07-26-2021
|
#46 |
بيانات اضافيه [
+
] | رقم العضوية : 6 | تاريخ التسجيل : May 2013 | العمر : 40 | أخر زيارة : منذ 5 ساعات (06:59 PM) | المشاركات : 16,403 [
+
] | التقييم : 43872 | الدولهـ | MMS ~ | SMS ~ | | لوني المفضل : Darkviolet | |
رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي وحدثنا حرمي قال حدثنا الزبير قال كان عمر بن أبي ربيعة وجميل بن معمر يتنازعان الشعر فيقال أن عمر في الرائية والعينية أشعر وأن جميلا في اللامية أشعر وكلاهما قد قال فأحسن قال جميل
( لقد فرح الواشون أن صرمت حبلي ** بثينة أو أبدت لنا جانب البخل )
( يقولون مهلا يا جميل وإنني ** لأقسم ما بي عن بثينة من مهل )
( أحلما فقبل اليوم كان أوانه ** أم اخشى فقبل اليوم أوعدت بالقتل )
وفيها يقول
( إذا ما تناثينا الذي كان بيننا ** جرى الدمع من عيني بثينة بالكحل )
( كلانا بكى أو كاد يبكي صبابة ** إلى إلفه واستعجلت عبرة قبلى )
( فيا ويح نفسى حسب نفسي الذي بها ** ويا ويح أهلي ما أصيب به أهلي )
( خليلي فيما عشتما هل رأيتما ** قتيلا بكى من حب قاتله قبلى
وقال عمر
( جرى ناصح بالود بيني وبينها ** فقربني يوم الحصاب إلى قتلى )
( وطارت بخد من فؤادي ونازعت ** قرينتها حبل الصفاء إلى حبلى )
( فما أنس ملا أشياء لا أنس موقفي ** وموقفها يوما بقارعة النخل )
( قلما تواقفنا عرفت الذي بها ** كمثل الذي بي حذوك النعل بالنعل )
وفيها يقول
( فسلضمت واستأنست خيفة أن يرى ** عدو بكائي أو يرى كاشح فعلى )
( فقالت وأرخت جانب السجف إنما ** معي فتكلم غير ذي رقبة أهلي )
( فقلت لها ما بي لهم من ترقب ** ولكن سري ليس يحمله مثلي )
وقال الزبير ليس من شعراء الحجاز يتقدم جميلا وعمر في النسيب والناس لهما تبع
وقرأت على أبي بكر بن دريد لكثير
( لا تغدرن بوصل عزة بعدما ** أخذت عليك مواثقا وعهودا )
( إن المحب إذا أحب حبيبه ** صدق الصفاء وأنجز الموعودا )
( ألله يعلم لو أردت زيادة ** في حب عزة ما وجدت مزيدا )
ويروى
( ألله يعلم لو أردت زيادة ** في الحب عندي ما وجدت مزيدا )
( رهبان مدين والذين رأيتهم ** يبكون من حذر العذاب قعودا )
( لو يسمعون كما سمعت كلامها ** خروا لعزة خاشعين سجودا )
( والميت ينشر أن تمس عظامه ** مسا ويخلد أن يراك خلودا )
( حدثنا ) أبو بكر بن الأنباري قال حدثني عبد الله بن خلف الدلال قال قال محمد بن زياد الأعرابي لما ألح ذريح على ابنه قيس في طلاق لبنى فأبى ذلك قيس طرح ذريح نفسه في الرمضاء وقال لا والله لا أريم هذا الموضع حتى أموت أو يخليها فجاءه قومه من كل ناحية فعظموا عليه الأمر وذكروه بالله وقالوا أتفعل هذا بأبيك وأمك إن مات شيخك على هذه الحال كنت معينا عليه وشريكا في قتله ففارق لبنى على رغم أنفه وقلة صبره وبكاء منه حتى بكى لهما من حضرهما وأنشأ يقول
( اقول لخلتي في غير جرم ** ألا بيني بنفسي أنت بيني )
( فوالله العظيم لنزع نفسي ** وقطع الرجل مني واليمين )
( أحب إلي يا لبنى فراقا ** فبكى للفراق وأسعديني )
