07-27-2021
|
#69 |
بيانات اضافيه [
+
] | رقم العضوية : 6 | تاريخ التسجيل : May 2013 | العمر : 40 | أخر زيارة : منذ ساعة واحدة (01:52 PM) | المشاركات : 16,418 [
+
] | التقييم : 43872 | الدولهـ | MMS ~ | SMS ~ | | لوني المفضل : Darkviolet | |
رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي والشك الظلع الخفيف ويقال ضربه فجنبه إذا كسر جنبه وحدثنا أبو بكر بن الأنباري رحمه الله قال حدثني أبي قال حدثنا أحمد بن عبيد عن سهل بن محمد قال اجتمع الشعراء بباب الحجاج وفيهم الحكم بن عبدل الأسدي فقالوا أصلح الله الأمير إنما شعر هذا في الفأر وما أشبهه قال ما يقول هؤلاء يا ابن عبدل قال اسمع أيها الأمير قال هات فأنشده
( وإني لأستغني فما أبطر الغنى ** وأعرض ميسوري لمن يبتغي عرضي )
( وأعسر أحيانا فتشتد عسرتي ** فأدرك ميسور الغنى ومعي عرضي )
( وما نالني حتى تحلت فأسفرت ** أخو ثقة فيها بقرض ولا فرض )
( ولكنه سيب الإله وحرفتي ** وشدي حيازيم المطية بالغرض )
( لأكرم نفسي أن أرى متخشعا ** لذي منة يعطي القليل على النحض )
( قد امضيت هذا في وصية عبدل ** ومثل الذي أوصى به والدي أمضي )
( أكف الأذى عن أسرتي وأذوده ** على أنني أجزي المقارض بالقرض )
( وأبذل معروفي وتصفو خليقتي ** إذا كدرت أخلاق كل فتى محض )
( وأقضي على نفسي إذا الحق نابني ** وفي الناس من يقضى عليه ولا يقضي )
( وأمضي همومي بالزماع لوجهها ** إذا ما الهموم لم يكد بعضها يمضي )
( وأستنفذ المولى من الأمر بعدما ** يزل كما زل البعير عن الدحض )
( وأمنحه مالي وودي ونصرتي ** وإن كان محني الضلوع على بغضي )
( ويغمره سيبي ولو شئت ناله ** قوارع تبري العظم من كلم مض )
( ولست بذي وجهين فيمن عرفته ** ولا البخل فاعلم من سمائي ولا أرضي )
قال فلما سمع الحجاج هذا البيت
( ولست بذي وجهين فيمن عرفته ** ) فضله على الشعراء بجائزة ألف درهم في كل مرة يعطيهم ( قال أبو علي ) الغرض والغرضة والسفيف والبطان والوضين حزام الرحل والنحض اللحم ونحضت اللحم عن العظم نحضا إذا عرقته والدحض الزلق والمض مصدر مضه يمضه مضا فأقام المصدر مقام الفاعل كما قالوا رجل عدل أي عادل ( قال أبو علي ) وحدثنا أبو بكر بن الأنباري قال في قوله عز وجل { إن الله كان على كل شيء حسيبا } أربعة أقوال يقال عالما ويقال مقتدرا ويقال كافيا ويقال محاسبا فالذي يقول كافيا يحتج بقوله جل وعز { يا أيها النبي حسبك الله } اي كافيك الله وبقوله عز وجل { عطاء حسابا } أي كافيا وبقول الشاعر
( إذا كانت الهيجاء وانشقت العصا ** فحسبك والضحاك سيف مهند )
أي يكفيك ويكفي الضحاك وبقول امرئ القيس
( فتملأ بيتنا أقطا وسمنا ** وحسبك من غنى شبع وري )
أي يكفيك الشبع والري وتقول العرب أحسبني الشيء يحسبني إحسابا وهو محسب قال الشاعر
( وإذا ما أرى في الناس حسنا يفوقها ** وفيهن حسن لو تأملت محسب )
وبقول الآخر
( ونقفي وليدا الحي إن كان جائعا ** ونحسبه إن كان ليس بجائع )
أي نعطيه حتى يقول حسبي أي كفاني وقالت الخنساء
( يكبون العشار لمن أتاهم ** إذا لم تحسب المائة الوليدا )
والذي يجعله بمعنى محاسب يحتج بقول قيس المجنون
( دعا المحرمون الله يستغفرونه ** بمكة يوما أن تمحى ذنوبها )
( وناديت يا رباه أول سؤلتي ** لنفسي ليلى ثم أنت حسيبها )
فمعناه أنت محاسبها على ظلمها والذي يقول عالما يحتج بقول المخبل السعدي
( فلا تدخلن الدهر قبرك حوبة ** يقوم بها يوما عليك حسيب )
أي محاسبك عليها عالم بظلمك والذي قال مقتدرا لم يحتج بشيء ( قال أبو علي ) والقولان الأولان صحيحان في الإشتقاق مع الرواية والقولان الآخران لا يصحان في الإشتقاق ألا تراه قال في تفسير بيت المخبل السعدي محاسبك عليها عالم بظلمك فالحسيب في بيته المحاسب وهو بمنزلة قول العرب الشريب للمشارب وأنشد الفراء
