07-27-2021
|
#70 |
بيانات اضافيه [
+
] | رقم العضوية : 6 | تاريخ التسجيل : May 2013 | العمر : 40 | أخر زيارة : منذ 3 ساعات (01:52 PM) | المشاركات : 16,418 [
+
] | التقييم : 43872 | الدولهـ | MMS ~ | SMS ~ | | لوني المفضل : Darkviolet | |
رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي ( وانضحا من دمي عليه فقد كان ** دمي من نداه لو تعلمان )
( قال ) وقرأت على أبي بكر بن الأنباري في كتابه وقرئ عليه في المعاني الكبير ليعقوب بن السكيت وأنا أسمع قال وقرأت بعض هذه الأبيات على أبي بكر بن دريد في كتاب النوادر لإبن دريد قال ضمرة بن ضمرة
( بكرت تلومك بعد وهن في الندى ** بسل عليك ملامتي وعتابي )
( ولقد علمت فلا تظني غيره ** أن سوف تخلجني سبيل صحابي )
( أأصرها وبني عمي ساغب ** فكفاك من إبة على وعاب )
( أرأيت إن صرخت بليل هامتي ** وخرجت منها باليا أثوابي )
( هل تخمشن إبلي علي وجوهها ** أم تعصبن رؤسها بسلاب )
( قال أبو علي ) بكرت عجلت ومنه باكورة الرطب والفاكهة وهو المتعجل منه ولم يرد الغدو ألا تراه قال بعدوهن أي بعد نومة والعرب تقول أنا أبكر إليك العشية أي أعجل ذلك وأسرعه والبسل الحرام ههنا قال زهير
( بلاد بها نادمتهم وألفتهم ** فإن تقويا منهم فإنهما بسل )
أي حرام ( وقال أبو حاتم ) يقال للواحد والإثنين والجماعة والمؤنث والمذكر بسل بلفظ الواحد كما يقال رجل عدل وقوم عدل والبسل في غير هذا الحلال وهو من الأضداد
( قال ) أنشدني أبو بكر بن دريد رحمه الله قال أنشدنا أبو حاتم عن أبي زيد
( زيادتنا نعمان لا تحرمننا ** تق الله فينا والكتاب الذي نتلو )
( أيثبت ما زدتم وتلغى زيادتي ** دمي أن أسيغت هذه لكم بسل )
أي حلال وتخلجني تجذبني ومنه قيل للماء خليج لأنه انجذب إلى جهة من الجهات ومنه قيل للجام خليج لأنه يجذب الدابة ويمكن أن يكون فعيلا في معنى مفعول لأنه يخلج أي يجذب والسغب الجوع والمسغبة المجاعة والساغب الجائع والإبة الحياء يقال
أو أبته فأتاب مثل اتعد ( وحكى ) يعقوب عن أبي عمرو الشيباني قال حضرني أعرابي فقدمت إليه طعاما فأكل منه فقلت ازدد فقال يا أبا عمرو ما طعامك بطعام تؤبة ( وقال ) أبو زيد لأعرابية بالعيون مالك لا تصيرين إلى الرفقة فقالت أخزى أن أمشي في الرفاق أي استحي والخزاية الحياء
والعاب العيب ( قال أبو زيد ) سمعت أعرابيا يقول أن الرجز لعاب أي عيب والرجز أن يرعد عجز البعير إذا أراد النهوض وأنشد
( تجد القيام كأنما هو نجدة ** حتى تقوم تكلف الرجزاء )
والذكر أرجز والسلاب خرقة سوداء تتقنع بها المرأة في المأثم ( قال ) وقرأت على أبي محمد عبد الله بن جعفر قال أنشدنا أبو العباس محمد بن يزيد قال وأنشدني أبو بكر بن الأنباري قال قرئ على أبي العباس أحمد بن يحيى
( رمتني وستر الله بيني وبينها ** عشية أحجار الكناس رميم )
( فلو كنت أسطيع الرماء رميتها ** ولكن عهدي بالنضال قديم )
( رميم التي قالت لجارات بيتها ** ضمنت لكم أن لا يزال يهيم )
قال أنشدني محمد بن السري
( قل لحادي المطي خفض قليلا ** تجعل العيس سيرهن ذميلا )
( لا تقفها على السبيل ودعها ** يهدها شوق من عليها السبيلا )
( قال ) وأنشدنا أبو بكر بن الأنباري قال قرئ على أبي العباس لأبي حية النميري وأنا أسمع
