07-26-2021
|
#56 |
بيانات اضافيه [
+
] | رقم العضوية : 6 | تاريخ التسجيل : May 2013 | العمر : 40 | أخر زيارة : منذ 11 ساعات (07:37 PM) | المشاركات : 16,415 [
+
] | التقييم : 43872 | الدولهـ | MMS ~ | SMS ~ | | لوني المفضل : Darkviolet | |
رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي وقريش تقول كشطت وقيس وتميم وأسد تقول قشطت في مصحف ابن مسعود قشطت ( قال ) ويقال قحط القطار وكحط ويقال قهرت الرجل أقهره وكهرته أكهره ( قال ) وسمعت بعض غنم بن دودان تقول فلا تكهر وقرأت على أبي عمر عن أبي العباس أن ابن الأعرابي أنشدهم
( قتلنا سبعة بأبي لبينى ** وألحقنا الموالي بالصميم )
أي قتلنا سادتهم فصار الموالي سادة ( قال أبو علي ) وحدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو حاتم قال كان فتى من أهل البصرة يختلف معنا إلى الأصمعي فافتقدته فلقيت أباه فسألته عنه فقال سألني عن بيتين كان الأصمعي يرددهما
( سقى الله أياما لنا لسن رجعا ** وسقيا لعصر العامرية ة من عصر )
( ليالي أعطيت البطالة مقودى ** تمر الليالي والشهور وما أدري )
فقلت له يا بني أنك لست بعاشق ولولا ذلك لعرفت ما يفعله الذكر بصاحبه قال فبعثته على أن عشق لجاجا وأنشدنا أبو بكر قال أنشدنا أبو حاتم عن الأصمعي لبعض بني عمرو بن كلدة
( إني أعيذك بالرحمن يا سكني ** أن تدخلي ببعادي حسبك النارا )
( قالت بعادك من ربي يقربني ** وفي دنوك أخشى النار والعارا )
( قلت اسمعي ودعينا من تفقهكم ** فلست أفقه منا أم عمارا )
( إذا بذلت لنا ما منك نطلبه ** فاستغفري منه ربا كان غفارا )
وأنشدنا أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة
( تعاللت لما لم تكن بك علة ** وقلت شهيدي ما بعيني من السقم )
( فلا تجعلي سقما بعينيك علة ** فقد كان هذا السقم في صحة الجسم )
وحدثنا أبو بكر بن دريد رحمه الله قال حدثنا العكلى عن ابن أبي خالد عن الهيثم قال بينا أنا بالكناسة بالكوفة إذ أتى رجل مكفوف نخاسا فقال له اطلب لي حمارا ليس بالصغير المحتقر ولا بالكبير المشتهر ان خلا الطريق تدفق وإن كثر الزحام ترفق لا يصادم السواري ولا يدخلني تحت البواري أن أقللت علفه صبر وإن أكثرته شكر وإن ركبته هام و إن ركبه غيري قام فقال له اصبر فإن مسخ الله القاضي حمارا قضيت حاجتك
وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال حدثنا أبو حاتم عن الأصمعي قال حدثنا أبو عمرو بن العلاء قال سمعت جندل بن الراعي ينشد بلال بن أبي بردة قصيدة أبيه
( نعوس إذا درت جروز إذا غدت ** بويزل عام أو سديس كبازل )
قال فكاد صدري ينفرج لحسن إنشاده وجودة الشعر ( قال أبو علي ) إنما سمي راعيا لقوله
( لها أمرها حتى إذا ما تبوأت ** لأخفافها مرعى تبوا مضجعا )
فقيل رعى الرجل
