07-27-2021
|
#63 |
بيانات اضافيه [
+
] | رقم العضوية : 6 | تاريخ التسجيل : May 2013 | العمر : 40 | أخر زيارة : منذ 17 ساعات (07:37 PM) | المشاركات : 16,415 [
+
] | التقييم : 43872 | الدولهـ | MMS ~ | SMS ~ | | لوني المفضل : Darkviolet | |
رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي فلما قرأها المأمون استحسنها وسأل عن قائلها فقيل أبو العتاهية فأمر له بعشرة آلاف درهم وعطف على زبيدة وزاد في تكرمتها وأثرتها ( قال ) وحدثنا أبو بكر بن دريد قال حدثنا أبو عثمان عن التوزي عن أبي عبيدة قال قال موسى شهوات يهجو عمر بن موسى بن عبيد الله بن معمر ويمدح عمر بن موسى بن طلحة بن عبيد الله
( تباري ابن موسى يا ابن موسى ولم تكن ** يداك جميعا تعدلان له يدا )
( تباري امرأ يسرى يديه مفيدة ** ويمناهما تبني بناء مشيدا )
( فإنك لم تشبه يداك ابن معمر ** ولكنما أشبهت عمك معبدا )
( وفيك وإن قيل ابن موسى بن معمر ** عروق يدعن المرء ذا المجد قعددا )
( ثلاثة أعراق فعرق مهذب ** وعرقان شاناما أصابا فأفسدا )
( قال أبو بكر ) وكان معبد مولى وكان أخا أبيه لأمه وله حديث قد ذكره أبو عبيدة في المثالب ( قال أبو علي ) القعدد والقعدد لغتان اللئيم الأصل والإقعاد قلة الأجداد والإطراف كثرة الأجداد كلاهما مدح ( قال ) وأنشدنا أبو بكر قال أنشدنا عبد الرحمن عن عمه
( لعمرك ما حق امرئ لا يعد لي ** على نفسه حقا علي بواجب )
( وما أنا للنائي علي بوده ** بودي وصافي خلتي بمقارب )
( ولكنه إن مال يوما بجانب ** من الصد والهجران ملت بجانب )
( قال ) وأملى علينا أبو الحسن الأخفش قال كتب محمد بن مكرم إلى أبي العيناء أما بعد
فإني لا أعرف للمعروف طريقا أوعر ولا أحزن من طريقه إليك ولا مستودعا أقل زكاة وأبعد غنما من خير يحل عندك لأنه يصير منك إلى دين ردي ولسان بذي وجهل قد ملك عليك طباعك فالمعروف لديك ضائع والصنيعة عندك غير مشكورة وإنما غرضك من المعروف أن تحرزه وفي مواليه أن تكفره ( قال ) وقرأت على أبي بكر قال حدثنا أبو العباس عن ابن الأعرابي قال من أمثال العرب ( لا أخاف إلا من سيل تلعتي ) أي إلا من بني عمي وقرابتي ( قال ) والتلعة مسيل الماء إلى الوادي لأن من نزل التلعة فهو على خطر أن جاء سيل جرف بهم وقال هذا وهو نازل بالتلعة أي لا أخاف إلا من مأمني ( قال أبو علي ) وسألت أبا بكر بن دريد عن المثل الذي تضربه العرب لمن جازى صاحبه بمثل فعله وهو قولهم ( يوم بيوم الحفض المجور ) فقال أصل هذا المثل أن أخوين كان لأحدهما بنون ولم يكن للآخر ولد فوثبوا على عمهم فجور وابيته أي ألقوه بالأرض ثم نشأ للآخر بنون فوثبوا على عمهم فجوروا بيته فشكا ذلك إلى أخيه فقال بيوم الحفض المجور ( قال أبو علي ) والحفض متاع البيت والحفض أيضا البعير الذي يحمل عليه متاع البيت وإنما سمى حفضا لأنه منه بسبب والعرب تسمى الشيء باسم الشيء إذا كان منه بسبب ولذلك قيل للجلد الذي يحمل فيه الماء راوية وإنما الراوية البعير الذي يستقي عليه وينشد بيت عمرو بن كلثوم على وجهين
( ونحن إذا عماد البيت خرت ** على الأحفاض نمنع من يلينا )
( ويروى عن الأحفاض فمن روى على أراد متاع البيت ومن روى عن أراد الجمل الذي يحمل عليه متاع البيت ( قال أبو علي ) قال أبو نصر هجرت فلانا أهجره هجرانا وهجرا إذا تركت كلامه وهجر الرجل في منامه يهجر هجر إذا هذى وتكلم في منامه