( وخبرك الواشون أن لن أحبكم ** بلى وستور الله ذات المحارم )
( أصد وما الصد الذي تعلمينه ** عزاء بكم إلا ابتلاع العلاقم )
( حياء وبقيا أن تشيع نميمة ** بنا وبكم أف لأهل النمائم )
( وإن دما لو تعلمين جنيته ** على الحي جاني مثله غير سالم )
( أما إنه لو كان غيرك أرقلت ** إليه القنا بالراعفات اللهاذم )
( ولكنه والله ما طل مسلما ** كغر الثنايا واضحات الملاغم )
( إذا هن ساقطن الأحاديث للفتى ** سقاط حصى المرجان من سلك ناظم )
( رمين فأقصدن القلوب ولن ترى ** دما مائرا إلا جوى في الحيازم )
( قال أبو علي ) يقال سنان لهذم ولسان لهذم أي حاد والملاغم ما حول الفم ومنه قيل تلغمت بالطيب إذا جعلته هناك والمائر السائل ( قال ) وأنشدنا أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة قال أنشدنا أبو العباس أحمد بن يحيى
( فمالك إذ ترمين يا أم مالك ** حشاشة قلبي شل منك الأصابع )
( لها أسهم لا قاصرات عن الحشى ** ولا شاخصات عن فؤادي طوالع )
( فمنهن أيام الشباب ثلاثة ** وسهم طرير بعد ما شبت رابع )
( قال ) وأنشدنا أبو بكر محمد بن السري السراج قال أنشدني ابن الرومي لنفسه
( لما تؤذن الدنيا به من صروفها ** يكون بكاء الطفل ساعة يوضع )
( علام بكى لما رآها وأنها ** لا رحب مما كان فيه وأوسع )
( قال ) وأنشدنا أيضا لنفسه
( يا أيها الرجل المسود شيبه ** كيما يعد به من الشبان )
( أقصر فلو سودت كل حمامة ** بيضاء ما عدت من الغربان )
( قال أبو علي ) وحدثنا أبو بكر بن الأنباري في قوله جل وعز { ويقولون متى هذا الفتح إن كنتم صادقين } معناه متى هذا القضاء والحكم وأنشد
( ألا أبلغ بني عصم رسولا ** فإني عن فتاحتكم غني )
معناه عن محاكمتكم ومن ذلك قول الله جل وعز ( ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق ) أي اقض بيننا
وقال الفراء وأهل عمان يسمون القاضي الفتاح فأما قوله جل وعز { إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح } ففيه قولان قال قوم معناه إن تستقضوا فقد جاءكم
القضاء وقال آخرون إن تستنصروا فقد جاءكم النصر وذلك أن أبا جهل قال يوم بدر اللهم انصر أفضل الدينين عندك وأرضاه لديك فقال الله عز وجل { إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح } ويروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يستفتح بصعاليك المهاجرين ( قال ) أبو عبيدة معناه يستنصر والصعلوك الفقير في كلام العرب قال حاتم بن عبد الله
( غنينا زمانا بالتصعلك والغنى ** فكلا سقاناه بكأسيهما الدهر )
يعني بالفقر والغنى ( قال ) وحدثنا أبو بكر محمد بن القاسم قال حدثنا خلف بن عمرو العكبري قال حدثنا أبو عبدالرحمن بن عائشة قال حدثنا عبد الرحمن بن حماد عن طلحة بن يحيى بن طلحة عن أبيه عن طلحة بن عبيدالله قال رمى إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم بسفرجلة فقال دونكها يا أبا محمد فإنها تجم الفؤاد ( قال ) أبو بكر قال خلف بن عمرو قال أبو عبد الرحمن بن عائشة تجم الفؤاد معناه تريحه
قال أبو بكر وقال غيره تجم الفؤاد تفتحه وتوسعه من جمام الماء وهو اتساعه وكثرته قال امرؤ القيس يصف فرسا
( يجم على الساقين بعد كلاله ** جموم عيون الحسي بعد المخيض )