وحدثنا أبو بكر بن الأنباري رحمه الله قال حدثني أبي قال حدثنا أحمد بن عبيد عن الحرمازي قال مر جرير بذي الرمة فقال يا غيلان أنشدني ما قلت في المرئي فأنشده
( نبت عيناك عن طلل بحزوى ** عفته الريح وأمتنح القطارا )
فقال ألا أعينك قال بلى بأبي وأمي فقال
( يعد الناسبون إلى تميم ** بيوت المجد أربعة كبارا )
( يعدون الرباب وآل سعد ** وعمرا ثم حنظلة الخيارا )
( ويهلك وسطها المرئي لغوا ** كما ألغيت في الدية الحوارا )
قال قمر ذو الرمة بالفرزدق فقال أنشدني ما قلت في المرئي فأنشده القصيدة فلما انتهى إلى هذه الأبيات قال الفرزدق حس أعد علي فأعاد فقال تالله لقد علكهن أشد لحيين منك
( قال أبو علي ) وقرأت على أبي بكر بن دريد رحمه الله للصلتان العبدي
( انا الصلتاني الذي قد علمتم ** متى ما يحكم فهو بالحق صادع )
( أتتني تميم حين هابت قضاتها ** فإني لبالفصل المبين قاطع )
( كما أنفذ الأعشى قضية عامر ** وما لتميم في قضائي رواجع )
( ولم يرجع الأعشى قضية جعفر ** وليس لحكمي آخر الدهر راجع )
( سأقضي قضاء بينهم غير جائر ** فهل أنت للحكم المبين سامع )
( قضاء أمرئ لا يتقي الشتم منهم ** وليس له في المدح منهم منافع )
( قضاء امرئ لا يرتشي حكومة ** إذا مال بالقاضي الرشا والمطامع )
( فإن كنتما حكمتماني فأنصتا ** ولا تجزعا وليرض بالحكم قانع )
( فإن تجزعا أو ترضيا لا أقلكما ** وللحق بين الناس راض وجازع )
( فأقسم لا آلو عن الحق بينهم ** فإن أنا لم أعدل فقل أنت ظالع )
( فإن يك بحر الحنظليين واحدا ** فما يستوي حيتانه والضفادع )
( وما يستوي صدر القناة وزجها ** وما يستوي شم الذرى والأجارع )
( وليس الذنابى كالقدامى وريشه ** وما تستوي في الكف منك الأصابع )
( ألا إنما تحظى كليب بشعرها ** وبالمجد تحظى دارم والأقارع )
( ومنهم رؤس يهتدى بصدورها ** وإلا ذناب قدما للرؤس توابع )
( أرى الخطفى بذ الفرزدق شعره ** ولكن خيرا من كليب مجاشع )
( فيا شاعرا ولا شاعر اليوم مثله ** جرير ولكن في كليب تواضع )
( جرير أشد الشاعرين شكيمة ** ولكن علته الباذخات الفوارع )
( ويرفع من شعر الفرزدق أنه ** له باذخ لذي الخسيسة رافع )
( وقد يحمد السيف الددان بجفنه ** وتلقاه رنا غمده وهو قاطع )
( يناشدني النصر الفرزدق بعدما ** ألحت عليه من جرير صواقع )
( فقلت له أنى ونصرك كالذي ** يثبت أنفا كشمته الجوادع )
وقالت كليب قد شرفنا عليهم ** فقلت لها سدت عليك المطالع )
( قال أبو علي ) كشم أنفه إذا قطعه والأكشم أيضا الناقص الخلق قال حسان
( له جانب واف وآخر أكشم ** )
وقرأت على أبي عمر عن أبي العباس عن ابن الأعرابي قال أهجى بيت قالته العرب
( وقد علمت عرساك أنك آئب ** تخبرهم عن جيشهم كل مربع )
أخبر أن من عادته أن ينهزم فيتحدث بخبر جيشه ( قال أبو علي ) أخبرنا أبو بكر بن الأنباري رحمه الله قال حدثني أبي قال حدثنا عبد الصمد بن المعذل بن غيلان قال ركب أبي إلى عيسى بن جعفر ليسلم عليه فأخبر أنه متأهب للركوب فانتظره فلما أبطأ خروجه دخل إلى المسجد ليصلي وكان المعذل إذا دخل في الصلاة لم يقطعها فخرج عيسى وصاح يا معذل يا أبا عمرو فلم يجبه فغضب ومضى فأتم المعذل صلاته ثم لحقه فانشده
