07-24-2021
|
#34 |
بيانات اضافيه [
+
] | رقم العضوية : 6 | تاريخ التسجيل : May 2013 | العمر : 40 | أخر زيارة : منذ 18 ساعات (01:24 PM) | المشاركات : 16,402 [
+
] | التقييم : 43872 | الدولهـ | MMS ~ | SMS ~ | | لوني المفضل : Darkviolet | |
رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي ( لم يخجل الورد المورد لونه ** إلا وناحله الفضيلة عاند )
( للنرجس الفضل المبين وإن أبى ** آب وحاد عن الطريقة حائد )
( فصل القضية أن هذا قائد ** زهر الرياض وأن هذا طارد )
( شتان بين اثنين هذا موعد ** بتسلب الدنيا وهذا واعد )
( وإذا احتفظت به فأمتع صاحب ** بحياته لو أن حيا خالد )
( ينهى النديم عن القبيح بلحظه ** وعلى المدامة والسماع مساعد )
( أطلب بعيشك في الملاح سميه ** أبدا فإنك لا محالة واجد )
( والورد أن فتشت فرد في اسمه ** ما في الملاح له سمي واحد )
( هذي النجوم هي التي ربتهما ** بحيا السحاب كما يربي الوالد )
( فتأمل الأخوين من أدناهما ** شبها بوالده فذاك الماجد )
( أين الخدود من العيون نفاسة ** ورياسة لولا القياس الفاسد )
وأنشدني أبو المياس قال أنشدني الأخيطل لنفسه بواسط
( سقيا لأرض إذا ما شئت نبهني ** بعد الهدوء بها قرع النواقيس )
( كأن سوسنها في كل شارقة ** على الميادين أذناب الطواويس )
وأنشدنا أبو بكر بن أبي الأزهر قال أنشدنا الزبير
( نجوم وأقمار من الزهر طلع ** لذي اللهو في أكنافها متمتع )
( نشاوى تثنيها الرياح فتنثني ** ويلثم بعض بعضها ثم ترجع )
( كأن عليها من مجاجة ظلها ** لآلئ إلا أنها هي ألمع )
( ويحدرها عنها الصبا فكأنها ** دموع مراها البين والبين يفجع )
وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال حدثنا أبو عثمان عن سعيد بن مسعدة الأخفش قال اعتذر رجل من العرب إلى بعض ملوكهم فقال إن زلني وإن كانت قد أحاطت بحرمتي فإن فضلك يحيط بها وكرمك يوفي عليها ثم قال
( إني إليك سلمت كانت رحلتي ** أرجو الإله وصفحك المبذولا )
( إن كان ذنبي قد أحاط بحرمتي ** فأحط بذنبي عفوك المأمولا )
وحدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو عثمان قال حدثنا أبو قلابة الجرمي قال تخلفت عن حلقة العتبي أياما فكتب إلي تركتنا ترك رجل أوحده جرم أو أغناه علم فإن كان عن جرم فعن غير إرادة بقلب ولا تعمد بلسان وإن كان عن علم غنيت به فتصدق علينا أن الله يجزي المتصدقين وحدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو عثمان عن العتبي قال قال عبد الله بن على بعد قتله من قتل من بني أمية لاسمعيل بن عمرو بن سعيد بن العاصي أساءك ما فعلت بأصحابك فقال كانوا يدا فقطعتها وعضدا ففتتها ومرة فنقضتها وركنا فهدمته وجناحا فهضته فقال إني الخليق أن ألحقك بهم قال إني إذا لسعيد
وحدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو عثمان عن العتبي قال تذاكر قوم في مجلس الأحنف الطعام والنساء فقال الأحنف جنبوا مجالسكم النساء والطعام فإني أكره للرجل السري أن يكون وصافا لبطنه وقد عرف ما يحور إليه ولفرجه وقد علم أين مجلسه قال أبو علي وقرأت على أبي بكر للسمو أل بن عادياء اليهودي
( إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه ** فكل رداء يرتديه جميل )
( إذا المرء لم يحمل على النفس ضيمها ** فليس إلى حسن الثناء سبيل )
( تعيرنا أنا قليل عديدنا ** فقلت لها أن الكرام قليل )
( وما قل من كانت بقاياه مثلنا ** شباب تسامى للعلى وكهول )
( وما ضرنا أنا قليل وجارنا ** عزيز وجار الأكثرين ذليل )
( لنا جبل يحتله من نجيره ** منيع يرد الطرف وهو كليل )
( رسا أصله تحت الثرى وسما به ** إلى النجم فرع لا يرام طويل )
( وأنا لقوم ما نرى القتل سبة ** إذا ما رأته عامر وسلول )
( يقرب حب الموت آجالنا لنا ** وتكرهه آجالهم فتطول )
( وما مات منا سيد حتف أنفه ** ولا طل منا حيث كان قتيل )
قال أبو علي وهذا مثل قول عمرو بن شأس
( لسنا نموت على مضاجعنا ** بالليل بل أدواؤنا القتل )
( تسيل على حد الظبات نفوسنا ** وليست على غير السيوف تسيل )
( صفونا فلم نكدر وأخلص سرنا ** إناث أطابت حملنا وفحول )
( علونا إلى خير الظهور وحطنا ** لوقت إلى خير البطون نزول )
( فنحن كماء المزن ما في نصابنا ** كهام ولا فينا يعد بخيل )
( وننكر أن شئنا على الناس قولهم ** ولا ينكرون القول حين نقول )
( إذا سيد منا خلا قام سيد ** قؤول لما قال الكرام فعول )
( وما اخمدت نار لنا دون طارق ** ولا ذمنا في النازلين نزيل )
( وأيامنا مشهورة في عدونا ** لها غرر معلومة وحجول )
( وأسيافنا في كل غرب ومشرق ** بها من قراع الدارعين فلول )
( معودة أن لا تسل نصولها ** فتغمد حتى يستباح قبيل )
( سلى أن جهلت الناس عنا وعنهم ** وليس سواء عالم وجهول )
( فإن بني الديان قطب لقومهم ** تدور رحاهم حولهم وتجول )
وأنشدنا أبو بكر بن الأنباري قال أنشدنا أبو العباس أحمد بن يحيى للفرزدق
( يفلقن ها من لم تنله سيوفنا ** بأسيافنا هام الملوك القماقم )
قال أبو العباس ها تنبيه والتقدير يفلقن بأسيافنا هام الملوك القماقم ثم قال ها للتنبيه ثم قال مستفهما من لم تنله سيوفنا
قال أبو بكر وسمعت شيخا منذ حين يعيب هذا الجواب ويقول يفلقن هاما جمع هامة وهام الملوك مردود على هاما كما قال جل ثناؤه { إلى صراط مستقيم صراط الله } فاحتججت عليه بقوله لم تنله وقلت
له لو أراد الهام لقال لم تنلها لأن الهام مونثة لم يؤثر عن العرب فيها تذكير لم يقل أحد منهم الهام فلقته قالوا النخل قطعته والتذكير والتأنيث لا يعمل قياسا إنما يبنى فيه على السماع واتباع الأثر
وأنشدنا أبو عبد الله نفطويه قال أنشدنا أحمد بن يحيى النحوي لمطيع ابن إياس الكوفي يرثي يحيى بن زياد الحارثي
( وينادونه وقد صم عنهم ** ثم قالوا وللنساء نجيب )
( ما الذي غال أن تحير جوابا ** أيها المصقع الخطيب الأديب )