يعني أنه إذا انقطع جريه جاءه جري مستأنف كما ينقطع ماء الحسي ثم يثوب فيأتي منه ماء آخر ( قال أبو علي ) الحسي صلابة تمسك الماء وعليها رمل فلا تنشفه الشمس لأن ذلك الرمل يستره ولا تقبله الأرض لصلابتها فإذا حفر خرج قليلا قليلا فربما حفر منه بئر قدر قعدة الرجل قال وحدثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد قال حدثنا العكلي عن الحرمازي قال بلغني أن مسلمة دخل على عمر بن عبد العزيز رحمه الله وعليه ريطة من رياط مصر فقال بكم أخذت هذه يا أبا سعيد فقال بكذا وكذا قال فلو نقصت من ثمنها سيأ أكان ناقصا من شرفك قال لا قال فلو زدت في ثمنها شيأ أكان زائدا في شرفك قال لا قال فاعلم يا مسلمة أن أفضل الإقتصاد ما كان بعد الجدة وأفضل العفو ما كان بعد القدرة وأفضل اللين ما كان بعد الولاية قال وحدثنا أبو بكر قال حدثنا الرياشي قال حدثنا
مسعود بن بشر عن رجل من ولد عمرو بن مرة الجهني ولعمرو بن مرة صحبة قال قال رجل من بني ضبة أو قال وفد رجل من بني ضبة وبنو ضبة من سعد هذيم وفي العرب ضبتان ضبة هذا وضبة بن عبد الله بن نمير قال فوفد هذا الضبي إلى عبد الملك بن مروان فقال
( والله ما ندري إذا ما فاتنا ** طلب إليك من الذي نتطلب )
( فلقد ضربنا في البلاد فلم نجد ** أحدا سواك إلى المكارم ينسب )
( فاصبر لعادتنا التي عودتنا ** أولا فأرشدنا إلى من نذهب )
فقال عبد الملك إلي إلي وأمر له بألف دينار ثم أتاه في العام المقبل فقال
( يرب الذي يأتي من الخير انه ** إذا فعل المعروف زاد وتمما )
( وليس كبان حين تم بناؤه ** تتبعه بالنقض حتى تهدما )
فأعطاه ألفي دينار ثم أتاه في العام الثالث فقال
( إذا استمطروا كانوا مغازير في الندى ** يجودون بالمعروف عودا على بدء )
فأعطاه ثلاثة آلاف دينار قال وحدثنا أبو بكر قال أخبرنا عبد الرحمن عن عمه قال قال أعرابي لابن عمه اطلب لي امرأة بيضاء حديدة فرعاء جعدة تقوم فلا يصيب قميصها منها إلا مشاشة منكبيها وحلمتي ثدييها ورانفتي أليتيها ورضاف ركبتيها إذا استقلت فرميت من تحتها بالأترجة العظيمة نفذت من الجانب الآخر وأنى بمثل هذه إلا في الجنان ( قال أبو علي ) الرضاف واحدتها رضفة وهي العظم المطبق على ملتقى مفصل الساق والفخذ قال وحدثنا إبراهيم بن محمد الأزدي قال حدثنا أحمد بن يحيى الشيباني عن ابن الأعرابي قال بلغني أن جماعة من الأنصار وقفوا على دغفل النسابة بعدما كف فسلموا عليه فقال من القوم قالوا سادة اليمن فقال أمن أهل مجدها القديم وشرفها العميم كندة قالوا لا قال فأنتم الطوال قصبا الممحصون نسبا بنو عبد المدان قالوا لا قال فأنتم أقودها للزحوف وأخرقها للصفوف وأضربها بالسيوف رهط عمرو بن معد يكرب قالوا
لا قال فأنتم أحضرها قراء وأطيبها فناء وأشدها إلقاء رهط حاتم بن عبد الله قالوا لا قال فأنتم الغارسون للنخل والمطعمون في المحل والقائلون بالعدل الأنصار قالوا نعم ( قال أبو علي ) القراء بفتح القاف ممدود القرى بكسر القاف مقصور
سمع القاسم بن معن من العرب هو قراء الضيف ( قال ) وأنشدنا أبو بكر بن دريد قال أنشدنا أبو حاتم عن الأصمعي قال أنشدني خلف الأحمر لأعرابي
( تهزأ مني أخت آل طيسله ** قالت أراه مبلطا لا شيء له )
( وهزئت من ذاك أم موءلة ** قالت أراه دالفا قددنى له )