( فلا أسقى ولا يسقى شريبي ** ويرويه إذا أوردت مائي )
أي مشاربي وأنشد أبو بكر بن دريد عن أبي حاتم عن أبي زيد والأصمعي
( رب شريب لك ذي حساس ** شرابه كالحز بالمواسي )
( ليس بمحمود ولا مواسي ** عجلان يمشي مشية النفاس )
ويروى النفاس فمعناه رب مشارب لك والحساس الشر
قال وحدثنا أبو بكر بن الأنباري قال حدثنا أحمد بن الهيثم بن خالد البزاز قال حدثنا عبيد الله بن عمرو قال حدثنا يحيى بن سفيان قال سمعت عمرو بن مرة يقول حدثنا عبد الله بن الحرث عن طليق بن قيس عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في دعاء له رب تقبل توبتي وأجب دعوتي واغسل حوبتي وثبت حجتي واهد قلبي وسدد لساني واسلل سخ يمة قلبي قال أبو بكر الحوبة الفعلة من الحوب وهو الإثم يقال حاب الرجل إذا أثم قال الله عز وجل { إنه كان حوبا كبيرا } وقرأ الحسن أنه كان حوبا كبيرا فقال الفراء الحوب المصدر والحوب الإسم وقال نابغة بني شيبان
( نماك أربعة كانوا أئمتنا ** فكان ملكك حقا ليس بالحوب )
والسخيمة الحقد وفيه لغات يقال في قلبي على فلان ضغن وحقد وضب ووتر ودعت وطائرة وترة وذحل وتبل ووغم ووغر وغمر ومئرة وإحنة
ودمنة وسخيمة وحسيكة وحسيفة وكتيفة وحشنة وحزازة وحزاز ويقال حزاز قال الشاعر
( فتى لا ينام على دمنة ** ولا يشرب الماء إلا بدم )
وقال لبيد
( بيني وبينهم الأحقاد والدمن ** )
وقال الأعشى
( يقوم على الوغم في قومه ** فيعفوا إذا شاء أو ينتقم )
وقال أيضا
( ومن كاشخ ظاهر غمره ** إذا ما انتسبت له أنكرن )
وقال ذو الرمة
( إذا ما أمرؤ حاولن أن يقتتلنه ** بلا إحنة بين النفوس ولا ذحل )
وقال نصيب
( أمن ذكر ليلى قد يعاودني التبل ** على حين شاب الرأس واستوسق العقل )
وقال القطامى
( أخوك الذي لا تملك الحس نفسه ** وترفض عند المحفظات الكتائف )
أي الأحقاد واحدها كتيفة والكتيفة أيضا الضبة من الحديد وأنشد أبو محمد الأموي في الحشنة
( ألا لا أرى ذا حشنة في فؤاده ** يجمجمها إلا سيبدو دفينها )
وأنشدنا محمد بن القاسم قال أنشدنا أبو العباس أحمد بن يحيى النحوي
( إذا كان أولاد الرجال حزازة ** فأنت الحلال الحلو والبارد العذب )
( قال ) وحدثنا أبو بكر بن دريد قال حدثنا أبو حاتم وعبد الرحمن عن الأصمعي قال نزلت بقوم من غني مجتورين هم وقبائل من بني عامر بن صعصعة فحضرت ناديا لهم وفيهم شيخ لهم طويل الصمت عالم بالشعر وأيام الناس يجتمع إليه فتيانهم ينشدونه أشعارهم فإذا سمع الشعر الجيد قرع الارض قرعة بمحجن في يده فينفذ حكمه على من حضر بببكر للمنشد وإذا سمع مالا يعجبه قرع رأسه بمجمجنه فينفذ حكمه عليه بشاة أن كان ذا غنم وابن مخاض إن كان ذا إبل فإذا أخذ ذلك ذبح لأهل النادي فحضرتهم يوما والشيخ جالس بينهم فأنشده بعضهم يصف قطاة
( غدت في رعيل ذي أداوى منوطة ** بلباتها مربوعة لم تمرخ )
( قال أبو علي ) تمرخ تلين
( إذا سربخ عطت مجال سراته ** تمطت فحطت بين أرجاء سربخ )
السربخ الأرض الواسعة وعطت شقت فقرع الأرض عجمنه وهو لا يتكلم ثم أنشده آخر يصف ليلة
( كأن شميط الصبح في أخرياتها ** ملاء ينقى من طيالسة خضر )
( تخال بقاياها التي أسأر الدجى ** تمدوا شيعا فوق أردية الفجر )
فقام كالمجنون مصلتا سيفه حتى خالط البرك فجعل يضرب يمينا وشمالا وهو يقول ن
( لا تفرغن في أذني بعدها ** ما يستفز فأريك فقدها )
( إني إذا السيف تولى ندها ** لا أستطيع بعد ذاك ردها )
