07-27-2021
|
#68 |
بيانات اضافيه [
+
] | رقم العضوية : 6 | تاريخ التسجيل : May 2013 | العمر : 40 | أخر زيارة : منذ ساعة واحدة (01:52 PM) | المشاركات : 16,418 [
+
] | التقييم : 43872 | الدولهـ | MMS ~ | SMS ~ | | لوني المفضل : Darkviolet | |
رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي والردهة النقرة في الجبل يستنقع فيها الماء وجمعها رداه والوقيع ة مثله وكذلك الوقط والوجذ والقلت والعبل الغليظ يقال فرس عبل القوائم وعبل المحزم أي غليظ المحزم وهو مدح في الخيل قال امرؤ القيس
( سليم الشظى عبل الشوى شنج النسا ** له ححبات مشرفات على الفال )
أراد الفائل والفائل عرق في الخربة يستبطن الفخذ ويجري إلى الرجلين والخربة النقرة التي في الورك ليس بينها وبين الجوف عظم إنما هو جلد ولحم قال الأعشى
( قد نطعن العير في مكنون فائله ** وقد يشيط على أرماحنا البطل )
وذلك أن الفارس الحاذق بالطعن إذا طعن الطريدة تعمد الخربة لأنه ليس دون الجوف عظم ولذلك فخربه الأعشى أي أنا بصراء بمواضع الطعن ومكنون الفائل دمه والشوى الأطراف اليدان والرجلان ومنه قيل رماه فأشواه إذا أخطأه كأنه السهم مر بين شواه ويكون أشواه أيضا أصاب شواه وهو غير مقتل وأيد قوي والأيد والآد القوة قال الله عز وجل { والسماء بنيناها بأيد } ويستحب من الفرس إشراف القطاة والحارك قال النابغة الجعدي
( على أن حاركه مشرف ** وظهر القطاة ولم يحدب )
والأعمدة ههنا القوائم واحدها عمود والوجى أن يجد الفرس وجعا في باطن حافره
من غير أن يكون في وهي ولا خرق يقال وجي الفرس يوجى وجى شديدا والمؤللة المحددة والعرب تستحب التأليل في أذن الفرس وتمدح به قال الشاعر
( يخرجن من مستطير النقع دامية ** كان آذانها أطراف أقلام )
وحشرة لطيفة رقيقة قال الشاعر
( لها أذن حشرة مشرة ** كاعليط مرخ إذا ما صفر )
المشرة الورقة يقال قد تمشر الشجر إذا أورق وتمشر الرجل إذا اكتسى والإعليط وعاء المرخ والعرب تشبه به آذان الخيل وصفر خلا وكل لطيف دقيق رقيق حشر يقال حربة حشرة قال رؤبة
( ووافقت للرمى حشرات الرشق ** ) قال ابن الأعرابي حشرت العود إذا بريته وأنشد
( وتلقى لئيم القوم للناس محشرا ** ) أي يقشر أموالهم والرحاب والرحيب الواسع مثل طوال وطويل وجسام وجسيم والهواء ممدود قصره للضرورة وهو الفرجة بين الشيئين يريد أنه واسع الجوف كما قال امرؤ القيس
( وجوف هواء تحت صلب كأنه ** من الهضبة الخلقاء زحلوق ملعب )
واللحيان تثنية لحي وهما عظما اللهزمتين وإذا طالا طال خد الفرسء وطول الخد مدح في الخيل والعرب تستحب سعة المنخر في الفرس لأنه إذا اتسع منخره لم يحبس الربو في جوفه قال امرؤ القيس
( لها منخر كوجار الضباع ** فمنه تريح إذا تنبهر )