وأهجر يهجر إهجارا وهجرا إذا قال هجرا أي فحشا وكلا ما قبيحا وهجرت البعير أهجره هجورا
وهو أن تشد حبلا من حقوه إلى خف يده ( قال أبو علي ) وذلك الحبل يسمى الهجار
وروى أبو عبيد عن الأصمعي هجرت البعير أهجره هجرا وهو أن تشد حبلا في رسغ رجله ثم تشده إلى حقوه ان كان عريا وإن كان مرحولا شددته إلى حقيبته وذكر الأصمعي في كتاب الصفات نحو قول أبي عبيد ( قال ) وهو أن تشد حبلا من وظيف رجله إلى حقوه وأنشد
( فكعكعوهن في ضيق وفي دهش ** ينزون من بين مأبوض ومهجور )
( وقال أبو نصر ) وهاجر الرجل يهاجر مهاجرة إذا خرج من البدو إلى المدن ( قال أبو علي ) ويقال هاجر أيضا إذا خرج من بلد إلى بلد
وقال أبو نصر ويقال لكل ما أفرط في طول أو غيره مهجر والأنثى مهجرة ونخلة مهجرة إذا أفرطت في الطول قال الراجز
( تعلو بأعلى السحق المهاجر ** منها عشاش الهدهد القراقر )
( وقال غيره ) الهاجري الحاذق بالإستقاء ويقال هذا أهجر من هذا أي أفضل منه ويقال لكل شيء فضل شيأ هو أهجر منه ولهذا قيل للبن الجيد هجير
ويقال أن معاوية رحمه الله خرج متنزها فمر بحواء ضخم فقصد قصد بيت منه فإذا بفنائه امرأة برزة فقال لها هل من غداء قالت نعم حاضر قال وما غداؤك قالت خبز خمير وماء نمير وحيس فطير ولبن هجير فثنى وركه ونزل فلما تغدى قال هل لك من حاجة فذكرت حاجة أهل الحواء قال هاتي حاجتك في خاصة نفسك قالت يا أمير المؤمنين إني أكره أن تنزل واديا فيرف أوله ويقف آخره ( وقال أبو عبيدة ) هذا أهجر من هذا أي أعظم منه ( قال أبو علي ) وحدثنا أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة قال أخبرنا ابو العباس عن ابن الأعرابي قال يقال هذا الطريق أهجر من هذا أي أبعد منه والهجرة البعد وأصل هذه العبارات كلها واحد ( وقال غيره ) والهاجري البناء وقال بعضهم والهاجري منسوب إلى هجر فأدخل فيه الألف واللام ( قال أبو علي ) وليس هذا القول بمرضي وقال أبو نصر والهاجرة والهجير والهجر وقت زوال الشمس قال الشاعر
( كأن العيس حين أنخن هجرا ** معفأة نواظرها سوامي )
ويقال ما زال ذلك هجيراه أي دأبه الذي يهجر به ويقال إهجيراه أيضا لغتان ويقال أتانا على هجر أي بعد سنة فصاعدا ( قال أبو علي ) وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال أخبرنا أبو حاتم عن أبي عبيدة عن يونس قال وقف أعرابي في المسجد الجامع في البصرة فقال
( قل النيل ونقص الكيل وعجفت الخيل ** )
والله ما أصبحنا ننفخ في وضح وما لنا في الديوان من وشمة وأنا لعيال جربة فهل من معين أعانه الله يعين ابن سبيل ونضو طريق وفل سنة فلا قليل من الأجر ولا غنى عن الله ولا عمل بعد الموت ( قال أبو علي ) الوضح اللبن وإنما سمى وضحا لبياضه وقال الهذلي
( عقوا بسهم فلم يشعر به أحد ** ثم استفاؤا وقالوا حبذا الوضح )
عقوا رموه إلى السماء واستفاؤا رجعوا والوشمة مثل الوشم في الذراع يريد الخط والجربة الجماعة ويقال الجربة المتساوون ويقال عيال جربة أي كبار كلهم لا صغير فيهم قال الراجز
( جربه كحمر الأبك ** لا ضرع فيهم ولا مذكى )
