الموضوع
:
مرادفات العقل في القرآن الكريم
عرض مشاركة واحدة
#
1
08-03-2021
إدارة قناة اليوتوب
قـائـمـة الأوسـمـة
لوني المفضل
Darkturquoise
رقم العضوية :
426
تاريخ التسجيل :
Mar 2014
فترة الأقامة :
3715 يوم
أخر زيارة :
منذ 2 يوم (04:00 PM)
المشاركات :
16,180 [
+
]
التقييم :
9330
معدل التقييم :
بيانات اضافيه [
+
]
مرادفات العقل في القرآن الكريم
مرادفات العقل في القرآن الكريم
إذا كان
القرآن
الكريم
لم يَستعمل العقلَ كمصدر، فقد عبَّر عنه بمرادفات عدَّة، وباستِقراء آيات
القرآن
الكريم
يُمكن حصر هذه المرادفات في ستَّة، وهي: اللُّبُّ، الحِجْر، النُّهى، الحِلم، القَلب، الفؤاد.
المطلب الأول: اللُّب:
قال ابن فارس: "اللُّب: معروف، من كلِّ شيء؛ وهو خالصه وما يُنتَقَى منه؛ ولذلك سمِّيَ العقلُ لُبًّا، ورجل لَبيب؛ أي: عاقل، وقد لَبَّ يلبُّ، وخالصُ كلِّ شيء: لُبابُه"
[1]
.
وفي اللسان: "لُبُّ كلِّ شيءٍ ولُبابُه: خالِصُه وخِيارُه... ولُبُّ الرَّجُل: ما جُعِل في قَلْبه من العَقْل... ولَبيبٌ: عاقِلٌ، ذو لُبٍّ مِن قوم أَلِبَّاء"
[2]
.
وقال الرَّاغب: "اللبُّ: العقلُ الخالِص من الشوائب، وسمِّي بذلك لكونه خالِص ما في الإنسان من معانيه؛ كاللباب واللبِّ من الشيء، وقيل: هو ما زَكَى من العقل، فكلُّ لبٍّ عقل، وليس كل عقل لبًّا؛ ولهذا علَّق الله تعالى الأحكامَ التي لا يُدركها إلَّا العقولُ الزكيَّة
بأولي الألباب
، نحو قوله: ﴿
وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا
﴾ [البقرة: 269]، إلى قوله: ﴿
أُولُو الْأَلْبَابِ
﴾ [البقرة: 269]، ونحو ذلك من الآيات، ولبَّ فلان يلبُّ: صار ذا لبٍّ"
[3]
.
وباستقراء آيات
القرآن
الكريم
نلاحِظ أنَّه لم يرِد استعمال "
اللبِّ
" كمفرد؛ وإنَّما استُعمل جمع التكسير منه؛ أي: "
الألباب
"
[4]
، وذلك في ستة عشر موضعًا؛ حيث نجد في كلِّ موضعٍ من هذه المواضع الكلام عن "
أولي الألباب
" في معرض الثناء عليهم،
وذلك من وجوه:
1
- حصر العلم بالأحكام الشرعيَّة فيهم دون غيرهم
:
قال تعالى: ﴿
وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
﴾ [البقرة: 179]،
قال العلَّامة السعديُّ رحمه الله تعالى: "ولمَّا كان هذا الحكم لا يَعرف حقيقتَه إلَّا أهلُ العقول الكاملة والألباب الثقيلة؛ خصَّهم بالخطاب دون غيرهم؛ وهذا يدلُّ على أنَّ الله تعالى يحبُّ من عباده أن يُعمِلوا أفكارَهم وعقولَهم في تدبُّر ما في أحكامه من الحِكَم والمصالِح الدالَّة على كماله وكمال حِكمته وحمده وعدلِه ورحمتِه الواسعة، وأنَّ من كان بهذه المثابة فقد استحقَّ المدحَ بأنه من ذوي الألباب، الذين وجه إليهم الخِطاب، وناداهم ربُّ الأرباب، وكفى بذلك فضلًا وشرفًا لقوم يعقلون"
[5]
.
