أهله وأولاده
ــــــــــــــــــــ
تزوّج أبو الدرداء امرأتين كنيتا أمَّ الدرداء:
الأولى: خيرة بنت أبي حدرد الأسلمية رضي الله عنها، وهي أم الدرداء الكبرى
والثانية: هُجيمة بنت حييّ الوصابية رحمها الله،
وهي أمّ الدرداء الصغرى
- قال أبو زرعة الدمشقي: سمعت أبا مسهر يقول:أم الدرداء هجيمة بنت حيي الوصابية، وأمّ الدرداء الكبرى خيرة بنت أبي حدرد
. رواه ابن عساكر.
فأما أمّ الدرداء الكبرى فصحابية روت عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث، وأنجب منها أبو الدرداء: ابنته الدرداء،
وابنيه: بلالاً، ويزيد.
- قال أبو القاسم ابن عساكر: (أم الدرداء الكبرى توفيت في حياة أبي الدرداء.
وابنته الدرداء تزوجها صفوان بن عبد الله بن صفوان بن أمية بن خلف الجمحي، وكان قد خطبها يزيد بن معاوية فردّه أبو الدرداء، وأنكحها صفوان.
- قال جعفر بن سليمان الضبعي: حدثنا ثابت البناني قال: خطب يزيد بن معاوية إلى أبي الدرداء ابنته فردَّه فقال
رجلٌ من جلساء يزيد: أصلحك الله تأذن لي أن أتزوجها؟ قال: اعزب ويلك.
قال: تأذن لي أصلحك الله؟
قال: نعم، فخطبها فأنكحها أبو الدرداء الرجلَ.
قال: فسار ذلك في الناس أن يزيد خطب إلى أبي الدرداء فردَّه، وخطب إليه رجلٌ من ضعفاء المسلمين فأنكحه.
قال: فقال أبو الدرداء:إني نظرت للدرداء، ما ظنكم بالدرداء إذا قامت على رأسها الخصيان، ونظرت إلى بيوت يلتمع فيها بصرها؟!
أين دينها منها يومئذ؟!). رواه أحمد في الزهد، والبيهقي في شعب الإيمان، وأبو نعيم في الحلية.
وبلال بن أبي الدرداء كان قاضياً على دمشق في زمن يزيد بن معاوية وبقي على القضاء حتى زمن عبد الملك بن مروان.
وأمّا أمّ الدرداء الصغرى فهي هجيمة بنت حيي الوصابية
ت: 81هـ
والأوصاب بطن من حمير، وكانت فقيهة عالمة زاهدة، ذات حسن وبهاء، وجلالةِ قَدْرٍ، وحُرْمةٍ وافرة.
روت عن زوجها أبي الدرداء فأكثرت عنه، وروت عن عائشة، وأبي هريرة رضي الله عنهم.
وروى عنها: جبير بن نفير، وأبو قلابة الجرمي، ولقمان بن عامر الوصابي، ورجاء بن حيوة، ومولاها خليد، وصالح بن زيتون، وميمون بن مهران، وغيرهم كثير.
تزوّجها أبو الدرداء وهي صغيرة، وكانت شديدة المحبة له، ولما مات لم تتزوّج بعده، وقد خطبها معاوية بن أبي سفيان فأبت، وعمّرت حتى أدركت خلافة عبد الملك بن مروان.
- قال أبو الحسن الدارقطني: أم الدرداء الصغرى هجيمة بنت حيي الأوصابية، هي التي خطبها معاوية بعد وفاة أبي الدرداء فأبت أن تزوجه.
- وقال إبراهيم بن المنذر: حدثنا الوليد قال: حدثنا عثمان بن أبي العاتكة وابن جابر قالا: كانت أم الدرداء يتيمة في حَجر أبي الدرداء، تختلف مع أبي الدرداء في ثوبين تصلي في صفوف الرجال، وتجلس في حِلَق القرّاء تعلَّم القرآن حتى
قال لها أبو الدرداء يوما : الحقي بصفوف النساء
. رواه البخاري في التاريخ الأوسط، وابن عساكر.