والفل القوم المنهزمون يعني أنه انهزم من الجدب والفل الأرض التي لم يصبها مطر وجمعها أفلال ( قال ) وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال أخبرنا أبو حاتم قال قال الأصمعي عاب رجل السويق بحضرة أعرابي فقال لا تعبه فإنه عدة المسافر وطعام العجلان وغذاء المبكر وبلغة المريض ويسر وفؤاد الحزين ويرد من نفس المحدود وجيد في التسمين ومنعوت في الطب وقفاره يجلو البلغم وملتوته يصفي الدم وإن شئت كان شرابا وإن شئت كان طعاما وإن شئت فثريدا وإن شئت فخبيصا ( قال أبو علي ) يسر ويكشف ما عليه يقال سرا عنه ثوبه إذا نزعه والمحدود الذي قد حد أي قد ضرب الحد والقفار الذي لم يلت بشيء من أدم لا زيت ولا سمن ولا لبن يقال طعام قفار
وعفار وعفير وسختيت وحث حدثني أبو عمرو قال حدثنا أبو العباس عن ابن الأعرابي قال العرب تقول ماء قراح وخبز قفار لا أدم معه
وسويق حث وهو الذي لم يلت بسمن ولا زيت وحنظل مبسل وهو أن يؤكل وحده قال الراجز
( بئس الطعام الحنظل المبسل ** ييجع منه كبدي وأكسل )
ويروى ياجع ( قال ) وحدثنا أبو بكر قال أخبرنا عبد الرحمن عن عمه قال قال أعرابي اعتذار من منع أجمل من وعد ممطول ( قال أبو علي ) وحدثنا أبو بكر بن الأنباري قال أخبرنا أبو العباس أحمد بن يحيى قال كان مالك بن أسماء بن خارجة واجدا على أخيه عيينة بن أسماء وطال ذلك حتى تفاقم الأمر بينهما فأخذ الحجاج عيينة فحبسه لجبايات كانت له وكتب إلى مالك يعلمه بذلك وهو يظن أنه يسره فلما قرأ الكتاب أنشأ يقول
( ذهب الرقاد فما يحس رقاد ** مما شجاك وملت العواد )
( خبر أتاني عن عيينة مفظع ** كادت تقطع عنده الأكباد )
ويروى عن عيينة موجع
( بلغ النفوس بلاؤه فكأننا ** موتى وفينا الروح والأجساد )
( يرجون غرة جدنا ولو أنهم ** لا يدفعون بنا المكاره بادوا )
( لما أتاني عن عيينة أنه ** أمسى عليه تظاهر الأقياد )
( نخلت له نفسي النصيحة أنه ** عند الشدائد تذهب الأحقاد )
( وعلمت أني إن فقدت مكانه ** ذهب البعاد فكان فيه بعاد )
( ورأيت في وجه العدو شكاسة ** وتغيرت لي أوجه وبلاد )
( وذكرت أي فتى يسد مكانه ** بالرفد حين تقاصر الإرفاد )
( أمن يهين لنا كرائم ماله ** ولنا إذا عدنا إليه معاد )
( قال أبو علي ) الشكاسة سوء الخلق والشكس السيىء الخلق وأنشدنا أبو بكر بن الأنباري قال أنشدنا أبو بكر السمسار قال أنشدنا أبو بكر الأموي عن الحسين بن عبد الرحمن للخليل بن أحمد
( إن كنت لست معي فالذكر منك هنا ** يرعاك قلبي وإن غيبت عن بصري )
( العين تفقد من تهوى وتبصره ** وناظر القلب لا يخلو من النظر )
( قال ) وأنشدنا أبو بكر أيضا قال أنشدنا أبو علي العمري قال أنشدنا مسعود بن بشر
( أما والذي لو شاء لم يخلق النوى ** لئن غبت عن عيني لما غبت عن قلبي )
( يوهمنيك الشوق حتى كأنما ** أناجيك من قرب وإن لم تكن قربى )
( قال ) وحدثنا أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة نفطويه قال سمعت أبا العباس أحمد بن يحيى يقول قال جرير وددت أني سبقت ابن السوداء يعني نصيبا إلى هذه الأبيات
( بزينب ألمم قبل أن يرحل الركب ** وقل إن تملينا فما ملك القلب )
( وقل إن نثل بالود منك محبة ** فلا مثل ما لاقيت من حبكم حب )
( وقل في تجنيها لك الذنب أنما ** عتابك من عاتبت فيما له عتب )
( فمن شاء رام الصرم أو قال ظالما ** لذي وده ذنب وليس له ذنب )
( خليلي من كعب ألما هديتما ** بزينب لا تفقدكما أبدا كعب )
( من اليوم زوراها فإن ركابنا ** غداة غد عنها وعن أهلها نكب )
( قال أبو علي ) النكب الموائل
( وقولا لها يا أم عثمان خلتي ** أسلم لنا في حبنا أنت أم حرب )
( وقال رجال حسبه من طلابها ** فقلت كذبتم ليس لي دونها حسب )