( فلئن كنت لا تحير جوابا ** لبما قد ترى وأنت خطيب ) ( في مقال وما وعظت بشيء ** مثل وعظ بالصمت إذ لا تجيب )
وقرأت على أبي بكر في أشعار هذيل ولم أر أحدا يقوم بإشعار هذيل غيره لأبي خراش الهذلي
( حمدت إلهي بعد عروة إذ نجا ** خراش وبعض الشر أهون من بعض )
( فو الله لا أنسى قتيلا رزئته ** بجانب قوسي ما مشيت على الأرض )
( بلى إنها تعفو الكلوم وإنما ** نوكل بالأدنى وإن جل ما يمضي )
( ولم أدر من ألقى عليه رداء ** خلا أنه قد سل عن ماجد محض )
( ولم يك مثلوج الفؤاد مهجبا ** أضاع الشباب في الربيلة والخفض )
( ولكنه قد لوحته مخامص ** على أنه ذو مرة صادق النهض )
( كأنهم يشبثون بطائر ** خفيف المشاش عظمه غير ذي محض )
( يبادر قرب الليل فهو مهابذ ** يحث الجناح بالتبسط والقبض )
قال أبو علي
المثلوج البليد ومثله قول الآخر
ولكن قلبا بين جنبيك بادر والمهج المنتفح ويروي مهبلا وهو الثقيل الجافي
والربيلة الخفض والدعة ويروي الربالة وهو كثرة اللحم لا اللحم نفسه
والمهابذ المجاهد في العدو والسير
ويقال أهذب وأهبذ إذا اجتهد في الإسراع
وقرأت عليه لأبي عطاء السدي في ابن هبيرة
( إلا إن عينا لم تجد يوم واسط ** عليك بجاري دمعها الجمود )
( عشية قام النائحات وشققت ** جيوب بأيدي مأتم وخدود )
( فإن تمس مهجور الفناء فربما ** أقام به بعد الوفود وفود )
( فإنك لم تبعد على متعهد ** بلى كل من تحت التراب ببعيد )
وأملى علينا أبو بكر بن الأنباري هذه القصيدة لجميل قال وقرأتها على أبي بكر بن دريد في شعر جميل وفي الروايتن اختلاف في تقديم الأبيات وتأخيرها وفي ألفاظ بعض البيوت
( ألا ليت أيام الصفاء نعود ** ودهرا تولى يا بثين جديد )
( فنغنى كما كنا نكون وأنتم ** صديق واذ ما تبذلين زهيد )
( وما أنس ملأ شيأ لا أنس قولها ** وقد قربت بصري أمصر تريد )
( خليلي ما أخفي من الوجد ظاهر ** فدمعي بما أخفي الغداة شهيد )
( إلا قد أرى والله أن رب عبرة ** إذا الدار شطت بيننا سترود )
( إذا قلت ما بي يا بثينة قاتلي ** من الحب قالت ثابت ويزيد )
( وإن قلت ردى بعض عقلي أعش به ** مع الناس قالت ذاك منك بعيد )
( فلا أنا مردود بما جئت طالبا ** ولا حبها فيما يبيد يبيد )
( جزتك الجوازي يا بثين ملامة ** إذا ما خليل راح وهو حميد )
( وقلت لها بيني وبينك فاعلمي ** من الله ميثاق لنا وعهود )
( وقد كان حبيكم طريفا وتالدا ** وما الحب إلا طارف وتليد )
( وإن عروض الوصل بيني وبينها ** وإن سهلته بالمنى لكؤد )
( فأفنيت عيشى بانتظاري نوالها ** وأبلت بذاك الدهر وهو جديد )
( فليت وشاة الناس بيني وبينها ** نذوف لهم سما طماطم سود )
وحدثني أبو بكر بن الأنباري قال حدثني أبي قال أنشدنا أحمد بن عبيد لامرأة من الأعراب
( لعمرك ما الرزية فقد مال ** ولا شاة تموت ولا بعير )
( ولكن الرزية فقد قوم ** يموت بموته بشر كثير )
قال أبو علي وأنشدنيهما بعض أصحابنا وقال في البيت الأول هلك مال وقال في الثاني هلك ميت وخلق كثير
وأنشدني بعض أصحابنا لعلي بن العباس الرومي