- وقال أحمد بن الفرج، عن بقية بن الوليد أنَّ إبراهيم بن أدهم قال: قال أبو الدرداء لأمّ الدرداء: إذا غضبتِ أرضيتُك،
وإذا غضبتُ فأرضيني؛ فإنك إنْ لم تفعلي ذلك؛ فما أسرع ما نفترق
. رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق.
- وقال عبد الله بن صالح: حدثني معاوية بن صالح، عن أبي الزاهرية، عن جبير بن نفير عن أم الدرداء أنها قالت
لأبي الدرداء عند الموت: إنك خطبتني إلى أبويَّ في الدنيا؛ فأنكحوك وإني أخطبك إلى نفسك في الآخرة.
قال: فلا تنكحي بعدي فخطبها معاوية بن أبي سفيان؛ فأخبرتُه بالذي كان فقال: عليك بالصيام. رواه ابن عساكر.
- وقال قتيبة بن سعيد: حدثنا الفرج بن فضالة، عن لقمان بن عامر عن أمّ الدرداء أنها قالت:
اللهم إنَّ أبا الدرداء خطبني؛ فتزوجني في الدنيا، اللهمّ فأنا أخطبه إليك؛ فأسألك أن تزوّجنيه في الجنة.
فقال لها أبو الدرداء: (فإن أردت ذلك؛ فكنتُ أنا الأول فلا تتزوجي بعدي.
قال:فمات أبو الدرداء، وكان لها جمالٌ وحُسْن؛ فخطبها معاوية؛
فقالت: لا والله لا أتزوّج زوجاً في الدنيا حتى أتزوّج أبا الدرداء إن شاء الله في الجنة " رواه ابن عساكر.
- وقال الوليد بن مسلم: أخبرني ابن ثوبان عن أبيه عن مكحول قال: كانت أم الدرداء فقيهة رواه أبو زرعة الدمشقي.
- وقال أبو مسهر الغساني: حدثنا ابن عياش عن عبد ربّه بن سليمان بن عمر بن زيتون قال: رأيت أم الدرداء تلبس السواد
. رواه أبو زرعة الدمشقي.
- وقال أبو مسهر الغساني: حدثنا صدقة بن خالد قال: حدثني ابن جابر قال: كانوا يجتمعون في بيت أم الدرداء،
يقرأ عليهم خليد
بن سعد وكان رجلاً قارئا . رواه أبو زرعة الدمشقي.
- وقال أبو مسهر الغساني: سمعت عبد الحليم بن محمد بن عبيد الله ابن أخي إسماعيل بن عبيد الله
يحدّث عن عمه إسماعيل بن عبيد الله قال: قالت أم الدرداء: يا إسماعيل كيف نام رجلٌ تحت وسادته عشرة آلاف؟
قال قلت لها: بل كيف ينام إن لم يكن تحت رأسه عشرة آلاف؟
فقالت:سبحان الله! ما أراك إلا ستبلى بالدنيا .
قال أبو مسهر: فابتلي بالدنيا. رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال أبو الوليد رديح بن عطية القرشي، عن إبراهيم بن أبي عبلة، عن أم الدرداء أن رجلاً أتاها فقال لها:
إنه قد نالَ منك رجلٌ عند عبد الملك.
قالت: إن نُؤبن بما فينا؛ فطال ما زُكِّينا بما ليس فينا
. رواه ابن عساكر.
- قال أبو عبد الله الذهبي: كانت لأمّ الدرداء حُرْمة وجلالة عجيبة
.
- وقال إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني: حدثني أبي عن جدي قال: (كان عبد الملك بن مروان كثيراً
ما يجلس إلى أمّ الدرداء في مؤخر المسجد بدمشق وهو خليفة؛ فجلس إليها مرّةً من المرار؛
فقالت له: يا أمير المؤمنين بلغني أنك شربت الطلاء بعد العبادة والنسك! قال: إي والله يا أمَّ الدرداء، والدماء قد شربتها
. رواه ابن عساكر.