وفسر ابن الأعرابي في هذه القصيدة ما نحن ذاكروه قال ابن الأعرابي التسعة الطوال عنقه وخداه وظيفار جليه وبطنه وذراعاه وفخذاه وتفسيره غير موافق لقول الشاعر لأنه ذكر عشرة أشياء وقد ذكر الشاعر تسعة ونازعت فيه أبا عمرو في وقت قراءتي عليه فقال قال لنا أبو العباس هذا غلط من الشاعر ( قال أبو علي ) ونظرت فإذا لا تصح تسعة ولا سبعة فيقع الظن أن الراوي أخطأ في النقل وذلك أنه
أراد كل شيء يستحب طوله في القوائم فهي ثمانية
وظيفا الرجلين والذراعان والثنن وهي الشعر الذي في مؤخر الرسغ واحدتها ثنة ويستحب طولها وسوادها ولذلك قال الشاعر
( لها ثنن كخوافي العقاب ** سود يفين إذا تز بئر )
ويفين يطلن يقال وفي شعره يفي إذا طال وتزبئر تنتفش فإن كان الشاعر ذهب إلى هذا وأراد معها العنق جاز وصح قوله لأنه قال تسعة في الشوى والشوى القوائم وقال ابن الأعرابي والتسعة القصار أربعة أرساغه ووظيفا يديه وعسيبه وساقاه وهذا صحح على ما ذكرنا لأنه ذكر العسيب مع القوائم فحمل كلامه على الأكثر كما ذكرنا في الأول ( وقال ابن الأعرابي ) والسبعة العارية خداه وجبهته والوجه كله وأن يكون عاري القوائم من اللحم هذه كلها تستحب وسبع مكسوة الفخذان وحاميتاه ووركاه وحصيرا جنبيه ونهدتاه وهما في الصدر قال أبو العباس كذا قال ابن الأعرابي نهدتاه وغيره يقول فهدتاه ( قال أبو علي ) الصحيح فهدتاه وهما اللحمتان اللتان في الزور كالفهدين وإن كان كلام ابن الأعرابي يحتمل في الإشتقاق أن يسميا النهدتين ( وقال ابن الأعرابي ) السبع التي قربت يريد سبع خصال صالحة قربن منه وسبع خصال رديئة بعدن منه فلسن فيه ( وقال ابن الأعرابي ) وتسع غلاظ أو ظفته الأربعة وأرساغه الأربعة غلاظ وعكوته غليظة والسبع الرقاق منخراه وأذناه وجحفلتاه وشفرته وحديد الثمان عرقوباه وأذناه وقلبه ومنكباه وعريض الثمان عريض الفخذين والوركين والأوظفة وفيه من الطير خمس النسر في باطن الحافر والغرابان ما أشرف من وركيه والصرد عرق تحت لسانه وعصفوره عظم في وسط هامته هذا جميع ما فسره ابن الأعرابي في هذه القصيدة ( قال أبو علي ) يستحب من الفرس طول العنق ولذلك قال امرؤ القيس
( وسالفة كسحوق الليان ** أضرم فيها الغوي السعر )
والليان النخل وقد روى في هذا البيت اللبان وكان أبو بكر بن دريد رحمه الله يرد هذه الرواية ويقول كيف يشبه طول عنقه بشجرة اللبان وهي مقدار قعدة الرجل في الإرتفاع ويستحب هرت الشدقين وطول الخدين ولذلك قال الشاعر
( هريت قصير عذار اللجام ** أسيل طويل عذار الرسن )
يريد أن مشق شدقيه من الجانبين مستطيل فقد قصر عذار لجامه لأنه يدخل في فيه وأنه أسيل الخد والإسالة الطول فغذار رسنه طويل خده لأن الرسن لا يدخل في فيه منه شيء ويستحب طول وظيفي الرجلين ولذلك شبهت بالنعام في طول الوظيف لأن ما يشبه من خلق الفرس بخلق النعام طول الوظيفين وقصر الساقين ولذلك قال أبو دؤاد
( لها ساقا ظليم خاضب ** فوجئ بالرعب )