( قد قلت إذ هتف الأمير ** يا أيها القمر المنير )
( حرم الكلام فلم أجب ** وأجاب دعوتك الضمير )
( لو أن نفسي طاوعتني إذ دعوت ولا أحير )
( لباك كل جوارحي ** بأناملي ولها السرور )
( شوقا إليك وحق لي ** ولكدت من فرح أطير )
وحدثنا أبو بكر بن دريد رحمه الله قال جلس كامل الموصلي في المسجد الجامع يقرئ الشعر فصعد مخلد الموصلي المنارة وصاح
( تأهبوا للحدث النازل ** قد قرئ الشعر على كامل )
( وكامل الناقص في عقله ** لا يعرف العام من القابل )
( يهيهة يخلط الفاظه ** كأنه بعض بني وائل )
( وإنما المرء ابن عم لنا ** ونحن من كوثى ومن بابل )
( أذنابنا ترفع قمصاننا ** من خلفنا كالخشب الشائل )
( قال أبو علي ) وأنشدنا أبو عبد الله إبراهيم بن محمد النحوي لأعرابي مات ابنه وهو غائب
( يا ليتني كنت فيمن كان حاضره ** إذ ألبسوه ثياب الفرقة الجددا )
( قالوا وهم عصب يستغفرون له ** نرجو لك الله والوعد الذي وعدا )
( قل الغناء إذ لاقى الفتى تلفا ** قول الأحبة لا يبعد وقد بعدا )
( قال أبو علي ) بعد هلك وبعد نأي
وحدثنا أبو بكر بن دريد قال حدثني عمي عن أبيه عن ابن الكلبي عن أبي مسكين وعن الشرقي بن قطامي قالا لما مات عمرو بن حممة الدوسي وكان أحد من تتحاكم إليه العرب مر بقبره ثلاثة نفر من أهل يثرب قادمين من الشام الهدم بن امرئ القيس بن الحرث بن زيد أبو كلثوم بن الهدم الذي نزل عليه النبي صلى الله عليه وسلم وعتيك بن قيس بن هيشة بن أمية بن معاوية وحاطب بن قيس بن هيشة الذي كانت بسببه حرب حاطب فعقروا رواحلهم على قبره وقام الهدم فقال
( لقد ضمت الأثراء منك مرزأ ** عظيم رماد النار مشترك القدر )
( حليما إذا ما الحلم كان حزامة ** وقورا إذا كان الوقوف على الجمر )
( إذا قلت لم تترك مقالا لقائل ** وإن صلت كنت الليث يحمي حمى الأجر )
( ليبكك من كانت حياتك عزه ** فأصبح لما بنت يغضي على الصغر )
( سقى الأرض ذات الطول والعرض مثجم ** أحم الرحا واهي العرى دائم القطر )
( وما بي سقيا الأرض لكن تربة ** أضلك في أحشائها ملحد القبر )
( قال أبو علي ) الرحى وسط الغيم ومعظمه ووسط الحرب ومعظمها وقام عتيك بن قيس فقال
( برغم العلى والجود والمجد والندى ** طواك الردى يا خير حاف وناعل )
( لقد غال صرف الدهر منك مرزأ ** نهوضا بأعباء الأمور الأثاقل )
( يضم العفاة الطارقين فناؤه ** كما ضم أم الرأس شعب القبائل )
( ويسرو دجى الهيجا مضاء عزيمة ** كما كشف الصبح اطراق الغياطل )
( ويستهزم الجيش العرمرم باسمه ** وإن كان جرارا كثير الصواهل )
( وينقاد ذو البأو لأبي لحكمه ** فيرتد قسرا وهو جم الدغاول )