( مالك لا جنبت تبريح الوله ** مردودة أو فاقدا أو مثكله )
( ألست أيام حضرنا الأعزله ** وقبل إذ نحن على الضلضله )
( وقبلها عام ارتبعنا الجعله ** مثل الأتان نصفا جنعدله )
( وأنا في ضراب قيلان القله ** أبقى الزمان منك نابا نهبله )
( ورحما عند اللقاح مقفله ** ومضغة باللؤم سحا مبهله )
( وما تريني في الوقار والعله ** قاربت أمشي القعو لي والفنجله )
( قال أبو علي ) هكذا أنشدناه أبو بكر وأنشدنا غيره الفنجلى والقعوله
( وتارة أنبث نبث النقثله ** خزعله الضبعان راح الهنبله )
( وهل علمت فحشاء جهله ** ممغوثة أعراضهم ممرطله )
( في كل ماء آجن وسمله ** كما تماث في الإناء الثمله )
( عرضت من جفيلهم أن أجفله ** وهل علمت يا قفى التتفله )
( ومرسن العجل وساق الحجله ** وغضن الضب وليط الجعله )
( وكشة الأفعى ونفخ الأصله ** أني أفات المائة المؤبله )
( ثم أفيء مثلها مستقبله ** ولم أضع ما ينبغي أن أفعله )
( وأفعل العارف قبل المسئله ** وهل أكب البائك المحفله )
( وأمنح المياحة السبحلله ** وأطعن السحساحة المشلشله )
( على غشاش دهش وعجله ** إذا أطاش الطعن أيدي البعله )
( وصدق الفيل الجبان وهله ** أقصدتها فلم أحرها أنمله )
( من حيث يممت سواء المقتله ** وأضرب الخدباء ذات الرعله )
( ترد في نحر الطبيب فتله ** وهل علمت بيتنا إلا وله )
شربة من غيرنا وأكله ** )
( قال أبو علي ) طيسلة اسم والمبلط الفقير يقال أبلط الرجل فهو مبلط وقال الأصمعي أبلط فهو مبلط إذا لصق بالبلاط وهي الأرض الملساء وموءلة اسم والدالف الذي يقارب الخطو في مشيه والشيخ يدلف دليفا من الكبر ودنى له أي قوربت خطاه والأعزلة موضع
والضلضلة الأرض الغليظة تركبها حجارة كذا روى البصريون عن الأصمعي في هذا الرجز وفي كتاب الصفات للأصمعي على مثال فعلله وذكره أبو عبيدة في باب فعللة وحكى عن الأصمعي الضلضلة الأرض الغليظة ثم ذكر في الباب الخنثر الشيء الخسيس من المتاع والجعلة أرض لبني عامر بن صعصعة والجنعدلة الغليظة الجافية والقيلان جمع قال والقال والمقلى العود الذي تضرب به القلة والقلة عود قدر شبر محدد الطرفين تلعب به الصبيان والنهبلة الهرمة يقال قد خنشلت المرأة ونهبلت إذا أسنت قال ثابت
( مأوى الضياف ومأوى كل أرملة ** تأوي إلى نهبل كالنسر علفوف )
والعلفوف الجافي والمبهلة التي لا صرار عليها وهذا مثل والعله الجزع والقعولى أن يمشي مشية الأحنف وهو أن يتباعد الكعبان ويقبل القدمان والفنجلة مقاربة الخطو والنقثلة أن ينبث التراب في مشيته وهو مثل النعثلة والخزعلة الظلع يقال
ناقة بها خزعال وليس في الكلام فعلال غيره إلا ما كان مضاعفا مثل القلقال والزلزال والقسقاس والهنبلة أن ينسف التراب في مشيته وممغوثة مدلوكة وممرطلة مبلولة والآجن المتغير والسمل القليل من الماء وتماث تمرس والثملة بقية الهناء في الإناء والجفيل الجمع والتتفلة الأنثى من أولاد الثعالب والمرسن من الأنف موضع الرسن والغضن التكسر والغضون الكسور في الجلد وليط كل شيء قشره والليط اللون أيضا والكشة والكشيش صوت جلد الحية والأصلة حية عظيمة والمؤبلة المجتمعة ويقال التي حبست للقنية والبائك السمينة العظيمة السنام والسبحللة العظيمة يقال سقاء سبحل وسحبل وسبحلل والسحساحة التي تسح أي تصب والمشلشلة المتداركة القطر والغشاش السرعة والعجلة والبعل التحير والوهل الفزع والأنملة والأنملة لغتان طرف الإصبع ( قال أبو بكر ) والأنملة أفصح والخدباء الضربة التي تهجم على الجوف وأصل الخدب الهوج والرعلة القطعة تبقى من اللحم معلقة ( قال ) وأنشدنا أبو بكر بن الأنباري قال أنشدنا أبو العباس أحمد بن يحيى