ويستحب قصر الظهر مع طول البطن ويستحب طول الذراعين ولذلك شبهته العرب بالظبي ومما يشبه من خلق الفرس بخلق الظبي طول وظيفي رجليه وتأنيف عرقوبيه والتأنيف التحديد ولذلك قال أبو داؤد
( طويل طامح الطرف ** إلى مفزعة الكلب )
( حديد الطرف والمنكب والعرقوب والقلب ** )
لأن حدة العرقوب تستحب من الفرس وهو من الظبي كذلك وتستحب حدة القلب والطرف والمنكب ويستحب سمو الطرف ومما يشبه أيضا من خلق الفرس بخلق الظبي عظم فخذيه وكثرة لحمهما وعرض وركيه وشدة متنيه وإجفار جنبيه أي انتفاخهما ولذلك قال أبو النجم
( منتفخ الجوف عريض كلكله ** ) وقصر عضديه ونجل مقلتيه ولحوق أياطله ولذلك قال امرؤ القيس
( له أيطلا ظبي وساقا نعامة ** وإرخاء سرحان وتقريب تتفل )
والسرحان الذئب ويقال أنه أحسن الدواب تقريبا والتقريب أن يرفع يديه معا ويضعهما معا
ومما يشبه من خلق الفرس بخلق حمار الوحش غلظ اللحم وتعييره والتعيير أن يجتمع اللحم على رؤس العظام فيصير كالعير الذي في وسط نصل السهم وهو الناشز في وسطه وكذلك عير الكتف الناشز في وسطه وظماء فصوصه وسراته وهو أعلى ظهره ولذلك قال الشاعر
( له متن عير وساقا ظليم ** ) وتمكن أرساغه وتمحيصها والتمحيص أن لا يكون على قوائمه لحم ولذلك قال الشاعر
( وأحمر كالديباج أما سماؤه ** فربى وأما أرضه فمحول )
سماؤه أعاليه وأرضه قوائمه وعرض صهوته والصهوة موضع اللبد من الفرس حيث الراكب وصهوة كل شيء أعلاه ولذلك قال امرؤ القيس
( له أيطلا ظبي وساقا نعامة ** وصهوة عير قائم فوق مرقب )
ويستحب من الفرس طول الذنب في كثرة شعر ولذلك قال طفيل الغنوي
( وأذنابها وحف كان ذيولها ** مجرأ شاء من سميحة مرطب )
ويستحب غلظ الأرساغ ولذلك قال الجعدي
( كأن تماثيل أرساغه ** رقاب وعول على مشرب )
ويستحب عرض الصدر مع دقة الزور وهو الجؤجؤ ولذلك قال امرؤ القيس
( له جؤجؤ حشر كان لجامه ** يعالي به في رأس جذع مشذب )
فوصفه بدقة الزور وطول العنق ويستحب من الفرس أن يكون إذا استدبرته كالمنكب وإذا استقبلته كالمقعي وإذا استعرضته مستويا ( قال أبو علي ) وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال حدثنا أبو حاتم عن الأصمعي قال أخبرني عصام بن خليف السلى قال قال ابن أقيصر خير الخيل الذي إذا استدبرته جنأ وإذا استقبلته أقعى وإذا استعرضته استوى وإذا مشى ردى وإذا عدا دحا فالرديان أن يرجم الأرض رجما بين المشي الشديد والعدو وإذا
رمى بيديه رميا لا يرفع سنبكه عن الأرض قيل مريدحو دحوا
وبهذا الإسناد قال حدثني بعض أهل العلم أن عبد الرحمن الثقفي بن أم الحكم ابنة أبي سفيان وكان على الكوفة أرسل ألف فرس في حلبة فعرضها على ابن أقيصر أحد بني أسد بن خزيمة فقال تجيء هذه سابقة فسألوه ما الذي رأيت فيها قال رأيتها مشت فكتفت وخبت فوجفت وعدت فنسفت قال فجاءت سابقة ( قال أبو علي ) قوله مشت فكثفت أي حركت كتفيها والكتف المشي الرويد قال الشاعر
