تخوّفه النفاق وتعوّذه منه
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- قال أبو اليمان الحكم بن نافع البهراني: أنبأنا صفوان بن عمرو،
عن سليم بن عامر الخبائري، عن جُبير بن نفير قال: دخلت على أبي الدرداء منزله بحمص؛
فإذا هو قائم يصلي في مسجده؛ فلما جلس يتشهد جعل يتعوّذ بالله من النفاق؛ فلما انصرف قلت له:
غفر الله لك يا أبا الدرداء! ما أنت والنفاق ما شأنك وشأن النفاق؟!!
فقال: اللهم غُفْراً -ثلاثاً- لا يأمن البلاء من يأمن البلاء، والله إنَّ الرجل ليفتن عن ساعة واحدة فيقلب عن دينه.
رواه البيهقي في شعب الإيمان واللفظ له، وأبو زرعة الدمشقي في تاريخ دمشق مختصراً،
وابن عساكر في تاريخ دمشق ولفظه:
من يأمن البلاء؟ من يأمن البلاء؟
- وقال بقية بن الوليد: حدثني صفوان بن عمرو حدثني سليم بن عامر حدثني جبير بن نفير أنه سمع أبا الدرداء وهو في آخر صلاته، وقد فرغ من التشهد يتعوذ بالله من النفاق؛ فأكثر التعوّذ منه.
قال: فقال له جبير: ما لك يا أبا الدرداء أنت والنفاق؟!!
قال: (دعنا عنك! دعنا عنك! فوالله إنَّ الرجلَ ليقلب عن دينه في الساعة الواحدة فيخلع منه). رواه ابن عساكر.
"تفكّره واعتباره
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- قال محمد بن عجلان، عن عون بن عبد الله قال: قلت لأم الدرداء: أي عبادة أبي الدرداء كان أكثر؟
قالت: (التفكر والاعتبار). رواه ابن المبارك في الزهد، والنسائي في السنن الكبرى، وابن عساكر في تاريخ دمشق.
- وقال سفيان الثوري، عن مالك بن مغول، عن عون بن عبد الله، قال: سألت أم الدرداء: ما كان أفضل عبادة أبي الدرداء؟
فقالت: التفكر والاعتبار . رواه أبو داوود في الزهد، وأبو نعيم في الحلية.
ورواه وكيع في الزهد، ومن طريقه الإمام أحمد في الزهد عن مالك بن مغول والمسعودي عن عون قال:
سُئلت أم الدرداء ما كان أفضل عمل أبي الدرداء؟ قالت: التفكر والاعتبار.
- وقال أبو معاوية، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد، عن أم الدرداء قال: قيل لها:
ما كان أفضل عمل أبي الدرداء؟
قالت: «التفكر». رواه ابن أبي شيبة في مصنفه، وهناد بن السري
في الزهد، والبيهقي في شعب الإيمان، وأبو داوود في الزهد ولفظه
طول التفكر.
- وقال أبو معاوية: حدثنا الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، قال: تفكر ساعة خير من قيام ليلة). رواه أحمد في الزهد، وابن سعد في الطبقات، وهناد بن السري في الزهد، وأبو داوود في الزهد، والبيهقي في شعب الإيمان.
- وقال إسماعيل بن عياش، عن صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه قال: (لما فُتحت قبرس مُرَّ بالسبي؛ فجاء أبو الدرداء يبكي!!
فقال له جبير: تبكي في مثل هذا اليوم الذي أعز الله فيه الإسلام وأهله؟!!
قال: يا جبير! بينا هذه الأمة قاهرة ظاهرة إذ عصوا الله؛ فلقوا ما قد ترى!.
ثم قال: ما أهون العباد على الله إذا هم عصوه. رواه ابن عساكر.