الموضوع
:
لا تختلفوا فتختلف قلوبكم
عرض مشاركة واحدة
#
1
01-05-2022
إدارة قناة اليوتوب
قـائـمـة الأوسـمـة
لوني المفضل
Darkturquoise
رقم العضوية :
426
تاريخ التسجيل :
Mar 2014
فترة الأقامة :
3716 يوم
أخر زيارة :
منذ 2 يوم (04:00 PM)
المشاركات :
16,180 [
+
]
التقييم :
9330
معدل التقييم :
بيانات اضافيه [
+
]
لا تختلفوا فتختلف قلوبكم
لا تختلفوا فتختلف قلوبكم
إن أصدق الحديث كتابُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ محمد صل الله عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكلَّ ضلالةٍ في النار.
الاختلافات والخصومات بين الناس، بين المسلمين والمسلمات، بين المؤمنين والمؤمنات أمر طبيعي، لكن العاقل يتدارك هذا الأمر، فيدع المشاكل في مكانها، ويئدها في مهدها، ولا يجري ورائها؛ لأنها تتفاقم، فإذا تفاقمت كبرت، وتعسرت حتى على العقلاء والحكماء، ويبدأ الأمر من مشاكل بين رجل وامرأة،
شاب وفتاة، خاطب وخطيبته، وقد قال صل الله عليه وسلم:
«
لاَ تَخْتَلِفُوا، فَإِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ اخْتَلَفُوا فَهَلَكُوا
»، (خ) (2410).
يفرح الشاب إذا وجد فتاةَ أحلامِه، وتفرح الفتاة إذا تقدم لخطبتها فارسُ أحلامها، الخاطبُ ومخطوبتُه، وهذه بداية الحياة الزوجية، وبعد الوفاق والاتفاق؛ يبدأ الاختلاف على أمور بسيطة يمكن تلافيها، والتغاضي عنها، مثل الاختلاف على قدر المهر المعجّل والمؤجّل، أو بدعةِ عفش البيت، أو صالةِ الأفراح، أو بطاقاتِ الدعوات، أو عددِ السيارات الناقلة ونوعِها، أو كيفيةِ إقامةِ الحفل، وعددِ (المعازيم) أي المدعوين من أهله أو أهلها، ونوعيةِ وقدرِ المطعومِ والمشروب الذي سيوزع... إلى غير ذلك من الأمور الثانوية الهامشية.
لقد رفضت مخطوبةٌ خاطبَها، وعندما طلبوا مني الوساطةَ -
وهي قصة واقعية- وجدتُ أن الخاطبَ عندما أراد أن يعلمَها تلاوةَ القرآن أثناء الخِطبة؛ اعترضَ على بعضِ مخارجِ الحروف عندها، كما أخبرتني هي بذلك، فحصلت النفرة والافتراق.
ورفض خاطب مخطوبته؛ لأنه اشتُرِط عليه المداومة على الصلاة.
ورفضوا خاطبَ أختهم؛ لأن شعرَه طويلٌ رفض قصَّة أو تقصيرَه... وهكذا.
إنَّ المخطوبةَ إذا رفضت الخاطبَ
وحصل الفراق، فلا شيء لها ولا عليها، وإن كان الرفض من الخاطب فطلَّقها؛ فلا له ولا عليه قبل تسمية المهر، ولكن! إن سُمِّيَ المهرُ وبُتَّ فيه؛ فلها النصفُ؛ إلاَّ إن كان هناك عفوٌ وصفح،
قال سبحانه ﴿
وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلاَّ أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ
﴾ [البقرة: 237].
وإن طلقها بعد الدخول وكرهها هو؛ فلها المهر كاملا، ويكون الدخول بالخلوة وإرخاء الستور، هذا قبل الزواج والزفاف.
أما النزاعات بعد الزواج؛
فحدِّث ولا حرج، قبل الزواج يكون الزوج منشرحا، مسرورا فرِحا، يُتعِب نفسَه بجمعِ المهر، وتجهيزِ البيت، وإقامة الوليمة، وغير ذلك مما يكلِّفُ الأزواجُ بها أنفسَهم، وما تطلبُه مخطوبته منه يُنَفِّذُه فورا، وكأنَّه حملٌ وديع، وزوجُ المستقبلِ المطيع، فعندما وصلت فتاةُ أحلامِه إليه، وأَمْسَتْ بين يديه، أصبحَ عليها أسدًا غضنفرا، وشجاعًا لا يشقُّ له غبار، ولإثباتِ رجولته، وتعريفِها مدى فحولتِه، يصفعُها ويلطمُها،
وفي وجهها يلْكُمُها، ويرفسها وبرجله يركُلُها، ويعلوها بالدِّرَّةِ، ويمشُقُها بالسَّوْطِ، ويخْفِقُها بالنَّعْلِ والحذاء، ناهيك عن الألفاظ النابية؛ من سبِّها ولعنِها، وسبِّ أبيها وأهلِها، أو وصفِها وأهلِها بالحيوانات الدنيئة، والألقابِ القبيحة، والأوصاف الذميمة.
