08-23-2021
|
#79 |
بيانات اضافيه [
+
] | رقم العضوية : 6 | تاريخ التسجيل : May 2013 | العمر : 40 | أخر زيارة : منذ ساعة واحدة (12:46 PM) | المشاركات : 16,413 [
+
] | التقييم : 43872 | الدولهـ | MMS ~ | SMS ~ | | لوني المفضل : Darkviolet | |
رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي ( قال ) وأخبرنا السكن بن سعيد عن العباس بن هشام عن أبي مسكين الدارمي قال كانت سفانة بنت حاتم من أجود نساء العرب وكان أبوها يعطيها الصرمة من الإبل فتهبها وتعطيها الناس فقال لها أبوها يا بنية أن الغويين إذا اجتمعا في المال أتلفاه فأما أن أعطي وتمسكي وإما أن أمسك وتعطي فإنه لا يبقى على هذا شيء فقالت والله لا أمسك أبدا فقال وأنا والله لا أمسك أبدا قالت فلا نتجاور فقاسمها ماله وتباينا
وحدثنا قال حدثنا السكن بن سعيد عن العباس عن أبيه قال كانت غنية بنت عفيف بن عمرو بن عبد القيس وهي أم حاتم من أسخى النساء وأقراهم للضيف وكانت لا تليق شيأ تملكه فلما رأى اخوتها اتلافها حجروا عليها ومنعوها مالها فمكثت دهر لا تصل إلى شيء ولا يدفع إليها شيء من مالها حتى إذا ظنوا أنها قد وجدت ألم ذلك أعطوها صرمة من إبلها فجاءتها امرأة من هوازن كانت تأتيها كل سنة تسألها فقالت لها دونك هذه الصرمة فخذيها فقد والله مسني من ألم الجوع ما آليت معه أن لا أمنع الدهر سائلا شيأ ثم أنشأت تقول
( لعمري لقدما عضني الجوع عضة ** فآليت أن لا أمنع الدهر جائعا )
( فقولا لهذا اللائمي اليوم أعفني ** فإن أنت لم تفعل فعض الأصابعا )
( فماذا عسيتم أن تقولوا لأختكم ** سوى عذلكم أو عذل من كان مانعا )
( ولا ما ترون الخلق إلا طبيعة ** فكيف بتركي يا ابن أم الطبائعا )
وحدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو حاتم عن أبي عبيدة عن أبي عمرو بن العلاء قال خرج بجبير بن زهير بن أبي سلمى في غلمه يجتنون جنى الأرض فانطلق الغلمة وتركوا ابن زهير فمر به زيد الخيل الطائي فأخذه ودار طيء متاخمة لدور بني عبد الله بن غطفان فسأل الغلام من أنت قال أنا بجير بن زهير فحمله على ناقة وأرسل به إلى أبيه فلما أتى الغلام أباه أخبره أن زيدا أخذه ثم خلاه وحمله وكان لكعب بن زهير فرس من جياد خيل
العرب وكان كعب جسيما وكان زيد الخيل من أعظم الناس وأجسمهم وكان لا يركب دابة إلا أصابت إبهامه الأرض فقال زهير ما أدرى ما أثيب به زيد الأفرس كعب فأرسل به إليه وكعب غائب فلما جاء كعب سأل عن الفرس فقيل له قد أرسل به أبوك إلى زيد فقال كعب لأبيه كأنك أردت أن تقوي زيدا على قتال غطفان فقال له زهير هذه إبلي فخذ منها عن فرسك ما شئت وكان بين بني زهير وبين بني ملقط الطائيين إخاء وكان عمرو بن ملقط وفادا إلى الملوك وهو الذي أصاب بني تميم مع عمرو بن هند يوم أوارة فسأله فيهم فأطلقهم له فقال كعب شعرا يريد أن يلقي بين بني ملقط وبين رهط زيد الخيل شرا فعرف زهير حين سمع الشعر ما أراد به وعرف ذلك زيد الخيل وبنو ملقط فأرسلت إليه بنو ملقط بفرس نحو فرسه وكانت عند كعب امرأة من غطفان لها شرف وحسب فقالت له اما استحييت من أبيك لشرفه وسنه أن تؤبسه في هبته عن أخيك ولامته وكان قد نزل بكعب قبل ذلك ضيفان فنحر لهم بكرا كان لإمرأته فقال لها ما تلومينني إلا لمكان بكرك الذي نحرت لضيوفي فلك به بكران وكان زهير كثير المال وكان كعب مجدودا فقال كعب
( ألا بكرت عرسي بليل تلومني ** وأكثر أحلام النساء إلى الردى )
