08-23-2021
|
#97 |
بيانات اضافيه [
+
] | رقم العضوية : 6 | تاريخ التسجيل : May 2013 | العمر : 40 | أخر زيارة : منذ 4 ساعات (01:09 AM) | المشاركات : 16,402 [
+
] | التقييم : 43872 | الدولهـ | MMS ~ | SMS ~ | | لوني المفضل : Darkviolet | |
رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي ( قال الأصمعي ) خرج عمرو بن معد يكرب فلقي امرأة من كندة بذي المجاز يقال لها حبى بنت معد يكرب فلما رآها أعجبه جمالها وكمالها وعقلها فعرض عليها نفسه فقال لها هل لك في كفء كريم ضروب لهامة الرجل الغشوم موات طيب الخيم من سعد في الصميم قالت أمن سعد العشيرة قال من سعد العشيره في أرومتها الكبيره وغرتها المنيرة إن كنت بالفرصة بصيره قالت نعم زوج الحرة الكريمة ولكن لي بعلا يصدق اللقاء ويخيف الأعداء ويجزل العطاء فقال لو علمت أن لك بعلا ما عرضت عليك نفسي فكيف أنت إن أنا قتلته قالت لا أصيف عنك ولا أعدل بك ولا أقصر دونك وإياك أن يغرك قولي وأن تعرض نفسك للقتل فإني أراك مفردا من الناصر والأهل والرجل في عزة من الأهل وكثرة من المال فانصرف عنها عمرو وجعل يتبعها من حيث لا تعلم به فلما قدمت على زوجها جاء عمرو مستخفيا حيث يسمع كلامهما فسألها بعلها عما رأت في طريقها فقالت رأيت رجلا مخيلا للبأس يتعرض للقتال ويخطب حلائل الرجال فعرض علي نفسه فوصفتك له فقال ذلك عمرو ولدتني أمه إن لم يأتك مقرونا إلى جمل صعب غير ذلول فلما سمع عمرو كلامه دخل عليه بغتة من كسر خبائه فقتله ووقع عليها فلما فرغ قال لها إني لم أقع على امرأة في جمامي إلا حملت ولا أراك إلا قد حملت فإن ولدت غلاما فسميه خززا وان ولدت جارية فسميها عكرشة وأعطاها علامة ومضى عمرو فمكث بعد ذلك دهرا ثم أنه خرج بعد ذلك يوما يتعرض للقتال عليه سلاحه فإذا هو بفتى على فرس شاك في السلاح فدعاه عمرو للمبارزة فأجابه الفتى فلما اتحدا صرع الفتى عمرا وجلس على صدره ليذبحه فسأله من أنت فقال أنا عمرو فهمز الفتى عن صدره وقال أنا ابنك الخزز وأعطاه العلامة فأمره عمرو أن يسير إلى صنعاء ولا يكون ببلدة هو بها ففعل الغلام ذلك فلم يلبث أن ساد من كان بين أظهرهم فاستغووه وأمروه أن يقاتل عمرا وشكوا إليه فعله بهم فسار إلى أبيه بجمع من أهل صنعاء فلما التقيا شد كل واحد منهما على صاحبه فقتله عمرو فقال في ذلك
( تمناني ليقتلني ** وأنت لذاك معتمده )
( فلو لاقيتم فرسي ** وفوق سراته أسده )
( إذا للقيتم شثن البراثن نابيا كتده ** )
( ظلوم الشرك فيما أعلقت أظفاره ويده ** )
( يلوث القرن إذا لاقاه ** يوما ثم يضطهده )
( يزيف كما يزيف الفحل فوق شؤنة زبده ** )
( يذبب عن مشافره البعوض ممنعا بلده ** )
( ولو أبصرت ما جمعت فوق الورد تزدهده ** )