( خليلي هذي زفرة اليوم قد مضت ** فمن لغد من زفرة قد أطلت )
( ومن زفرات لو قصدن قتلنني ** تقض التي تبقى التي قد تولت )
قال وحدثنا أبو بكر بن دريد قال حدثني عبد الرحمن عن عمه قال أنشدتني عجوز بحمى ضرية
( ومستخفيات ليس يخفين زرننا ** يسحبن أذيال الصبابة والشكل )
( جمعن الهوى حتى إذا ما ملكنه ** نزعن وقد أكثرن فينا من القتل )
( مريضات رجع القول خرس عن الخنا ** تألفن أهواء القلوب بلا بذل )
( موارق من حبل المحب عواطف ** بحبل ذوي الألباب بالجد والهزل )
( يعنفني العذال فيهن والهوى ** يحذرني من أن أطيع ذوي العذل )
( قال الأصمعي ) فما رأيت امرأة أحلى لفظا منها ولا أفصح لسانا ( قال ) وأنشدنا علي بن سليمان لأبي علي البصير
( لعمر ابيك ما نسب المعلى ** إلى كرم وفي الدنيا كريم )
( ولكن البلاد إذا اقشعرت ** وصوح نبتها رعي الهشيم ) ( قال أبو علي ) صوح يبس وتشقق قال وأنشدنا إبراهيم بن محمد قال أنشدنا أبو العباس
( لعمرك ما يدري الفتى أي أمره ** وإن كان محروصا على الرشد أرشد )
( أفي عاجلات الأمر أم آجلاته ** أم اليوم أدنى للسعادة أم غد )
( قال ) وأنشدنا أيضا عن أبي العباس
( إذا بلغ الرأي المشورة فاستعن ** برأي نصيح أو مشورة حازم )
( ولا تحسب الشورى عليك غضاضة ** مكان الخوافي نافع للقوادم )
( قال ) وأنشدنا محمد بن السري للعباس بن الأحنف
( لعمري لئن كان المقرب منكم ** هوى صادقا إني لمستوجب القرب )
( سأرعى وما استوجبت مني رعاية ** وأحفظ ما ضيعت من حرمة الحب )
( متى تبصرينى يا ظلوم تبيني ** شمائل بادي البث منصدع القلب )
( بريا تمنى الذنب لما هجرته ** لكيما يقال الهجر من سبب الذنب )
( وقد كنت أشكو عتبها وعتابها ** فقد فجعتني بالعتاب وبالعتب )
( قال ) وأنشدنا عبد الله بن جعفر النحوي قال أنشدنا أبو العباس عن محمد بن يزيد قال أنشدنا علي بن قطرب لأبيه
( أشتاق بالنظرة الأولى قرينتها ** كأنني لم أسلف قبلها نظرا )
( قال أبو علي ) وحدثنا أبو بكر بن الأنباري قال في قوله عز وجل الصمد ثلاثة
أقوال قال جماعة من اللغويين الصمد السيد الذي ليس فوقه أحد لأنه يصمد إليه الناس في أمورهم قال وأنشدنا
( سيروا جميعا بنصف الليل واعتمدوا ** ولا رهينة إلا سيد صمد )
وقال الآخر
( علوته بحسام ثم قلت له ** خذها حذيف فأنت السيد الصمد )
يعني حذيفة بن بدر وقال الآخر
( ألا بكر الناعي بخيرى بني أسد ** بعمرو بن مسعود وبالسيد الصمد )
( قال أبو علي ) قول يصمد أي يقصد قال طرفة
( وإن يلتق الحي الجميع تلاقني ** إلى ذروة البيت الكريم المصمد )
( قال أبو علي ) وهذا القول الذي يصح في الإشتقاق واللغة قال وحكى أبو بكر عن الأعمش أنه قال الصمد الذي لا يطعم وحكى عن السدى أنه قال الصمد الذي لا جوف له قال وحدثنا أبو بكر محمد بن القاسم قال حدثنا محمد بن يونس الكديمي قال حدثنا سعيد بن سفيان الجحدري قال حدثنا شعبة عن قتادة عن الحسن عن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت ومن اغتسل فالغسل أفضل )
