07-27-2021
|
#67 |
بيانات اضافيه [
+
] | رقم العضوية : 6 | تاريخ التسجيل : May 2013 | العمر : 40 | أخر زيارة : منذ ساعة واحدة (01:52 PM) | المشاركات : 16,418 [
+
] | التقييم : 43872 | الدولهـ | MMS ~ | SMS ~ | | لوني المفضل : Darkviolet | |
رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي ( تلفت أنها تحت ابن قين ** ) كما قال الفرزدق سواء فقال الفرزدق والله لقد قلت هذين البيتين فقال جرير أما علمت أن شيطاننا واحد ( قال ) وحدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو حاتم عن الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء قال قيل للفرزدق أن ههنا أعرابيا قريبا منك ينشد شعرا فقال إن هذا لقائف أو لخائن فأتاه فقال ممن الرجل رجل فقال من فقعس قال كيف تركت القنان قال تركته يساير لصاف فقلت ما أراد الفقعسي والفرزدق قال أراد الفرزدق قول الشاعر
( ضمن القنان لفقعس سوآتها ** إن القنان بفقعس لمعمر )
قلت فما أراد الفقعسي بقوله يساير لصاف قال أراد قول الشاعر
( وإذا يسرك من تميم خصلة ** فلما يسوءك من تميم أكثر )
( قد كنت أحسبهم أسود خفية ** فإذا لصاف تبيض فيه الحمر )
( أكلت أسيد والهجيم ودارم ** أير الحمار وخصيتيه العنبر )
( ذهبت فشيشة بالأباعر حولنا ** سرقا فصب على فشيشة أبجر )
قال ويروى هربا ( قال ) وأملى علينا أبو بكر محمد بن السري السراج
( إذا شئت آداني صروم مشيع ** معي وعقام تتقي الفحل مقلت )
( يطوف بها من جانبيها ويتقي ** بها الشمس حي في الأكارع ميت )
آداني أعانني وقواني وصروم صارم يعني قلبه ومشيع شجاع كأن معه شيئا يشيعه وعقام عقيم مثل صحاح وصحيح وشجاع وشحيح والمقلت التي لا يبقى لها ولد كأنها تفلتهم أي تهلكهم والقلت الهلاك
وحكى الأصمعي إن المسافر وماله لعلى قلت إلا ما وقى الله وقوله حي في الأكارع ميت يعني الظل كأنه مات مما سواه من الأكارع وذلك حين يقوم قائم النهار ومثله
( وانتعل الظل فصار جوربا ** )
ومن أمثال العرب إذا اشتريت فاذكر السوق يعنون إذا اشتريت فاطلب الصحة وتجنب العيوب فإنك ستحتاج إلى أن تقيم السلعة التي اشتريتها في السوق يوما لا بد منه ومن أمثالهم رب شد في الكرز يضرب مثلا للرجل يحتقر عندك وله خبر قد علمت به أنت
وأصل هذا المثل أن رجلا خرج يركض فرسا فرمت بمهرها فألقاه في كرز بين يديه والكرز الجوالق فقال له رجل لم تحمله ما تصنع به فقال رب شد في الكرز يقول هو شديد الشد كأمه ( قال ) وقرأت على أبي عمر في نوادر ابن الأعرابي قال أنشدنا أحمد بن يحيى عن ابن الأعرابي لأبي صفوان الأسدي
( نأت دار ليلى وشط المزار ** فعيناك ما تطعمان الكرى )
( ومر بفرقتها بارح ** فصدق ذاك غراب النوى )
( فأضحت ببغدان في منزل ** له شرفات دوين السما )
( وجيش ورابطة حوله ** غلاظ الرقاب كأسد الشرى )
( بأيديهم محدثات الصقال ** سر يجية يختلين الطلى )
( ومن دونها بلد نازح ** يجيب به البوم رجع الصدى )
( ومن منهل آجن ماؤه ** سدى لا يعاذبه قد طمى )
( ومن حنش لا يجيب الرقاة ** أسمر ذي حمة كالرشا )
