علمه وعبادته
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قرأ أبو الدرداء على النبي صل الله عليه وسلم وأقبل على القرآن حتى جمعه في عهده صل الله عليه وسلم،
واجتهد في العلم والعبادة، وأكثر على نفسه حتى أمره سلمان الفارسي بالاقتصاد، وإعطاء كلّ ذي حقّ حقّه،
وأقرّ النبي صل الله عليه وسلم سلمان على ذلك.
- قال عبد الله بن المثنى: حدثني ثابت البناني، وثمامة، عن أنس بن مالك، قال: (مات النبي صل الله عليه وسلم
ولم يجمع القرآن غير أربعة: أبو الدرداء، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زي.
رواه البخاري.
- وقال عبد الله بن إدريس الأودي، عن إسماعيل بن أبي خالد البجلي، عن عامر بن شراحيل الشعبي وكان
لقي نحو خمسمائة من أصحاب رسول الله صل الله عليه وسلم: قرؤوا القرآن في عهد النّبيّ صلى الله عليه وسلم:
أبيٌّ، ومعاذٌ، وزيدٌ، وأبو زيدٍ، وأبو الدّرداء، وسعيد بن عبيدٍ، ولم يقرأه أحدٌ من الخلفاء من أصحاب النّبيّ صل الله عليه وسلم
إلاّ عثمان، وقرأه مجمّع ابن جارية إلاّ سورةً أو سورتين. رواه ابن أبي شيبة.
- وقال الأعمش، عن خيثمة، عن أبي الدرداء قال:
كنت تاجراً قبل أن يبعث النبي صلى الله عليه وسلم، فلما بعث النبي صل الله عليه وسلم أردت أن أجمع بين التجارة والعبادة؛ فلم يجتمعا لي، فأقبلت على العبادة، وتركت التجارة»
. رواه أحمد في الزهد، وابن أبي شيبة في مصنفه، وهناد بن السري في الزهد، وابن عساكر في تاريخ دمشق.
- وقال الأوزاعي: حدّثنا حسان بن عطية، قال: قال أبو الدرداء: «
لو أعيتني آية من كتاب الله عز وجل، فلم أجد أحداً يفتحها عليَّ إلا رجلاً ببِرْكِ الغُمَاد لرحلت إليه.
رواه أبو عبيد في فضائل القرآن، وابن عساكر في تاريخ دمشق.
- - قال أبو عبيد: وهو أقصى هجر باليمن... والصواب: ببرك بالكسر، والغماد بضم الغين
. زهده وورعه
ــــــــــــــــــــــ
- قال أبو سعيد الأشج: حدثنا المحاربي، عن العلاء بن المسيب، عن عمرو بن مرة قال: قال أبو الدرداء:
بُعث النبي صل الله عليه وسلم، وأنا تاجر؛ فأردت أن يجتمع مع العبادة فلم يجتمعا؛ فرفضت التجارة وأقبلت على العبادة،
والذي نفس أبي الدرداء في يده ما أحبّ أنَّ لي اليوم حانوتاً على باب المسجد لا تخطئني فيه صلاة، أربح فيه كلَّ يوم أربعين ديناراً أتصدق في سبيل الله!
قيل له: لم يا أبا الدرداء؟!! وما تكره من ذاك؟!!
قال: شدة الحساب. رواه ابن عساكر.
وروى أحمد في الزهد، وابن أبي شيبة في مصنفه وغيرهما من طريق الأعمش، عن خيثمة، عن أبي الدرداء
رضي الله عنه نحو هذا مختصراً، وقد تقدم.
- وقال أبو معاوية الضرير: حدثنا موسى بن مسلم وهو موسى الصغير، عن هلال بن يساف، عن أم الدرداء قالت:
قلت لأبي الدرداء:
ألا تبتغي لأضيافك ما يبتغي الرجال لأضيافهم؟
فقال: إني سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم قال:
إن أمامكم عقبة كؤوداً، لا يجاوزها المثقلون؛ فأحبّ أن أتخفف لتلك العقبة. رواه البيهقي في شعب الإيمان.
- وقال عون بن موسى الليثي، عن معاوية بن قرة قال: كان لأبي الدرداء جمل يقال له دمون، فكان إذا أعاره قال:
هو يحمل كذا وكذا، فلا تحملوا عليه إلا كذا وكذا؛ فلما كان عند انقضاء هلاكه، قال: دمّون!
لا تخاصمني عند ربي، فإني كنت لا أحملك إلا طاقتك
. رواه ابن المبارك في الزهد، وابن أبي الدنيا في كتاب في كتاب الورع، وابن عساكر في تاريخ دمشق.
- وقال أبو معاوية الضرير: حدثنا عمرو بن ميمون، عن أبيه،
عن أمّ الدرداء، قالت: قال لي أبو الدرداء: لا تسألي الناس شيئاً.
قالت: فقلت: فإن احتجت؟
قال: فإن احتجت فتتبعي الحصادين فانظري ما سقط منهم فاخبطيه ثم اطحنيه ثم كليه، ولا تسألي الناس شيئاً .
رواه أحمد في الزهد.