الموضوع
:
تعريف الإيمان عند أهل السنة وهل يزيد وينقص وفوائده وآثاره وثمراته
عرض مشاركة واحدة
01-10-2022
#
3
إدارة قناة اليوتوب
بيانات اضافيه [
+
]
رقم العضوية :
426
تاريخ التسجيل :
Mar 2014
أخر زيارة :
منذ 9 ساعات (11:40 PM)
المشاركات :
16,207 [
+
]
التقييم :
9330
MMS ~
لوني المفضل :
Darkturquoise
رد: تعريف الإيمان عند أهل السنة وهل يزيد وينقص وفوائده وآثاره وثمراته
قطعُ الشكوكِ التي تضرُّ بالدين:
منها أنَّ الإيمانَ يقطعُ الشكوكَ التي تعرِضُ لكثيرٍ من الناس، فتضرُّ بدينهم، قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا} [الحجرات :15] أي: دفعَ الإيمانُ الصحيحُ الذي معهم الرَّيْبَ والشكَّ الموجود، وأزاله بالكلية، وقاومَ الشكوكَ التي تُلْقِيها شياطينُ الإنس والجن، والنفوسُ الأمّارةِ بالسوء، فليس لهذه العلل المهلِكَةِ دواءٌ إلاَّ تحقيقُ الإيمانِ.
ملجأ المؤمنين:
من ثمراتِ الإيمان وفوائدِه، أنَّ الإيمانَ ملجأُ المؤمنين في كلِّ ما يلمُّ بهم، من سرورٍ، وحزنٍ، وخوفٍ، وأمنٍ، وطاعةٍ، ومعصيةٍ،
وغيرِ ذلك من الأمور:
1- يلجؤون إلى الإيمان عند المكارِه والأحزانِ،
فيتسلّون بإيمانهم وحلاوته، ويتسلّون يما يترتّب على ذلك من الثوابِ، ويقابِلونَ الأحزان والقلق براحة القلب والرجوع إلى الحياة الطيبة المقاومة للأحزان والأتراح.
2- يلجؤون إلى الإيمانِ عند الخوف
، فيطمئنون إليه، ويزيدهم إيمانًا وثباتًا، ويضمحِلُّ الخوفُ الذي أصابهم، كما قال تعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ*فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ*}
[آل عمران: 173 ـ 174].
3- يلجؤون إلى الإيمان عند الأمن،
فلا يُبْطِرُهم، ولا يُحْدِثُ لهم الكبرياء، بل يتواضعون، ويعلمون أنّه من الله، ومن فضلِه، وتيسيره، فيشكرون الذي أنعمَ بالسبب والمسبب.
4- يلجؤون إلى الإيمان عند الطاعة، فيتعرّضون بنعمة الله عليهم بها، ويحرصون على تكميلها.
المنع من الوقوع في الموبقات المهلكة:
إن الإيمانُ الصادقُ الصحيحُ، يصحبُهُ الحياءُ مِنَ الله، والحبَّ له، والرجاء القويّ لثوابه، والخوف من عقابه، والنور الذي ينافي الظلمة، وهذه الأمورُ التي هي من مكمّلات الإيمانِ لا ريبَ أنها تأمرُ صاحبَها بكلِّ خير، وتزجره عن كلِّ قبيحٍ، فأخبر أنَّ الإيمانَ إذا صحبَه عند وجود أسباب هذه الفواحش، فإنَّ نورَ إيمانه يمنعه من الوقوع فيها، فإنَّ النورَ الذي يصحب الإيمانَ الصادقَ، ووجودَ حلاوةِ الإيمانِ، والحياءَ مِنَ اللهِ، الذي هو من أعظم شعب الإيمان، بلا شك، يمنعُ من مواقعةِ هذه الفواحش.
الشكر والصبر:
إن الشكرُ والصبرُ هما جِماعُ كلِّ خيرٍ، فالمؤمنُ مغتَنِمٌ للخيرات في كلِّ أوقاته، رابحٌ في كلِّ حالاته. فيجتمع للمؤمن عند السرّاء نعمتان: نعمةُ حصولِ ذلك المحبوب، ونعمةُ التوفيق للشكر الذي هو أعلى من ذلك، وبذلك تتمُّ عليه النعمة. ويجتمعُ له عند الضّراء ثلاثُ نعم: نعمةُ تكفيرِ السيئات، ونعمةُ حصولِ مرتبة الصبر، التي هي أعلى من ذلك، ونعمةُ سهولةِ الضرّاء عليه؛ لأنّه متى عرفَ حصولَ الأجرِ والثوابِ والتمرن على الصبر هانت عليه وطأةُ المصيبةِ، وخفّ عليه حملها.