وذكر في كلمته زيدا فقال زهير لابنه هجوت رجلا غير مفحم وأنه لخليق أن يظهر عليك فأجابه زيد فقال
( أفي كل عام مأتم تجمعونه ** على محمر عود أثيب ومارضى )
( تجدون خمشا بعد خمش كأنما ** على سيد من خير قومكم نعى )
( يحضض جبارا علي ورهطه ** وما صرمتي منهم لأول من سعى )
( ترعي بأذناب الشعاب ودونها ** رجال يصدون الظلوم عن الهوى )
( ويركب يوم الروع فيها فوارس ** بصيرون في طعن الأباهر والكلى )
( تقول أرى زيدا وقد كان مصرما ** أراه لعمري قد تمول واقتنى )
( وذاك عطاء الله في كل غارة ** مشمرة يوما إذا قلص الخصى )
( فلولا زهير أن أكدر نعمة ** لقادعت كعبا ما بقيت وما بقى )
وحدثنا أبو بكر قال أخبرنا أبو حاتم قال أخبرنا العتبي قال قدم وفد العراق على معاوية رضي الله تعالى عنه وفيهم دغفل فقال له معاوية يا دغفل أخبرني عن ابني نزار ربيعة ومضر أيهما كان أعزض جاهلية وعالمية فقال يا أمير المؤمنين مضر بن نزار كان أعز جاهلية وعالمية قال معاوية وأي مضر كان أعز قال بنو النضر بن كنانة كانوا أكثر العرب أمجادا وأرفعهم عمادا وأعظمهم رمادا قال فأي بني كنانة كان بعدهم أعز قال بنو مالك بن كنانة كانو يعلون من ساماهم ويكفون من ناواهم ويصدقون من عاداهم
قال فمن بعدهم قال بنوا الحرث بن عبد مناة بن كنانة كانوا أعز بنيه وأمنعهم وأجودهم وأنفعهم قال ثم من بعدهم قال بنو بكر بن عبد مناة كان بأسهم مرهوبا وعدوهم منكوبا وثأرهم مطلوبا قال فأخبرني عن مالك بن عبد مناة بن كنانة وعن مرة وعامر ابني عبد مناة قال كانوا أشرافا كراما وليس للقوم أكفاء ولا نظراء قال فأخبرني عن بني أسد قال كانوا يطعمون السديف ويكرمون الضيوف ويضربون في الزحوف
قال فأخبرني عن هذيل قال كانوا قليلا أكياس أهل منعة وبأس ينتصفون من الناس قال فأخبرني عن بني ضبة قال كانوا جمرة من جمرات العرب الأربع لا يصطلى بنارهم ولا يفاتون بثارهم
قال فأخبرني عن مزينة قال كانوا في الجاهلية أهل منعة وفي الإسلام أهل دعة قال فأخبرني عن تميم قال كانوا أعز العرب قديما وأكثرها عظيما وأمنعها حريما قال فأخبرني عن قيس قال كانوا لا يفرحون إذا أديلوا ولا يجزعون إذا ابتلوا ولا يبخلون إذا سئلوا قال فأخبرني عن أشرافهم في
الجاهلية قال غطفان بن سعد وعامر بن صعصعة وسليم بن منصور فأما غطفان فكانوا كراما ساده وللخميس قاده وعن البيض ذاده وأما بنو عامر فكثير سادتهم مخشية سطوتهم ظاهرة نجدتهم
واما بنو سليم فكانوا يدركون الثار ويمنعون الجار ويعظمون النار قال فأخبرني عن قومك بكر بن وائل واصدقني قال كانوا أهل عز قاهر وشرف ظاهر ومجد فاخر قال فأخبرني عن اخوتهم تغلب قال كانوا أسودا ترهب وسماما لا تقرب وأبطالا لا تكذب
قال فأخبرني كم أديلوا عليكم في قتلكم كليبا قال أربعين سنة لا ننتصف منهم في موطن نلقاهم فيه حتى كان يوم التحاليق يوم الحرث بن ابن عباد بعد قتلة ابنه بجير وكان أرسله في الصلح بين القوم فقتله مهلهل وقال بؤبشسع نعل كليب فقال الغلام أن رضيت بهذا بنو بكر رضيت فبلغ الحرث فقال نعم القتيل قتيلا أن أصلح الله به بين بكر وتغلب وباء بكليب فقيل له إنما قال مهلهل ما قال الكلمة فتشمر الحرث للحرب وأمر بحلق رؤسنا أجمعين وهو يوم التحاليق وله خبر طويل وقال
( قر بإمربط النعامة مني ** لقحت حرب وائل عن حيال )
( لم أكن من جناتها علم الله ** وإني بحرها اليوم صالى )
( قربا مربط النعامة مني ** أن بيع الكرام بالشسع غالي )
