10-26-2023
|
#5 |
بيانات اضافيه [
+
] | رقم العضوية : 6 | تاريخ التسجيل : May 2013 | العمر : 40 | أخر زيارة : منذ 14 ساعات (01:12 AM) | المشاركات : 16,409 [
+
] | التقييم : 43872 | الدولهـ | MMS ~ | SMS ~ | | لوني المفضل : Darkviolet | |
رد: (٧٢١) فائدة من قلائد العقيان من مجالس تفسير القرآن المجلس الثالث والعشرون([19])
426- {ثم يعرج} قال المحلي: "يرجع الأمر والتدبير" وتفسيره بهذا فرار من الإقرار بالعلو، لأنه بزعمهم يلزم منه التحيز.
427- قال المحلي: " {في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون} في الدنيا، وفي سورة "سأل": {خمسين ألف سنة} وهو يوم القيامة لشدة أهواله بالنسبة إلى الكافر، وأما المؤمن فيكون أخف عليه من صلاة مكتوبة يصليها في الدنيا".
⁃ ورأي ابن عباس أن اليوم يومان يوم مقداره ألف سنة في الأولى، ويوم مقداره خمسون ألف سنة في الأخرى، ويؤيد هذا المذكور، اليوم المذكور في سورة الحج.
428- سورة الأحزاب عدد آياتها ثلاث وسبعون باتفاق أهل العدد، وكانت تعدل سورة البقرة طولًا، والله جل وعلا يمحو ما يشاء ويثبت.
429- {ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه} فائدة القيد يشبه أن يكون لإخراج المرأة حال حملها.
⁃ واختلف العلماء في الاستدلال بها على النهي عن الاشتغال بأكثر من عمل في وقت واحد، وقد ذكرها الذهبي في معرض الإنكار على ما يفعله علم الدين السخاوي-متقدم في القرن السادس-إذ كان يقرأ عنده عدد من التلاميذ في وقت واحد، ويرد على من يخطئ منهم، حتى كثر الآخذون عنه جدًا.
430- {وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض} استدل بها الإمام أحمد على ميراث ذوي الأرحام، خلافًا للشافعي.
431- {وبلغت القلوب الحناجر} جمع حنجرة وهي منتهى الحلقوم، وتسميها العرب الغلصمة، ويسميها المجودون المتأخرون زُمَّارة الحلق.
432- {من صياصيهم} جمع صِيصِيه، وأصلها في اللغة المخلاب الثالث المتأخر في قدم الطير الجارح، ويكون أكبرها وأشدها فتكًا وعليه المعوَّل في الصيد، ثم استعير للدلالة على الحصن في الآية، لكونه تحصل به المنعة في الحرب.
433- تكرر وصف الله لحال المؤمنين مع أنبياءهم في حال السلم والحرب في عدة مواضع من كتاب الله جل وعلا، وسبب ذلك والله أعلم أن حال أتباع المرسلين في هذه المقامات واحد إلى قيام الساعة. كما في﴿ فشربوا منه إلا قليلا منهم فلما جاوزه هو والذين آمنوا معه ﴾، وكقوله:﴿ وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين ﴾وكقوله:﴿ من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ﴾.
434- من قواعد العبودية أن من علا قدره في العبودية، ربما كانت عقوبته مضاعفة، كما أن ثوابه مضعَّف، والغنم بالغرم.
435- الأداء الصوتي يشير ويؤكد على قوة المعنى، كـ لا التبرئة في قوله تعالى: {لا ريب فيه} من القراء من يمدها، وكما في قوله تعالى عند بعض القراء: {ولا تبرجن} فتمد مدًا يُشعر بقوة المعنى.
436- عبد الرحمن بن زيد بن أسلم تفسيره من أحسن التفاسير، ومراسيله من أوهى المراسيل، وقد جاء من طريقه أن النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى زينب وهي زوجة لزيد قال سبحان الله سبحان الله. ومن أهل الضلالة من يطعن بذلك في النبي، والرد عليه أن هذا لا يثبت لمجيئه مرسلًا عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وليس على النبي صلى الله عليه وسلم غضاضة في أن رآها بشكل عارض، ولا يلزم منه أن تكون غير متحجبة، والمرأة قد تعرف بطولها أو سمنها، وقد عرف عمرُ سودةَ وهي متحجبة، وكانت امرأة ثبطة.
437- {ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن} أجمع العلماء على وجوب العدة بحصول الوطء وعدم وجوبها في عدم الدخول والخلوة، واختلفوا في مجرد الخلوة فذهب السلف أكثرهم والصحابة كلهم، وقضى به الخلفاء أن الخلوة تجب بها العدة، ونص الشافعي في الأم على خلاف ذلك ومعه أفراد من السلف.
438- {والله لا يستحي من الحق} يقدر في وقفها ياءً عند أكثر القراء، فتكون بيائين، وهي من استحيى استحياءً على لغة قريش وهي الأشهر، وقرأ ابن محيصن-قراءة شاذة-بياء واحدة من استحى حياءً، على لغة من لغات العرب.
