مرض موته
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مات أبو الدرداء رضي الله عنه بعد مرض أصابه في آخر حياته.
- قال ميمون بن موسى المَرَائي التميمي: حدثنا يحيى بن أبي كثير، عن يوسف بن عبد الله بن سلام،
قال: صحبت أبا الدرداء أتعلّم منه، فلما حضره الموت قال: آذنِ الناس بموتي، فآذنت الناس بموته،
فجئت وقد ملئ الدار وما سواه.
قال: فقلت: قد آذنتُ الناس بموتك، وقد مُلئ الدار، وما سواه.
قال: أخرجوني فأخرجناه.
قال: أجلسوني.
قال: فأجلسناه.
قال: يا أيها الناس إني سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول: «من توضأ فأسبغ الوضوء ثم صلى ركعتين يتمّهما أعطاه الله ما سأل معجلاً أو مؤخراً
.
قال أبو الدرداء: يا أيها الناس! إياكم والالتفات؛ فإنّه لا صلاة لملتفت؛ فإن غُلبتم في التطوّع، فلا تُغلبنّ في الفريضة». رواه أحمد في المسند.
- وقال شعبة، عن عمرو بن مرة، عن ابن أبي ليلى، قال: قال أبو الدرداء في مرضه الذي مات فيه: ألا احملوني.
قال: فحملوه.
قال: ألا أخرجوني. قال: فأخرجوه.
قال: حافظوا على هاتين الصلاتين - يعني صلاة العشاء، والصبح -، ألا اسمعوا وبلغوا من خلفكم: لو تعلمون ما فيهما لأتيتموهما ولو حبواً على مرافقكم وركبكم
. رواه ابن أبي شيبة في مصنفه، والبيهقي في شعب الإيمان.
- وقال عبد الرحمن بن يزيد بن جابر: أخبرني إسماعيل بن عبيد الله، قال: حدثتني أم الدرداء أنه أغمي على أبي الدرداء، فأفاق فإذا بلال ابنه عنده، فقال: «قم فاخرج عني».
ثم قال: (من يعمل لمثل مضجعي هذا؟
من يعمل لمثل ساعتي هذه؟
{ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون } أتيتم . ثم أغمي عليه، فلبث لبثاً ثم يفيق؛ فيقول مثل ذلك، فلم يزل يرددها حتى قبض
. رواه ابن المبارك في الزهد، وابن أبي شيبة في مصنفه، وابن أبي الدنيا في كتاب المحتضرين، والبيهقي في شعب الإيمان.
- وقال زيد بن يحيى بن عبيد الخزاعي:
حدثنا سعيد بن عبد العزيز، عن إسماعيل بن عبيد الله، عن أبي إدريس الخولاني قال:
مرض أبو الدرداء مرضه الذي مات فيه، وكثر العوّاد في منزله؛ فأخرجوه إلى كنيسة النصارى؛
فجعل الناس يعودونه أرسالاً.
فجاء أبو إدريس إلى أبي الدرداء وهو يجود بنفسه؛ فتخطّى الناس حتى جلس عند رأسه.
فقال أبو إدريس: الله أكبر، الله أكبر؛ فجعل يكثر؛ فرفع أبو الدرداء رأسه فقال:
إن الله عز وجل إذا قضى قضاء أحب أن يرضى به ثم قال : ألا رجلٌ يعمل لمثل مصرعي هذا!
ألا رجل يعمل لمثل ساعتي هذه!
ثم قضى
. رواه ابن زبر الربعي في وصايا العلماء عند الموت.