( ظلمتك بالطلاق بغير جرم ** فقد أذهبت آخرتي وديني )
قال فلما سمعت بذلك لبنى بكت بكاء شديدا وأنشأت تقول
( رحلت إليه من بلدي وأهلي ** فجازاني جزاء الخائنينا )
( فمن راني فلا تغتر بعدي ** بحلو القول أو يبلو الدفينا )
فلما انقضت عدتها وأرادت الشخوص إلى أهلها أتيت براحلة لتحمل عليها فلما رأى ذلك قيس داخله منه أمر عظيم وأشتد لهفه وأنشأ يقول
( بانت لبينى فأنت اليوم متبول ** وأنك اليوم بعد الحزم مخبول )
( فأصبحت عنك لبنى اليوم نازحة ** ودل لبنى لها الخيرات معسول )
( هل ترجعن نوى لبنى بعاقبة ** كما عهدت ليالي العشق مقبول )
( وقد أراني بلبنى حق مقتنع ** والشمل مجتمع والحبل موصول )
( فصرت من حب لبنى حين أذكرها ** ألقلب مرتهن والعقل مدخول )
( أصبحت من حب لبنى بل تذكرها ** في كربة ففؤادي اليوم مشغول )
( والجسم مني منهوك لفرقتها ** يبريه طول سقام فهو منحول )
( كانني يوم ولت ما تكلمني ** أخو هيام مصاب القلب مسلول )
( أستودع الله لبنى إذ تفارقني ** عن غير طوع وأمر الشيخ مفعول )
ثم ارتحلت لبنى فجعل قيس يقبل موضع رجليها من الأرض وحول خبائها فلما رأى ذلك قومه أقبلوا على أبيه بالعذل واللوم فقال ذريح لما رأى حاله قد جنيت عليك يا بني فقال له قيس قد كنت أخبرك أني مجنون بها فلم ترض إلا بقتلي فالله حسبك وحسب أمي وأقبل قومه يعذلونه في تقبيله التراب فأنشأ يقول
( فما حبي لطيب تراب أرض ** ولكن حب من وطئ الترابا )
( فهذا فعل شيخينا جميعا ** أراد لي البلية والعذابا )
وقرأت على أبي بكر بن دريد
( كسوناها من ا لريط اليماني ** مسوحا في بنائقها فضول )
( وهدمنا صوامع شيدتها ** لها حبب مخالطها نجيل )
يقول كانت هذه الإبل بيضا كأن عليها الريط ثم اسودت من العرق من شدة ما أتعبناها فكأننا كسوناها المسوح يعني أنها صارت سودا بعد أن كانت بيضا
وقوله وهدمنا صوامع شيدتها يعني أسنمتها رفعتها الها حبب وهي جمع حبة وهي بزور البقل والنبات محالطها نجيل والنجيل من الحمض ومنه قول الشماخ
( ولا عيب في مكروهها غير أنها ** تبدل جونا لونها غير أزهرا )
( قال أبو علي ) قال أبو عبيدة من أمثال العرب ( العقوق ثكل من لم يثكل ) يقول إذا عقه ولده فقد ثكلهم وإن كانوا أحياء ( قال ) ومن أمثالهم ( تجنب روضة وأحال يعدو ) يقول ترك الخصب واختار الضيق يضرب مثلا للرجل تعرض عليه الكرامة فيختار الهوان ( قال الأصمعي ) ومن أمثالهم ( إذا نزا بك الشر فاقعد ) أي فاحلم ولا تسارع إليه
( وقال الأصمعي ) حدثني خلف الأحمر قال أنشدني رجل من أهل البادية
( عمي عويف وأبو علج ** المطعمان الشحم بالعشج )
( وبالغداة كسر البرنج ** ينزع بالود وبالصيصج )
أراد بالعشي والصيصج أراد الصيصية وهي قرن البقرة ( قال ) وقال أبو عمرو بن العلاء قلت لرجل من بني حنظلة ممن أنت قال فقيميج فقلت من أيهم قال مرج أراد فقيمي ومري وأنشد لهميان بن قحافة السعدي
( يطير عنها الوبر الصهابجا ** )
( قال ) أراد الصهابي من الصهبة وقال يعقوب بن السكيت بعض العرب إذا شدد الياء جعلها جيما وأنشد عن ابن الأعرابي