( قريح سلاح يكتف المشى فاتر ) والوجيف ضرب من السير فيه بعض السرعة وهو دون الشد يقال وجف يجف وجيفا ومثله الوضع يقال وضع يضع وضعا ( قال الأصمعي ) قيل لرجل أسرع كيف كنت في سيرك قال كنت آكل الوجبة وأنجو الوقعة وأعرس إذا أفجرت وأرتحل إذا أسفرت وأسير الوضع وأجتنب الملع فجئتكم لمسي سبع أي لمساء سبع ليال فالملع أرفع من ا لوضع ونسفت أدنت سنبكها من الأرض في عدوها يقال للفرس أنه لنسوف السنبك وحدثني أبو بكر بالإسناد الذي تقدم قال حدثني رجل من أهل الشام قال سئل بعض بصراء أهل الشام متى يبلغ ضمر الفرس فقال إذا ذبل فريره وتفلقت غروره وبدا حصيره واسترخت شاكلته ( قال الأصمعي ) القرير موضع المجسة في عرف الفرس والغرور الغضون التي في جلده واحدها غر والحصير العصبة التي في الجنب في أعلى الأضلاع مما يلي الصلب والشاكلة الطفطفة ( قال أبو علي ) وذكر هذا الشاعر خمسة من الطير في الفرس وفي كل فرس من أسماء الطير عدة أكثر من هذه
فمنها الهامة وهو العظم الذي في أعلى رأسه وفيه الدماغ وقال ويقال لها أم الدماغ أيضا
والفرخ أيضا وهو الدماغ وجمعه فروخ والنعامة الجلدة التي تغطي الدماغ والعصفور العظم الذي تنبت عليه الناصية قال حميد
( ونكل الناس عنا في مواطننا ** ضرب الرؤس التي فيها العصافير )
والذبابة النكيتة الصغيرة التي في إنسان العين فيها البصر والصردان عرقان تحت لسانه والسمامة الدائرة التي في صفحة العنق
والقطاة مقعد الرديف والغرابان رأسا الوركين فوق الذنب حيث يلتقي رأس الورك الأيمن والأيسر ( وقال الأصمعي ) وفي الورك ثلاثة أسماء
فحرفاها المشرفان على الفخذين الجاعرتان وهما موضع الرقمتين من است الحمار وحرفاها المشرفان على الذنب حيث يلتقي رأس الورك الأيمن والأيسر الغرابان وحرفاها اللذان يشرفان على الخاصرتين الحجبتان والخرب الهزمة التي بين الحجبة والقصرى والناهض العظم الذي على أعلى العضد والجمع نواهض وأنهض وأنشد أبو عبيد
( وقربوا كل جمالي عضه ** أبقى السناف أثرا بأنهضه )
والحمامة القص النسر كالنوى والحصى الصغار يكون في الحافر مما يلي الأرض قال الشاعر
( مفج الحوامي عن نسور كأنها ** نوى القسب ترت عن جريم ملجلج )
( قال أبو علي ) مفج واسع والحوامي نواحي الحافر واحدتها حامية وإنما سميت حامية لأنها تحمي النسور وترت ندرت ونزت والجريم التمر المجروم وهو المصروم وملجلج من قولهم لجلج اللقمة في فيه إذا حركها فالملجلج المحرك المدار في الفم والفراش العظام الرقاق في أعلى الخياشيم وهي تسمى الخشارم
والسحاة كل مارق وهش من العظام التي تكون في الخياشيم وفي رؤس الكتفين والصقران الدائرتان اللتان في مؤخر اللبددون الحجبتين وخظا ممتلئ والصفاق الجلبدة التي تحت الجلدة التي عليها الشعر من السرة إلى القنب والقنب وعاء قضيبة واليعسوب الغرة تكون على قصبة الأنف فوق الرثم ويقال اليعسوب كل بياض على قصبة الأنف عرض أو اعتدل لا يبلغ الخليقاء والخليقاء حيث التقى عظم اعلى الأنف وعظم الحاجب والمجاليح التي تدر في الشتاء