( قال ) وأنشدنا أبو بكر بن دريد رحمه الله قال أنشدنا عبد الرحمن عن عمه لأسماء المرية
صاحبة عامر بن الطفيل
( أيا جبلى وادي عريعرة التي ** نأت عن ثوى قومي وحق قدومها )
( ألا خليا مجرى الجنوب لعله ** يداوي فؤادي من جواه نسيمها )
( وكيف تداوي الريح شوقا مماطلا ** وعينا طويلا بالدموع سجومها )
( وقولا لركبان تميمة غدت ** إلى البيت ترجو أن تحط جرومها )
( بأن بأكناف الرغام غربية ** مولهة ثكلى طويلا نئيمها )
( مقطعة أحشاؤها من جوى الهوى ** وتبريح شوق عاكف ما يريمها )
( قال أبو علي ) النئيم الصوت ( قال ) وقرأت على أبي عمر قال حدثنا أبو العباس عن ابن الأعرابي قال الطاية والتاية والغاية والراية والآية فالطاية السطح الذي ينام عليه والتاية أن تجمع بين رؤس ثلاث شجرات أو شجرتين فتلقى عليها ثوبا فتستظل به والغاية ن أقصى الشيء وتكون من الطير التي تغيي على رأسك أي ترفرف والآية العلامة ( وبهذا الإسناد قال ) قال خالد بن صفوان والله ما يأتي علينا يوم إلا ونحن نؤثر الدنيا على ما سواها وما تزداد لنا إلا تخليا وعنا إلا توليا ( قال ) وأنشدنا أبو بكر بن دريد قال أنشدنا الرياشي لأعرابي يهجو بنيه
( إن بني كلهم كالكلب ** أبرهم أولاهم بسبي )
( لم يغن عنهم أدبي وضربي ** ولا إتساعي لهم وروحبي )
( فليتني مت بغير عقب ** أو ليتني كنت عقيم الصلب )
( قال ) وقرأت على أبي عمر قال أنشدنا أحمد بن يحيى عن ابن الأعرابي الحضين بن المنذر يهجو ابنه غياظ
( نسي لما أوليت من صالح مضى ** وأنت لتأنيب علي حفيظ )
( تلين لأهل الغل والغمر منهم ** وأنت على أهل الصفاء غليظ )
( عدوك مسرور وذوا الود بالذي ** أتى منك من غيظ علي كظيظ )
( وسميت غياظا ولست بغائظ ** عدوا ولكن الصديق تغيظ )
( فلا حفظ الرحمن روحك حية ** ولا هي في الأرواح حين تفيظ )
( قال ) وقرأت على أبي بكر بن دريد رحمه الله
( أن يحسدوني فإني غير لائمهم ** قبلي من الناس أهل الفضل قد حسدوا )
( فدام لي ولهم ما بي وما بهم ** ومات أكثرنا غيظا بما يجد )
( أنا الذي يجدوني في صدورهم ** لا أرتقي صدرا منها ولا أرد
( قال ) وأنشدنا أبو بكر رحمه الله
( أخ لي كأيام الحياة إخاؤه ** تلون ألوانا علي خطوبها )
( إذا عبت منه خلة فهجرته ** دعتني إليه خلة لا أعيبها )
( قال ) وأنشدني أبو بكر بن الأزهر مستملي أبي العباس قال أنشدنا الزبير بن بكار لسويد بن الصامت
( ألا ربما تدعو صديقا ولو ترى ** مقالته بالغيب ساءك ما يفري )
( لسان له كالشهد ما دمت حاضرا ** وبالغيب مطرور على ثغرة النحر )
( قال أبو علي ) مطرور محدد من طررت السكين حددتها ( قال ) وحدثنا أبو بكر بن دريد قال حدثنا أبو حاتم عن أبي عبيدة قال مات المهلب بمر والروذ بخراسان وكانت ولايته أربع سنين فقال نهار بن توسعة
( ألا ذهب الغزو المقرب للغنى ** ومات الندى والحزم بعد المهلب )
( أقاما بمر والروذ رهن ضريحه ** وقد غيبا عن كل شرق ومغرب )
ثم ولى بعده قتيبة بن مسلم فدخل عليه نهار فيمن دخل وهو يعطى الناس العطاء فقال من
أنت قال نهار بن توسعة قال أنت القائل في المهلب ما قلت قال نعم وأنا القائل
( وما كان مذ كنا ولا كان قبلنا ** ولا كائن من بعد مثل ابن مسلم )
( أعم لأهل الشرك قتلا بسيفه ** وأكثر فينا مغنما بعد مغنم )
قال إن شئت فأقلل وإن شئت فأكثر وإن شئت فاحمد وإن شئت فذم لا تصيب مني خيرا أبدا يا غلام اقرض اسمه من الدفتر فلزم منزله حتى قتل قتيبة وولى يزيد فأتاه فدخل عليه وهو يقول