( أصم صموت طويل السبات ** منهرت الشدق حاري القرا )
( له في اليبيس نفاث يطير ** على جانبيه كجمر الغضى )
( وعينان حمر مآقيهما ** تبصان في هامة كالرحا )
( إذا ما تثاءب أبدى له ** مذربة عصلا كالمدى )
( كأن حفيف الرحا جرسه ** إذا اصطك أثناؤه وانطوى )
( ولو عض حرفي صفاة إذا ** لأنشب أنيابه في الصفا )
( كأن مزاحفه أنسع ** حززن فرادى ومنها ثنى )
( وقد شاقني نوح قمرية ** طروب العشاء هتوف الضحى )
( من الورق نواحة باكرت ** عسيب أشاء بذات الغضى )
( فغنت عليه بلحن لها ** يهيج للصب ما قد مضى )
( مطوقة كسيت زينة ** بدعوة نوح لها إذا دعا )
( فلم أر باكية مثلها ** تبكي ودمعتها لا ترى )
( أضلت فريخا فطافت له ** وقد علقته حبال الردى )
( فلما بدا اليأس منه بكت ** عليه وماذا يرد البكا )
( وقد صاده ضرم ملحم ** خفوق الجناح حثيث النجا )
( حديد المخالب عارى الوظيف ** ضار من الورق فيه قنا )
( ترى الطير والوحش من خوفه ** جواحر منه إذا ما اغتدى )
( فبات عذوبا على مرقب ** بشاهقة صعبة المرتقى )
( فلما أضاء له صبحه ** ونكب عن منكبيه الندى )
( وحت بمخلبه قارتا ** على خطمه من دماء القطا )
( فصعد في الجو ثم استدا ** رطار حثيثا ادا ما انصمى )
( فآنس سرب قطا قارب ** جبى منهل لم تمحه الدلى )
( غدون بأسقية يرتوين ** لزغب مطرحة بالفلا )
( يبادرن وردا ولم يرعوين ** على ما تلخف أو ماونى )
( تذكرن ذاعر مض طاميا ** يجول على حافتيه الغثا )
( به رفقة من قطا وارد ** وأخرى صوادر عنه روا )
( فملأت أسقيه لم تشد ** بخرز وقد شد منها العرا )
( فأقعص منهن وغادر أشلاءها ** تطير الجنوب بها والصبا )
( يخلن حفيف جناحيه اذ ** تدلى من الجو برقا بدا )
( قولين مجتهدات النجا ** جوافل في طامسات الصوى )
( فابن عطاشا فسقينهن ** مجاجاتهن كماء السلى )
( وبتن يراطن رقش الظهو ** رحمر الحواصل حمر اللها )
( فذاك وقد أغتدى في الصباح ** بأجرد كالسيد عبل الشوى )
( له كفل أيد مشرف ** وأعمدة لا تشكى الوجى )
( وأذن مؤللة حشرة ** وشدق رحاب وجوف هوا )
( ولحيان مدا إلى منخر ** رحيب وعوج طوال الخطا )
( له تسعة طلن من بعد أن ** قصرن له تسعة في الشوى )
( وسبع عرين وسبع كسين ** وخمس رواء وخمس ظما )
( وسبع قربن وسبع بعدن ** منه فما فيه عيب يرى )
( وتسع غلاظ وسبع رقاق ** وصهوة عير ومتن خظا )
( حديد الثمان عريض الثمان ** شديد الصفاق شديد المطا )
( وفيه من الطير خمس فمن ** رأى فرسا مثله يقتنى )
( غرابان فوق قطاة له ** ونسر ويعسوبه قديدا )
( جعلنا له من خيار اللقاح ** خمسا مجاليح شم الذرى )
( يغادى بعض له دائبا ** ونقفيه من حلب ما اشتهى )
( فقاط صنيعا فلما شتا ** أخذناه بالقود حتى انطوى )
( فهجنا به عانة في الغطاط ** خماص البطون صحاح العجى )
( فولين كالبرق في نفرهن ** جوافل يكسرن صم الصفا )
( فصوبه العبد في إثرها ** فطورا يغيب وطورا يرى )
( كأن بمنكبه إذ جرى ** جناحا يقلبه في الهوا )
( فجدل خمسا فمن مقعص ** وشاص كراعاه دامى الكلى )
