه قعقعة سلاح لتعظيمهم والاصب ومصل الأسنة وورد في فصل صومة أحاديث لم يثبت منها شيء بل هي ما بين منكر وموضوع
شعبان جمعه شعابين وشعبانات ومنهم من يسميه وعلا والجمع أوعال ووعلان لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شهرا كاملا بعد رمضان سواه ويحرم الصوم إذا انتصف لمن لم يصله بما قبله
رمضان مشتق من الرمضاء وهي شدة الحر وجمعه رمضانات وأرمضه ورماض قال النحاة وشهر رمضان أفصح من ترك الشهر قلت روى ابن أبي حاتم بسند ضعيف عن أبي هريرة قال لا تقولوا رمضان فإنه من أسماء الله ولكن قولوا شهر رمضان ومن العرب من يسميه ناتقا والجمع نواتق شوال جمعه شواويل وشواول وشوالات وكان يسمى عادلا والجمع عوادل عقد النبي صلى الله عليه وسلم على عائشة وتزوج بها فيه وكانت عائشة تستحب النكاح فيه وهو أول أشهر الحج
ذو القعدة وذو الحجة وفي أول كل منهما الفتح والكسر وفتح الأول وكسر الثاني أفصح من العكس وجمعهما ذوات القعدة وذوات الحجة وكان يسمى الأول بواعا والجمع ابوعه وبواعات والثاني بركا والجمع بركات
فائدة اخرج ابن عساكر من طريق الأصمعي قال كان أبو عمرو ابن العلاء يقول إنما سمي المحرم لأن القتال حرم فيه وصفر لأن العرب كانت تنزل فيه بلادا يقال لها صفر وشهرا ربيع كانوا يربعون فيهما أي يقيمون فيهما وجماديان كان يجمد فيهما الماء ورجب كانوا يرجبون فيه النخل وشعبان تشعبت فيه القبائل ورمضان رمضت فيه الفصال من الحر وشوال شالت الإبل بأذنابها للضراب وذو القعدة قعدوا فيه عن القتال وذو الحجة كانوا يحجون فيه وإنما سقنا هذه الفوائد هنا لأنها مهمة ولا يليق بالكاتب والمؤرخ جهلها وبالله التوفيق
قال المؤلف رحمه الله علقه يوم الأربعاء لعشر خلون من ذي القعدة سنة اثنين وسبعين وثمانمائة |
| |