ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
حرف الضاد بين الماضي والحاضر
الملاحظ أنه اليوم لا أحد يلفظ الضاد كما وصفها علماء اللغة في ذلك الحين.
البعض (كأهل الشام وأهل المغرب) يلفظونها كأنها دال مفخمة، والبعض الآخر (كأهل العراق والخليج وقبائل البدو العرب من المحيط إلى الخليج) يلفظونها كأنها ظاء أخرى.
الحقيقة هي أنها لا هذا ولا ذاك، إنها بين الاثنين (إن صحّ الوصف).
حتى حين نتحدث الفصحى نلفظها بشكل خاطي، فاللغة العربية اليوم لم تعد لغة الضاد لأن الضاد لم تعد موجودة فيها! وجود شكل الحرف لا يعني أن الحرف موجود، اللغة لفظ، وما الكتابة إلا محاولة تسجيل هذا اللفظ.
لا نعترض على تسمية اللغة العربية بلغة الضاد، فهذا لقبها منذ 1200 سنة أو يزيد. ما نعترض عليه هو الإصرار على أنها اللغة الوحيدة التي فيها حرف الضاد في العالم، هذا هو الشيء الخاطئ وغير صحيح.
لقد كنا نظن الكثير من الأشياء والآن نعلم بأنها غير صحيح، ماذا في ذلك؟
كنا نظن أشياء كثيرة في الماضي ثم أثبت العلم خطأ ما كنا نظنه صحيحا. لا نغيّر لقب اللغة لأن للقب تاريخ عريق، ولكنه من السذاجة أن نظن أن وجود حرف الضاد في العربية وعدم وجوده في أي لغة أخرى بتاتا هو الذي يُميّز اللغة العربية
عن غيرها!
ما يميّز اللغة العربية هو اللغة نفسها: مرونتها وتعدد تعبيراتها وتاريخها العريق وقدرتها على الصمود في وجه الزمن،
هذا هو ما يجعلها مميزة وليس حرف واحد فيها. وكذلك بالطبع لأنها لغتنا فهي عزيزة على قلوبنا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