( خير ما استعصمت به الكف عضب ** ذكر حده أنيث المهز )
( ما تأملته بعينيك إلا ** أرعشت صفحتاه من غير هز )
( مثله أفزع الشجاع إلى الدرع ** فغالى بها على كل بز )
( ما ابالي أصممت شفرتاه ** في محز أم جارتا عن محز )
وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال حدثنا أبو عثمان عن التوزي عن أبي عبيدة قال قعد المأمون الحارثي في نادي قومه فنظر إلى السماء والنجوم ثم أفكر طويلا ثم قال أرعوني أسماءكم وأصغوا إلي قلوبكم يبلغ الوعظ منكم حيث أريد طمح بالأهواء الأشر وران على القلوب الكدر وطخطخ الجهل النظر إن فيما ترى لمعتبرا لمن اعتبر أرض موضوعه وسماء مرفوعه وشمس تطلع وتغرب ونجوم تسري فتعزب وقمر تطلعه النحور وتمحقه أدبار الشهور وعاجز مثر وحول مكد وشاب مختضر ويفن قد غبر وراحلون لا يؤبون ومؤقوفون لا يفرطون ومطر يرسل بقدر فيحيى البشر ويورق الشجر ويطلع الثمر وينبت الزهر وماء يتفجر من الصخر الأير فيصدع المدر عن أفنان الخضر فيحيى الأنام ويشبع السوام وينمى الأنعام إن في ذلك لأوضح الدلائل على المدبر
المقدر البارئ المصور يا أيها العقول النافره والقلوب النائرة أنى تؤفكون وعن أي سبيل تعمهون وفي أي حيرة تهيمون والى أي غاية توفضون لو كشفت الأغطية عن القلوب وتجلت الغشاوة عن العيون لصرح الشك عن اليقين وأفاق من نشوة الجهالة من استولت عليه الضلاله قال أبو علي قوله طمح ارتفع وعلا
وران غلب قال عبدة بن الطيب
( أوردته القوم قدران النعاس بهم ** فقلت اذنهلوا من جمه قيلوا )
( ران بهم غلب قال الله تعالى { كلا بل ران على قلوبهم } وطخطخ أظلم
والمختضر الذي يموت حدثا وهو مأخوذ من الخضرة كأنه حصد أخضر وحدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو حاتم عن الأصمعي قال كان شاب من العرب يلقى شيخا منهم فيقول استحصدت يا عماه فيقول له الشيخ يا ابن أخي وتختضرون فمات الشاب قبل الشيخ بمدة طويلة
ويفرطون يقدمون
وقال أبو عبيدة قال الأموي الحجر الأير على مثال الأصم الصلب
وتوفضون تسرعون يقال أوفض يوفض ايفاضا إذا أسرع قال الله عز وجل { كأنهم إلى نصب يوفضون } فأما يفيضون فيدفعون قال الأصمعي يقال أفاض من عرفة إلى مني أي دفع وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال أخبرنا الرياشي عن العتبي عن رجل من الأنصار من أهل المدينة قال قال معاوية لعرابة بن أوس بن حارثة الأنصاري بأي شيء سدت قومك يا عرابة قال أخبرك يا معاوية بأني كنت لهم كما كان حاتم لقومه قال وكيف كان فأنشدته
( وأصبحت في أمر العشيرة كلها ** كذي الحلم يرضى ما يقول ويعرف )
( وذاك لأني لا أعادي سراتهم ** ولا عن أخي ضرائهم أننكف )
( وإني لأعطي سائلي ولربما ** أكلف ما لا أستطيع فأكلف )
( وإني لمذموم إذا قيل حاتم ** نبا نبوة إن الكريم يعنف )
ووالله إني لأعفو عن سفيهم وأحلم عن جاهلهم وأسعى في حوائجهم وأعطى سائلهم فمن فعل فعلى فهو مثلي ومن فعل أحسن من فعلى فهو أفضل منى ومن قصر عن فعلى فأنا خير منه فقال معاوية لقد صدق الشماخ حيث يقول فيك