قال أبو بكر تفسير فبها فبالرخصة أخذ ويقال بالسنة أخذ
ومعنى قوله ونعمت أي نعمت الخصلة الوضوء ولا يجوز ونعمة بالهاء لأن مجرى التاء التي في نعمت مجرى التاء التي في قامت وقعدت قال وحدثنا أبو بكر بن دريد رحمه الله قال حدثني عمي الحسين عن أبيه عن ابن الكلبي عن أبيه عن الذيال بن نفر عن الطرماح بن حكيم قال خرج خمسة نفر من طيء من ذوي الحجا والرأي منهم برج بن مسهر وهو أحد المعمرين وأنيف بن حارثة ابن لام وعبد الله بن سعد بن الحشرج أبو حاتم طيء
وعارف الشاعر ومرة بن عبد رضي يريدون سواد بن قارب الدوسي ليمتحنوا علمه فلما قربوا من السراة قالو ليخبأ كل رجل منا خبيئا ولا يخبر به صاحبه ليسأله عنه فإن أصاب عرفنا علمه وأن أخطأ ارتحلنا عنه فخبأ
كل رجل منهم خبيئا ثم صاروا إليه فأهدوا له إبلا وطرفا من طرف الحيرة فضرب عليهم قبة ونحر لهم فلما مضت ثلاث دعا بهم فدخلوا عليه فتكلم برج وكان أسنهم فقال جادك السحاب وأمرع لك الجناب وضفت عليك النعم الرغاب
نحن أولو الآكال والحدائق والأغيال والنعم الجفال ونحن أصهار الأملاك وفرسان العراك يوري عنهم أنهم من بكر بن وائل
فقال سواد والسماء والأرض والغمر والبرض والقرض والفرض أنكم لأهل الهضاب الشم والنخيل العم والصخور الصم من أجأ العيطاء وسلمى ذات الرقبة السطعاء
قالوا إنا كذلك وقد خبأ لك كل رجل منا خبيئا لتخبرنا بإسمه وخبيئه فقال لبرج أقسم بالضياء والحلك والنجوم والفلك والشروق والدلك لقد خبأت برثن فرخ في إعليط مرخ تحت آسرة الشرخ
قال ما أخطأت شيأ فمن أنا قال أنت برج بن مسهر عصرة الممعر وثمال المحجر ثم قام أنيف بن حارثة فقال ما خبيئي وما اسمي فقال والسحاب والتراب
والأصباب والأحداب والنعم الكثاب لقد خبأت قطامة فسيط وقذة مريط في مدرة من مدي مطيط قال ما أخطأت شيأ فمن أنا قال أنت أنيف قاري الضيف ومعمل السيف وخالط الشتاء بالصيف
ثم قام عبد الله بن سعد فقال ما خبيئي وما أسمي فقال سواد أقسم بالسوام العازب والوقير الكارب والمجد الراكب والمشيح الحارب لقد خبأت نفاثة فنن في قطيع قد مرن أو أديم قد جرن
قال ما أخطأت حرفا فمن أنا قال أنت بن سعد النوال عطاؤك سجال وشرك عضال وعمدك طوال وبيتك لا ينال ثم قام عارف فقال ما خبيئي وما أسمى
فقال سواد أقسم بنفنف اللوح والماء المسفوح والفضاء المندوح لقد خبأت رقعة طلا أعفر في زعنفة أديم أحمر تحت حلس نضو أدبر
قال ما أخطأت شيأ فمن أنا قال أنت عارف ذو اللسان العضب والقلب الندب والمضاء الغرب مناع السرب ومبيح النهب
ثم قام مرة بن عبد رضى فقال ما خبيئ وما اسمى
فقال سواد أقسم بالأرض والسماء والبروج
والأنواء والظلمة والضياء لقد خبأت دمة في رمة تحت مشيط لمه
قال ما أخطأت شيأ فمن أنا قال أنت مره السريع الكره البطيء الفرة الشديد المره
قالوا فأخبرنا بما رأينا في طريقنا إليك فقال والناظر من حيث لا يرى والسامع قبل أن يناجى والعالم بما لا يدرى لقد عنت لكم عقاب عجزاء في شغانيب دوحة جرداء تحمل جدلا فتماريتم إما يدا وإما رجلا
