الموضوع
:
أدب الداعية مع أهل بيته تطبيقا لشرع الله عز وجل وسنة نبيه
عرض مشاركة واحدة
#
1
12-31-2021
إدارة قناة اليوتوب
قـائـمـة الأوسـمـة
لوني المفضل
Darkturquoise
رقم العضوية :
426
تاريخ التسجيل :
Mar 2014
فترة الأقامة :
3717 يوم
أخر زيارة :
منذ ساعة واحدة (09:27 PM)
المشاركات :
16,181 [
+
]
التقييم :
9330
معدل التقييم :
بيانات اضافيه [
+
]
أدب الداعية مع أهل بيته تطبيقا لشرع الله عز وجل وسنة نبيه
أدب الداعية مع أهل بيته تطبيقا لشرع الله عز وجل وسنة نبيه
دعوة إبراهيم - عليه السلام - لأبيه أنموذجًا
الوالدانِ أقربُ الناس، وألصقُهم بالنفس، وأحبُّهم للقلب، وأولى بالبِرِّ والنصح، فالدعوة والتحبُّب إليهم لها طابعٌ خاص، لا بدَّ أن يغلف بالرِّفق واللِّين والرحمة، وهذا ما سعَى إليه إبراهيم - عليه السلام - في دعوتِه لأبيه، ابتدأ خطابَه بذِكْر أُبوته الدالَّة على توقيره، ولم يسمِّه باسمه، ثم أخرج الكلام معَه مخرجَ السؤال، فقال
:
(
يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لاَ يَسْمَعُ وَلاَ يُبْصِرُ وَلاَ يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا
﴾ مريم: 42
ولم يقل: لا تعبُد
ثم استمرَّ بالتحبب والملاطفة، فقال:
﴿
يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا
*
يَا أَبَتِ لاَ تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا
﴾
مريم: 43 - 44
.
قال السَّعديُّ - رحمه الله
-:
وفي هذا الخِطاب مِن اللطف واللين، ما لا يخفَى، فإنَّه لم يقل
: "
يا أبت أنا عالِم، وأنت جاهِل
"
، أو
"
ليس عندك مِن العلم شيء
"
،
وإنما صاغ الخِطاب، بأنا عندي وأنت عندَك عِلم، ولكن الذي وَصَلني لم يصلْك، فينبغي أن تتَّبع الحُجَّة
.
ثم قال
:
﴿
يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا
﴾
[
مريم: 45]،
والتعبيرُ بالخوف الدالِّ على الظنِّ دون القطْع تأدُّب مع
الله
تعالى، بألا يُثبت أمرًا فيما هو من تصرُّفِ الله، وإبقاء للرجاء في نفْس أبيه؛ لينظرَ في التخلُّص من ذلك العذاب، بالإقلاع عن عِبادة الأوثان، ونَسَب الخوف لنفْسه دون أبيه؛ شفقةً عليه، وذكر لفظة ﴿
يَمَسَّكَ
﴾الذي هو ألطف مِن غيره، ثم ذَكَر الرحمن، ولم يقل الجبَّار، ولا القهَّار
.
فذِكْر الخوف ونكر العذاب درسٌ للدُّعاة الذين يتسرَّعون في إصدار الأحكام على آحادِ المدعوِّين، ولا يتورَّعون عن تخويفهم وتَرهيبهم، حتى يدفعوهم دفعًا إلى اليأس والقُنوط مِن رحمة الله
.
واستمرَّتْ هذه الشفقة والرحمة مِن
إبراهيم
-
عليه السلام - بوالده حتى في عَرَصات يوم القيامة، حين يَلْقاه وهو على تلك الحال مِن البؤس والنَّكد والشقاء، فيذُكِّره بنصحه إيَّاه في الحياة الدنيا، وكيف نهاه عن عِصيانه، فيقول: اليومَ لا أَعصيك يا إبراهيم! فيُخاطِب إبراهيمُ ربَّه مطالِبًا إياه أن يفي له بما وعَده به في الدنيا، فقد وعدَه ألاَّ يُخزيَه في الموقف العظيم
.
قال تعالى
﴿
وَلاَ تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ
*
يَوْمَ لاَ يَنْفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ
*
إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ
﴾
[
الشعراء: 87 - 89]
فيقول لربِّه في ذلك اليوم:
يا ربِّ، إنَّك وعدتَني
ألا تُخزيني يومَ يبعثون، فأيُّ خِزي أخْزَى من أبي الأبَعَد؟
!