( ويمضي إذا ما الحرب مدر واقه ** على الروع وارفضت صدور العوامل )
( فاما تصبنا الحادثات بنكبة ** رمتك بها إحدى الدواهي الضآبل )
( فلا تبعدن إن الحتوف موارد ** وكل فتى من صرفها غير وائل )
( قال أبو علي ) الضآبل الدواهي واحدها ضئبل وقام حاطب بن قيس فقال
( سلام على القبر الذي ضم أعظما ** تحوم المعالي حولة فتسلم )
( سلام عليه كلما ذر شارق ** وما امتد قطع من دجى الليل مظلم )
( فيا قبر عمرو جاد أرضا تعطفت ** عليك ملث دائم القطر مرزم )
( تضمنت جسما طاب حيا وميتا ** فأنت بما ضمنت في الأرض معلم )
( فلو نطقت أرض لقال ترابها ** إلى قبر عمرو الأزد حل التكرم )
( إلى مرمس قد حل بين ترابه ** وأحجاره بدر وأضبط ضيغم )
( فلو وألت من سطوة الموت مهجة ** لكنت ولكن الردى لا يثمثم )
( فلا يبعدنك الله حيا وميتا ** فقد كنت نور الخطب والخطب مظلم )
( وقد كنت تمضي الحكم غير مهلل ** إذا غال في القول الأبل الغشمشم )
( لعمر الذي حطت إليه على الونا ** حدابير عوج نيها متهمم )
( لقد هدم العلياء موتك جانبا ** وكان قديما ركنها لا يهدم )
( قال أبو علي ) وألت نجت ويثمثم يبطئ ويثمثم يحرك ويدفع والمهلل المتوقف يقال حمل عليه فما هلل والغيطلة الظلمة والغيطلة اختلاط الاصوات قال أبو النجم
( مستأسدا ذبانه في غيطل ** ) وهو جمع غيطلة والغيطلة البقرة الوحشية قال زهير
( كما استغاث بسي فزغيطلة ** خاف العيون فلم ينظر به الحشك )
والغيطلة الشجر الملتف وقال ابن الأعرابي الغيطلة التفاف الناس وإجتماعهم والغيطلة غلبة النعاس والدغاول الدواهي ( قال أبو علي ) ولم أسمع له بواحد قال الهذلي
( فقلصى لكم ما عشتم ذو دغاول ** )
والأبل الظلوم والغشمشم الذي يركب رأسه لا يثنيه شيء عما يحب ويهوى والحدا جمع حدبار وهي المنحنية الظهر والني الشحم والمتهمم الذائب وقرأت على أبي عمر عن أبي العباس أن ابن الأعرابي أنشدهم في صفة قدر
( ألقت قوائمها خسا وترنمت ** طربا كما يترنم السكران )
قوائمها الأثافي وخسا فرد ( قال أبو علي ) قال الأصمعي يقال لثدت القصعة بالثريد إذا جمع بعضه إلى بعض وسوي وقد رثدت وقد رثد المتاع إذا نضد وسوي والرثيد المنضود ومنه سمى مرثد ويقال تركت فلانا مرتثدا أي قد ضم متاعه بعضه إلى بعض ونضده قال الشاعر
( فتذكرا ثقلا رثيدا بعدما ** ألقت ذكاء يمينها في كافر )
تذكر الظليم والنعامة رثيدا يعني بيضهما منضودا بعضه فوق بعض ( قال أبو علي ) وذكاء الشمس وابن ذكاء الصبح والكافر الليل وإنما سمى كافرا لأنه يغطي بظلمته كل شيء ولهذا قيل تكفر الرجل بالسلاح إذا لبسه وكفر الغمام النجوم أي غطاها ومنه سمى الكافر كافرا لأنه يغطي نعمة الله وسمى أيضا الزراع كافرا لأنه يغطى الحبة وعنى بقوله بعدما ألقت ذكاء يمينها في كافر أي ابتدأت في المغيب ويقال هدم ملدم ومردم أي مرقع وقد ردم ثوبه أي رقعه قال عنترة
( هل غادر الشعراء من متردم ** أم هل عرفت الدار بعد توهم )