( وثنتان خضخض قصبيها ** وثالثة رويت بالدما )
( فرحنا بصيد إلى أهلنا وقد جلل الأرض ثوب الدجى )
( ورحنا به مثل وقف العروس ** أهيف لا يتشكى الحفا )
( وبات النساء يعوذنه ** ويأكلن من صيده المشتوى )
( وقد قيدوه وغلوا له ** تمائم ينفث فيها الرقى )
( قال أبو علي ) نأت بعدت يقال نأى ينأى نأيا والنأي البعد والنائي بالبعيد وأما ناء فنهض وشط بعد يقال شط وشطن ونزح ونضب وشسع إ ذا بعد
والكرى النوم يقال كري يكرى كرى إذا نام وأما كرا يكرو فلعب بالكرة ومر بفرقتها بارح ( قال أبو عبيدة ) سأل يونس رؤبة وأنا شاهد على السانح والبارح فقال السانح ما ولاك ميامنه والبارح ما ولاك مياسره ( وقال غيره ) السانح ما مر على يمينك والبارح ما مر على يسارك وأكثر العرب تتبركط بالشانح وتتشاءم بالبارح وفيهم قوم يتبركون بالبارح ويتشاءموهن بالسانح
والنوى البعد والنوى النمة للمكان الذي ينوونه وبغدان فيها أربع لغات يقال بغداد وبغدان ومغدان وبغداذ وهي أقلها وأردؤها
وشرفات جمع شرفة وهي معروفة والرابطة القوم الذين قد ربطوا خيولهم والشرى موضع كثير الأسد وسريجية منسوبة م إلى سريج يعني السيوف وكان أبو بكر بن دريد رحمه الله يفسر بيت العجاج
( وفاحما ومرسنا مسرجا ** )
قال يعني أنه أنفه كالسيف السريجي في استوائه ودقته وشممه ويختلين يقطعن وأصله من الخلى وهو الرطب يقال خليت الخلى واختليته ومنه سميت المخلاة والطلى جمع طلية كذا قال الأصمعي وهي صفحة العنق وأنشد لذي الرمة
( أضله راعيا كلبية صدرا ** عن مطلب وطلى الأعناق تضطرب )
والمطلب البعيد الذي يحوجك إلى طلبه وقال أبو عمرو الشيباني واحد الطلى طلاة وأنشد
( متى تسق من أنيابها بعد هجعة ** من الليل شربا حين مالت طلاتها )
والصدى ههنا الصوت الذي يجيبك من الجبل والصدى أيضا ذكر البوم وقد استقصينا هذا في كتابنا المقصور والممدود
والآحن المتغير يقال أجن الماء يأجن ويأجن أجونان أسن يأسن ويأسن أسونا وقد أجن وأسن وليس بالفصيحين فأما أسن
الرجل إذا دير به من خبث رائحة البئر فعلى فعل لا غير وسدى مهمل لا يرده أنيس ويعاذ ويلاذ واحد يقال عذت بالشي ولذت به
وطما ارتفع يقال طما الماء يطمو والحنش الحية والحمة سمه وضره والرشاء الحبل ممدود فقصره للضرورة ومنهرت واسع مشق الشدق ويقال هرت ثوبه وهرده وهرطه ثلاث لغاث والقرا الظهر وإنما جعله حاري القرا لأنه قد حرى جسمه أن نقص وإذا كان كذلك كان أخبث له ومنه قولهم رماه الله بأفعى حارية
والنفاث جمع نفاثة وهو ما نفثه من فيه وإنما شبهه بجمر الغضى لأن جمرها أشد حرارة وأكثر بقاء وأحسن منظرا ولذلك أكثرت الشعراء ذكرها في أشعارهم
والمآقي جمع مأق وفي مأق العين لغات يقال مأق مهموز وماق غير مهموز فمن همز جمع آماقا مثل أمعاق ومن لم يهمز قال أمواق ومؤق مهموز وموق غير مهموز وجمعهما مثل جمع الأول ومأق وماق فمن همز جمع مآقيا ومن لم يهمز قال مواق ومؤق وموق وجمعهما كجمع اللذين يليانهما من قبلهما وموقي مثل موقع وجمعه مواقئ مثل مواقع وأمق وجمعه آماق مثل أعناق وموق العين الجانب الذي يلي الأنف من العين واللحاظ الذي يلي الصدغ وتبصان تبرقان يقال بص يبص بصيصا ووبص يبص وبيصا ورف يرف ولصف يلصف لصيفا وأل يؤل ألا إذا برق والهفاف البراق وكذلك المؤتلق والدليص وتثأب تفعل من الثوباء ومذربة محددة وعصل معوجة يقال ناب أعصل والمدى السكاكين واحدتها مدية قالت الخنساء