2- حصر التذكُّر والاعتبار فيهم دون غيرهم:
قال تعالى: ﴿
يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ
﴾ [البقرة: 269]،
وقال جلَّ وعلا ﴿
إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ
﴾ [الرعد: 19]،
وقال سبحانه﴿
لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ
﴾ [يوسف: 111]،
وقال تعالى ﴿
إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ
﴾ [آل عمران: 190]،
فال العلَّامة السعدي رحمه الله تعالى عند تفسيرها: "وخصَّ الله بالآيات أولي الألباب - وهم أهل العقول - لأنَّهم هم المنتفِعون بها، النَّاظرون إليها بعقولهم لا بأبصارهم"
[6]
، ويقول الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى: "وقوله: ﴿
وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ
﴾ [البقرة: 269]؛
أي:
وما يَنتفع بالموعظة والتذكارِ إلَّا مَن له لبٌّ وعقل يعِي به الخطابَ ومعنى الكلام"
[7]
.
3- تخصيصهم بالأمر بالتقوى بعد عمومه:
قال تعالى: ﴿
فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
﴾ [المائدة: 100]، ﴿
فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا
﴾ [الطلاق: 10]، فمع أنَّ الأمر بالتقوى عامٌّ لكلِّ الناس؛
كما قال تعالى: ﴿
وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ
﴾ [النساء: 131]، لكن نَجد أنَّ
القرآن
الكريم
يخصُّ أولي الألباب بهذه الوصيَّة دون غيرهم في أكثر من موضع، والسَّبب في هذا التخصيص ما معهم من العقول السَّليمة، والأفهام المستقيمة، التي تَحملهم على الانتفاع بهذه الوصيَّة والعمل بها دون غيرهم.
يقول العلَّامة السعدي رحمه الله تعالى: "فهذا مَدحٌ للتقوى...،
ثمَّ أمر بها أولي الألباب فقال: ﴿
وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ
﴾ [البقرة: 197]؛ أي: يا أهلَ العقول الرَّزينة، اتقوا ربَّكم الذي تقواه أَعظم ما تأمر به العقول، وتَركها دليلٌ على الجهل وفساد الرأي"
[8]
.
4- مدحهم لاتِّباعهم الأكمل والأحسن:
قال تعالى: ﴿
الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ
﴾ [الزمر: 18]، فمِن سِمات أولي الألباب أنَّهم يميِّزون النافعَ من الضارِّ، والخير من الشرِّ،
والحسَن من القبيح
؛ بل يميزون الأحسنَ من الحسن، فيتَّبعون الأحسنَ، سواء في الأقوال أو الأفعال، وهذه حقيقة العَقل وعلامتُه، ومَن لم يَستطع التمييز أو ميَّز ولكن اختار القبيحَ من الأمور، فهو إمَّا فاقد للعقل أو ناقصه، يقول العلامة السعدي
رحمه الله تعالى: "﴿
وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ
﴾ [الزمر: 18]؛
أي:
العقول الزاكية، ومِن لبِّهم وحزمهم أنَّهم عرَفوا الحسنَ من غيره، وآثروا ما يَنبغي إيثاره على ما سواه، وهذا علامة العقل؛ بل لا علامة للعقل سوى ذلك؛ فإنَّ الذي لا يميِّز بين الأقوال حسنها وقبيحها ليس من أهل العقول الصَّحيحة، أو الذي يميِّز لكن غلبَت شهوتُه عقلَه، فبقي عقلُه تابعًا لشهوته فلم يؤْثِر الأحسنَ، كان ناقص العقل"
[9]
.
المطلب الثاني: الحِجْر:
من مرادِفات
العقل
في
القرآن
الكريم
الحِجْرُ؛ وقد قيل للعقل: حِجر؛ "لكون الإنسان في مَنعٍ منه مما تدعو إليه نفسه"
[10]
، و"العرب تقول: إنَّه لذو حِجر: إذا كان قاهرًا لنفسه، ضابطًا لها"
[11]
.
يقول العلَّامة الألوسي: "والحِجر: العقل؛ لأنَّه يَحجر صاحبه -
أي:
يمنعه - من التَّهافت فيما لا يَنبغي، كما سمِّي عقلًا ونُهية"
[12]
.
