09-29-2023
|
|
سيرة أبي الدرداء
سيرة أبي الدرداء عويمر بن زيد بن قيس الخزرجي الأنصاري
ت:32هـ
العناصر:
● اسمه ونسبه
● إسلامه
● مؤاخاة النبي صل الله عليه وسلم بينه وبين سلمان الفارسي
● مشاهده مع النبي صل الله عليه وسلم وجهاده
● أعماله في زمن الخلفاء الراشدين
- تعليمه القرآن وتفقيهه في الدين
- تولّيه القضاء
● مختارات من أحاديث أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم
●تورّعه في التحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم
● فضائله ومناقبه
● علمه وعبادته
●زهده وورعه
● تخوّفه النفاق وتعوّذه منه
● تفكّره واعتباره
● أهله وأولاده
● بعض أخباره
● ثناء الصحابة والتابعين عليه
● مرض موته
●تاريخ وفاته
●ما رؤي فيه بعد موته
● مواعظه ووصاياه
●مراسيل المواعظ المروية عنه
● كتابة مواعظ أبي الدرداء رضي الله عنه
●رواة القراءة والتفسير عن أبي الدرداء رضي الله عنه
●مما روي عنه في التفسير
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اسمه ونسبه
ـــــــــــــــــــــــــــــ
هو عويمرُ بن زيدِ بن قيسِ بن عيشةَ بنِ أميةَ بن مالكِ بنِ عامرةَ بن عديّ بن كعب بن الخزرج بن الحارث
بن الخزرج الأنصاري.
وقد وقع في نسبه تصحيف كثير في كتب التراجم والأنساب، ومن أجود من حقّ نسبه عبد المؤمن بن خلف الدمياطي في كتابه "أخبار قبائل الخزرج".
وقيل اسمه عامر، وعويمر لقب، لكنّه خلاف المشهور.
- قال أبو حفص الفلاس: سألت رجلاً من ولد أبي الدرداء فقال:
هو خامس أبٍ لي، اسمه عامر بن مالك.
اشتهر أبو الدرداء بكنيته، وهو أخو عبد الله بن رواحة لأمّه.
إسلامه
اجتهد أخوه لأمّه عبد الله بن رواحة في ترغيبه في الإسلام حتى أسلم بعد بدر؛ فحسن إسلامه،
وأقبل على القرآن والعبادة، وفتح له فيهما حتى جمع القرآن في عهد النبي صل الله عليه وسلم، وكان من أكثر الصحابة عبادة وتعليماً للقرآن.
- قال عبد الله بن وهب: أخبرنا معاوية بن صالح، عن أبي الزاهرية عن جبير بن نفير قال:
كان أبو الدرداء يعبد صنماً في الجاهلية،
وإن عبد الله بن رواحة ومحمد بن مسلمة دخلا بيته فسرقا صنمه؛ فرجع أبو الدرداء فجعل يجمع صنمه ذلك، ويقول: ويحك! هلا امتنعت! ألا دفعت عن نفسك؟!
فقالت أم الدرداء: لو كان ينفع أحداً أو يدفع عن أحدٍ دفع عن نفسه ونفعها.
فقال أبو الدرداء: أعدّي لي في المغتسل ماء؛ فجعلت له ماء فاغتسل، وأخذ حلَّته فلبسها،
ثم ذهب إلى النبي صل الله عليه وسلم؛ فنظر إليه ابن رواحة مقبلاً؛ فقال: هذا أبو الدرداء ما أراه جاء إلا في طلبنا.
فقال النبي صل الله عليه وسلم: لا، إنما جاء ليسلم؛ فإنَّ ربي عز وجل وعدني بأبي الدرداء أن يسلم"
رواه البيهقي في دلائل النبوة.
ورواه الطبراني وابن عساكر من طريق عبد الله بن صالح
عن معاوية بن صالح بنحوه.
- وقال أبو مسهر الغساني: حدثني سعيد بن عبد العزيز
أنَّ أبا الدرداء أسلم يوم بدر، وشهد أحداً؛ فأبلى يومئذٍ، وفرض له عمر في أربعمائة ألحقه بالبدريين .
رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق. مؤاخاة النبي صل الله عليه وسلم بينه وبين سلمان الفارسي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ
آخى النبي صل الله عليه وسلم بين أبي الدرداء وسلمان الفارسي؛ فكان في تآخيهما بركة ونفع لهما
وللمسلمين.
- قال جعفر بن عون المخزومي: حدثنا أبو العميس، عن عون بن أبي جحيفة، عن أبيه، قال:
آخى النبي صل الله عليه وسلم بين سلمان وأبي الدرداء؛ فزار سلمان أبا الدرداء، فرأى أم الدرداء متبذلة،
فقال لها: ما شأنك؟
قالت: أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا.
فجاء أبو الدرداء فصنع له طعاماً، فقال: كل؟
قال: فإني صائم.
قال: ما أنا بآكل حتى تأكل.
قال: فأكل؛ فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء يقوم.
قال: نم، فنام.
ثم ذهب يقوم فقال: نم. فلما كان من آخر الليل، قال سلمان: قم الآن، فصليا؛
فقال له سلمان: إنَّ لربّك عليك حقاً، ولنفسك عليك حقاً،
ولأهلك عليك حقاً، فأعطِ كلَّ ذي حقٍّ حقَّه.
فأتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم؛ فذكر ذلك له، فقال النبي صل الله عليه وسلم: «صدق سلمان».
رواه البخاري، والترمذي، وأبو يعلى، وابن خزيمة، وابن حبان.
- وقال جعفر بن سليمان الضبعي: حدثنا ثابت، عن أنس، قال: «آخى رسولُ الله صل الله عليه وسلم بين أصحابه، آخى بين سلمان وأبي الدرداء، وآخى بين عوف بن مالك وبين صعب بن جثامة».
رواه أبو يعلى الموصلي.
مشاهده مع النبي صل الله عليه وسلم وجهاده
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شهد أبو الدرداء يوم أحد، وأبلى فيه بلاء حسناً، وشهد ما بعده من المشاهد مع النبي صل الله عليه وسلم، ثم جاهد في زمان أبي بكر وعمر وعثمان، فشهد فتح دمشق وحمص،
وقاد بعض السرايا في فتوح الشام، وكان على رأس جيش في فتح دمشق، وغزا في البحر في أوّل خلافة عثمان، وكان ممن شهد فتح قبرص، وكان يرابط أحياناً ببيروت.
- قال أبو مسهر الغساني: حدثنا سعيد بن عبد العزيز أنّ أبا الدرداء أسلم بعد بدر وشهد أحداً
وأنَّ رسول الله صل الله عليه وسلم أمره أن يردَّ من على الجبل؛ فردّهم وحده). رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق.
- وقال يحيى بن عبد الرحمن البابلتي: حدثنا صفوان بن عمرو، حدثني شريح بن عبيد، قال:
لما هزم أصحاب النبي صل الله عليه وسلم يوم أحد كان أبو الدرداء يومئذ فيمن فاء إلى رسول الله صل الله عليه وسلم من الناس , فلما أظلهم المشركون من فورهم فوقهم،
قال رسول الله صل الله عليه وسلم:
اللهم ليس لهم أن يعلونا» فثاب إليهم إليه يومئذ ناس؛ فانتدبوا وفيهم عويمر أبو الدرداء
حتى إذا دحضوهم عن مكانهم الذي كانوا فيه، وكان أبو الدرداء يومئذ حسن البلاء؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نعم الفارس عويمر» وقال: «حكيم أمتي عويمر». رواه الطبراني في مسند الشاميين، وهو مرسل.
-
وقال أبو الجماهر محمد بن عثمان الدمشقي: حدثنا الهيثم بن حميد، أخبرني محمد بن يزيد الرحبي:
سمعت أبا الأشعث،
عن أبي عثمان الصنعاني قال: لما فتح الله عز وجل علينا دمشق؛ خرجنا مع أبي الدرداء في مسلحة ببرزة، ثم تقدمنا مع أبي عبيدة بن الجراح؛ ففتح الله بنا حمص، ثم تقدمنا مع شرحبيل بن السِّمْط؛ فأوطأ الله بنا ما دون النهر يعني الفرات،
وحاصرنا عانات، وأصابنا لأواء، وقدم علينا سلمان الخير في مدد لنا). رواه البخاري في التاريخ الأوسط، وأبو زرعة الدمشقي في تاريخ دمشق، ويعقوب بن سفيان في المعرفة كما في تاريخ دمشق لابن عساكر.
- وقال أبو اليمان الحكم بن نافع: أخبرنا صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن أبي الدرداء أنه شهد فتح قبرس.
قال جبير: ورأيته يبكي، والسبي يفرق). رواه أبو زرعة الدمشقي.
- وقال الوليد بن مسلم: أخبرنا ثور، عن خالد بن معدان، عن جبير بن نفير، قال: (لما افتتح المسلمون قبرس، وفرّق بين أهلها، فقعد بعضهم يبكي إلى بعض، وبكى أبو الدرداء، فقلت: ما يبكيك في يوم أعزّ الله فيه الإسلام وأذلّ الشرك وأهله؟
قال: دعنا منك يا جبير! ما أهون الخلق على الله عز وجل إذا تركوا أمره! بينا هم أمة قاهرة قادرة إذ تركوا أمر الله عز وجل فصاروا إلى ما ترى. رواه أحمد في الزهد، وابن أبي الدنيا في العقوبات.
- وقال يحيى بن حمزة، عن عروة بن رويم، عن القاسم أبي عبد الرحمن قال: قدم علينا سلمان دمشق، فلم يبق فينا شريفٌ إلا عرض عليه المنزل.
فقال: إني عزمت أن أنزل على بشير بن سعد مرَّتي هذه.
فسأل عن أبي الدرداء فقيل: مرابط.
فقال: وأين مرابطكم يا أهل دمشق؟
قالوا: ببيروت.
قال:فخرج إلى بيروت . رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخ دمشق، وأحمد بن يحيى البلاذري في "أنساب الأشراف" وزاد: قال سلمان: يا أهل بيروت! ألا أحدّثكم حديثا يُذهب الله به عنكم غرض الرباط، سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم قال :
رباط يوم كصيام شهرٍ وقيامه، ومن مات مرابطاً في سبيل الله
أجير من فتنة القبر، وأجري له ما كان يعمل إلى يوم القيامة.
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! آخر تعديل عطر الجنة يوم
09-30-2023 في 04:21 PM. |