( رأيت عرابة الأوسي يسمو ** إلى الخيرات منقطع القرين )
( إذا ما راية رفعت لمجد ** تلقاها عرابة باليمين )
وأنشدنا أبو بكر رحمه الله قال أنشدنا أبو حاتم
( ألوم النائبات من الليالي ** وما تدري الليالي من ألوم )
( ولكن المنية لو أصيبت ** بمصرعه هي الثأر المنيم )
( وكان أخي زعيم بني حيى ** وكل قبيلة لهم زعيم )
( وكنت إذا الشدائد أرهقتني ** يقوم بها وأقعد لا أقوم )
وأنشدنا أبو بكر عن أبي حاتم للعجير السلولي
( تركنا أبا الأضياف في ليلة الصبا ** بمير ومردى كل خصم يجادله )
( تركنا فتى قد أيقن الجوع أنه ** إذا ما نوى في أرحل القوم قاتله )
( فتى قد قد السيف لا متضائل ** ولا رهل لباته وبادله )
( إذا القوم أموا بيته فهو عامد ** لأحسن ما ظنوا به فهو فاعله )
( جواد بدنياه بخيل بعرضه ** عطوف على المولى قليل غوائله )
( فتى ليس لابن العم كالذئب أن رأى ** بصاحبه يوما دما فهو آكله )
( إذا جد عند الجد أرضاك جده ** وذو باطل أن شئت أرضاك باطله )
( يسرك مظلوما ويرضيك ظالما ** وكل الذي حملته فهو حامله )
قال أبو علي قال الفراء البأدلة ما بين العنق إلى الترقوة وجمعه با دل وقال أبو عمرو واحدها بأدل بغير هاء
وقال قطرب البآدل ويقال البهادل أصول الثديين
وقرأت على أبي بكر رحمه الله للحسين بن مطير الأسدي
( ألما على معن وقولا لقبره ** سقتك الغوادي مربعا ثم مربعا )
( فيا قبر معن أنت أول حفرة ** من الأرض خطت للسماحة مضجعا )
( ويا قبر معن كيف واريت جوده ** وقد كان منه البر والبحر مترعا )
( بلى قد وسعت الجود والجود ميت ** ولو كان حيا ضقت حتى تصدعا )
( فتى عيش في معروفه بعد موته ** كما كان بعد السيل مجراه مرتعا )
( ولما مضى معن مضى الجود وانقضى ** وأصبح عزيني المكارم أجدعا )
وقرأت عليه لبعض الشعراء
( ماذا أحال وثيرة بن سماك ** من دمع باكية عليك وباك )
( ذهب الذي كانت معلقة به ** حدق العناة وأنفس الهلاك )
قال أبو علي أحال صب يقال إنه ليحيل الماء من البئر في الحوض أي يصب وقال لبيد
يحيلون السجال على السجال
وقرأت عليه لمسلم بن الوليد
( قبر بحلوان أسر ضريحه ** خطرا تقاصر دونه الأخطار )
( نقضت بك الأحلاس نقض إقامة ** واستعجلت نزاعها الأمصار )
( فاذهب كما ذهبت غوادي مزنة ** أثنى عليها السهل والأوعار )
( سلكت بك العرب السبيل إلى العلى ** حتى إذا سبق الردى بك حاورا )
( وأنشدني أبو محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه النحوي قال أنشدنا عبد الله بن جوان صاحب الزيادي ولم يسم قائلها وأملاها علينا أبو سعيد السكري لأبي العتاهية في بعض إخوانه
( وقد كنت أغدو إلى قصره ** فقد صرت أغدو إلى قبره )
( أخ طالما سرني ذكره ** فقد صرت أشجى لدى ذكره )
( وكنت أراني غنيا به ** عن الناس لو مد في عمره )
( وكنت إذا جئت في حاجة ** فأمري يجوز على أمره )