( فكأنما أم الزمان ** نحورنا بمدى الذبائح )
والحفيف الصوت وكذلك الهفيف والعجيج والجرس الصوت وفيه ثلاث لغات يقال جرس وجرس وجرس وكان أبو بكر رحمه الله يختار جرسا بفتح الجيم إذا لم يتقدمه حس فإن تقدمه حس اختار الكسر وقال هذا كلام فصحاء العرب والصك
الضرب وأصطك افتعل من الصك وأثناؤه جمع ثنى يريد أعطافه وأثناء الوادي ما انعرج منه وكذلك محانيه وأصواحه والصفاة الصخرة وجمعها صفا وكذلك الصفواء والصفوانة والأنسع جمع نسع وهو حبل مضفور من أدم وفرادى أفراد وثناء ممدود اثنان اثنان وقصره للقافية ضرورة
وشاقني شوقني لا فرق بينهما على المبالغة والتكثير والورق جمع أورق والورقة لون الرماد والعسيب السعف وجمعه عسب والأشاء الصغار من النخل واحدتها أشاءة والضرم الجائع والملحم الذي يرزق اللحم كثيرا والملحم الذي يطعم أفراخه اللحم والنجاء الذهاب والسرعة ممدود فقصره للضرورة والمخالب جمع مخلب وهي أظفار السباع وما صاد من الطير فأما الفأر واليربوع والغراب وما أشبهها فيقال لظفره برثن كذلك قال الأصمعي ( قال أبو زيد ) البرثن مثل الإصبع والمخلب ظفر البرثن قال النابغة
( فقلت يا قوم أن الليث منقبض ** على براثنه للوثبة الضاري )
وقال ابن الأعرابي البرثن الكف بكمالها مع الأصابع والوظيف في كل ذي أربع في رجليه فوق الرسغ ودون العرقوب وفي يديه فوق الرسغ ودون الركبة ففي الرجل الرسغ ثم الوظيف ثم العرقوب ثم الساق ثم الفخذ ثم الورك وفي اليد الرسغ ثم الوظيف ثم الركبة ثم الذراع ثم العضد ثم الكتف والقنا احديداب في المنقار وكل صائد من الطير فيه قنا والعرب تستحب القنا في أنف الناس
وجواحر جمع جاحرة وهي التي قد لجأت إلى حجرتها والعذوب القائم الساكت الذي لا يطعم والمرقب المكان المرتفع وإنما سمى مرقبا لإنه يرقب منه أي يحفظ منه ويحرس والمرتقى المصعد ونكب أصله ميل يريد ألقى وحت وحك واحد والقارت الدم اليابس يقال قرت الدم يقرت قروتا وانصمى اندرأ واندرأ اندفع يقال اندرأ علينا واندره اندفع ودرأته ودرهته وآنس أبصر قال الله عز وجل فإن آنستم منهم رشدا السرب القطيع
من الطير والظباء والنساء والبقر ويقال فلان واسع السرب أي رخي البال وعلى لفظه هو آمن في سربه بكسر السين أي في نفسه وهو آمن في سربه بفتح السين أي في جماعته والسرب بفتح السين أيضا الوجه قال ذو الرمة
( خلى لها سرب أولاها وهيجها ** من خلفها لاحق الصقلين همهيم )
وعلى لفظه السرب الإبل وما رعى من المال يقال جاء سرب بني فلان أي إبلهم ومنه قولهم اذهب فلا أنده سربك أي لا أرد إبلك لتذهب حيت شاءت
وكانت العرب تطلق بقولهم اذهبي فلا أنده سربك وبقولهم حبلك على غاربك ويقال سرب الفحل يسرب سروبا إذا ذهب في الأرض قال أخنس بن شهاب
