الموضوع
:
مرادفات العقل في القرآن الكريم
عرض مشاركة واحدة
08-03-2021
#
2
إدارة قناة اليوتوب
بيانات اضافيه [
+
]
رقم العضوية :
426
تاريخ التسجيل :
Mar 2014
أخر زيارة :
منذ يوم مضى (04:00 PM)
المشاركات :
16,180 [
+
]
التقييم :
9330
MMS ~
لوني المفضل :
Darkturquoise
رد: مرادفات العقل في القرآن الكريم
المطلب الرابع: الحِلْم:
مما اعتبر مرادفًا للعقل في الاستعمال القرآني "الحِلْم"، لكن عند التحقيق ليس الحِلم مرادفًا للعقل؛ وإنَّما هو من لَوازمه ومسبباته، فكلَّما كان الإنسان عاقلًا، كان حليمًا، وهذا ما أشار إليه الرَّاغبُ الأصفهانيُّ في مفرداته بقوله: "الحِلم: ضَبط النَّفس والطَّبع عن هيجانِ الغضَب، وجمعُه: أحلام، قال الله تعالى: ﴿ أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلَامُهُمْ ﴾ [الطور: 32]؛ قيل: معناه عقولهم، وليس الحِلم في الحقيقة هو العَقل، لكن فسَّروه بذلك لكونه من مسببات العقل"[20].
وقد ورَد هذا اللَّفظُ في موضع واحد من القرآنِ الكريم؛ وذلك في سورة الطور، قال تعالى: ﴿ أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلَامُهُمْ بِهَذَا أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ ﴾ [الطور: 32]، قال الحافظ ابن كثير: "﴿ أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلامُهُمْ بِهَذَا ﴾ [الطور: 32]؛ أي: عقولُهم تأمرُهم بهذا الذي يقولونَه فيك من الأقوالِ الباطلة التي يَعلمون في أنفسهم أنَّها كذب وزُورٌ؟"[21]، وفي الكشَّاف: "﴿ أَحْلَامُهُمْ ﴾ [الطور: 32]: عقولهم وألبابُهم، ومنه قولهم: أحلام عادٍ، والمعنى: أتأمُرهم أحلامُهم بهذا التناقُض في القول؟ وهو قولهم: كاهِن وشاعِر، مع قولهم: مَجنون"[22]، "وقيل: ﴿ أَحْلَامُهُمْ ﴾ [الطور: 32]؛ أي: أذهانهم؛ لأنَّ العقل لا يُعطى للكافِر، ولو كان له عقلٌ لآمَن؛ وإنَّما يُعطى الكافِرُ الذِّهنَ، فصار عليه حجَّة"[23].
المطلب الخامس: القلب:
ورد ذِكر القَلب في القرآن الكريم في مائة واثنين وثلاثين موضعًا، بصيغة الإفرادِ والجمع والتثنية، وهو بالجمعِ أكثر.
يقول ابنُ فارس: "القاف واللام والباء أصلانِ صحيحان: أحدهما يدلُّ على خالِص شَيءٍ وشَريفِه، والآخَرُ على رَدِّ شيءٍ من جهةٍ إلى جهة؛ فالأوَّل القَلْبُ: قلب الإنسان وغيره، سمِّي لأنَّه أخْلصُ شيء فيه وأرفَعُه، وخالِصُ كلِّ شيءٍ وأشرفُه: قَلْبُه"[24]، "وقال بعضُهم: سُمِّي القَلْبُ قَلْبًا لتَقَلُّبِه، وأَنشد:
ما سُمِّيَ القَلْبُ إِلَّا مِنْ تَقَلُّبِهِ ♦♦♦ والرَّأْيُ يَصْرِفُ بالإِنْسانِ أَطْوارَا"[25].
وقد يأتي القلبُ بمعنى العقل، يقول ابن منظور: "وقد يعبَّر بالقَلْبِ عن العَقْل"[26]، و"هذا جائز في العربيَّة، تقول: ما لك قلب، وما قلبُك معك، وأين ذهبَ قلبُك؟ تريد العقلَ لكلِّ ذلك"[27].