( فتى لم يمل الندى ساعة ** على عسره كان أو يسره )
( تظل نهارك في خيره ** وتأمن ليلك من شره )
( فصار علي إلى ربه ** وكان علي فتى دهره )
( أتم وأكمل ما لم يزل ** وأعظم ما كان في قدره )
( أتته المنية مغتالة ** رويدا تخلل من ستره )
( فلم تغن أجناده حوله ** ولا المزمعون على نصره )
( وخلى القصور التي شادها ** وحل من القبر في قعره )
( وبدل بالفرش بسط الثرى ** وطيب ندى الأرض من عطره )
( وأصبح يهدى إلى منزل ** عميق تؤنق في حفره )
( تغلق بالترب أبوابه ** إلى يوم يؤذن في حشره )
( أشد الجماعة وجدا به ** أشد الجماعة في طمره )
( فلست مشيعه غازيا ** أميرا يسير إلى ثغره )
( ولا متلقيه قافلا ** بقتل عدو ولا أسره )
( وتطريه أيامنا الباقيات ** لدينا إذا نحن لم نطره )
( فلا يبعدن أخي ثاويا ** فكل سيمضى على إثره )
قال الأصمعي من أمثال العرب خل سبيل من وهي سقاؤه يراد به من لم يستقم أمره فلا تعبأ به ويقال يشوب ولا يروب مثل للرجل يخلط
ويقال أذل من فقع بقرقر والفقع الكمء الأبيض
والقرقر القاع الأملس
ويقال شر الرأي الدبرى يراد به الذي يجيء بعد أن فات الأمر وقال أبو نصر يقال قد جبأ عليه الأسود يجبأ جبأ وجبؤا إذا خرج عليه وجبأت عن كذا وكذا إذا هبته وارتدعت عنه ومنه قيل رجل جبأ وقال رجل من بني شيبان
( وما أنا من ريب المنون بجبا ** ولا أنا من سيب الإله بآيس )
ويقال للمرأة إذا كانت كريهة المنظر لا تستحلى إنها التجبأ عنها العين وقال حميد ابن ثور
( ليست إذا سمنت بجابئة ** عنها العيون كريهة المس )
والجبأة خشبة الحذاء
والجبء الكمء والجمع جبأة وقال أبو زيد الجبأة منها الحمر والكمء واحد الكمأة
والجأب الحمار الغليظ
والجأب المغرة
والجبا مقصور مكسور ما جمعت في الحوض من الماء
والجبا مفتوح مقصور ما حول البئر
والجبء نفرة في الجبل تمسك الماء وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال أخبرنا عبد الرحمن عن عمه قال كان عبد الله بن عامر بن كريز من فتيان قريش جودا وحياء وكرما فدخل أعرابي البصرة فسأل عن دار ابن عامر فأرشد إليها فجاء حتى أناخ بعيره بفنائها فاشتغل عنه الحاجب والعبيد فبات القفر فلما أصبح ركب ناقته ووقف على الحاجب وأنشأ يقول
( كأني ونضوى عند باب ابن عامر ** من الجوع ذئبا قفرة هلعان )
( وقفت وصنبر الشتاء يلفني ** وقد مس برد ساعدي وبناني )
( فما أوقدوا نارا ولا عرضوا قرى ** ولا اعتذروا من عثرة بلسان )
فقال بعض شعراء البصريين
( كم من فتى تحمد أخلاقه ** وتسكن العافون في ذمته )
( قد كثر الحاجب أعداءه ** وأحقد الناس على نعمته )
فبلغ ذلك ابن عامر فعاقب الحاجب و أمر أن لا يغلق بابه ليلا ولا نهارا وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال أخبرنا أبو حاتم عن أبي عبيدة قال كان المغيرة بن شعبة أعور دميما آدم فهجاه رجل من أهل الكوفة فقال
( إذا راح في قبطية متأزرا ** فقل جعل يستن في لبن محض ) |
| |