( قال أبو علي ) قال الأصمعي البرك إبل أهل الحواء بالغة ما بلغت وقال أبو عبيدة البرك الإبل البروك وقال أبو عمرو البرك ألف بعير ( قال ) وحدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو عثمان الأشنانداني قال كنا يوما في حلقة الأصمعي إذا أقبل أعرابي يرفل في الخزوز فقال أين عميدكم فاشرنا إلى الأصمعي فقال ما معنى قول الشاعر
( لا مال إلا العطاف توزره ** أم ثلاثين وابنة الجبل )
( لا يرتقي النز في ذلاذله ** ولا يعدي نعليه عن بلل )
قال فضحك الأصمعي وقال
( عصرته نطفة تضمنها ** لصب تلقى مواقع السبل )
( أو وجبة من جناة أشكلة ** إن لم يرغها بالقوس لم تنل )
قال فأدبر الأعرابي وهو يقول تالله ما رأيت كاليوم عضلة ثم أنشدنا الأصمعي القصيدة لرجل من بني عمرو بن كلاب أو قال من بني كلاب ( قال أبو بكر ) هذا يصف رجلا خائفا لجأ إلى جبل وليس معه إلا قوسه وسيفه والسيف هو العطاف وأنشدنا
( لا مال لي إلا عطاف ومدرع ** لكم طرف منه حديد ولي طرف )
وقوله
( أم ثلاثين وابنة الجبل ** ) يعني كنانة فيها ثلاثون سهما وابنة الجبل القوس لأنها من نبع والنبع لا ينبت إلا في الجبال
وقوله لا يرتقى النز أي ليس هناك نز والنز الندى لأنه في جبل والذلاذل ما أحاط بالقميص من أسفله واحدها ذلذل وقال أبو زيد وذلذل وقوله لا يعدي نعليه عن بلل أي لا يصرفهما عن بلل أي ليس هناك بلل والعصرة والعصر والمعتصر الملجأ والنطفة الماء يقع على القليل منه والكثير وليس بضد واللصب كالشق يكون في الجبل وقوله تلقى مواقع السبل أي قبل وتضمن والسبل المطر والوجبة الآكلة في اليوم ( وقال الأصمعي ) سمعت أعرابيا يقول فلان يأكل الوجبة ويذهب الوقعة أي يأكل في اليوم مرة ويتبرز مرة والجناة والجنى واحد وهو ما اجتنى من الثمر والأشكلة سدر جبلي لا يطول أنشدنا أبو بكر
( عوجا كما اعوجت قسي الأشكل ** ) وأنشدنا مرة قياس الأشكل والأشكل جمع أشكلة وحدثنا أبو بكر قال حدثنا السكن بن سعيد بن محمد بن عباد قال دخل أعشى بني ربيعة على عبد الملك بن مروان وعنده ابناه الوليد وسليمان فقال له يا أبا المغيرة
ما بقي من شعرك فقال والله لقد ذهب أكثره وأنا الذي أقول
( ما أنا في أمري ولا في خصومتي ** بمهتضم حقي ولا سالم قرني )
( ولا مسلم مولاي عند جناية ** ولا مظهر عيني وما سمعت أذني )
( وفضلني في الشعر والعلم أنني ** أقول على علم وأعلم ما أعني )
( فأصبحت إذا فضلت مروان وابنة ** على الناس قد فضلت خير أب وابن )
فقال عبد الملك من يلومني على حب هذا وأمر له بجائزة وقطيعة بالعراق فقال يا أمير المؤمنين إن الحجاج علي واجد فكتب إليه بالصفح عنه وبحسن صلته فأمر له الحجاج بذلك وأنشدنا أبو بكر بن الأنباري قال أنشدنا ثعلب قال أنشدنا ابن الأعرابي
( ويأخذ عيب المرء من عيب نفسه ** مراد لعمري ما أراد قريب )
قال وقال لنا بعض المشايخ هذا البيت مبني على كلام الأحنف بن قيس وقال له رجل ادللني على رجل كثير العيوب فقال اطلبه عيابا فإنما يعيب الناس بفضل ما فيه وحدثنا ابن دريد قال أخبرنا عبد الرحمن عن عمه قال نزلت في واد من أودية بني العنبر وإذا هو معان بأهله وإذا فتية يريدون البصرة فأحببت صحبتهم فأقمت ليلتي تلك عليهم وإني لوصب محموم أخاف لا أستمسك على راحلتي فلما قاموا ليرحلوا أيقظوني فلما رأوا حالي رحلوا بي وحملوني وركب أحدهم ورأئي يمسكني فلما أمعنوا في السير تنادو ألا فتى يحدو بنا أو ينشدنا فإذا منشد في جوف الليل بصوت ند حزين يقول
( لعمرك أني يوم بانوا فلم أمت ** خفاتا على آثارهم لصبور )
( غداة المنقى اذ رميت بنظره ** ونحن على متن الطريق نسير )
( ففاضت دموع العين حتى كأنها ** لناظرها غصن يراح مطير )
( فقلت لقلبي حين خف به الهوى ** وكاد من الوجد المبر يطير
( فهذا ولما تمض للبين ليلة ** فكيف إذا مرت عليك شهور )
( وأصبح أعلام الأحبة دونها ** من الأرض غول نازح ومسير )
