المبادئ الأساسية في الأخلاق:
ومن أهم المبادئ الأساسية في الأخلاق، التي ينبغي تسليط الضوء عليها، وتعليمها للأطفال وتعويدهم عليها، هي:
الاحترام:
يعد الاحترام من أهم الخصال التي ينبغي على الآباء تعليمها لأبنائهم؛ لأنها سر نجاح أي علاقة في الحياة، بحيث يقدم الآباء لأنفسهم وللمجتمع ولأطفالهم خدمة تصب في المصلحة العامة، بحيث تحثهم على التعامل بكل احترام، مع مختلف الفئات والبيئات.
الطاعة:
تعتبر من الأمور التي لا تأتي بشكل طبيعي، فهي صفة مكتسبة، بحيث يرغب الأشخاص بطبعهم إلى التمرد، وكسر القوانين والقواعد في أغلب الأحيان، فلا أحد يحب أن يتم تقييده أو إلزامه بأمور لا يرغب بها؛ لذلك يجب على الآباء تربية أطفالهم بحزم، أو الترغيب في حال كانوا مطيعين، وكان سلوكهم إيجابيًا.
الأدب:
ينبغي على الآباء القيام بتذكير أبناءهم بضرورة التصرف بلباقة وأدب في كل مواقف الحياة، كطريقة لتهذيب أنفسهم، وترسيخ هذه القيم في أذهانهم لتصبح جزءًا لا يتجزأ من شخصيتهم؛ كاستعمال بعض الكلمات التي تدل على ذلك؛ مثل: شكرًا، ومن فضلك.
المسئولية:
يمكن تعليم الأطفال المسئولية في سن مبكر، وذلك عن طريق إعطائهم أعمالًا سهلة يمكن القيام بها؛ كالتقاط ألعابهم من الأرض، أو وضع ملابسهم النظيفة في مكانها الصحيح، أو تنظيف أسنانهم، كل ذلك يغرس في أنفسهم الانضباط وحب المسئولية.
التواضع:
يعد التواضع من أهم جوانب الحياة التي ينبغي للآباء التركيز عليها، وتنميتها في نفوس أطفالهم؛ من أجل إبعادهم عن الشعور بالفخر والتباهي في كل مواضع حياتهم، خاصة إذا أخطئوا بحق أحدهم، فإنه من التواضع المبادرة بالاعتذار والتأسف، وهذا ما يجب على الآباء تعليمه لأطفالهم.
الصداقة:
لا بد من تشجيع الود والانخراط الاجتماعي بين الأطفال، مع ضرورة مراقبتهم وتوجيههم لمخاطر التحدث مع الغرباء، وفتح المجال أمامهم لتكوين صداقات جيدة، مبنية على الثقة، تساعدهم في صقل شخصياتهم مستقبلًا.
الصدق:
كما يقال دائمًا الصدق منجاة من الكذب؛ لذلك لا بد من تعليم هذه الخصلة وصقلها في شخصية الطفل منذ الصغر؛ لتنشئتهم تنشئة سليمة بعيدة عن الغش والخداع.
وأخيرًا، لا بد من التنبيه إلى أهم الأخطاء التي تقع فيها الكثير من الأسر:
1- الشدة والصرامة، خلافًا للحزم.
2- الدلال الزائد والتسامح الدائم، خلافًا للرحمة، قال عليه الصلاة والسلام: «ليس منا من لا يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا»(8).
3- التذبذب في التربية، وعدم الثبات في المعاملة؛ فيقع الطفل بصعوبة التفريق بين الصواب والخطأ.
4- عدم العدل بين الإخوة والتمييز بينهم؛ مما يجعل الطفل فريسة السلوك الخاطئ بهدف الانتقام والانتصار للذات، قال صلى الله عليه وسلم: «اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم»(9).
5- الغفلة عن الأبناء، وعدم متابعتهم في ترسيخ المنظومة القيمية، والانشغال عنهم؛ مما يؤدي إلى انهيار المنظومة القيمية(10).
وعليه، فإن إعادة بناء منظومة القيم وتعزيزها لن يتحقق بعقد الندوات واللقاءات والمؤتمرات فقط؛ فلا بد من إرادة حقيقية من الجميع، وتضافر جهود الأسرة والمدرسة والمسجد والإعلام وجميع المؤسسات التربوية، وأؤكد على دور الأسرة المستمر والمتواصل، فإذا صح حال الأسرة صح حال المجتمع بأسره.
***************
_________________