واحدها مجالح ( وقال الأصمعي ) إذا كانت الناقة تدر على الجوع والبرد فهي مجالح وقد جالحت مجالحة وأنشد
( لها شعر داج وجيد مقلص ** وجسم خداري وضرع مجالح )
وقال الفرزدق
( مجاليح الشتاء خبعثنات ** إذا النكباء ناوحت الشمالا )
والخبعثنات الغلاظ الشداد واحدها خبعثنة ومنه قيل للاسد خبعثنة وشم مرتفعة والذرى الأسنمة واحدها ذروة وأعلى كل شيء ذروته ويقال للسنام الذروة والشرف والقمعة والقحدة والهودة والعريكة والكتر قال علقمة بن عبدة
( كتر كحافة كير القين ملموم ** )
( قال الأصمعي ) ولم أسمع بالكتر بالكتر إلا في هذا البيت والعض علف أهل الأمصار مثل القت والنوى قال الأعشى
( من سراة الهجان صلبها الع ورعي الحمى وطول الحيال ** )
الرعي مصدر رعى يرعى رعيا والرعي الكلا ** ونقفيه نؤثره والقفية الأثرة والقفاوة )
ما يخص بن الرجل من الطعام وقال الشاعر
( ونقفي وليد الحي إن كان جائعا ** ونحسبه إن كان ليس بجائع )
وقاظ من القيظ وصنيع مصنوع والعانة جماعة الحمر وجمعها عانات وعون قال أبو النجم يذكر امرأة
( تعد عانات اللوى من مالها ** ) وقال حميد الأرقط
( أحقب شحاج مشل عون ** والغطاط الصبح ) بضم الغين قال الراجز
( وردت قبل سدفة الغطاط ** ) فأما الغطاط بالفتح فضرب من القطا قال الهذلي
( وماء قد وردت أميم طام ** على أرجائه زجل الغطاط )
وخماص ضوامر والعجى جمع عجاية ويقال عجاوة أيضا كذا قال الأصمعي وهي قدر مضغة ملصقة بقصبة تنحدر من ركبة البعير إلى فرسنه قال امرؤ القيس
( تطاير ظران الحصى عن مناسم ** صلاب العجى ملثومها غير أمعرا )
وقال أبو عمرو الشيباني العجاية عصبة في باطن يد الناقة وهي من الفرس مضيفة وجدل ألقاها على الجدالة والجدالة الأرض أنشد أبو زيد
( قد أركب الآلة بعد الآله ** وأترك العاجز بالجداله )
وشاص مرتفع يقال شصا يشصو إذا ارتفع قال الأخطل يصف زقاق الخمر )
( أناخوا فجروا شاصيات كأنها ** رجال من السودان لم يتسربلوا )
والقصب المعي وجمعه أقصاب والوقف الخلخال ما كان من شيء من فضة أو غيرها وأكثر ما يكون من القرون والعاج والأهيف الضامر وغلوا له أغلوا في الثمن أي ارتفعوا فيها والغلو مجاوزة القدر في الشيء والإرتفاع فيه ومنه سميت الغالية من الروافض والتمائم جمع تميمة وهي العوذة قال أبو ذؤيب
( وإذا المنية أنشبت أظفارها ** ألفيت كل تميمة لا تنفع )
( قال أبو علي ) وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال حدثنا العتبي عن أبيه عن جده قال ولى معاوية روح بن زنباع فعتب عليه في جناية فكتب إليه بالقدوم فلما قدم أمر بضربه بالسياط فلما أقيم ليضرب قال نشدتك الله يا أمير المؤمنين أن تهدم مني ركنا أنت بنيته أو أن تضع مني خسيسة أنت رفعتها أو تشمت بي عدوا وأنت وقمته وأسالك بالله إلا أتى حلمك وعفوك دون إفساد صنائعك فقال معاوية إذا الله سنى عقد أمر تيسر خلوا سبيله ( وحدثنا أبو بكر ) قال أخبرنا العكلي قال حدثني حاتم بن قبيصة عن شبيب بن شيبة قال بعث الحجاج خطباء من الأحماس إلى عبد الملك فتكلموا فلما انتهى الكلام إلى خطيب الأزد قام فقال قد علمت العرب أنا حي فعال