تأثيرُه على الأعمال والأقوال:
ومن فوائد وثمرات الإيمان، أنَّ جميعَ الأعمال والأقوالِ إنّما تصحُّ وتكمُلُ بحسب ما يقومُ بقلبِ صاحبها من الإيمانِ والإخلاصِ، ولهذا ذكر الله هذا الشرطَ الذي هو أساسُ كلِّ عمل، مثل قوله تعالى: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلاَ كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ} [الأنبياء :94] أي لا يُحْجَدُ سعيُه، ولا يضيعُ عملُه، بل يُضاعفُ بحسب قوّة إيمانِه.
محبة الله والمؤمنين من خلقه:
شجرة الإيمان من أبركِ الأشجارِ وأنفعِها وأدومها، وإنَّ عروقها وأصولها وقواعدها: الإيمانُ وعلومُه ومعارفُه، وساقُها وأفنانُها: شرائعُ الإسلام والأعمالُ الصالحةُ والأخلاقُ الفاضلة
من ثمراتِ الإيمان ولوازمه من الأعمال الصالحة ما ذكره الله تعالى بقوله: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَانُ وُدًّا*}
[مريم :96]
أي: بسببِ إيمانهم وأعمالِ الإيمانِ يحبُّهم الله، ويجعلُ لهم المحبّةَ في قلوب المؤمنين، ومن أحبّه الله، وأحبّه المؤمنون من عباده، حصلتْ له السعادةُ والفلاحُ، والفوائد الكثيرة من محبة المؤمنين، من الثناء والدعاء له حيًا وميتًا، والاقتداء به، وحصول الإمامةِ في الدين، وهذه أيضًا من أجلِّ ثمراتِ الإيمان.
رَفْعُ اللهِ مكانتهم:
ومن فوائد وثمرات الإيمان، رفع مكانة أهله عند الله عزَّ وجلَّ وعند خلقه قال:
{يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}
[المجادلة :11]
فهم أعلى الخلق درجةً عند الله وعند عباده في الدنيا والآخرة، وإنّما نالوا هذه الرفعة، بإيمانهم الصحيحِ، وعلمهم، ويقينهم، والعلم واليقين من أصولِ الإيمانِ.
مّا تقدّم يتبيَّنُ لنا أنَّ شجرة الإيمان من أبركِ الأشجارِ وأنفعِها وأدومها، وأنَّ عروقها وأصولها وقواعدها: الإيمانُ وعلومُه ومعارفُه، وساقُها وأفنانُها: شرائعُ الإسلام والأعمالُ الصالحةُ والأخلاقُ الفاضلةُ المؤيَّدةُ المقرونةُ بالإخلاص لله، والمتابعةُ لرسول الله صل الله عليه وسلم: وأنَّ ثمارها وجناها الدائم المستمر: السمتُ الحسنُ، والهدي الصالح، والخلقُ الجميلُ،
واللهجُ بذكر اللهِ وشكره، والثناءُ عليه، والنفعُ لعباد الله بحسب القدرة، نفعُ العلم والنصح، ونفعُ الجاه والبدن، ونفع المال، وجميعُ طرق النفع، وحقيقةُ ذلك كلّه: القيامُ بحقوق الله، وحقوق خَلْقِهِ، وأنَّ الفضلَ في ذلك كلّه لله وحدَه، والمنّة كلُّها له سبحانه:
{بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ*}
[الحجرات :17].
وقال أهل الجنة بعد ما دخلوها، وتبوّؤوا منازلهم، معترفين بفضل ربهم العظيم:
{وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ *}
[الأعراف :43]
،
فجمعَ في هذه الآية بين الإخبارِ باعترافهم وثناءهم على الله بنعمته وفضله، حيث وصلوا إلى المنازل العالية، وبَيْنَ ذكر السبب الذي أوصلهم إلى ذلك بمنّة الله عليهم به، وهو العمل الصالح الذي هو الإيمان وأعماله.
فترة الأقامة :
3730 يوم
معدل التقييم :
زيارات الملف الشخصي :
506
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
4.34 يوميا
عطر الجنة
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى عطر الجنة
البحث عن كل مشاركات عطر الجنة