( إن كان ذنبي يا قتيبة أنني ** مدحت أمرأ قد كان في المجد أو حدا )
( أبا كل مظلوم ومن لا أباله ** وغيث مغيثات أطلن التلددا )
( فشأنك إن الله إن سؤت محسن ** إلي إذا أبقى يزيد ومخلدا
قال احتكم قال مائة ألف درهم فأعطاه إياها ( قال ) وقال أبو عبيدة مرة أخرى بل كان الممدوح مخلد بن يزيد وكان خليفة أبيه على خراسان فكان نهار يقول بعد موته رحم الله مخلدا فما ترك لي بعده من قول ( قال أبو علي ) قال اللحياني دجن بالمكان يدجن دجونا فهو داجن إذا ثبت وأقام ومثله رجن يرجن رجونا فهو راجن ( وقال غيره ) ومنه قيل شاة راجنة إذا أقامت في البيوت على علفها ( وقال اللحياني ) وتن يتن وتونا ( وقال الأصمعي ) الواتن الثابت الدائم ( وقال اللحياني ) تنأ يتنأ تنوأ فهو تانئ وتنخ يتنخ تنوخا فهو تانخ ( قال أبو بكر بن دريد ) ومنه سميت تنوخ لأنها أقامت في موضعها ( وقال اللحياني ) وركد يركد ركودا فهو راكد وألحم يلحم إلحاما ( وقال يعقوب بن السكيت ) وقطن يقطن قطونا فهو قاطن قال العجاج
( قواطنا مكة من ورق الحمى ** )
ومكد يمكد مكودا فهو ماكد ومنه قيل ناقة ماكد ومكود إذا ثبت غزرها فلم يذهب ( قال أبو علي ) وأخبرنا الغالبي عن أبي الحسين بن كيسان عن أبي العباس أحمد بن يحيى قال زعم الأصمعي أن الغزر لغة أهل البحرين وأن الغزر بالفتح اللغة العالية ( وقال
يعقوب ) ورمك يرمك رموكا فهو رامك وثكم يثكم ثكوما فهو ثاكم وأرك يأرك أروكا فهو آرك وابل أركة في الحمض أي مقيمة فأما الأوارك فالتي تأكل الأراك وعدن بعدن عدنا وزاد اللحياني وعدونا ومنه قيل جنة عدن أي جنة إقامة وإبل عوادن إذا أقامت في موضع ( قال يعقوب ) ومنه المعدن لأن الناس يقيمون فيه في الشتاء والصيف ( قال أبو علي ) إنما قيل له معدن لثبات ذلك الجوهر فيه قال العجاج
( من معدن الصيران عدملي ** ) يعني كناسا فيه وثبات البقر ( وقال يعقوب ) وتلد يتلد تلودا وبلد يبلد بلودا ( قال أبو علي ) ومنه اشتقاق البليد كأنه ثبت فلم يتخط لجواب ولا تصرف ( قال يعقوب ) وأبد يأبد أبودا وألبد يلبد إلبادا فهو ملبد واللبد من الرجال الذي لا يبرح منزله قال الراعي
( من أمر ذي بدوات لا تزال له ** بزلاء يعيا بها الجثامة اللبد )
وألث يلث فهو ملت وألثت السماء إذا دام مطرها وأرب يرب إربابا فهو مرب وألب يلب إلبابا فهو ملب ولب أيضا وهي بالألف أكثر قال ابن أحمر
( لب بأرض ما تخطاها النعم ** )
قال الخليل ومنه قولهم لبيك وسعديك كأنه قال إجابة لك بعد إجابة ولزوما لك بعد لزوم أي كلما دعوتني أجبتك ولزمت طاعتك ورمأ يرمأ ورموأ وخيم يخيم تخييما ورويم يريم ترييما وفنك يفنك فنوكا وفنك في الشيء إ ذا لج فيه وأنشد الفراء
( لما رأيت أمرها في حطي ** وفنكت في كذب ولط )
( أخذت منها بقرون شمط ** حتى علا الرأس دم يغطي )
وأبن يبن إبنانا فهو مبن قال النابغة
( غشيت منازلا بعريتنات ** فأعلى الجزع للحي المبن )
وبجد بالمكان يبجد بجودا فهو باجد ومنه قيل أنا ابن بجدتها أي أنا عالم بها
وحكي يعقوب عن الفراء هو عالم ببجدة أمرك وبجدة أمرك كقولك بداخلة أمرك وقال ابن الأعرابي
أوصب الشيء ووصب إذا ثبت ودام وأنشد العجاج
( تعلو أعاصيم وتعلو أحدبا ** إذا رجت منه الذهاب أو صبا )
( قال أبو علي ) ومن وصب قوله عز وجل بعذاب واصب أي دائم ( وقال الأصمعي ) ثبيت على الشيء دمت عليه وأنشد