شكت امرأةٌ زوجَها؛
الذي ضربها فجعلَ وجهَها مرتفعاتٍ ومنخفضاتٍ مختلفًا ألوانُها، فهي جُدَدٌ زرقٌ، وخضرٌ وغرابيبُ سودٌ، - إن صح التعبير - وكأنّ روحَ هذا الزوجِ ونفسَه وإنسانيتَه غاب عنها إيمانُها، وبخِلَت بعفوِها وصفحِها وإحسانِها، لم يجدْ عصًا مناسبة، أو هراوةً مواتية، فاقتلع رجلَ السرير وقائمتَه، فراغَ عَليها ضربًا بِاليمينِ، وكأنه ينفذ قوله تعالى
﴿
وَاضْرِبُوهُنَّ
﴾ [النساء: 34]؛
بل كأنّه جلاّدٌ وسجَّان يؤدِّي وظيفته، ونسي قولَ رسولِه صَلَّ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ". مسلم (1218).
وقولِه:
«لاَ يَجْلِدُ أَحَدُكُمُ امْرَأَتَهُ جَلْدَ العَبْدِ، ثُمَّ يُجَامِعُهَا فِي آخِرِ اليَوْمِ». البخاري (5204).
ونسي "... أَلَا وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا، فَإِنَّمَا هُنَّ عَوَانٍ عِنْدَكُمْ.."، (ت) (3087).
ونسي و "أَنْ تُطْعِمَهَا إِذَا طَعِمْتَ، وَتَكْسُوَهَا إِذَا اكْتَسَيْتَ،
أَوِ اكْتَسَبْتَ، وَلَا تَضْرِبِ الْوَجْهَ، وَلَا تُقَبِّحْ، وَلَا تَهْجُرْ إِلَّا فِي الْبَيْتِ"، قَالَ أَبُو دَاوُدَ: "وَلَا تُقَبِّحْ" أَنْ تَقُولَ: قَبَّحَكِ اللَّهُ،
(د) (2142)، (د) (2143)، (2144) (جة) (1850)، (حم) (20011).
فضربها هذا الضربَ المبرِّحَ لأسباب تافهة؛ من قلة العقل والجهالة والسفاهة.
عَنْ لَقِيطِ بْنِ صَبْرَةَ رضي الله عنه
... قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ!
إِنَّ لِي امْرَأَةً وَإِنَّ فِي لِسَانِهَا شَيْئًا -يَعْنِي الْبَذَاءَ-.
قَالَ صَلَّ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَطَلِّقْهَا إِذًا»، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّ لَهَا صُحْبَةً، وَلِي مِنْهَا وَلَدٌ ، قَالَ: فَمُرْهَا يَقُولُ: "عِظْهَا فَإِنْ يَكُ فِيهَا خَيْرٌ فَسَتَفْعَلْ، وَلَا تَضْرِبْ ظَعِينَتَكَ"
-أي زوجتك
- "كَضَرْبِكَ أُمَيَّتَكَ".
الحديث في سنن أبي داود (142)،
وعند ابن حبان:
"وَلَا تَضْرِبْ ظَعِينَتَكَ كَضَرْبِكَ إِبِلَكَ".
صحيح ابن حبان (4510)،
أي لا يضربها كما يضرب العبد والحيوان، فالضرب المباح هو الضرب غير المبرِّح؛ الذي لا يكسر عظما، ولا يمزق لحما، ولا يسيل دما، هذا إن كانت المرأة من أهل الضرب وتستحقه، وهذا من جانب الزوج.