( كأن في أذنابهن الشول ** من عبس الصيف قرون الإجل )
أراد الإيل وأنشد الفراء
( لا هم إن كنت قبلت حجتج ** فلا يزال شاحج يأتيك بج )
( أقمر نهات ينزي وفرت ج ** )
أراد وفرتي
( قال الأصمعي ) يقال تركت فلانا يجوس بني فلان ويحوسهم إذا كان يدوسهم ويطلب فيهم
وحدثني أبو بكر بن دريد رحمه الله قال حدثني أبو عبد الله محمد بن الحسين قال حدثنا المازني قال سمعت أبا سرار الغنوي يقرأ فحاسوا خلال الديار فقلت إنما هو جاسوا فقال حاسوا وجاسوا واحد قال وسمعته يقرأ وإذ قتلتم نسمة فادار أتم فيها فقلت له إنما هو نفس قال النسمة والنفس واحد
( وقال الكسائي ) يقال أحم الأمر وأجم إذا حان وقته ويقال رجل محارف ومجارف ( قال ) وهم يحلبون عليك ويجلبون أي يعينون ( قال الأصمعي ) إذا حان وقوع الأمر قيل أجم بقال أجم ذلك الأمر أي حان وقته وأنشد
( حييا ذلك الغزال الأحما ** إن يكن ذا كم الفراق أجما )
( قال ) وإذا قلت حم الأمر فهو قدر ولم يعرف أحم بالألف ( قال الأصمعي ) يقال آديته على كذا و أعديته أي قويته وأعنته
ويقال أستأديت الأمير على فلان في معنى استعديت وأنشد ليزيد بن خذاق العبدي
( ولقد أضاء لك الطريق وأنهجت ** سبل المكارم والهدى يعدي )
يقول إبصارك الهدى يقويك على الطريق ومعنى يعدى يقوى ومنه أعداني السلطان ( قال ) ولقد أضاء لك الطريق أي أبصرت أمرك وتبينته
وأنهجت صارت نهجا واضحة بينة ( قال ) وسمعت أبا تغلب ينشد بيت طفيل الغنوي
( فنحن منعنا يوم حرس نساءكم ** غداة دعانا عامر غير معتلى )
يريد مؤتلى ويقال كثأ اللبن وكثع وهي الكثأة والكثعة إذا علا دسمه وخثورته رأسه وأنشد
( وأنت امرؤ وقد كثأت لك لحية ** كأنك منها قاعد في جوالق )
ويقال موت زؤاف وذعاف وزعاف وذؤاف إذا كان يعجل القتل ويقال أردت أن تفعل كذا وكذا وبعض العرب يقول أردت عن تفعل وقال يعقوب ابن السكيت أنشد أبو الصقر
( أريني جوادا مات هزلا لأنني ** أرى ما ترين أو بخيلا مخلدا )
يريد لعلني
( وقال الأصمعي ) يقال ألتمئ لونه والتمع لونه وهو السأف والسعف ( وقال يعقوب ) سمعت أبا عمرو يقول الأسن قديم الشحم وبعضهم يقول العسن
وحدثنا أبو بكر ابن الأنباري قال حدثني أبي قال حدثني عبد الله بن محمد بن رستم قال حدثني محمد بن قال النحوي قعال قال أبان بن تغلب وكان عابدا من عباد أهل البصرة شهدت أعرابية وهي توصي ولدا لها يريد سفرا وهي تقول له أي بني اجلس أمنحك وصيتي وبالله توفيقك فإن الوصية أجدى عليك من كثير عقلك قال أبان فوقفت مستمعا لكلامها مستحسنا لوصيتها فإذاهي تقول أي بني إياك والنميمة فإنها تزرع الضغينة وتفرق بين المحبين
وإياك والتعرض للعيوب فتتخذ غرضا وخليق أن لا يثبت الغرض على كثرة السهام وقلما اعتورت السهام غرضا إلا كلمته حتى يهي ما اشتد من قوته
وإياك والجود بدينك والبخل بمالك وإذا هززت فاهزز كريما يلن لهزتك ولا تهزز اللئيم فإنه صخرة لا ينفجر ماؤها ومثل لنفسك مثال ما استحسنت من غيرك فاعمل به وما استقبحت من غيرك فاجتنبه فإن المرء لا يرى عيب نفسه ومن كانت مودته بشره وخالف ذلك منه فعله كان صديقه منه على مثل الريح في تصرفها ثم أمسكت فدنوت منها فقلت بالله يا أعرابية إلا زدته في الوصية فقالت أو قد أعجبك كلام العرب يا عراقي قلت نعم