( وكل أناس قاربوا قيد فحلهم ** ونحن خلعنا قيده فهو سارب )
والسرب سرب الثعلب بفتح الراء يقال انسرب الثعلب إذا دخل في سربه وعلى لفظه السرب الماء الذي يخرج من عيون خزز القربة الجديدة قال جرير
( بلى فانهل دمعك غير نزر ** كما عينت بالسرب الطبابا )
والطباب واحدها طبة وهي رقعة تكون في أسفل المزادة ويقال سرب قربتك أي اجعل فيها الماء حتى تنسد عيون الخرز وقال ذو الرمة
( ما بال عينك منها الماء ينسكب ** كأنه من كلى مفرية سرب )
يريد كأنه سرب من كلى مفرية وروى أبو عمرو الشيباني سرب بكسر الراء أي سائل والأول رواية الأصمعي وهو أجود وقال الأموي السرب الخرز وهو شاذ لم يقله أحد غيره والسربة الجماعة من الخيل والحمير والإبل ويقال سرب على الإبل أي أرسلها قطعة قطعة والمسربة الشعر المستدق من الصدر إلى السرة قال الشاعر
( الآن لما ابيض مسربتي ** وعضضت من نابي على جذم )
والقارب الطالب للماء يقال قربت الإبل تقرب وأقربها أهلها قال الأصمعي فهم قاربون ولا يقال مقربون وهذا الحرف شاذ ( قال أبو علي ) إنما قالوا قاربون لأنهم أرادوا ذوو قرب ولم يبنوه على أقرب وليلة القرب ليلة طلب الماء أنشدني أبو بكر بن دريد
( يقاسون جيش الهرمزان كأنهم ** قوارب أحواض الكلاب تلوب )
وتلوب تحوم حول الماء من العطش يقال لابت تلوب لوبا واللواب العطش الذي يحوم صاحبه حول الماء من شدته والجبا بفتح الجيم مقصور ما حول الماء والجبا بكسر الجيم مقصور ما جمعت في الحوض من الماء
ويقال له جبوة وجباوة وقال الكسائي جبيت الماء في الحوض حبا مقصور كذا روى أبو عبيدة عنه وحكى اللحياني جبيت وجبوت والمنهل الفرضة والمنهل الماء أيضا وإنما سمى منهلا لأنه ينهل منه العطشان أي يروى وقرأت على أبي عمر قال أنشدنا أحمد بن يحيى عن ابن الأعرابي
( ومنهل فيه الغراب ميت ** كأنه من الأجون زيت )
( سقيت منه القوم واستقيت ** وليلة ذات ندى سريت )
( ولم يلتني عن سراها ليت ** ولم تصرني كنة وبيت )
( وجمة تسألني أعطيت ** وسائل عن خبري لويت )
( فقلت لا أدري وقد دريت ** )
( قال أبو علي ) تصرني تعطفني وتميلني والبيت ههنا المرأة يقال هي بيته أن امرأته والجمة القوم يسألون في الدية
( ومسائل عن خبرى لويت ** ) هكذا أنشده ابن الأعرابي عن خبري وأنشدنيه أبو بكر بن دريد عن خبر وهو أجود
( وتمحه تغترفه ** ) والمائح الذي ينزل في البئر إذا قل الماء فيملأ الدلو أنشدني أبو بكر
( يا أيها المائح دلوي دونكا ** إني رأيت الناس يحمدونكا ** يثنون خيرا ويمجدونكا )
ومن هذا قولهم فلان يستميح فلانا وفلان يميح فلانا فأما الماتح فالذي يقوم على رأس البئر فيجذب الدلو قال ذو الرمة
( كأنها دلو بئر جد ماتحها ** حتى إذا ما رآها خانه الكرب )
والدلا جمع دلاة وهي الدلو قال الراجز
( إن دلاتي أيما دلاتي ** قاتلتي وملؤها حياتي )
ويرتوين يستقين قال الأصمعي يقال رويت على أهلي أروي ريا فانار أو إذا أتيتهم بالماء وقوم رواء والزغب جمع أزغب وزغباء وهي ذوات الزغب والزغب الريش الضعيف أول ما يبدو ويقال للطائر أول ما يظهر ريشه قد بثرر ثم حمم ثم وتد ثم زغب والفلا جمع فلاة قال الشاعر