أما من جانب الزوجات؛
فمنهن من تجلبُ المشاكلَ لزوجها، وتحوِّلُ البيتَ الهادئَ إلى بيتٍ يعجُّ بالنكد، والصراخِ والزعيق، وترفع صوتها على زوجها بما يشبه الشهيقَ والنهيق، وربما خرجت إلى بيت أبيها، تاركةً وراءَها أطفالَها ورضيعَها، لتضغط على زوجهِا وأهلِه، فإن تأخَّروا عن الجري وراءَها يوما أو يومين، ليطلبوا رضاها ورجوعَها؛ فلا تسألْ عن حزنها وندمِها، وبكائها على فراق أطفالها، فكيف لو علمت أن زوجها يسعى للخلاص منها، وحدَّد موعدًا عند المحكمة
لفراقِها وطلاقِها؟! وكيف حالُها عند استلامها ورقةَ طلاقِها
، ثم تعلم بعد ذلك هذه الزوجة؛ أن زوجَها الذي كان زوجَها
قد خطب وتزوج غيرها؟
كيف حالُ أطفالِها وأولادِها عندما كانت هي سببًا للفراق والطلاق؟ وربما تبعث من طرفٍ خفيٍّ مَنْ يسعى لإرجاعها إلى أطفالها!
عَنْ مَعْمَرٍ رضي الله عنه قَالَ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى الْحَسَنِ -البصري-
، فَقَالَتْ : يَا أَبَا سَعِيدٍ! لَا وَاللَّهِ مَا خَلَقَ اللَّهُ شَيْئًا أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ زَوْجِي، وَإِنَّهُ لَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ مَا فِي الْأَرْضِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ، فَهَلْ تَأْمُرُنِي أَنْ أَخْتَلِعَ؟ فَقَالَ الْحَسَنُ: (كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّ الْمُخْتَلِعَاتِ هُنَّ الْمُنَافِقَاتُ.
قَالَ: فَضَرَبَتْ رَأْسَهَا بِيَدِهَا، فَقَالَتْ: إِذًا أَصْبِرُ عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ تَعَالَى)، فَقَالَ الْحَسَنُ: يَرْحَمُهَا اللَّهُ! مَا كُنْتُ أَرَى أَنْ تَفْعَلَ.
مصنف عبد الرزاق الصنعاني (6/ 514، رقم 11890).
أما المنازعات والاختلافات الغريبة، والمخاصمات العجيبة
،
أن تحصل بين الابن وأبيه، أو بين البنت وأمها، فالوالد الذي لا يعدل بين أولاده، خالف أمر رَسُولِ اللَّهِ صَلَّ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الذي قال: «اعْدِلُوا بَيْنَ أَوْلادِكُمُ، اعْدِلُوا بَيْنَ أَبْنَائِكُمْ»،
د (3544)، س (3687)،
فبالظلم والجور أوغر صدورَ أولادِه، وأفسدَ قلوبهم، وأحدثَ بينهم العداوة والبغضاء:
فهذه بنت تدعو على والدها؛
لأنه كتبَ كلَّ أموالِه لأبنائِه الذكور وحرم الإناث، ولم يبقِ لهنّ شيئا.
وأخريات حرمهنّ آباؤهنّ وإخوانهنّ من الزواج حتى لا تذهب التركات والمواريث والأموال من بين أيديهم إلى الأغراب، مخالفين بذلك نداء الله وأمرَه جل جلاله ﴿
يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ
﴾ [النساء: 19] -
والعضل
منع المرأة من الزواج -
﴿
لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ...
﴾ [النساء: 19].
وهذا ولدٌ موظَّف يقهره والده، فيأخذ من وظيفته لإبنه المتقاعس الكسول، لا لحاجة الوالد للنفقة فهي واجبة على الأولاد تجاه والديهم، فيعيش الولد المقهور في غصة من حياته، وحقد على أخيه، ويرحم والده الذي خالف أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالعدل بين الأولاد ذكورا وإناثا.
وطاعة الوالدين
وإن ظلموا فريضة على الأولاد، فريضة بعد طاعة الله سبحانه وتعالى ورسوله صل الله عليه وسلم،
قال سبحانه وتعالى ﴿
وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا
﴾
[الإسراء: 23، 24].
فإن أمراك بما حرم الله سبحانه وتعالى فـ«لا طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ، إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ». م (1840)،
وقال سبحانه ﴿
وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ
﴾ [العنكبوت: 8]،
وقال تعالى ﴿
وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ
﴾. [لقمان: 15].
وكما جمع الطائع لله، والطائع لرسول الله صل الله عليه وسلم، والطائعُ لوالديه مع أهل الصلاة وأهل الجهاد، فـ"الْوَالِدُ أَوْسَطُ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ". صحيح الترغيب (2486)،
و"من سرَّه أن يُمَدَّ له في عُمُرِه، ويُزادَ في رزقه، فليبرَّ والديه، وليصل رحمه". حسنه لغيره في صحيح الترغيب (2488).
وإن أردت رضا الله عليك بإرضائهما، كما قال عليه الصلاة والسلام: "رِضَى الرَّبِّ فِي رِضَى الْوَالِدِ، وَسَخَطُ الرَّبِّ فِي سَخَطِ الْوَالِدِ". (ت) (1899)، الصَّحِيحَة (516).