( وأصبحت نجدي الهوى متهم النوى ** أزيد اشتياقا إذا يحن بعير )
( عسى الله بعد النأي أن يصقب النوى ** ويجمع شمل بعدها وسرور )
قال فسكنت عني الحمى حتى ما أحس بها وقلت لرديفي انزل إلى راحلتك فإني مفيق متماسك جزاك الله وحسن الصحبة خيرا ( قال ) وحدثنا أبو بكر عن أبي حاتم عن ابن الأثرم عن أبي عبيدة قال معنى قوله عز وجل { وهو شديد المحال } شديد المكر والعقوبة وأنشدنا ابن الأنباري لعبد المطلب بن هاشم
( لا هم أن المرء يمنع رحله فامنع حلالك لا يغلبن صليبهم ** ومحالهم غدرا محالك )
وقال الأعشى
( فرع نبع يهتز في غصن المجد غزير الندى عظيم المحال )
معناه عظيم المكر وقال نابغة بني شيبان
( إن من يركب الفواحش سرا ** حين يخلو بسره غير خال )
( كيف يخلو وعنده كاتباه ** شاهداه وربه ذو المحال )
وقال الآخر
( أبر على الخصوم فليس خصم ** ولا خصمان يغلبه جدالا )
( ولبس بين أقوام فكل ** أعد له الشغازب والمحالا )
( قال أبو علي ) الشغزبية ضرب من الصراع يقال اعتقله الشغزبية وهو أن يدخل المصارع رجله بين رجلي الآخر فيصرعه ( قال أبو بكر ) سمعت أبا العباس أحمد بن يحيى النحوي قال يقال المحال مأخوذ من قول العرب محل فلان بفلان إذا سعى به إلى السلطان وعرضه لما يوبقه ويهلكه ( قال أبو بكر ) ومن ذلك قولهم في الدعاء اللهم لا تجعل القرآن بنا ماحلا أي لا تجعله شاهدا علينا بالتضييع والتقصير ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم ( القرآن شافع مشفع وماحل مصدق من شفع له القرآن يوم
القيامة نجا ومن محل به القرآن كبه الله على وجهه في النار ) وروى عن الأعرج أنه قرأ شديد المحال بفتح الميم أي شديد الحول وتفسير ابن عباس يدل على فتح الميم لأنه قال وهو شديد الحول
والمحالة في كلام العرب على أربعة معان المحالة الحيلة والمحالة البكرة التي تعلق على رأس البئر والمحالة الفقرة من فقر الظهر وجمعها محال والمحالة مصدر قولهم حلت بين الشيئين ( قال أبو زيد ) ماله حيلة ولا محالة ولا محال ولا محيلة ولا محتال ولا احتيال ولا حول ولا حويل وأنشد
( قد أركب الآلة بعد الآله ** وأترك العاجز بالجداله ** منعفرا ليست له محاله )
أي حيلة والجدالة الأرض يقال تركت فلانا مجدلا أي ساقطا على الجدالة وأنشدنا أبو بكر بن الأنباري
( ما للرجال مع القضاء محالة ** ذهب القضاء بحيلة الأقوام )
قال وحدثني أبي قال بعث سليمان المهلبي إلى الخليل بن أحمد بمائة ألف درهم وطالبه لصحبته فرد عليه المائة الألف وكتب إليه
( أبلغ سليمان أنى عنه في سعة ** وفي غنى غير أني لست ذا مال )
( شحي بنفسي أني لا أرى أحدا ** يموت هزلا ولا يبقى على حال )
( والرزق عن قدر لا العجز ينقصه ** ولا يزيدك فيه حول محتال )
( والفقر في النفس لا في المال تعرفه ** ومثل ذاك الغنى في النفس لا المال )
( قال أبو علي ) والعرب تقول حولق الرجل إذا قال لا حول ولا قوة إلا بالله أنشدنا محمد بن القاسم
( فداك من الأقوام كل مبخل ** يحولق إما ساله العرف سائل )
أي يقول لا حول ولا قوة إلا بالله ( وقال ) أحمد بن عبيد حولق الرجل وحوقل إذا قال لا حول ولا قوة إلا بالله وبسمل الرجل إذا قال باسم الله وقد أخذنا في البسملة وأنشدنا ابن الأعرابي
( لقد بسملت ليلى غداة لقيتها ** فيا بأبي ذاك الغزال المبسمل )
وقال أبو عكرمة الضبي قد هيلل الرجل إذا قال لا إله إلا الله وقد أخذنا في الهيللة وقال الخليل بن أحمد حيعل الرجل إذا قال حي على الصلاة قال الشاعر
( أقول لها ودمع العين جار ** ألم يحزنك حيعلة المنادي )