439- {إن الله وملائكته يصلون على النبي...} يصلى على النبي صلى الله عليه وسلم عند ذكره حتى في الصلاة المكتوبة.
440- الأدرة التي اتهم بنو إسرائيل بها موسى هي مرض يكون به نُفخة في الخُصية، ومن الأخطاء الشائعة ضبطها بالكسر.
441- عدُّ آي سورة سبأ: ٥٥ الشامي، ٥٤ بقية العادِّين.
442- الأشعرية قبل المئة الرابعة في الاعتقاد لم يكثر عندهم الخطأ والانحراف، حتى أن والد الجويني الفقيه كان سلفيًا، حتى أتى الجويني وابن فورك وأوغل الأشاعرة عمومًا في علم الكلام ففسد اعتقادهم، وأخذوا عن المعتزلة التلاعب في الألفاظ.
443- المحاريب في أصل اللغة هي الغرفة التي تكون بالأعلى ولا تختص بالعبادة، ثم توسع الناس فيها وأطلقوها على غير ذلك. ومن العلماء من بدَّع عمل المحاريب في المساجد، ولم تكن تُعلم قبل المئة الثالثة، ولهم في ذلك رسائل منها للسيوطي إعلام الأريب بحدوث فتنة المحاريب، وللشوكاني رسالة في هذا.
444- في خلط القراءات أو تلفيقها، جواز ذلك بشرطين:
⁃ ألا يتعلق المتأخر بالمتقدم في الإعراب ونحوه فلا يخلط في نحو: {وهل نجزي إلا الكفورَ} والأخرى {يجازى إلا الكفورُ}.
⁃ ألا يكون على سبيل الرواية، فلا يقرئ بها.
445- أول ما يخرج المؤمن من القبر تستقبله الملائكة وتقول لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون، والكافر ينتزع انتزاعًا {وأخذوا من مكان قريب} ويدفع إلى أرض المحشر دفعًا {يوم يدعون إلى نار جهنم دعا}.
المجلس الرابع والعشرون([20])
446- تسمية السورة بفاطر وهي من الأسماء النبوية التي أتت في الأحاديث النبوية، ومن القراء من يسميها سورة الملائكة، وهي مكية.
447- عد آي سورة فاطر: ٤٦ على العد المدني الأخير والشامي، ٤٥ عد الباقين.
448- قال المحلي: "{إليه يصعد الكلم الطيب} يعلمه وهو: لا إله إلا الله". قال هذا لنفيه العلو.
449- بعض المفسرين المتأخرين لا عناية لهم بالقراءات فيغفلون عن بعض المعاني التي تدل عليها القراءات، أما القدماء كابن جرير فهم أئمة في القراءات.
450- سورة يس مكية بإجماع، عدا آيه أو آيتين، وعدد آياتها ثلاث وثمانون على العد الكوفي، وثتنان وثمانون عند غيرهم.
451- لا يصح للباحث أن يأخذ من أحد المصاحف، ضبطًا أو رسمًا أو تسمية للسور، لأن كاتبه قد يكون صوفيًا يحكِّم وجده وذوقه في التسمية مثلًا، أو يكون معتزليًا يرى أن كتابة المصحف ليست توقيفية.
452- بوّب الدارمي في فضل سورة يس. وليس مُبَررًا تضعيف جميع ما في الباب، وباب فضائل القرآن في آخر كتابه حافل بالفوائد مفيد في التأديب والتربية لمن تُعَلمه شيئًا في القرآن، وقد أثنى شيخ الإسلام ابن تيمية على حسن تصنيفه.
453- لا ينبغي على الداعية ومن يحث الناس على المندوبات والمرغوبات، أن يشتغل بإخبار الناس بصحيح وضعيف ما ورد في كتب السنة التي صنفها الأعلام كأحمد والترمذي والدارمي مما جاء في باب فضائل الأعمال، لأنه بهذا يقعدهم عن العمل الصالح، ويزهدهم فيه.
454- جاء في قراءة سورة يس على الميت آثار ولها نفع وعملها كثير من الصالحين، وأما المختار في قرائتها على قبر الميت عدم مشروعيتها.
455- التدبيج كما عرَّفه ابن أبي الإصبع: هو أن يذكر المتكلم ألوانًا يقصد الكناية بها والتورية بذكرها عن أشياء من وصفٍ أو مدح أو هجاء أو نسيب أو غير ذلك من الفنون، أو لبيان فائدة الوصف بها، والأساس الذي أقيم عليه التدبيج هنا هو أن تُذكر الألوان بقصد التورية أو الكناية، أما إذا ذُكرت وبقيت على حقيقتها فلا تدخل في إطار التدبيج بحسب هذا التعريف.
456- ومناسبة قراءة يس على المحتضر لما فيها من كثرة ذكر أفعال الله، ولكونها كالخلاصة للقرآن.
457- {يحسرةً على العباد} نصبت لكونها نكرة غير مقصودة، وفي قراءة شاذة، {يحسرةٌ}، وفي قراءة الحسن من غير {على} وتكون هكذا {يحسرةَ العباد}.