( يثبي ثناء من كريم وقوله ** ألا أنعم على حسن التحية واشرب )
( وقال أبو عمرو الشيباني ) التثبيه مدح الرجل حيا وأنشد البيت الذي ذكرناه عن الأصمعي ( وقال غيره ) الطادي الثابت قال القطامي
( وما تقضى بواقي دينها الطادي ** ) والموطود المثبت وموطود من وطد يطد واللغويون يقولون أن هذا من المقلوب ( وقال أبو عبيد ) والأقعس الثابت وأنشد للحرث
( وعزة قعساء ** ) وقال اللحايني أتم يأتم أتوما ووتم يوتم وتوما إذا ثبت في المكان ( قال أبو علي ) وهذان الحرفان على غير قياس لأنه قد كان يجب أن يكون مصدرهما أتما ووتما ويقال أرى بالمكان وتأرى إذا احتبس قال
( لا يتأرى لما في القدر يرقبه ** ولا يعض على شرسوفه الصفر )
وقال آخر
( لا يتأرون في المضيق وإن ** نادى مناد كي ينزلوا نزلوا )
( وقال ابن الأعرابي ) وزحك بالمكان إذا أقام فيه قال وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال أخبرنا السكن بن سعيد عن محمد بن عباد عن ابن الكلبي عن أبيه قال لما حضرت عبد الله ابن شداد بن الهاد الوفاة دعا ابنا له يقال له محمد فقال يا بني إني أرى داعي الموت لا يقلع وأرى من مضى لا يرجع ومن بقى فإليه ينزع وأني موصيك بوصية فاحفظها عليك بتقوى الله العظيم وليكن أولى الأمور بك شكر الله وحسن النية في السر والعلانية فإن الشكور يزداد والتقوى خير زاد وكن كما قال الحطيئة
( ولست أرى السعادة جمع مال ** ولكن التقي هو السعيد )
( وتقوى الله خير الزاد ذخرا ** وعند الله للأتقى مزيد )
( وما لا بد أن يأتي قريب ** ولكن الذي يمضي بعيد )
ثم قال أي لا تزهدن في معروف فإن الدهر وصروف والأيام ذات نوائب على الشاهد والغائب فكم من راغب قد كان مرغوبا إليه وطالب أصبح مطلوبا ما لديه واعلم أن الزمان ذو ألوان ومن يصحب الزمان يرى الهوان وكن أي بني كما قال أبو الأسود الدؤلي
( وعد من الرحمن فضلا ونعمة ** عليك إذا ما جاء للعرف طالب )
( وأن أمرأ لا يرتجي الخير عنده ** يكن هينا ثقلا على من يصاحب )
( فلا تمنعن ذا حاجة جاء طالبا ** فإنك لا تدري متى أنت راغب )
( رأيت التوا هذا الزمان بأهله ** وبينهم فيه تكون النوائب )
ثم قال أي بني كن جوادا بالمال في موضع الحق بخيلا بالأسرار عن جميع الخلق فإن أحمد جود المرء الإنفاق في وجه البر وأن أحمد بخل الحر الضن بمكتوم السر وكن كما قال قيس بن الخطيم الأنصاري
( أجود بمكنون التلاد وأنني ** بسرك عمن سالني لضنين )
( إذا جاوز الإثنين سر فإنه ** بنث وتكثير الحديث قمين )
( وعندي له يوما إذا ما ائتمنتني ** مكان بسوداء الفؤاد مكين )
ثم قال أي بني وإن غلبت يوما على المال فلا تدع الحيلة على حال فإن الكريم يحتال والدني عيال وكن أحسن ما تكون في الظاهر حالا أقل ما تكون في الباطن مالا فإن الكريم من كرمت طبيعته وظهرت عند الإنفاد نعمته وكن كما قال ابن خذاق العبدي
( وجدت أبي قد أورثه أبوه ** خلولا قد تعد من المعالي )
( فأكرم ما تكون علي نفسي ** إذا ما قل في الأزمات مالي )
( فتحسن سيرتي وأصون عرضي ** ويجمل عند أهل الرأي حالي )
( وإن نلت الغنى لم أغل فيه ** ولم أخصص بجفوتي الموالي )
ثم قال أي بني وإن سمعت كلمة من حاسد فكن كأنك لست بالشاهد فإنك أن أمضيتها حيالها رجع العيب على من قالها وكان يقال الأريب العاقل هو الفطن المتغافل وكن كما قال حاتم الطائي
( وما من شميمي شتم ابن عمي ** وما أنا مخلف من يرتجيني )