فقالوا كذلك ثم مه قال شح لكم قبل طلوع الشرق سيد أمق على ماء طرق قالوا ماذا قال ثم تيس أفرق سند في أبرق فرماه الغلام الأزرق فأصاب بين الوابلة والمرفق قالوا صدقت وأنت أعلم من تحمل الأرض ثم ارتحلوا عنه فقال عارف
( ألا لله علم لا يجارى ** إلى الغايات في جنبى سواد )
( أتيناه نسائله امتحانا ** ونحسب أن سيعمد بالعناد )
( فأبدى عن خفي مخبآت ** فأضحى سرها للناس باد )
( حسام لا يليق ولا يثأثي ** عن القصد المميم والسداد )
( كأن خبيئنا لما انتجينا ** بعينيه يصرح أو ينادي )
( فأقسم بالعتائر حيث فلس ** ومن نسك الأقيصرم العباد )
( لقد حزت الكهانة عن سطيح ** وشق والمرفل من إياد )
( قال أبو علي ) أمرع أخصب والجناب ما حول الدار والضافي السابغ الكثير يقال خير فلان ضاف على قومه أي سابغ عليهم والرغاب الواسعة الكثيرة ويقال فلان ذو أكل أي ذو حظ ورزق في الدنيا والجمع آكال
والأغيال جمع غيل والغيل الماء الجاري على وجه الأرض وفي الحديث ( ما سقي بالغيل ففيه العشر وما سقي بالدلو فنصف العشر ) والغلل الماء الذي يجري بين الشجر
والجفال الكثيرة وهذا الجمع قليل جدا لم يأت منه إلا أحرف مثل رباب وهو جمع ربى والربى الحديثة النتاج وفرير لولد البقرة وجمعه فرار ونعم كثاب وهي الكثيرة وقد جمع برىء براء على فعال والغمر الماء
الكثير ويقال رجل غمر الخلق إذا كان واسع الخلق سخيا قال كثير
( غمر الرداء إذا تبسم ضاحكا ** غلقت لضحكته رقاب المال )
يريد بالرداء ههنا البدن والعرب تقول فدى لك ردائي وفدى لك ثوبي يريدون البدن والبرض الماء القليل وجمعه براض ويقال فلان يتبرض حقه أي يأخذه قليلا قليلا وتبرضت الماء ومنه سمى الرجل براضا والشم الطوال والعم الطوال أيضا وأجأ وسلمى جبلا طيء والعيطاء الطويلة ويقال ظبية عيطاء إذا كانت طويلة العنق والسطعاء أيضا الطويلة والدلك اصفرار الشمس عند المغيب يقال دلكت الشمس تدلك دلوكا والبرثن ظفر كل مالا يصيد من السباع والطير مثل الحمام والضب والفأرة قال امرؤ القيس
( وترى الضب خفيفا ماهرا ** ثانيا برثنه ما ينعفر )
أي ما يصيبه العفر وهو التراب وجمع البرثن براثن فإذا كان مما يصيد قيل لظفره مخلب والإعليط وعاء ثمر المرخ والعرب تشبه به آذان الخيل
والمرخ شجر تقدح منه النار والآسرة والإسار القد الذي يشد به خشب الرحل وشرخا الرحل جانباه والممعر الذي ذهب ماله ويقال ما أمعر من أدمن الحج
والمحجر الملجأ المضيق عليه والصبب ما انخفض من الأرض والحدب ما علا والقطامة ما قطمته بفيك والقطم بأطراف الأسنان والفسيط قلامة الظفر والقذة الريش وجمعها قذذ والمريط من السهام الذي قد تمرط ريشه أن نتف والمدي جديول يجري منه ما سال مما هرق من الحوض كذا قال الأصمعي وأنشد
( وعن مطيطات المدي المدعوق ** ) والمدعوق الذي قد أكثر فيه الوطء يقال دعقته الإبل إذا أكثرت فيه الوطء تدعقه دعقا ودعق عليهم الغارة أن دفعها والسوام المال الراعي من الإبل والعازب البعيد والوقير والقرة الغنم كذا قال أبو عبيدة وأنشد
( ما إن رأينا ملكا أغارا ** أكثر منه قرة وقارا )
والقار الإبل وقال الفراء الوقير الغنم التي بالسواد والكارب القريب وأنشد أبو بكر
( أجبيل إن أباك كارب يومه ** فإذا دعيت إلى المكارم فاعجل )
