نعود مرة اخرى الى موضوعنا السلطان محمد الفاتحبعد الانتصار الكبير في موقعة فارنا عاد السلطان مراد الثاني الى عزلته
وابقى ابنه محمد على العرش
بقي السلطان محمد الفاتح في مدينة مانيسا غرب الاناظول الان
موقع مدينة مانسيا غرب تركيا الان
ظل السلطان الصغير محمد الفاتح في مانسيا
هم فرقة من امهر الجنود العثمانيين واشجعهم
وكانت هذه الفرقة ركيزة الجيش العثماني
تكونت هذه الفرقة من الاطفال الاسرى في الحروب
من الذين لايعرف لهم اب او ام فياخذهم السلطان العثماني عنده
فينشا الفتى لايعرف غير السلطان له ابا
وعندما يكبر الفتى اما ان يلحق بقصر السلطان او
في الجيش وقد تولى كثير من هؤلاء الوزارة
ووصل بعضهم الى مرتبة الصدر الاعظم اي
واما من يلتحق بالجيش فكان يختارونه بعناية لشجاعته
وحسن تصرفه في الحروب ولحكمته
ونظرا للاعداد الكبيرة التي التحقت بالجيش من هؤلاء االشباب
تكونت لهم فرقة لوحدهم سميت بالانكشارية
وتسمى باللهجة العثمانية القديمة (يكيجرى) اي الجنود الجدد
وتقرا الكلمة على الصحيح ينيجاري فكتبت في الروايات العربية انكشاري
فهي تكتب بالتركية (يكني جاري) الا ان المؤرخين العرب لم يدركو
ان الكاف لاتلفظ في التركية وان الجيم حولوه الى شين فاطلقوا عليهم لقب
انكشارية في حين ان الناس كانت تطلق عليهم اسم
الينجارية في تلك الفترة الزمنية
وظلت هذه المفردة في كتبنا العربية الى يومنا هذه
اصبح لهذه الفرقة تنظيمها وقائد لها وثكنات عسكرية وشارات ورتب عسكرية
وامتيازات كانت يمنحها لهم السلطان العثماني
تاسست هذه الفرقة في عهد السلطان اورخان الاول سنة 1324
اي قبل ان يولد السلطان محمد الفاتح ب100سنة
مع مرور الايام والسنين ازداد نفوذ الانكشارية
واصبحوا يقودون التمرد ضد الدولة للحصول على مزيد من الامتيازات
الان قوة السلاطين في تلك الفترة كانت تحجم نفوذهم وتقودهم الى الجهاد
حتى لاتخسر الدولة هذه القوة الهائلة لكن خطرها استفحل مع ضعف السلاطين
واصبحوا عامل هدم للدولة العثمانية حتى قضى عليهم السلطان محمود الثاني نهائيا
قلنا ان الانكشارية ثاروا كعادتهم على الامير الصغير محمد الفاتح وازدرؤه
فعاد ابوه اليه السلطان مراد الثاني واستطاع اخماد ثورة الانكشارية
ووجههم الى حرب اليونان وجزءا من بلاد الصرب
واستطاعوا فتح بلاد جديدة ضمت الى الدولة العثمانية
قام به السلطان محمد في الفترة التي قضاها في مدينة مانيسا، بالزواج من "أمينة گلبهار" ذات الجذور اليونانية النبيلة، من قرية "دوفيرا" في طرابزون، والتي توفيت بعد ذلك عام 1492 بعد أن أنجبت ولي العهد السلطان بايزيد الثاني
تزوج السلطان بزوجته الثانية "ستّي مكرم خاتون" الأميرة من سلالة ذي القدر التركمانية
قام محمد الفاتح خلال المدة التي قضاها في مانيسا، بضرب النقود السلجوقية باسمه، وفي أغسطس أو سبتمبر من عام 1449، توفيت والدته،وبعد هذا بسنة، أي في عام 1450، أبرم والده صلحًا مع "اسكندر بك"، أحد أولاد "جورج كستريو" أمير ألبانيا الشمالية الذين كان السلطان مراد الثاني قد أخذهم رهائن وضمّ بلاد أبيهم إليه بعد موته. وكان اسكندر المذكور قد أسلم، أو بالأحرى تظاهر بالإسلام لنوال ما يكنه صدره وأظهر الإخلاص للسلطان حتى قرّبه إليه، ثم انقلب عليه أثناء انشغاله بمحاربة الصرب والمجر، وبعد عدد من المعارك لم يستطع الجيش العثماني المنهك استرجاع أكثر من مدينتين ألبانيتين، فرأى السلطان مصالحة البك ريثما يعود ليستجمع جيشه قوته ثم يعود لفتح مدينة(آق حصار)
نكمل المرة القادمة ان شاء الله