( وكلمه حاسد في غير جرم ** سمعت فقلت مري فانفذيني )
( فعابوها علي ولم تسؤني ** ولم يعرق لها يوما جبيني )
( وذوا اللونين يلقاني طليقا ** وليس إذا تغيب يأتليني )
( قال أبو علي )
( ما ألوت ما قصرت ** وما الوت ما استطعت )
( سمعت بعيبه فصفحت عنه ** محافظة على حسبي وديني )
قال أبو عليويروى سمعت بغيبه ثم قال أي بني لا تواخ امرأ حتى تعاشره وتتفقد موارده ومصادره فإذا استطعت العشرة ورضيت الخبره الخبره فواخه على إقالة العثرة والمواساة في العسرة وكن كما قال المقنع الكندي
( أبل الرجال إذا أردت إخاءهم ** وتوسمن فعالهم وتفقد )
( فإذا ظفرت بذي اللبابة والتقى ** فبه اليدين قرير عين فاشدد )
( وإذا رأيت ولا محالة زلة ** فعلى أخيك بفضل حلمك فاردد )
ثم قال أي بني إذا أحببت فلا تفرط وإذا أبغضت فلا تشطط فإنه قد كان يقال أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما وأبغض بغيضك هو ناما عسى أن يكون حبيبك يوماما وكن كما قال هدبة بن الخشرم العذري
( وكن معقلا للحلم واصفح عن الخنا ** فإنك راء ما حييت وسامع )
( وأحبب إذا أحببت حبا مقاربا ** فإنك لا تدري متى أنت نازع )
( وأبغض إذا أبغضت بغضا مقاربا ** فإنك لا تدري متى أنت راجع )
وعليك بصحبة الأخيار وصدق الحديث وإياك وصحبة الأشرار فإنه عار وكن كما قال الشاعر
( أصحب الأخيار وارغب فيهم ** رب من صاحبته مثل الجرب )
( ودع الناس فلا تشتمهم ** وإذا شاتمت فاشتم ذا حسب )
( إن من شاتم وغدا كالذي ** يشتري الصفر بأعيان الذهب )
( واصدق الناس إذا حدثتهم ** ودع الناس فمن شاء كذب )
( قال ) وأنشدنا أبو بكر قال أنشدنا عبد الرحمن عن عمه لكعب
( وذي ندب دامي الأظل قسمته ** محافظة بيني وبين زميلي )
( وزاد رفعت الكف عنه تجملا ** لأوثر في زادي على أكيلي )
( وما أنا للشي الذي ليس نافعي ** ويغضب منه صاحبي بقؤول )
( قال أبو علي ) الندب الأثر وجمعه ندوب وأنداب والأظل باطن خف البعير ( قال أبو علي ) وأنشدنا أبو بكر رحمه الله قال أنشدنا أبو عثمان عن التوزي عن أبي عبيدة لعروة بن الورد
( لا تشتمني يا ابن ورد فإنني ** تعود على ما لي الحقوق العوائد )
( ومن يؤثر الحق الندوب تكن به ** خصاصة جسم وهو طيان ماجد )
( وإني امرؤ عافي إناني شركة ** وأنت امرؤ عافى إنائك واحد )
( أقسم جسمي في جسوم كثيرة ** وأحسو قراح الماء والماء بارد )
( قال ) وأنشدنا أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة
( أخط مع الدهر إذا ما خطا ** واجر مع الدهر كما يجري )
( من سابق الدهر كبا كبوة ** لم يستقلها من خطا الدهر )
وأنشدنا أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة وأبو بكر بن دريد وأبو الحسين الأعرابي في وصف نار
( رأيت بحزن عزة ضوء نار ** تلالأ وهي واضحة المكان )
( فشبه صاحباي بها سهيلا ** فقلت تبينا ما تبصران )
( أنار أوقدت لتنوراها ** بدت لكما أم البرق اليمان )
( كأن النار يقطع من سناها ** بنائق جبة من أرجوان )
وقرأت على أبي بكر لكثير
( رأيت وأصحابي بأيلة موهنا ** وقد غاب نجم الفرقد المتصوب )
( لعزة نارا ما تبوخ كأنها ** إذا مارمقناها من البعد كوكب )
( قال أبو علي ) تبوخ تخمد ( قال ) وقرأت على أبي بكر للشماخ ويقال أنها لرجل من بني فزارة
( رأيت وقد أتى نجران دوني ** ليالي دون أرحلنا السدير )
( لليلى بالعنيزة ضوء نار ** تلوح كأنها الشعرى العبور )