،
إنَّك إن أدخلتَ أبي النار، فيَراه مَن يعرِفه مِن أهل النار، وقد يَراه من يَعرِفه مِن أهل الجنَّة فيعلمون أنَّه أبي، فأُخزى به، فيقول ربُّ العزة والجلال لإبراهيم
"
إنِّي حَرَّمْتُ الجَنَّةَ على الكافِرِينَ"،
وهو قول لا استثناءَ له، ولكنَّه يُحقِّق النجاةَ
لإبراهيم
مِن الخزي بغير إدْخال والدِه الجنة، فقد مسخَه ذيخًا
متلطِّخًا بقاذوراته وأوساخِه، وعندَ ذلك تتلاشَى الرحمة التي في قلْب إبراهيم لأبيه وتتوارَى، فالجنة ليستْ محلاًّ لمثل هذه القاذورات والأوساخ، ووالده قد تلطَّخ بنجاسات الشِّرْك، وأوساخ الذُّنوب، ومكان مِثل هذه القاذورات النار
فحريٌّ بالداعي الموفَّق اليوم أن يسلُكَ هذا المسلك في مخالطتِه لأفراد أهل بيتِه،
مِن التحبُّب والتلطُّف، فهم الذين يَقضي معهم صدر حياته، ويُشاركهم في جميعِ شؤون حياتِهم وأثناء اللَّيْل والنَّهار، فخلطتهم ودعوتهم والإحسان إليهم آكَد، عن كليب بنُ مَنْفَعَةَ عن جَدِّهِ أنَّهُ أتَى النَّبيَّ - صلَّ
الله
عليه وسلَّم - فقال:
يا رسولَ الله، مَنْ أَبَرُّ؟ قالَ: أُمَّكَ وَأَباكَ، وأُخْتَكَ وَأَخاكَ، ومَوْلاكَ الَّذي يَلِي ذاكَ حَقٌّ واجِبٌ ورَحِمٌ مَوْصولَةٌ
"
.
فالأُسرة
ميدانٌ خصْب من ميادين الدعوة لهذا الدِّين، وأوَّل المخالطة والجهْد الدعوي ينبغي أن يُوجَّه إلى البيت، وما نرَى اليوم مِن مظاهر انحراف بعضِ الشباب وضياعهم إلا بسببِ إهمال جانب الدَّعْوة في البيوت، والتقصير في أداء مهمَّة التربية والإصلاح
.
أحاديث عن حياة النبي صل
الله
عليه وسلم في
بيته
ومعاملته للصغير
عن الأسود قال: سألت عائشة رضي
الله
عنها: ما كان النبي صل
الله
عليه وسلم يصنع في بيته؟ قالت: كان يكون في مهنة أهله - تعني: خدمةَ أهله - فإذا حضرَتِ الصلاة خرج إلى الصلاة
.
دلل الحديث
على أمور هامة منها
1_
ما كان عليه النبي صل
الله
عليه وسلم من اللين والتواضع، والبعد عن التنعُّم والترفُّه
.
_2
امتهان النفس، وعدم ترفُّعِها
.
_3
تربية النفس، وتربية جيل الصحابة، ومن بَعْدَهم، على ألا يَخلَدوا إلى الرفاهية المذمومة
.
_4
هكذا كان صل
الله
عليه وسلم
في بيته
، فهو دائمًا في خدمة أهله
.
_5
البساطة والسهولة في البيت
.
_6
التعاون مع أهل البيت، حتى يكون البيت مجموعة واحدة متكاملة
.
_7
ما أجمل أن يكون البيت بيئةً نَشِطة، وفاعلة، ومثمرة؛ فالبيت الآمن هو المحضن الأول للتربية، فإذا صلح البيت، عاد ذلك بالخير على كل ساكنيه
.
8_
إن ما نجده اليوم من
التفكُّك الأُسري
وضياع الأطفال، سببه الأكبر عدم التعاون بين ساكني البيت، فالأب في جهة، والأم في جهة، وبالتالي الأبناء يتطلَّعون إلى جهات أخرى خارجية، وغالبًا ما تكون غيرَ آمنة
.
- 9
حرص التابعين على معرفة أحوال نبيِّهم صل
الله
عليه وسلم
.
10_
حرص
عائشة
رضي
الله
عنها، على نشر العلم، ولو كان خاصًّا بالنبي صل
الله
عليه وسلم؛ لأننا مأمورون بالاقتداء به صل
الله
عليه وسلم في جميع أحواله
.