وحدثنا محمد بن القاسم قال حدثنا محمد بن يونس الكديمي قال حدثنا إبراهيم بن زكريا البزاز قال حدثنا عمرو بن أزهر الواسطي عن أبان عن أنس قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ( أكل السفرجل يذهب بطخاء القلب ) قال أبو بكر الطخاء الثقل والظلمة يقال ليلة طخياء وطاخية قال وأنشدنا أبو العباس ثعلب عن ابن الأعرابي
( ليت زماني عادلي الأول ** وما يرد ليت أو لعل )
( وليلة طخياء يرمعل ** فيها على الساري ندى مخضل )
( قال أبو علي ) يقال ارمعل وارمعن إذا سال وقال الطخاء الغيم الكثيف ( قال أبو علي ) لم أسمع الطخاء الغيم الكثيف إلا منه فأما الذي عليه عامة اللغويين فالطخاء الغيم الذي ليس بكثيف ( وقال الأصمعي ) الطخاء والطهاء والطخاف والعماء الغيم الرقيق كذلك روى عنه أبو حاتم وقال أبو عبيد عنه الطخاء السحاب المرتفع وفسر أبو عبيد حديث النبي صلى الله عليه وسلم قال الطخاء الغشي والثقل وهذا شبيه بالقول الأول ( قال أبو علي ) وحقيقته عندي أنه ما جلل القلب حتى يسد الشهوة ولذا قيل للسحاب طخاء لأنه يجلل السماء ولذلك قيل لليلة المظلمة طخياء لأنها تجلل الأرض بظلمتها
وحدثنا أبو بكر بن دريد قال حدثنا أبو حاتم عن أبي عبيدة قال خرج دريد بن الصمة في فوارس من بني جشم حتى إذا كانوا في واد لبنى كنانة رفع لهم رجل في ناحية الوادي ومعه ظعينة فلما نظر إليه قال لفارس من أصحابه صح به خل الظعينة وانج بنفسك وهم لا يعرفونه فانتهى إليه الفارس فصاح به وألح عليه فلما أبى ألقى زمام الراحلة وقال للظعينة
( سيري على رسلك سيرالا من ** سير رداح ذات جأش ساكن )
( أن انثنائي دون قرنى شائني ** أبلى بلائي واخبري وعايني )
ثم حمل عليه فصرعه وأخذ فرسه وأعطاه للظعينة فبعث دريد فارسا آخر لينظر ما فعل صاحبه فلما انتهى إليه ورآه صريعا صاح به فتصام عنه فظن أنه لم يسمع فغشيه فألقى زمام الراحلة إلى الظعينة ثم رجع وهو يقول
( خل سبيل الحرة المنيعه ** إنك لاق دونها ربيعه ** في كفه خطية مطيعه )
( أولا فخذها طعنة سريعه ** والطعن مني في الوغى شريعه )
ثم حمل عليه فصرعه فلما أبطأ على دريد بعث فارسا ثالثا لينظر ما صنعا فلما انتهى إليها رآهما صريعين ونظر إليه يقود ظعينته ويجر رمحه فقال له خل سبيل الظعينة فقال للظعينة اقصدي قصدا البيوت ثم أقبل عليه فقال
( ماذا تريد من شتيم عابس ** ألم تر الفارس بعد الفارس ** أرداهما عامل رمح يابس )
ثم حمل عليه فصرعه وانكسر رمحه وارتاب دريد وظن أنهم قد أخذوا الظعينة وقتلوا الرجل فلحق ربيعة وقد دنا من الحي ووجد أصحابه قد قتلوا فقال أيها الفارس أن مثلك لا يقتل ولا أرى معك رمحا والخيل ثائرة بأصحابها فدونك هذا الرمح فإني منصرف إلى أصحابي فمثبطهم عنك فانصرف دريد وقال لأصحابه أن فارس الظعينة قد حماها وقتل فرسانكم وانتزع دمي ولا مطمع لكم فيه فانصرفوا فانصرف القوم فقال دريد
( ما إن رأيت ولا سمعت بمثله ** حامي الظعينة فارسا لم يقتل )
( أردى فوارس لم يكونوا نهزة ** ثم استمر كأنه لم يفعل )
( متهللا تبدو أسرة وجهه ** مثل الحسام جلته كف الصيقل )
( يزجي ظعينته ويسحب رمحه ** متوجها يمناه نحو المنزل )
( وترى الفوارس من مخافة رمحه ** مثل البغاث خشين وقع الأجدل )
( يا ليت شعري من أبوه وأمه ** يا صاح من يك مثله لا يجهل )
( قال أبو علي ) البغاث والبغاث والبغاث أكثر وأشهر وقال ربيعة
( إن كان ينفعك اليقين فسائلي ** عني الظعينة يوم وادي الأخرم )
( إذ هي لأول من أتاها نهبة ** لولا طعان ربيعة بن مكدم )
( إذ قال لي أدنى الفوارس ميتة ** خل الظعينة طائعا لا تندم )
( فصرفت راحلة الظعينة نحوه ** عمدا ليعلم بعض ما لم يعلم )
( وهتكت بالرمح الطويل إهابه ** فهوى صريعا لليدين وللفم )
( ومنحت آخر بعده جياشة ** نجلاء فاغرة كشدق الأضجم )
( ولقد شفعتهما بآخر ثالث ** وأبى الفرار لي الغداة تكرمي )