والمشيح الجاد في لغة هذيل وفي غيرها الحاذر والنفاثة ما تنفثه من فيك والفنن واحد أفنان الأشجار وهي أغصانها وجرن لان والنفنف واللوح واحد وهما الهواء وإنما أضاف لما اختلف اللفظان فكأنه أضاف الشيء إلى غيره والمسفوح المصبوب يقال سفحت الشيء صببته والمندوح الواسع
والزمعة الشعرات المتدليات في رجل الأرنب يقال أرنب زموع إذا كانت تقارب الخطو كأنها تمشي على زمعتها وزعانف الأديم أطرافه مثل اليدين والرجلين ومالا خير فيه واحدتها زعنفة ومنه قيل لرذال الناس الزعانف
والحلس للبعير بمنزلة القرطاط للحافر ( قال أبو علي ) يقال قرطان وقرطاط والقرطاط والقرطاط البرذعة وإنما قيل له حلس للزومة الظهر والعرب تقول فلان حلس بيته إذا كان يلزم بيته وأحلسته أنا بيته إحلاسا إذا ألزمته إياه
والندب الذكي والغرب الحد والسرب جماعة الإبل يقال جاء سرب بني فلان بفتح السين والعرب كانت تطلق في الجاهلية بقولهم اذهبي فلا أنده سربك أي لا أرد إبلك لتذهب حيث شاءت والسرب بكسر السين القطيع من الظباء والبقر والنساء والقطا ويقال فلان آمن في سربه بكسر السين أي في نفسه والدمة القملة والرمة العظام البالية والمرة القوة والعجزاء التي ابيض ذنبها وفي غير هذا الموضع التي كبرت عجيزتها والشغانيب ما تداخل من الأغصان والدوحة الشجرة العظيمة والجدل العضو وجمعه جدول والشرق الشمس والعرب تقول لا أفعل ذلك ما طلع شرق وشرقت الشمس طلعت وأشرقت أضاءت والسيد الذئب والأمق الطويل والطرق الماء الذي بولت فيه الإبل يقال ماء طرق ومطروق والأبرق والبرقاء والبرقة غلظ من الأرض فيه حجارة ورمل وجبل
أبرق إذا كان فيه لونان والوابلة رأس العضد الذي يلي المنكب
وقال الأصمعي للرشيد ما ألاقتني أرض حتى خرجت إليك يا أمير المؤمنين أي ما أمسكتني ويثأثيء يحبس يقال ثأثأت عنه غضبه أي أطفأته والعتائر جمع عتيرة وهو ذبح كان يذبح للأصنام في الجاهلية وفلس صنم والأقيصر صنم ( قال ) وأنشدنا أبو بكر رحمه الله تعالى قال أنشدنا أبو حاتم عن الأصمعي لأعرابية ترقص ابنها وهي تقول
( احبه حب شحيح ماله ** قد ذاق طعم الفقر ثم ناله ** إذا أراد بذله بدا له )
قال وأنشدنا إبراهيم بن محمد بن عرفة قال أنشدنا أبو العباس أحمد بن يحيى
( أرى كل امري إلى عاصم ** فما أنا لو كان لم يولد )
( فنفسي فداؤك مستيقظا ** ونفسي فداؤك في المرقد )
( ونفسي فداؤك رحب اليمين بالخير مجتنب الأفند )
( فلو كنت شيأ من الأشربات ** لكنت من الأسوغ الأبرد )
قال وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال أخبرنا عبد الرحمن عن عمه قال كانت امرأة بحمى ضرية أحسبها من غني ذات يسار فكثر خطابها ثم أنها علقت غلاما من بني هلال فضفتها ليلة وقد شاع في الحاضر شأنها فأحسنت ضيافتي فلما تعشيت جلست إلي تحدثني فقلت لها يا أم العلاء إني أريد أن أسائلك عن أمر وأنا أهابك لما أعلم من عفتك وفضل دينك وشرفك فتبسمت ثم قالت أنا أحدثك قبل أن تسألني ثم قالت
( ألهف أبي لما أدمت لك الهوى ** وأصفيت حتى الوجد بي لك ظاهر )
( وجاهرت فيك الناس حتى أضر بي ** مجاهرتي يا ويح فيمن أجاهر )
( فكنت كفيء الغصن بيننا يظلني ** ويعجبني اذزعزعته الأعاصر )
( فصار لغيري واستدارت ظلاله ** سواي وخلاني ولفح الهواجر )
ثم غلب عليها البكاء فقامت عني فلما أصبحت وأردت الرحيل قالت يا ابن عمي أنت |
| |