وقد وردت كلمة "حِجر" في
القرآن
الكريم
بمعنى العَقل في موضعٍ واحد، في قوله تعالى: ﴿
هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ
﴾ [الفجر: 5]، يقول الحافظ ابن كثير في تفسيرها:
"وقوله: ﴿
هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ
﴾ [الفجر: 5]؛
أي:
لذِي عقل ولبٍّ وحِجًا ودِين، وإنَّما سمِّي
العقل
حجْرًا
[13]
؛لأنَّه يَمنع الإنسانَ من تعاطي ما لا يليق به من
الأفعال والأقوال
"
[14]
.
المطلب الثالث: النُّهى:
قال ابن فارس: "النون والهاء والياء أصلٌ صحيح يدلُّ على غايةٍ وبلوغ، ومنه أنهيتُ إليه الخَبر: بلَّغتُه إياه، ونِهايةُ كلِّ شيءٍ: غايته، ومنه نَهَيتُه عنه؛ وذلك لأمرٍ يفعله، فإذا نَهَيته فانتهى عنه، فتِلك غايةُ ما كان وآخِره... والنُّهْيَة: العقل؛ لأنَّه ينهَى عن قبيح الفِعل، والجمع نُهًى"
[15]
.
قال الإمام النوويُّ رحمه الله تعالى: "سمِّي
العقل
نُهيةً؛ لأنَّه يَنتهي إلى ما أُمِر به ولا يَتجاوز، وقيل: لأنَّه يَنهى عن القبائح...،
والنَّهي في اللُّغة
معناه الثَّبات والحبس، ومنه النِّهى والنَّهى؛ بكسر النُّون وفتحها... قال الواحديُّ: فرجع القولان في اشتقاق النُّهيَة إلى قولٍ واحد، وهو الحبس؛ فالنُّهية هي التي تَنهى وتَحبس عن القبائح"
[16]
.
وقد ورد لَفظ النُّهى في آيتين من
القرآن
الكريم، كلاهما في سورة طه، قال تعالى: ﴿
كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى
﴾ [طه: 54]، وقال جلَّ وعلا: ﴿
أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى
﴾ [طه: 128]، يقول إمام المفسِّرين أبو جعفر الطَّبري رحمه الله تعالى: "﴿
لِأُولِي النُّهَى
﴾ [طه: 128]؛
يعني:
أهل الحِجا والعُقول، والنُّهى: جمع نُهية... وخصَّ تعالى ذِكرُه بأنَّ ذلك آياتٍ لأُولي النُّهَى؛ لأنَّهم أهل التَّفكُّرِ والاعتبار، وأهلُ التدبُّر والاتِّعاظ"
[17]
، ويقول العلَّامة السَّعدي رحمه الله تعالى: "﴿
إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى
﴾ [طه: 128]؛
أي:
لِذَوي العقول الرَّزينة، والأفكارِ المستقيمة... وخصَّ اللهُ أولي النُّهى بذلك؛ لأنَّهم المنتفعون بها، النَّاظرون إليها نظرَ اعتبارٍ..."
[18]
.
وهناك مَن فرَّق بين النُّهى والعقل، معتبرًا أنَّ النهى أعلى مرتبة من العقلِ؛ كالإمام الرازي حيث يقول: "وبيَّن أنَّ في تلك الآيات آياتٍ لأولي النُّهى؛ أي: لأهل العقول، والأقرب أنَّ للنُّهية مزيَّةً على العقل، والنَّهيُ لا يقال إلَّا فيمن له عَقل يَنتهي به عن القبائحِ، كما أن لقولنا: "أولو العَزم" مزيَّة على "أولو الحَزم"؛ فلذلك قال بعضُهم: أهلُ الورع وأهل التقوى"
[19]
.
" يتبع"
المصدر:
منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد
زيارات الملف الشخصي :
506
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل : 4.35 يوميا
MMS ~
عطر الجنة
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى عطر الجنة
البحث عن كل مشاركات عطر الجنة