ولسنا بحي مقال وأنا نجزي بفعلنا عند أحسن قولهم أن السيوف لتعرف أكفنا وأن الموت ليستعذب أرواحنا وقد علمت الحرب الزبون أنا نقرع جماحها ونحلب
صراها ثم جلس وحدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو حاتم عن أبي عبيدة قال مر رجل على قبر عامر بن الطفيل فقال عم صباحا أبا علي فلقد كنت سر يعافي وعدك إذا وعدت المولى بطيئا في إيعادك إذا أوعدته ولقد كانت هدايتك كهداية النجم وجرأنك كجرأة السيل وحدك كحد السيف ( وحدثنا أبو بكر ) رحمه الله قال حدثنا أبو حاتم عن أبي عبيدة قال بلغني أن ابن ملجم لعنه الله حين ضرب عليا رضوان الله عليه قال أما أنا فقد أرهفت السيف وطردت الخوف وحثثت الأمل وبقيت الرجل وضربته ضربة لو كانت بأهل عكاظ قتلتهم وفي ذلك يقول النجاشي
( إذا حية أعيا الرقاة دواؤها ** بعثنا لها تحت الظلام ابن ملجم )
( وقال يعقوب ) قال الفراء سمعت الكلابي يقول قال بعضهم لولده يا بني لا تتخذها حنانة ولا أنانة ولا منانة ولا عشبة الدار ولا كبة القفا
والحنانة التي لها ولد من سواه فهي تحن عليهم والأنانة التي مات عنها زوجها فهي إذا رأت الزوج الثاني أنت وقالت رحم الله فلانا لزوجها الأول والمنانة التي لها مال فهي تمن على زوجها كلما أهوى إلى شيء من مالها
وقوله عشبة الدار يريد الهجينة وعشبة الدار التي تنبت في دمنة الدار وحولها عشب في بياض الأرض فهي أفخم منه وأضخم لأنها غذتها الدمنة وذلك أطيب للأكل رطبا ويبسا لأنه نبت في أرض طيبة وهذه نبتت في دمنة فهي متتنة رطبة وإذا يبست صارت حتاتا وذهب قفها في الدمنة فلم يمكن جمعه وذلك يجمع قفه لأنه في أرض طيبة ( قال أبو العباس ) أحمد بن يحيى القف ما يبس من البقل وسقط على الأرض في موضع نباته وقوله كبة القفاهي التي يأتي زوجها أو ابنها القوم فإذا انصرف من عندهم قال رجل من جبناء القوم قد والله كان بيني وبين امرأة هذا المولى أو أمه أمر ( وقال بهدل الزبيري ) أتى رجل ابنة الخس يستشيرها في امرأة يتزوجها فقالت انظر رمكاء جسيمة أو بيضاء وسيمة في بيت جد أو بيت حد أو بيت عز قال ما تركت من النساء شيئا قالت بلى شر النساء
تركت السويداء الممراض والحميراء المحياض الكثيرة المظاظ ( قال أبو علي ) الرمكاء السمراء والرمكة لون الرماد ومنه قيل بعير أرمك وناقة رمكاء والمظاظ المشارة والمشاقة قال رؤبة