يقول هل ترك الشعراء شيأ يرقع وهذا مثل وإنما يريد هل تركوا مقالا لقائل ويقال اعلنكس واعرنكس الشيء إذا تراكم وكثر أصله قال العجاج
( بفاحم دووي حتى اعلنكسا ** )
بفاحم يعني شعرا أسود دووي عولج وأصلح وقال أيضا
( واعرنكست أهواله واعرنكسا ** ) أي ركب بعضه بعضا وهدل الحمام يهدل هديلا وهدر الحمام يهدر هديرا وطلمساء وطرمساء للظلمة ويقال للدرع نثلة ونثرة إذا كانت واسعة ويقال امرأة جلبانة وجربانة وهي الصخابة السيئة الخلق قال حميد بن ثور
( جربانة ورهاء تخصي حمارها ** بغى من بغى خيرا إليها الجلامد )
ويروى جلبانة ويقال عود متقطل ومتقطر ومنقطل ومنقطر أي مقطوع ( وقال أبو عبيدة ) يقال سهم أملط وأمرط إذا لم يكن عليه ريش وقد تملط ريشه وتمرط ويقال جلمه وجرمه إذا قطعه ( قال أبو علي ) ومنه سمي الجلم الذي يؤخذ به الشعر ( قال أبو علي ) يقال لكل واحد من الحديدتين جلم فإذا اجتمعا فهما جلمان وكذلك مقراضان الواحد منهما مقراض والتلاتل والتراتر الهزاهز ( قال الأصمعي ) يقال مر يرتك ويرتج إذا ترجرج ويقال أصابه سك وسج إذا لان عليه بطنه ويقال الزمكى والزمجي لزمكي الطائر ويقال ريح سيهك وسيهج وسيهوك وسيهوج وهي الشديدة قال رجل من بني سعد
( يا دار سلمى بين دارات العوج ** جرت عليها كل ريح سيهوج )
والسهج والسهك والسحق يقال سحقه وسهكه وسهجه ( وقال أبو عمرو الشيباني ) السهك والسهج ممر الريح ( قال أبو علي ) وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال حدثني العكلي عن الحرمازي عن رجل من همدان قال قال معاوية لضرار الصدائي يا ضرار صف لي عليا رضي الله عنه قال أعفني يا أمير المؤمنين قال لتصفنه قال أما إذا لا بد من وصفه فكان والله بعيد المدى شديد القوى يقول فصلا ويحكم عدلا يتفجر العلم من جوانبه وتنطق الحكمة من نواحيه يستوحش من الدنيا وزهرتها ويستأنس بالليل ووحشته وكان والله غزير العبره طويل الفكره يقلب كفه ويخاطب نفسه يعجبه من اللباس ما قصر ومن الطعام ما خشن كان فينا كأحدنا يجيبنا إذا سألناه وينبئنا إذا استنبأناه ونحن مع تقريبه إيانا وقربه منا لا نكاد نكلمه لهيبته ولا نبتدئه لعظمته يعظم أهل الدين ويحب المساكين لا يطمع القوي في باطله ولا ييأس الضعيف من عدله وأشهد لقدر رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله وغارت نجومه وقد مثل في محرابه قابضا على لحيته يتململ تململ السليم ويبكي بكاء الحزين ويقول يا دنيا غري غيري ألى تعرضت أم إلي تشوقت هيهات هيهات قد باينتك ثلاثا لا رجعة فيها فعمرك قصير وخطرك حقير آه من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق فبكى معاوية رحمه الله وقال رحم الله أبا الحسن فلقد كان كذلك فكيف حزنك عليه يا ضرار قال حزن من ذبح واحدها في حجرها ( قال أبو علي ) وقرأت على أبي بكر محمد بن الحسن بن دريد هذه القصيدة