حسن معاشرة النبي
- صل
الله
عليه وسلم -
لأهل بيته
عن أنس - رضي
الله
عنه - قال: كان رسول
الله
- صلى
الله
عليه وسلم - يلاعب زينب بنت أم سلمة ويقول: (يا زوينب، يا زوينب) مرارًا
.
دلل الحديث
على أمور هامة منها
1-
اهتمام النبي - صل
الله
عليه وسلم - بالصغار، وإعطائهم جزء من وقته، رغم مشاغله الجسيمة.
2-
ملاعبة الصغار تدخل السرور على قلوبهم.
3-
تصغير الاسم من باب التمليح والإيناس والتحبيب للصغير.
4-
حسن المعاشرة من قبل النبي - صل
الله
عليه وسلم - لأهل بيته، والتي يفتقدها الكثير من الناس في العصر الحاضر.
5-
مناداة الصغير باسمه مما يعطي له وجودًا واعتبارًا.
6-
طهر
الله
قلب
نبيه
من الفحش، والكبر، وجبله على التواضع.
7-
على الوالد في البيت أن يعود نفسه على مناداة أبنائه كل باسمه، أو الكنية التي يحبها، وبالعبارات الجميلة، حتى لا يسمعوا منه إلا حسنًا، مما يعود أثره الإيجابي على ألسنتهم، فيحاكونه. لا يسمعون منه، ويتلفظ به، وهذا الكلام كما نقوله للأب فهو ينطبق تمامًا على الأم.
8-
الكلمات الطيبة، والعبارات الجميلة من الوالدين، تعطر جو الدار، وتنشر عبير الود، وتنثر سنابل السلام، وتغرس في نفوس الأبناء الحب والخير.
عَنْ أَنَسٍ - رضي
الله
عنه -: كَانَ غُلاَمٌ يَهُودِيٌّ يَخْدُمُ النَّبيَّ -صل
الله
عليه وسلم-، فَمَرِضَ، فَأتَاهُ النَّبيُّ - صل
الله
عليه وسلم - يَعُودُهُ، فَقَعَدَ عِنْدَ رَأسِهِ، فَقَالَ لَهُ : ((أسْلِمْ)) فَنَظَرَ إِلَى أبِيهِ وَهُوَ عِنْدَهُ؟ فَقَالَ: أَطِعْ أَبَا القَاسِمِ، فَأسْلَمَ، فَخَرَجَ النَّبيُّ -صل
الله
عليه وسلم-، وَهُوَ يَقُولُ ((الحَمْدُ للهِ الَّذِي أنْقَذَهُ منَ النَّارِ)).
دلل الحديث
على أمور هامة منها
1-
تواضع النبي - صل
الله
عليه وسلم -.
2-
جواز خدمة الكافر للمسلم.
3-
خدمة الصغير للكبير.
4-
حرص النبي -صل
الله
عليه وسلم- على هداية الناس، ومنهم هذا الغلام.
5-
على المسلم ألا ييأس، ويقنط من رحمة
الله
وفضله.
6-
أهمية الدعوة إلى الله.
7-
فضل طاعة الوالدين، وأنها لا تأتي إلا بخير.
8-
فرحة النبي صل
الله
عليه وسلم وابتهاجه بإسلام الصبي.
6-
زيارة النبي - صل
الله
عليه وسلم - وهو الرسول والقائد العظيم لهذا الغلام الصغير، والذي ليس له تأثير في المجتمع، ولا يؤبه له، كان له الأثر الكبير على والده مما جعله يبادر لابنه سريعًا بقوله "أطع أبا القاسم". فمثلًا:
زيارة الشيح لتلميذه، لها أثر كبير في رفع همته، ويبقى أثر هذه الزيارة حدثًا محفزًا في حياته، ورمزًا حاضرًا في ذاكرته.
10-
جواز عيادة المسلم للكافر الجار له من
بيته
إذا مرض.
11-
حسن العهد من النبي - صل
الله
عليه وسلم - لجاره اليهودي.
12-
عرض الإسلام على الصغير، وصحته منه.
المصدر:
منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد
آخر تعديل عطر الجنة يوم 12-31-2021 في
02:19 AM
.
زيارات الملف الشخصي :
506
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل : 4.35 يوميا
MMS ~
عطر الجنة
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى عطر الجنة
البحث عن كل مشاركات عطر الجنة