قالت والغدر أقبح ما تعامل به الناس بينهم ومن جمع الحلم والسخاء فقد أجاد الحلة ريطتها وسربالها
وحدثنا أبو بكر بن دريد رحمه الله قال حدثنا أبو حاتم قال وجد بخط العتبي بعد موته في كتبه أن رجلا سأل بعض الزهاد فقال أخبرني عن الدنيا فقال جمة المصائب رنقة المشارب لا تمتع صاحبا بصاحب
وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال حدثنا أبو حاتم عن أبي زيد قال سأل الوليد بن عبد الملك أباه عن السياسة فقال هيبة الخاصة مع صدق مودتها واقتباد قلوب العامة بالإنصاف لها واحتمال هفوات الضغائن فإن شكرها أقرب الأيادي إليها
وحدثنا أبو بكر قال أخبرنا عبد الرحمن عن عمه قال قيل لبعض الحكماء ما الداء العياء فقال حسد ما لا تناله بقول ولا تدركه بفعل
وحدثنا أبو بكر قال أخبرنا عبد الرحمن عن عمه قال سمعت أعرابيا يقول من لم يضن بالحق عن أهله فهو الجواد
وسمعت آخر يقول الصبر عند الجود أخو الصبر عند اليأس وسمعت آخر يقول سخاء النفس عما في أيدي الناس أكثر من سخاء البذل
وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال أخبرنا عبد الرحمن عن عمه قال شاور أعرابي ابن عم له فأشار عليه برأي فقال قد قلت بما يقول به الناصح الشفيق الذي يخلط حلو كلامه بمره وحزنه بسهله ويحرك الإشفاق منه ما هو ساكن من غيره وقد وعيت النصح منه وقبلته إذ كان مصدره من عند من لا شك في مودته وصافى غيبه وما زلت بحمد الله إلى الخير منهجا واضحا وطريقا مهيعا
( قال أبو علي ) المهيع الواضح
وحدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو حاتم عن أبي عبيدة عن يونس قال كان زياد إذا ولى رجل عملا قال له خذ عهدك وسر إلى عملك واعلم أنك مصروف رأس سنتك وأنك تصير إلى أربع خلال فاختر لنفسك إنا أن وجدناك أمينا ضعيفا استبدلنا بك لضعفك وسلمتك من معرتنا أمانتك
وإن وجدناك قويا خائنا استهنا بقوتك وأحسنا على خيانتك أدبك وأوجعنا ظهرك وثقلنا غرمك وإن جمعت علينا الجرمين جمعنا عليك المضرتين
وإن وجدناك أمينا قويا زدنا في عملك ورفعنا ذكرك وكثرنا مالك وأوطأنا عقبك
وحدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو حاتم عن عبد الله بن مصعب الزبيري قال كنا بباب الفضل بن الربيع والآذن يأذن لذوي الهيآت والشارات وأعرابي يدنو فكلما دنا صرخ به فقام ناحية وأنشأ يقول
( رأيت آذننا يعتام بزتنا ** وليس للحسب الزاكي بمعتام )
( ولو دعينا على الأحساب قدمني ** مجد تليد وجد راحج نامى )
( متى رأيت الصقور الجدل يقدمها ** خلطان من رخم قزع ومن هام )
وقرأت على أبي بكر بن دريد رحمه الله لطفيل الغنوي
( وأصفر مشهوم الفؤاد كأنه ** غداة الندى بالزعفران مطيب )
( تفلت عليه تفلة ومسحته ** بثوبى حتى جلده متقوب )
( يراقب إيحاء الرقيب كأنه ** لما وتروني أول اليوم مغضب ) |
| |