( رأيت مفاضة زغفا ** وتركا مبهما سرده )
( وصمصاما بكفي لا ** يذوق الماء من يرده )
( شمائل جده وكذاك ** أشبه والدا ولده )
( أمرتك يوم ذي صنعاء ** أمرا بينا رشده )
( فعال الخير تأتيه ** فتفعله وتتعده )
( فكنت كذي الحمير غره من عيره وتده ** )
( ولو أبصرت والبصر المبين قل من يجده ** )
( إذا لعلمت أن أباك ** ليث فوقه لبده )
( قال الأصمعي ) كان حاتم من شعراء العرب وكان جوادا شاعرا وكان شعره يشبه جوده وجوده يشبه شعره وكان حيثما نزل عرف منزله وكان مظفرا إذا قاتل غلب وإذا غنم أنهب وإذا سئل وهب وإذا ضرب بالقداح سبق وإ ذا أسر أطلق وكان يقسم بالله لا يقتل واحد أمه وكان إذا أهل الشهر الأصم وهو رجب الذي كانت العرب تعظمه في الجاهلية نحر كل يوم عشرة من الإبل فأطعم الناس واجتمعوا إليه فكان ممن يأتيه من الشعراء
الحطيئة وبشر بن أبي خازم وذكر أن أم حاتم أتيت وهي حبلى في المنام فقيل لها غلام سمح يقال له حاتم ألا قولي أحب إليك أم عشرة غلمة كالناس ليوث عند الناس ليسوا بأوغال ولا أنكاس فقالت لا بل حاتم فولدت حاتما فلما ترعرع جعل يخرج طعامه فإن وجد أحدا أكل معه وإن لم يجد أحدا طرحه فلما رأى أبوه أنه يهلك طعامه قال الحق بالإبل فخرج إليها ووهب له جارية وفرسا وفلوها فلما أتاها طفق يبغي الناس فلا يجدهم ويأتي الطريق فلا يجد عليها أحدا فبينا هو كذلك إذ بصر بركب على الطريق فأتاهم فقالوا يا فتى هل من قرى فقال حاتم تسألون عن القرى وقد رأيتم الإبل انزلوا وكان الذين بصر بهم عبيد بن الأبرص وبشر بن أبي خازم وزياد بن جابر وهو النابغة وكانوا يريدون النعمان فنحر لهم حاتم ثلاثة من الإبل فقال عبيد إنما أردنا اللبن وكانت تكفينا بكرة إذ كنت لا بد متكلفا لنا فقال حاتم قد عرفت ولكني رأيت وجوها مختلفة وألوانا متفرقة فعلمت أن البلدان غير واحدة فأحببت أن يبقى لي منكم في كل بلد ذكر فقالوا فيه شعرا يمتدحونه ويذكرون فضله فقال لهم حاتم إنما أردت أن أحسن إليكم فصار لكم علي الفضل وعلي أن أضرب عراقيب إبلي أو تقوموا إليها فتقتسموها ففعلوا فأصاب الرجل منهم تسعة وثلاثين بعيرا ومضوا على سفرهم إلى النعمان وسمع أبوه بما فعل فأتاه فقال أين الإبل فقال يا أبت طوقتك طوق الحمامة مجد الدهر وكرما لا يزال رجل يحمل لنا بيت شعر أبدا بإبلك فقال أبوه أبابلي قال نعم قال والله لا أسكن معك أبدا فخرج أبوه بأهله وترك حاتما فقال في ذلك حاتم يذكر تحول أبيه عنه
( وإني لعف الفقر مشترك الغنى ** وتارك شكل لا يوافقه شكلي )
( وشكلي شكل لا يقوم بمثله ** من الناس إلا كل ذي ثقة مثلي )
من جملة أبيات ولما تزوج حاتم ماوية وكانت من أحسن النساء لبثت عنده زمانا ثم ان ابن عم كاتم يقال له مالك قال لماوية ما تصنعين بحاتم فوالله لئن وجد ليتلفن ولئن لم يجد