إذا جمع هذا البارُّ مع الأبرار، فقد جُمِع العاقُّ لوالديه مع أهلِ الكبائر، والقتلةِ والحلاّفين أيمانَ الغموس، والفرَّارين من سبيل الله يوم الزحف، والذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات، ويجمع العاق مع السحرة، وأكلة الربا، وأكلة أموال اليتامى ظلما، ويجمع مع مدمني الخمر، والمنانين في عطائهم، ويجمع مع الثلاثة الذين "... لَا يَنْظُرُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: الْعَاقُّ لِوَالِدَيْهِ، وَالْمَرْأَةُ الْمُتَرَجِّلَةُ، وَالدَّيُّوثُ"، (س) (2562).
ولقد وصل العقوق أوجَه
عند عندما يعصي الولدُ أبويه اللذين يأمرانه بعبادة الله جل جلاله، ويكذِّب بيوم القيامة،
كما قال سبحانه ﴿ وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ ﴾ [الأحقاف: 17] - يعني أعود يوم القيامة -
﴿
وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ
﴾ [الأحقاف: 17، 18].
العقوق !
يمنع أهلَه ويمنع صاحبَه من مرافقة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وإن صلى وصام وأدى الأركان،
فعَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ الْجُهَنِيِّ رضي الله عنه،
قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ! شَهِدْتُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، وَصَلَّيْتُ الْخَمْسَ، وَأَدَّيْتُ زَكَاةَ مَالِي، وَصُمْتُ شَهْرَ رَمَضَانَ . فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ مَاتَ عَلَى هَذَا، كَانَ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ،
هَكَذَا" - وَنَصَبَ إِصْبَعَيْهِ - صل الله عليه وسلم-؛ "مَا لَمْ يُعَقَّ وَالِدَيْهِ». حم (24009)، انظر صحيح الترغيب (2515).
"لَا تُشْرِكْ بِاللهِ شَيْئًا وَإِنْ قُتِلْتَ وَحُرِّقْتَ، وَلَا تَعُقَّنَّ وَالِدَيْكَ، وَإِنْ أَمَرَاكَ أَنْ تَخْرُجَ مِنْ أَهْلِكَ وَمَالِكَ"،.. الحديث.
حم (22075)، صحيح الترغيب (2516).
وينشأ التنازع بين الإخوة؛
بسبب الغيرة بين النساء، أو الأطفال والأولاد، ونحو ذلك، فتتفرق الأسرة وتتشتت العائلة؛ فهذا أخٌ يعتدي بسبب ذلك على أخيه، فيحصل رفع الأصوات، وتخريب الممتلكات، والضربُ ورفعُ السلاح، وقد يصل إلى القتل، ثم السجن ودفع التعويضات، ويكمن في النفوس المريضة الأخذ بالثأر ولو بعد حين.
والتحصُّن من ذلك قبل وقوعه، فالوقاية خير من العلاج، إذا نقل إلينا نساؤنا وأولادُنا ما غاب عنا من أخبار الجيران، فنولي هذا الأمر باهتمام في الظاهر، حتى نمتصَّ غضبَهم، والعزم على الإصلاح في الباطن، دون تصديق كلِّ ما يقال من الولد والزوجة، فإن تعسَّر أمرُ الإصلاح داخليًّا؛ نتجه إلى أهل الحلِّ والعقد من أهل الخير والإصلاح، فيسود الحب والوئام، إن صلحت النوايا صلحت الأعمال.
فهذه أخت ترفع القضية تلوَ القضية على إخوانها؛ الذين يريدون أكل ميراثها من والدها، فالمحاكم المدنِيَّة تغصُّ بملفاتٍ ومجلداتٍ من هذا النوع من القضايا، وأصحابُ الدواوين وأهلُ الإصلاح يسعونَ مواصلينَ ليلَهم بنهارهم، ليفضُّوا مثلَ هذه النزاعات، وأبناءُ الأخوات يطالبون بحقوق أمهاتِهم من أخوالهم،
فحصلَ التنافرُ والتقاطعُ والتدابر، بل وصلَ الأمرُ في بعض الأحيان إلى جرائم التزوير، أو الاعتداء بالضرب أو حتى القتل،
"
عافانا الله وإياكم من كل ما يغضب ربنا سبحانه وتعالى
."
المصدر:
منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد
زيارات الملف الشخصي :
506
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل : 4.35 يوميا
MMS ~
عطر الجنة
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى عطر الجنة
البحث عن كل مشاركات عطر الجنة