ثم لم تلبث بنوا كنانة أن أغارت علي بني جشم فقتلوا وأسروا دريد بن الصمة فأخفى نفسه فبينا هو عندهم محبوس إذا جاءه نسوة يتهادين إليه فصرخت إحداهن فقالت هلكتم وأهلكتم ماذا جر علينا قومنا هذا والله الذي أعطى ربيعة رمحه يوم الظعينة ثم ألقت عليه ثوبها وقالت يال فراس أنا جارة له منكم هذا صاحبنا يوم الوادي فسألوه من هو فقال أنا دريد ابن الصمة فمن صاحبي قالوا ربيعة بن مكدم قال فما فعل قالوا قتلته بنو سليم قال فما فعلت الظعينة قالت المرأة أنا هيه وأنا امرأته فحبسه القوم وآمروا أنفسهم فقال بعضهم لا ينبغي لدريد أن نكفر نعمته على صاحبنا وقال آخرون والله لا يخرج من أيدينا إلا برضا المخارق الذي أسره فانبعثت المرأة في الليل وهي ريطة بنت جذل الطعان تقول
( ستجزي دريدا عن ربيعة نعمة ** وكل امرئ يجزى بما كان قدما )
( فإن كان خيرا كان خيرا جزاؤه ** وإن كان شرا كان شرا مذمما )
( سنجزيه نعمى لم تكن بصغيرة ** بإعطائه الرمح الطويل المقوما )
( فقد أدركت كفاه فينا جزاءه ** وأهل بأن يجزى الذي كان أنعما )
( فلا تكفروه وحق نعماه فيكم ** ولا تركبوا تلك التي تملأ الفما )
( فلو كان حيا لم يضق بثوابه ** ذراعا غنيا كان أو كان معدما )
( ففكوا دريدا من إسار مخارق ** ولا تجعلوا البؤسى إلى الشر سلما )
فلما أصبحوا أطلقوه فكسته وجهزته ولحق بقومه فلم يزل كافا عن غزو بني فراس حتى هلك ( قال أبو علي ) وما استحسنته من شعر قيس بن الخطيم قال وقرأت شعر قيس بن الخطيم على أبي بكر بن دريد رحمه الله
( أن تلق خيل العامري مغيرة ** لا تلقهم متقنعي الأعراف )
( وإذا تكون عظيمة في عامر ** فهو المدافع عنهم والكافي )
( الواترون المدركون بتبلهم ** والحاشدون على قرى الأضياف )
قال ومما اختار الناس لقيس بن الخطيم
( أنى سربت وكنت غير سروب ** وتقرب الأحلام غير قريب )
( ما تمنعي يقظى فقد تؤتينه ** في النوم غير مصرد محسوب )
( كان المنى بلقائها فلقيتها ** فلهوت من لهو امرئ مكذوب )
( فرأيت مثل الشمس عند طلوعها ** في الحسن أو كدنوها لغروب )
قال وحدثني أبو بكر بن دريد قال قامت الأنصار إلى جرير في بعض قدماته المدينة فقالوا أنشدنا يا أبا حرزة قال أنشد قوما منهم الذي يقول
( ما تمنعي يقظي فقد تؤتينه ** في النوم غير مصرد محسوب )
( قال وأنشدنا أبو بكر قال أنشدنا عبد الرحمن عن عمه لرجل من بني جعدة
( لا خير في الحب وقفا لا تحركه ** عوارض اليأس أو يرتاحه الطمع )
( لو كان لي صبرها أو عندها جزعي ** لكنت أملك ما آتي وما أدع )
( إذا دعا بإسمها داع ليحزنني ** كادت له شعبة من مهجتي تقع )
( لا أحمل اللوم فيها والغرام بها ** ما حمل الله نفسا فوق ما تسع )
( قال ) وأنشدني بعض أصحابنا
( أيا شجر الخابور مالك مورقا ** كأنك لم تجزع على ابن طريف )
( فتى لا يحب الزاد إلا من التقى ** ولا المال إلا من قنا وسيوف )
( ولا الذخر إلا كل جرداء صلدم ** وكل رقيق الشفرتين حليف )
( عليك سلام الله حتما فإنني ** أرى الموت وقاعا بكل شريف )
( قال أبو علي ) الجرداء القصيرة الشعر والصلدم الشديدة يعني فرسا والحليف الحديد حكى الأصمعي عن العرب أن فلانا لحليف اللسان طويل الأمة أي طويل القامة ( قال ) وأنشدنا أبو بكر قال أنشدنا أبو حاتم والرياشي عن أبي زيد للأقرع القشيري
( فأبلغ مالكا عني رسولا ** وما يغني الرسول إليك مال )
( تخادعنا وتوعدنا رويدا ** كدأب الذئب يأدو للغزال )
( فلا تفعل فإن أخاك جلد ** على العزاء فيها ذو احتيال )
( وإنا سوف نجعل موليينا ** مكان الكليتين من الطحال )
( ونغني في الحوادث عن أخينا ** كما تغني اليمين عن الشمال )
( قال أبو علي ) يأدو يختل أنشد أبو زيد