( إذا ما قلت أخمدها زهاها ** سواد الليل والريح الدبور )
( وما كادت ولو رفعت سناها ** ليبصر ضوءها إلا البصير )
( فبت كأنني باكرت صرفا ** معتقة حمياها تدور )
( أقول لصاحبي هل يبلغني ** إلى ليلى التهجر والبكور )
وقرأت عليه لجميل
( أكذبت طرفي أم رأيت بذي الغضا ** لبثنة نارا فاحبسوا أيها الركب )
( إلى ضوء نار في القتام كأنها ** من البعد والأهوال حبيب بها نقب )
( وما خفيت مني لدن شب ضوءها ** وما هم حتى أصبحت ضوءها يخبو )
( وقال صحابي ما ترى ضوء نارها ** ولكن عجلت واستناع بك الخطب )
( فكيف مع المحراج أبصرت نارها ** وكيف مع الرمل المنطقة الهضب )
( قال أبو علي ) الإستناعة التقدم والمحراج موضع وأنشد بعض أصحابنا
( كأن نيراننا في رأس قلعتهم ** مصقلات على أرسان قصار )
وأنشدنا أبو بكر عن بعض أشياخه عن الأصمعي
( وإني بنار أوقدت عند ذي الحمى ** على ما بعيني من قذى لبصير )
( قال أبو علي ) وحدثنا أبو بكر بن الأنباري رحمه الله قال حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى عن الزبير عن شيخ قال حدثني رجل من الخضر بالسغد وهو موضع قال جاءنا نصيب إلى مسجدنا فاستنشدته فأنشدنا
( ألا يا عقاب الوكر وكر ضرية ** سقتك الغوادي من عقاب ومن وكر )
( تمر الليالي والشهور ولا أرى ** مرور الليالي منسياتي ابنة العمر )
( تقول صلينا واهجرينا وقد ترى ** إذا هجرت أن لا وصال مع الهجر )
( فلم أرض ما قالت ولم أبد سخطة ** وضاق بما جمجمت من حبها صدري )
( ظللت بذي دوران أنشد بكرتي ** ومالي عليها من قلوص ولا بكر )
( وما أنشد الرعيان إلا تعلة ** بواضحة الأنياب طيبة النشر )
( فقال لي الرعيان لم تلتبس بنا ** فقلت بلى قد كنت منها على ذكر )
( وقد ذكرت لي بالكثيف مؤالفا ** قلاص سليم أو قنلاص بني وبر )
( فقال فريق القوم لا وفريقهم ** نعم وفريق قال ويلك ما ندري )
( قال أبو علي ) أنشدنا أبو بكر بن دريد بعض هذه الأبيات
( فقال فريق القول لا وفريقهم ** نعم وفريق أيمن الله ما ندري )
( أما والذي حج الملبون بيته ** وعظم أيام الذبائح والنحر )
( لقد زادني للجفر حبا وأهله ** ليال أقامتهن ليلى على الجفر )
( فهل يأثمني الله في أن ذكرتها ** وعللت أصحابي بها ليلة النفر )
( وسكنت ما بي من سآم ومن كرى ** وما بالمطايا من جنوح ولا فتر )
قال وقرأت على أبي عمر المطرز قال حدثنا أبو العباس عن ابن الأعرابي قال قال أبو زياد الكلابي إذا احتبس المطر اشتد البرد فإذا مطر الناس كان للبرد بعد ذلك فرسخ أي سكون وسمى الفرسخ فرسخا لأن صاحبه إذا مشى فيه استراح عنه وسكن ( قال ) وقرأت عليه قال حدثنا أبو العباس عن ابن الأعرابي قال العرب تقول هذا أنتن من مرقات الغنم والواحدة مرقة ة والمرقة صوف العجاف والمرضى تمرق أي تنتف ( قال ) وأنشدنا أبو بكر قال أنشدنا أبو حاتم عن أبي زيد للنظار الفقعسي
( فإن ترفى بدني خفة ** فسوف تصادف حلمي رزينا )
( وتعجم مني عند الحفاظ ** حصاة تفل شبا العاجمينا )
( فإياك والبغي لا تستثر ** حديد النيوب أطال الكمونا )
( ثوى تحمل السم أنيابه ** وحالف لصبا منيعا كنينا )
( رأته الحواة الأولى جربوا ** فلا يبسطون إليه اليمينا )
( قال ) وقرأت على أبي بكر رحمه الله من كتابه قال قرأت على الرياشي للأعور الشني
( قال أبو علي ) ويقال أنها الإبن خذاق
( لقد علمت عميرة أن جاري ** إذا ضن المنمي من عيالي ) |
| |