وقد ورد القلبُ في القرآن الكريم بمعنى العَقل في عدَّة مواضع، من ذلك قوله تعالى: ﴿ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ﴾ [الحج: 46]، وقوله جلَّ في علاه: ﴿ وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ﴾ [الأعراف: 179]، وقولُه سبحانه: ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ﴾ [ق: 37]، يقول الحافظ ابن كثير: "أي: لُبٌّ يَعِي به، وقال مجاهد: عقل[28]، ﴿ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ﴾ [ق: 37]؛ أي: استمع الكلامَ فوعاه، وتعقَّله بقلبِه، وتفهَّمه بلبِّه"[29]، ويقول الإمام الطبري: "يعني: لِمن كان له عقلٌ مِن هذه الأمَّة، فيَنتهي عن الفِعل الذي كانوا يَفعلونه من كُفرهم بربِّهم؛ خوفًا من أن يحلَّ بهم مثل الذي حلَّ بهم من العذاب"[30].
المطلب السادس: الفؤاد:
من مرادفات العقل في القرآن الكريم لَفظ "الفؤاد"، وقد ورد مفردًا في خمسة مواضع، وجمعًا في أحد عشر موضعًا، ولم يرِد في كلِّ هذه المواضع بمعنى العَقل، بل فقط في بعضها.
يقول ابن فارس: "الفاء والألف والدال: هذا أصلٌ صحيح يدلُّ على حُمَّى وشِدَّةِ حرارة، من ذلك: فأَدْتُ اللَّحمَ: شويتُه، وهذا فَئِيدٌ؛ أي: مشويٌّ...، ومما هو مِن قياس الباب عندنا: الفُؤاد، سمِّي بذلك لحرارته، والفَأد: مصدر فأدته، إذا أصبتَ فؤادَه"[31].
وفي المفردات: "الفؤاد كالقلبِ لكن يقال له: فؤاد؛ إذا اعتُبر فيه معنى التفؤد؛ أي: التوقُّد..."[32].
وهذا ما أشار إليه الزبيدي بقوله: "والتفؤد: التحرُّق... سمِّي (الفؤاد)، بالضمِّ، مهموزًا، لتوقُّده"[33]، لكنَّه أضاف أصلًا ثانيًا بقوله: "وقيل: أصل الفأد: الحركة والتحريك، ومنه اشتقَّ الفؤاد؛ لأنَّه ينبض ويتحرَّك كثيرًا"[34].
في الفرق بين القلب والفؤاد:
من خلال الاطلاع على أقوال العلماء في تعريف الفؤاد والقلبِ، يلاحظ أنَّ منهم مَن فرَّق بينهما، ومنهم من لم يفرِّق، "قال الأَزهريُّ: ورأَيتُ بعضَ العرب يُسَمِّي لحمةَ القَلْبِ كُلها شَحْمَها وحِجابَها: قَلْبًا وفُؤَادًا، قال: ولم أَرهم يفرِّقون بينهما"[35]، وبعض مَن فرَّق ذهب إلى أنَّ القلب لا يسمَّى فؤادًا إلَّا إذا اعتُبر فيه معنى التَّفؤد؛ أي: التوقد.
ولعل من الفروق الدَّقيقة ما يُستفاد من كلام النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم في وصفِ أهل اليمَن؛ حيث قال: ((أتاكم أهلُ اليمَن، هم أرقُّ أفئدةً، وأليَن قلوبًا))[36]، قال الخطَّابي: "قوله: ((هم أرقُّ أفئدة، وألْيَن قلوبًا))؛ أي: لأنَّ الفؤاد غِشاء القلب، فإذا رَقَّ نفذ القولُ وخلصَ إلى ما وراءه، وإذا غَلُظَ بَعُد وصوله إلى داخل، وإذا كان القلب لينًا علق كل ما يصادِفه"[37]، فالفؤاد "غِشاءُ القلبِ، والقلبُ حبَّته وسُوَيْداؤُه"[38]، "وقيل: الفؤاد باطن القلب"[39].
فترة الأقامة :
3715 يوم
معدل التقييم :
زيارات الملف الشخصي :
506
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
4.36 يوميا
عطر الجنة
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى عطر الجنة
البحث عن كل مشاركات عطر الجنة