فأدلنا عليهم يومئذ فلم نزل منهم ممتنعين إلى يومنا هذا ( قال ) فمن ذهب يذكر ذلك اليوم قال الحرث بن عباد أسر مهلهلا في ذلك اليوم وقال له دلني على مهلهل بن ربيعة قال مالي ان دللتك عليه قال أطلقك قال على الوفاء قال نعم قال له أنا مهلهل قال ويحك دلني على كفء كريم قال امرؤ القيس وأشار بيده إليه عن قرب فأطلقه الحرث وانطلق إلى امرئ القيس فقتله وبكر كلها صبرت وأبلت فحسن بلاؤها إلا ما كان من
ابني لجيم حنيفة وعجل ويشكر بن بكر فإن سعد بن مالك بن ضبيعة جد طرفة بن العبد هجاهم في ذلك اليوم فقال
( أن لجيما عجزت كلها ** أن يرفدوني فارسا واحدا )
( ويشكر العام على خترها ** لم يسمع الناس لهم حامدا )
وقال فيهم أيضا
( يا بؤس للحرب التي ** وضعت أراهط فاستراحوا )
( إنا وإخوتنا غدا ** كثمود حجر يوم طاحوا )
( بالمشرفية لا نفر ولا نباح ولن نباحوا ** )
( من صد عن نيرانها ** فأنا ابن قيس لا براح )
فقال معاوية أنت والله يا دغفل أعلم الناس قاطبة بأخبار العرب
( قال ) وأخبرنا أبو حاتم قال أخبرنا ابو عبيدة قال مات الأحنف بن قيس بالكوفة أيام خرج مع مصعب بن الزبير إلى قتال المختار فنزل دار عبد الله بن أبي عصيفير الثقفي فلما حملت جنازته ودلي في قبره جاءت امرأة من قومه من بني منقر عليها قبول من النساء فوقفت على قبره فقالت لله درك من مجن في جنن ومدرج في كفن إنا لله وإنا إليه راجعون نسأل الله الذي فجعنا بموتك وابتلانا بفقدك أن يوسع لك في قبرك وأن يغفر لك يوم حشرك وأن يجعل سبيل الخير سبيلك ودليل الرشاد دليلك ثم أقبلت بوجهها على الناس فقالت معشر الناس إن أولياء الله في بلاده شهود على عباده وإنا قائلون حقا ومثنون صدقا وهو أهل لحسن الثناء وطيب الدعاء أما والذي كنت من أجله في عده ومن الضمان إلى غاية ومن الحياة إلى نهاية الذي رفع عملك عند انقضاء أجلك لقد عشت حميدا مودودا ولقدمت فقيدا سعيدا وأن كنت لعظيم السلم فاضل الحلم وإن كنت من الرجال لشريفا وعلى الأرامل عطوفا وفي العشيرة مسودا وإلى
الخلفاء موفدا ولقد كانوا لقولك مستمعين ولرأيك متبعين ثم انصرفت ( قال ) وحدثنا أبو حاتم عن الأصمعي عن ابن عيينة قال قال عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه موت ألف من العلية خير من ارتفاع واحد من السفلة ( وقال ) وحدثنا أيضا قال حدثنا أبو حاتم عن الأصمعي قال سمعت أعرابيا يقول عود لسانك الخير تسلم من أهل الشر ( قال ) وحدثني العكلي عن ابن خالد عن الهيثم بن عدي قال حدثنا ملحان بن عركي عن أبيه قال حدثنا عدي بن حاتم قال شهدت حاتما وهو يجود بنفسه فقال لي يا بني أعهدك من نفسي ثلاثا ما خالفت إلى جارة لسوء قط ولا اؤتمنت على أمانة قط إلا أديتها ولا أتى أحدا من قبلي سوء
وأنشدنا أبو بكر قال أنشدنا أبو حاتم عن الأصمعي لأعرابي
( أما والذي لا يعلم الغيب غيره ** ومن هو يحيي العظم وهي رميم )
( لقد كنت أطوي البطن والزاد يشتهى ** محافظة من أن يقال لئيم )
( وإني لأستحيى أكيلي ودونه ** ودون يدي داجي الظلام بهيم )
وأنشدنا أيضا قال أنشدنا أبو حاتم ولم يسم له قائلا
( إذا ما الحي عاش بذكر ميت ** فذاك الميت حي وهو ميت )
( يقول بني أبي وبنت جدودي ** وهدمت البناء وما بنيت )
( ومن يك بيته بيتا رفيعا ** ويهدمه فليس لذاك بيت )
( قال ) وأخبرنا أبو حاتم قال أخبرنا شيخ من أهل البصرة قال أتى سليمان بن يزيد العدوي رجل فقال إني قد قلت بيتا فأجزه لي قال هات فقال الرجل
( فإنك لو رأيت مسير عمري ** إذا لعلمت أني قد فنيت )
فقال سليمان