( أدوت له لآخذه ** فهيهات الفتى حذرا )
والعزاء الشدة ومنه قيل تعزز لحم الفرس إذا اشتد ( قال أبو علي ) قرأت على أبي بكر ابن الأنباري في قوله جل وعز { وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين } أقوال قال قوم يمحصهم يجردهم من ذنوبهم واحتجوا بقول أبي دؤاد الإيادي يصف قوائم الفرس
( صم النسور صحاح غير عاثرة ** ركبن في محصات ملتقى العصب )
النسور شبه النوى التي تكون في باطن الحافر ومحصات أراد قوائم منجردات ليس فيها
إلا العصب والجلد والعظم ومنه قولهم اللهم محص عنا ذنوبنا قال وقال الخليل معنى قوله جل وعز وليمحص وليخلص وقال أبو عمرو اسحق بن نزار الشيباني وليمحص وليكشف واحتج بقول الشاعر
( حتى بدت قمراؤه وتمحصت ** ظلماؤه ورأى الطريق المبصر )
( قال ) ومعنى قولهم اللهم محص عنا ذنوبنا أي اكشفها وقال آخرون اطرحها عنا
( قال أبو علي ) هذه الأقوال كلها في المعنى واحد ألا ترى أن التخليص تجريد والتجريد كشف والكشف طرح لما عليه
وحدثنا أبو بكر قال حدثنا اسماعيل ابن اسحق القاضي قال حدثنا أبو مصعب الزهري عن مالك عن ابن شهاب عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحرث بن هشام عن أبي مسعود الأنصاري قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ثمن الكلب ومهر البغي وحلوان الكاهن ( قال أبو علي ) قال الأصمعي البغي الأمة وجمعه بغايا وفي الحديث قامت على رؤسهم البغايا وقال الأعشى
( والبغايا يركضن أكسية الأضريج والشرعبي ذا الأذيال )
وقال الآخر
( فخر البغي بحدج ربتها إذا ما الناس شلوا ** )
أي طردوا والبغي أيضا الفاجرة يقال بغت تبغي إذا فجرت والبغاء الفجور في الإماء خاصة قال الله عز وجل { ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء } والبغية الربيئة قال الشاعر
( وكان وراء القوم منهم بغية ** فأوفى يفاعا من بعيد فبشرا )
وجمعها بغايا وقال طفيل الغنوي
( فألوت بغاياهم بنا وتباشرت ** إلى عرض جيش غير أن لم يكتب )
يكتب يجمع ( وقال أبو بكر ) في الحلوان أربعة أقوال أحدها أن الحلوان أجرة ما يأخذه الكاهن على كهانته والقول الثاني أن الحلوان الرشوة التي يرشاها الكاهن على كهانته
وغيره الكاهن يقال حلوت الرجل أحلوه حلوانا قال الشاعر
( كأني حلوت الشعر يوم مدحته ** صفا صخرة صماء يبس بلالها )
والقول الثالث أن الحلوان ما يأخذه الرجل من مهر ابنته ثم اتسع فيه حتى قيل في الرشوة والعطية قالت امرأة من العرب تمدح زوجها
( لا يأخذ الحلوان من بناتيا ** )
والقول الرابع إن الحلوان هو ما يعطاه الرجل مما يستحليه ويستطيبه يقال منه حلوت الرجل إذا أعطيته ما يستحليه طعاما كان أو غيره كما تقول عسلت الرجل إذا أطعمته العسل أو ما يستحليه كما يستحلي العسل
وحدثنا أبو بكر بن دريد رحمه الله قال كان أبو حاتم يضن بهذا الحديث ويقول ما حدثني به أبو عبيدة حتى اختلفت إليه مدة وتحملت عليه بأصدقائه من الثقفيين وكان لهم مواخيا قال حدثنا أبو حاتم قال حدثني أبو عبيدة قال حدثني غير واحد من هوازن من أولى العلم وبعضهم قد أدرك أبوه الجاهلية أو جده قال اجتمع عامر بن الظرب العدواني وحممة بن رافع الدوسي ويزعم النساب أن ليلى بنت الظرب ام دوس بن عدنان وزينب بنت الظرب أم ثقيف وهو قيسي قال اجتمع عامر وحممة عند ملك من ملوك حمير فقال تساءلا حتى أسمع ما تقولان قال قال عامر لحممة أين تحب أن تكون أياديك قال عند ذي الرثية العديم وذي الخلة الكريم والمعسر الغريم والمستضعف الهضيم قال من أحق الناس بالمقت قال الفقير المختال والضعيف الصوال والعيي القوال
قال فمن أحق الناس بالمنع قال الحريص الكاند والمستميد الحاسد والملحف الواجد قال فمن أجدر الناس بالصنيعة قال من إذا أعطى شكر وإذا منع عذر وإذا موطل صبر وإذا قدم العهد ذكر