( لأواءها والأزل والمظاظا ** ) اللاواء الشدة والأزل الضيق ( قال ) وحدثني الكلابي قال قيل لأبنة الخس أي النساء أسوء قالت التي تقعد بالفناء وتملأ الإناء وتمذق ما في السقاء قيل فأي النساء أفضل قالت التي إذا مشت أغبرت وإذا نطقت صرصرت متوركة جارية في بطنها جارية يتبعها جارية أي هي مئناث ( قال أبو علي ) أغبرت أثارت الغبار في مشيتها وصرصرت أحدت صوتها أنشدني أبو بكر بن دريد رحمه الله لجزير
( لكن سوادة يجلو مقلتي ضرم ** باز يصرصر فوق المرقب العالي )
ويروى ذاكم سوادة قيل فاي الغلمان أفضل قالت الأسوق الأعنق الذي إن شب كأنه أحمق قيل فأي الغلمان أفسل قالت الأويقص القصير العضد العظيم الحاوية الأغيبر الغشاء الذي يطيع أمه ويعصي عمه ( قال أبو علي ) الأسوق الطويل الساق والأعنق الطويل العنق والأويقص تصغير أوقص والأوقص الذي يدنو رأسه من صدره قال رؤبة
( أدمه صياغة وأرذله ** أوقص يخزي الأقربين عيطله )
العيطل الطويل العنق وجمعه وقص وقد وقص يوقص وقصا ومنه الأوقص قاضي المدينة والحاوية ما تحوى من البطن أي استدار مثل الحوايا والحوايا جمع حوية وهو كساء يدار حول سنام البعير يركب عليه الراكب
وأنشدنا أبو بكر رحمه الله قال أنشدنا أبو حاتم لمضرس بن قرط بن الحارث المزنى
( أهاجتك آيات عفون خلوق ** وطيف خيال للمحب يشوق )
( وما هاجه من رسم دار ودمنة ** بها من مطافيل الظباء فروق )
( تلوح مغانيها بحجر كأنها ** رداء يمان قد أمح عتيق )
( تعذبني بالود سعدى فليتها ** تحمل منا مثله فتذوق )
( ولو تعلمين العلم أيقنت أنني ** ورب الهدايا المشعرات صدوق )
( أذود سوام الطرف عنك وماله ** إلى أحد إلا عليك طريق )
( أهم بصرم الحبل ثم يردني ** عليك من النفس الشعاع فريق )
( تهيجني للوصل أيامنا الألى ** مررن علينا والزمان وريق )
( ليالي لا تهوين أن تشحط النوى ** وأنت خليل لا يلام صديق )
( ووعدك إيانا وقد قلت عاجل ** بعيد كما قد تعلمين سحيق )
( فأصبحت لا تجزينني بمودتي ** ولا أنا للهجران منك مطيق )
( وأصبحت عاقتك العوائق إنها ** كذاك ووصل الغانيات يعوق )
( وكادت بلاد الله يا أم معمر ** بما رحبت يوما علي تضيق )
( تتوق إليك النفس ثم أردها ** حياء ومثلي بالحياء حقيق )
( وإني وإن حاولت صرمي وهجرتي ** عليك من احداث الردى لشفيق )
( وإن كنت لما تخبريني فسائلي ** فبعض الرجال للرجال رموق )
( سلي هل قلاني من عشير صحبته ** وهل ذم رحلي في الرحال رفيق )
( وهل يجتوي القوم الكرام صحابتي ** إذا اغبر مخشي الفجاج عميق )
( وأكتم أسرار الهوى فأميتها ** إذا باح مزاح بهن بروق )
ويروى
( وأميتها إذا باح مزاح بهن نزوق ** )
( شهدت برب البيت أنك عذبة الثنايا وأن الوجه منك عتيق ** )
( وأنك قسمت الفؤاد فبعضه ** رهين وبعض في الحبال وثيق )
( سقاك وإن أصبحت وانية القوى ** شقائق مزن ماءهن فتيق )
( بأسحم من نوء الثريا كأنما ** سفاه إذا جن الظلام حريق )
( صبوحي إذا ما ذرت الشمس ذكركم ** وذكركم عند المساء غبوق )
( وتزعم لي يا قلب أنك صابر ** على الهجر من سعدى فسوف تذوق )