( فإن تك قد فنيت فبعد قوم ** طوال العمر بادوا قد بقيتا )
( فخطك ما استطعت فلا تضعه ** كأنك في أهيلك قد أتيتا )
( كأنك والحتوف لها سهام ** مقدرة بسهمك قد رميتا )
( وصرت وقد حملت إلى ضريح ** مع الأموات قبلك قد نسيتا )
( بعيد الدار مغتربا وحيدا ** بكأس الموت مثلهم سقيتا )
قال فخر الرجل مغشيا عليه فما حمل إلا على أيدي الرجال وحدثنا قال أخبرنا السكن بن سعيد عن العباس بن هشام قال سألت أبي عن حمقى العرب المذكورين فقال زهير بن جناب الكلبي ومالك بن زيد مناة بن تميم وكان يرعى على اخيه سعد بن زيد مناة فزوجه أخوه وهو غائب عنها نوار بنت جل بن عدي بن عبد مناة فلما رجع من الإبل ممسيا دخل عليها وعلبته في يده ونعلاه في رجليه وكساؤه على منكبيه فجلس ناحية ينظر إليها فقالت له ضع نعليك فقال رجلاي احرز لهما قالت ضع علبتك قال يدي أحفظ لها قالت ضع كساءك قال عاتقي أحمل له فأعطته طيبا فأهوى به إلى استه فقالت ادهن به وجهك فقال أطيب به مناتني أولى فدنت منه وقد تطيبت وتعطرت فانتشر عليها فتجللها فلما أصبح غدا عليه سعد فقال له يا مال اغد على إبلك فقال والله لا أرعاها أبدا اطلب لها راعيا سواي فأورد سعد إبله فانتشرت عليه فأنشأ يقول ويعرض بأخيه مالك
( يظل يوم وردها مزعفرا ** وهي خناطيل تجوس الخضرا ) فقالت له امرأته أجبه قال وما أقول قالت قل
( أوردها سعد وسعد مشتمل ** ما هكذا تورد يا سعد الإبل )
قال وكان كلاب وكعب وعامر أبناء ربيعة بن عامر بن صعصعة أحمقين جميعا فاشترى كلاب عجلا وهو يظن أنه مهر فركبه فصرعه وركبه كعب فصرعه وركبه أخوهما عامر فثبت عليه فسمى الثابت فكان كلاب يحسبه مهرا حتى نجم قرناه
وحدثنا أبو بكر بن الأنباري قال حدثنا عبد الله بن خلف قال دخلت على إبراهيم بن محمد بن عبد الجليل وكانت له جارية يحبها وتبغضه فسامته البيع فباعها فأنشدني وهو حزين هذه الأبيات
( نأت الغداة بوصلها غرار ** فدموع عينك ما تجف غزار )
( وأستبدلت بك صاحبا ومؤانسا ** وكذا الغواني وصلهن معار )
وحدثنا أبو بكر بن الأنباري قال حدثنا إسمعيل بن اسحق قال حدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا حماد بن زياد عن كثير بن زياد عن الحسن قال قال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه الكرم التقوى والحسب المال
وحدثنا أيضا قال حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبد الله قال حدثنا أبو عبد الله بن نطاح قال حدثنا أبو عبيدة عن عبد الأعلى القرشي قال قال عبد الملك بن مروان لجلسائه أنشدوني أكرم أبيات قالتها العرب فقال روح بن زنباع
( اليوم نعلم ما يجيء به ** ومضى بفصل قضائه أمس )
( منع البقاء تقلب الشمس ** وطلوعها من حيث لا تمسي )
( تبدو لنا بيضاء صافية ** وتغيب في صفراء كالورس )
فقال له أحسنت فأنشدني أكرم بيت وصف به رجل قومه في حرب فقال قول كعب ابن مالك حيث يقول
( نصل السيوف إذا قصرن بخطونا ** قدما ونلحقها إذا لم تلحق )
قال له أحسنت فأنشدني أفضل ما قيل في الجود قال قول حاتم الطائي
( ألم تر ما أفنيت لم يك ضرني ** وأن يدي مما بخلت به صفر )
( ألم تر أن المال غاد ورائح ** ويبقى من المال الأحاديث والذكر )
( غنينا زمانا بالتصعلك والغنى ** وكلا سقاناه بكأسيهما الدهر )
( فما زادنا بغيا على ذي قرابة ** غنانا ولا أزرى بأحسابنا الفقر )
قال فمن أشعر العرب قال الذي يقول وهو امرؤ القيس
( كأن عيون الوحش حول خبائنا ** وأرحلنا الجزع الذي لم يثقب )
والذي يقول |
| |