قال من أكرم الناس عشرة قال من إن قرب منح وإن بعد مدح وإن ظلم صفح وإن ضويق سمح قال من ألأم الناس قال من إذا سأل خضع وإذا سئل منع وإذا ملك كنع ظاهره جشع وباطنه طبع قال فمن أحلم الناس قال
من عفا إذا قدر وأجمل إذا انتصر ولم تطغه عزة الظفر
قال فمن أحزم الناس قال من أخذ رقاب الأمور بيديه وجعل العواقب نصب عينيه ونبذ التهيب دبر أذنيه
قال فمن أخرق الناس قال من ركب الخطار واعتسف العثار وأسرع في البدار قبل الإقتدار
قال فمن أجود الناس قال من بذل المجهود ولم يأس على المعهود قال فمن أبلغ الناس قال من جلى المعنى المزيز باللفظ الوجيز وطبق المفصل قبل التحزيز
قال من أنعم الناس عيشا قال من تحلى بالعفاف ورضي بالكفاف وتجاوز ما يخاف إلى مالا يخاف
قال فمن أشقى الناس قال من حسد على النعم وتسخط على القسم واستشعر الندم على فوت ما لم يحتم قال من أغنى الناس قال من استشعر الياس وأبدى التحمل للناس واستكثر قليل النعم ولم يسخط على القسم
قال فمن أحكم الناس قال من صمت فادكر ونظر فاعتبر ووعظ فازدجر قال من أجهل الناس قال من رأى الخرق مغنما والتجاوز مغرما
( قال أبو علي ) الرثية وجع المفاصل واليدين والرجلين قال أبو عبيدة أنشدت يونس النحوي
( وللكبير رثيات أربع ** الركبتان والنسا والأخدع )
فقال أي والله وعشرون رثية
والخلة الحاجة والخلة الصداقة يقال فلان خلتي وفلانة خلتي الذكر والأنثى فيه سواء وخلي وخليلي والخل الطريق في الرمل والخل الرجل الخفيف الجسم ( قال ) وقرأت على أبي بكر بن دريد رحمه الله
( فاسقنيها يا سواد بن عمرو ** إن جسمي بعد خالي لخل )
والخليل أيضا المحتاج قال زهير
( وإن أتاه خليل يوم مسألة ** يقول لا غائب مالي ولا حرم )
وقد استقصينا هذا الباب فيما مضى من الكتاب والكاند الذي يكفر النعمة
والكنود الكفور ومنه قوله عز وجل { إن الإنسان لربه لكنود } وامرأة كنود كفور للمواصلة والمستميد مثل المستمير وهو المستعطي ومنه اشتقاق المائدة لأنها تماد ولا تسمى مائدة حتى يكون عليها طعام فإذا لم يكن عليها طعام فهي خوان وخوان وجمع خوان خون وكنع تقبض يقال قد تكنع جلده إذا تقبض يريد أنه ممسك بخيل والجشع أسوأ الحرص والطبع الدنس
ويقال جعلت الشيء دبر أذني إذا لم ألتفت إليه والإعتساف ركوب الطريق على غير هداية وركوب الأمر على غير معرفة
والمزيز من قولهم هذا أمر من هذا أي أفضل منه وأزيد ( قال ) وحدثني أبو بكر بن دريد قال سأل أعرابي رجلا درهما فقالت لقد سألت مزيزا الدرهم عشر العشرة والعشرة عشر المائة والمائة عشر الألف والألف عشر ديتك
والمطبق من السيوف الذي يصيب المفاصل فيفصلها لا يجاوزها
قال وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال حدثنا عبد الرحمن عن عمه قال دخلت على امرأة من العرب بأعلى الأرض في خباء لها وبين يديها بني لها قد نزل به الموت فقامت إليه فأغمضته وعصبته وسجته ثم قالت يا ابن أخي قلت ما تشائين قالت ما أحق من ألبس النعمة وأطيلت به النظرة أن لا يدع التوثق من نفسه قبل حل عقدته والحلول بعقوته والمحالة بينه وبين نفسه قال وما يقطر من عينها قطرة صبرا واحتسابا ثم نظرت إليه فقالت والله ما كان مالك لبطنك ولا أمرك لعرسك ثم أنشدت تقول
( رحيب الذراع بالتي لا تشينه ** وإن كانت الفحشاء ضاق بها ذرعا )
( قال ) وأنشدني أبو محمد عبد الله بن جعفر النحوي قال أنشدنا أبو العباس محمد بن يزيد قال أنشدني الخثعمي لنفسه
( أيها الناعيان من تنعيان ** وعلى من أرا كما تبكيان )
( نعيا الثاقب الزناد أبا اسحق رب المعروف والإحسان )
( اذهبا بي إن لم يكن لكما عقر إلى ترب قبره فأعقراني ) |
| |