( فمت كمدا أو عش سقيما فإنما ** تكلفني مالا أراك تطيق )
( قال أبو علي ) الشعاع المتفرق المنتشر قال قيس بن الخطيم
( طعنت ابن عبد القيس طعنة ثائر ** لها نفذ لولا الشعاع أضاءها )
( قال الأصمعي ) يقال جنب بنو فلان فهم مجنبون إذا لم يكن في إبلهم لبن وأهدوا إلى بني فلان من لبنكم فإنهم مجنبون قال الجميح بن منقذ
( لما رأت إبلي قلت حلوبتها ** وكل عام عليها عام تجنيب )
( ويقال أن عنده لخيرا مجنبا وشرا مجنبا أي كثيرا والمجنب الترس قال الهذلي
( صب اللهيف لها السبوب بطغية ** تنبي العقاب كما يلط المجنب )
اللهيف الملهوف وهو المكروب والسبوب الجبال واحدها سب قال أبو ذؤيب
( تدلى عليها بين سب وخيطة ** شديد الوصاة نابل وابن نابل )
والنابل الحاذق والطفية ناحية من الجبل يزلق منها وقال غيره الطغية الشمراخ من شماريخ الجبل ويلط يكب ويقال جنبت الريح تجنب جنوبا إذا هبت جنوبا وجنبنا منذ أيام أي أصابتنا الجنوب وأجنبنا منذ أيام دخلنا في الجنوب وسحابة مجنوبة جاءت بها الجنوب وجنب فلان في بني فلان إذا نزل فيهم غريبا
ومنه قيل جانب للغريب وجمعه جناب أنشدني أبو إلياس للقطامي
( فسلمت والتسليم ليس يضرها ** ولكنه حتم على كل جانب )
أي على كل غريب ورجل جنب غريب وجمعه أجناب قال الله عز وجل { والجار الجنب } أي الجار الغريب وقال نعم القوم هم الجار الجنابة أي الغربة ويقال جنبت فلانا الخير أي نحيته عنه وجنبته أيضا بالتثقيل قال أبو نصر والتخفيف أجود قال الله عز وجل { واجنبني وبني أن نعبد الأصنام } وجلس فلان جنبة أي ناحية قال الراعي
( أخليد إن أباك ضاف وساده ** همان باتا جنبة ودخيلا )
وأصابنا مطر تنبت عنه الجنبة وهو نبت ويقال أعطني جنبة فيعطيه جلد جنب بعير فيتخذ منه علبة والعلبة قدح من جلود يحلب فيه ويقال فلان من أهل الجناب بكسر الجيم لموضع بنجد وفرس طوع الجناب إذا كان سهل القياد ولج فلان في جناب قبيح إذا لج في مجانبة أهله فأما الجناب بفتح الجيم فما حول الرجل وناحيته وفناء داره وجلس فلان بجنب فلان وجانبه ويقال مروا يسيرون جنابيه وجنابتيه وجنبتيه إذا مروا يسيرون إلى جانبه وجنبت الدابة أجنبها إذا قدتها والجنيبة الدابة تقاد فتسير إلى جنبك وقال يعقوب الجنيبة الناقة يعطيها الرجل القوم إذا خرجوا يمتارون ويعطيهم دراهم يمتارون له عليها وأنشد
( رخو الحبال مائل الحقائب ** ركابه في القوم كالجنائب )
أي هي ضائعة وقال أبو عبيدة الجنيب التابع وأنشد لأرطاة بن سهية يهجو شبيب بن البرصاء
( أبي كان خيرا من أبيك ولم تزل ** جنيبا لآبائي وأنت جنيب )
والجنب مفتوحة النون أن تجنب الدابة قال امرؤ القيس
( لها جنب خلفها مسبطر ** ) أراد ذنبها كأنها تجنبه ومسبطر ممتد ويقال جنب
البعير يجنب جنبا إذا ظلع من جنبه ويقال الجنب لصوق الرئة بالجنب من شدة العطش قال ذو الرمة
( وثب المسحج من عانات معقلة ** كأنه مستبان الشك أو جنب ) |
| |