في شعر كعب الغنوي وأملاها علينا أبو الحسن علي ابن سليمان الأخفش وقال قرئ لنا على أبي العباس محمد بن الحسن الأحول ومحمد بن يزيد وأحمد بن يحيى ( قال ) وبعض الناس يروي هذه القصيدة لكعب بن سعد الغنوي وبعضهم يرويها بأسرها لسهم الغنوي وهو من فومه وليس بأخيه وبعضهم يروي شيأ منها لسهم والمرثي بهذه القصيدة يكنى أبا المغوار واسمه هرم وبعضهم يقول اسمه شبيب ويحتج ببيت روى في هذه القصيدة
( أقام فخلى الظاعنين شبيب ** ) وهذا البيت مصنوع والأول كأنه أصح لأنه رواه ثقة ( قال ) وزادنا أحمد بن يحيى عن أبي العالية في أولها بيتين ( قال ) وهؤلاء كانوا يختلفون في تقديم الأبيات وتأخيرها وزيادة الأبيات ونقصانها وفي تغيير الحروف في متن البيت وعجزه وصدره ( قال أبو علي ) وأنا ذاكر ما يحضرني من ذلك والبيتان اللذان رواهما أبو العالية
( ألا من لقبر لا يزال تهجه ** شمال ومسياف العشي جنوب )
تهجه تهدمه يقال هج البيت وهجمه إذا هدمه ( قال أبو عبيدة ) ولما قتل بسطام بن قيس لم يبق في بكر بن وائل بيت إلا هجم أي هدم إكبار القتلة
ومسياف مفعال من سافه يسيفه سيفا إذا ضربه بالسيف يريد أنها في حدتها في الصيف والشتاء كالسيف
( به هرم يا ويح نفسي من لنا ** إذا طرقت للنائبات خطوب )
وأولها في رواية الجميع
( تقول سليمى ما لجسمك شاحبا ** كأنك يحميك الطعام طبيب )
( فقلت ولم أعي الجواب لقولها ** وللدهر في صم السلام نصيب )
ويروى
( فقلت ولم أعي الجواب ولم ألح ** )
( تتابع أحداث تخرمن أخوتي ** وشيبن رأسي والخطوب تشيب )
( لعمري لئن كانت أصابت منية ** أخي والمنايا للرجال شعوب )
( لقد عجمت مني الحوادث ما جدا ** عروفا الريب الدهر حين يريب )
( وقد كان أما حلمه فمروح ** علينا وأما جهله فعزيب )
( فتى الحرب أن حاربت كان سمامها ** وفي السلم مفضال اليدين وهوب )
( هوت أمه ماذا تضمن قبره ** من الجود والمعروف حين ينوب )
ويروى حين يؤب
( جموع خلال الخير من كل جانب ** إذا جاء جياء بهن ذهوب )
( مفيد مفيت الفائدات معود ** لفعل الندى والمكرمات كسوب )
( فتى لا يبالي أن يكون بجسمه ** إذا نال خلات الكرام شحوب )
( قال أبو علي )
( وقرأت على أبي بكر ** فتى لا يبالي أن يكون بوجهه )
( غنينا بخير حقبة ثم جلحت ** علينا التي كل الأنام تصيب )
( فأبقت قليلا ذاهبا وتجهزت ** لآخر والراجي الخلود كذوب )
وأكثرهم ينشدون والراجي الخلود لأنه أغرب وأظرف والخلود أجود في العربية
( وأعلم أن الباقي الحي منهما ** إلى أجل أقصى مداه قريب )
( فلو كان حي يفتدى لفديته ** بما لم تكن عنه النفوس تطيب )
الفداء يمد ويقصر ( قال أبو علي ) كذا حدثني محمد بن الأنباري وقال الأخفش الفداء لا يقصر إلا عند ضرورة الشعر فإذا فتحت الفاء قصر
( بعيني أو يمنى يدي وإنني ** ببذل فداه جاهدا لمصيب )
( فإن تكن الأيام أحسن مرة ** إلي فقد عادت لهن ذنوب ) |
| |