( إليك أبا حفص تعسفت الفلا ** برحلي فتلاء الذراعين جلعد )
وجمع الفلافلي والورد الورود والورد الإبل التي ترد الماء كذا حكى الطوسى عن ابن الأعرابي ويرعوين يعطفن ويرجعن وونى فتر والعرمض والطحلب والغلفق الخضرة التي تعلو الماء وقال الأصمعي إذا قدم الماء علته ثلاثة أشياء الطحلب والعرمض والغلفق فالعرمض خضرة رقيقة والطحلب مثل الرجرجة تغطي الماء والغلفق مثل صغار الورق ينبت نباتا من أسفل الماء إلى أعلاه ( وقال ) يعقوب بن السكيت العرمض أغلظ من الطحلب وأنشد الطوسي لعمرو
( وماء بموماة قليل أنيسه ** كأن به من لون عرمضه غسلا )
والغسل كل ما غسل به الرأس والغسل ههنا الخطمي وطاميا مرتفعا يقال طمى الماء يطمي طميا وطما يطمو طموا والغثاء ممدود احتاج إليه فقصره وهو ما على الماء من كسار العيدان وحطام النبت وأقعص قتل والإقعاص أن تضرب الشيء أو ترميه فيموت مكانه يقال منه أقعصته إقعاصا ومثله أصميته إصماء وزعفته وأزعفنه وهو
مأخوذ من الموت الزعاف والكدرية العظيمة من القطا نسبها إلى الكدر وهو معظم القطا وهي كدر الألوان والحيزوم الصدر وغادر ترك قال عنترة
( هل غادر الشعراء من متردم ** ) والأشلاء جمع شلو وهو بقية الجسد والجوافل المنكشفة الذاهبة واحدتها جافلة ومنه قيل جفلت الريح التراب إذا كشفته وأذهبته والطامسات الدارسات يقال طمس وطسم إذا درس وطامسات وطاسمات
والصوى الأعلام المنصوبة في الطريق ليهتدى بها واحدتها صوة ومنه الحديث ( أن للإسلام صوى ومنارا كمنار الطريق ) ويقال قد أصوى القوم إذا وقعوا في الصوى وقد استقصينا هذا الحرف في كتابنا المقصور والممدود وأبن رجعن والآئب الراجع والإياب الرجوع والمجاجات جمع مجاجة وهي مامجته بأفواهها والسلى الجلد الرقيق الذي يخرج على الولد ويراطن يعجمن والتراطن ما لا يفهم من كلام العجم قال علقمة بن عبدة
( يوحي إليها بإنقاض ونقنقة س ** كما تراطن في أفدانها الروم )
حدثني أبو بكر بن دريد رحمه الله قال قال أعرابي والله ما أحسن الرطانة وإني لأرسب من رصاصة وما قرقمني إلا الكرم والمقرقم البطيء الشباب أنشد أبو عبيد
( أشكو إلى الله عيالا دردقا ** مقرقمين وعجوزا شملقا )
بالشين معجمة وهو أحد ما أخذ عليه وروى ابن الأعرابي سملقا بالسين غير المعجمة وهو الصحيح والدردق الصغار والرقش جمع أرقش ورقشاء وهي المنقطة ويقال رقشت الكتاب رقشا ورقشته إذا كتبته ونقطته قال طرفة
( كسطور الرق رقشه ** بالضحى مرقش بشمه )
قال مرقش الأكبر واسمه ربيعة
( الدار قفر والرسوم كما ** رقش في ظهر الأديم قلم )
وبهذا البيت سمى مرقشا واللها جمع لهاة مثل قطاة وقطا وقد مده الشاعر للضرورة وهو ردئ جدا ليس كقصر الممدود أنشدنا الفراء
( يا لك من تمر ومن شيشاء ** ينشب في المسعل واللهاء )
والشيشاء الشيص والأجرد القصير الشعر وهو مدح في الخيل قال الشاعر
( وأجرد من فحول الخيل طرف ** كأن على شواكله دهانا )
والسيد الذئب والعرب تشبه به الفرس قال امرؤ القيس
( عليه كسيد الردهة المتأوب ** ) |
| |