ليتكلفن ولئن مات ليتركن ولدك عيالا على قومه فقالت صدقت إنه لكذلك وكانت النساء أو بعضهن يطلقن الرجال في الجاهلة وكان طلاقهن أنهن يحولن أبواب بيوتهن إن كان الباب إلى المشرق جعلنه إلى المغرب وإن كان الباب قبل اليمن جعلنه قبل الشأم فإذا رأى الرجل ذلك عرف أن امرأته طلقته وقال ابن عمه لها فأنا أنصحك وأنا خير لك منه وأكثر مالا وأنا أمسك عليك وعلى ولدك فلم يزل بها حتى طلقت حاتما فأتاها وقد حولت الخباء فقال لإبنه ما ترى أمك ما عدا عليها فقال لا أدري فهبط به بطن واد وجاء قوم فنزلوا على باب الخباء كما كانوا ينزلون فتوافى خمسون رجلا فضاقت بهم ماوية ذرعا فقالت لجاريتها اذهبي إلى مالك فقولي أن أضيافا لحاتم نزلوا بنا وهم خمسون رجلا فأرسل إلينا بناب ننحرها لهم وبوطب لبن نسقيهم وقالت لجاريتها انظري إلى جبينه وفمه فإن سابقك بالمعروف فاقبلي منه وإن ضرب بلحييه على زوره وأدخل يده في رأسه فارجعي ودعيه فلما أتته وجدته متوسدا وطبا من لبن فأيقظته وأبلغته الرسالة وقالت إنما هي الليلة حتى يعلم الناس مكانه فضرب بلحييه على زوره وأدخل يده في رأسه وقال لها اقرئي عليها السلام وقولي لها هذا الذي نهيتك عنه وأمرتك أن تطلقي حاتما من أجله فما عندي من كبيرة قد تركت العمل وما كنت لأنحر صغيرة لشحم كلاها وما عندي من لبن يكفي أضياف حاتم فرجعت الجارية وأعلمتها بمقالته فقالت لها ويلك ائتي حاتما فقولي له أن أضيافك نزلوا بنا الليلة فأرسل إلينا بناب ننحرها لهم ولبن نسقيهم فقال حاتم نعم وأبى وأنياب وقام إلى الإبل فأطلق عقلها وصاح بها حتى أتى الخباء وضرب عراقيبها فطفقت ماوية تصيح هذا الذي طلقتك فيه تترك ولدك ليس لهم شيء وأن حاتما دعته نفسه إلى بنت عفرز فأتاها يخطبها فوجد عندها النابغة ورجلا من النبيت يخطبانها فقالت لهم انقلبوا إلى رحالكم وليقل كل رجل منكم شعرا يذكر فيه فعاله وخصائله فإني أتزوج أشعركم وأكرمكم فانصرفوا ونحر كل واحد منهم جزورا ولبست بنت عفزر ثيابا لأمة لها وأتتهم فاستطعمت كل رجل منهم فأتت النبيتي فأطعمها ثيل جمله فأخذته ثم أتت النابغة فأطعمها ذنب جمله فأخذته ثم أتت
حاتما وقد نصب قدوره وهي على النار فأستطعمته فأطعمها قطعة من السنام وغير ذلك وأطعمها عظاما من العجز قد نضجت فأهدى إليها كل رجل منهم ظهر جمله وأهدى إليها حاتم مثل ما أهدى إلى جاراته فصبحوها فاستنشدتهم فأنشدها النبيتي فصيدته التي يقول فيها
( هلا سألت هداك الله ما حسبي ** عند الشتاء إذا ما هبت الريح )
فقالت لقد ذكرت جهدا واستنشدت النابغة فأنشدها
( هلا سألت هداك الله ما حسبي ** إذا الدخان تغشى الأشمط البرما )
ثم اسنتشدت حاتما فأنشدها
( أماوي قد طال التجنب والهجر ** ) |
| |