458- يلاحظ أنه عند ذكر العنب في القرآن تذكر ثمرته، وعند ذكر النخل تذكر شجرته، وسبب ذلك أن ثمرة النخل ليست المفيدة فقط، بل كل شيء في النخل مفيد تمره وجمَّاره وساقه للبنيان.
459- العرجون والعذق هو الذي تتعلق فيه الشماريخ، والشماريخ هي ما يتعلق فيه التمر، والعرجون هو الذي إن تُرك جف وتقوَّس فشُبِّه به القمر في تقوسه إذا أصبح هلالًا.
460- {ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون} في هذه الآية إشارةٌ إلى الصوت والصورة في البعث من القبور، فالجدث في أصله صوت حافر الخيل، فهذا الصوت وأما الصورة فإنهم مسرعين وهو معنى: {ينسلون}.
461- التنكير عند العرب يفيد التكثير، ولذلك في جميع القرآن لا تجدها معرفة إن كان القائل لها الله، فكأن الله يسلم عليهم سلامًا كثيرًا.
462- أفضل طريقة في الترجيح بين المنقول عن ابن عباس، أن تنظر في أصحابه فإن كانوا متفقين على قول فيكون الراجح عنه ما اتفقوا فيه.
463- الخلاف في عد آي سورة الصافات: ١٨١ البصري وأبي جعفر، و١٨٢ عند الباقين.
464- الجعبري من القراء سمَّى سورة الصافات بسورة الذبيح لذكر الذبيح فيها.
465- بعض العلماء يفسر {فالتاليات ذكرًا}، بالملائكة التي تنقل الذكر وهو الوحي، وهم جبريل ومن ورد بأنهم ينزلون بالوحي معه، كما جاء في بعض الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم جاءه جبريل وإسرافيل.
466- من أفضل من يوجِّه القراءات من غير تأويل ابن خالويه، وأبو عبيد القاسم بن سلَّام، يراجع توجيههم للقراءات الواردة في {بل عجبت}.
467- اعترض مكي بن أبي طالب على تفسير قوله تعالى:﴿ أولم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين ﴾. بأن المراد هو عبد الله بن أبي، لأن السورة مكية، وهي من طريق عطية العوفي عن ابن عباس، وقد ذكر علماء الجرح والتعديل أنه ذو أوهام، فروايته مقبولة في الأصل، ولكنه هنا خالف بقية أصحاب ابن عباس في أن المراد هو "أبي" بن خلف، فلعله وهم وظنه عبد الله بن "أبي".
المجلس الخامس والعشرون([21])
468- سئل الشيخ عمّن يختم في الفروض-ويقرأ أحيانًا من غير ختمته كالمغرب بقصار المفصَّل وفجر الجمعة بالسجدة والإنسان-فهل هو مخطئ، وهل أصاب من ينكر عليه؟
فأجاب أن هذا لم ينقل عن السلف، والختم قد جاء في معارضة جبريل للنبي صل الله عليه وسلم بالقرآن، ولكن لا يوجد في الشرع ما يمنعه، واستحبه الشيخ لما فيه من إسماع الناس للقرآن.
469- شجرة الزقوم: من العلماء من اختار أنها من شجر جهنم لا يكون في الدنيا مثلها، وظاهر القرآن مشعر بهذا {تخرج في أصل الجحيم}، وروى ابن جرير عن ابن عباس أنها في الدنيا وتنبت فيها ويكون مثلها في تهامة، واختاره المحلي.
470- قال المحلي: "{ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم} يفيد أنهم يخرجون منها لشرب الحميم وأنه خارجها."
471- ويوجَّه كلامه رحمه الله بأن النار دركات فهم يخرجون من بعضها إلى بعضها الآخر، ولا يخرجون منها خروجًا كليًا؛ لأن الله يقول في أهل النار﴿ إنها عليهم مؤصدة ﴾.
472- إذا ورد في كلام الأقدمين السودان فإنهم يقصدون بهم الأفارقة، والترك ليسوا سكان تركيا الآن، بل هم من يلي بلاد الصين وما جاورها، الذين ذهب السعدي رحمه الله أنهم هم-ومن ورائهم-يأجوج ومأجوج.
473- {فبشرنه بغلام حليم} لم يعيِّن المحلي المقصود، واختلف السلف في المسألة، ولم يؤثر فيه عن النبي صلى الله عليه وسلَّم تعيين، ولذلك اختلف السلف وتعددت الرواية عن ابن عباس وغيره، والراجح من المروي عن ابن عباس أنه يرى أنه إسماعيل، ومما يدل عليه بعد انتهاء القصة قال الله {وبشرنه بإسحق...}.
474- قال قتادة: كان يونس كثير الصلاة في الرخاء، وأخذ هذا من الاسم {فلولا أنه كان من المسبحين}، لأن الاسم يدل على الثبوت والاستقرار.
475- سورة ص: من القراء من يسميها سورة داوود، وهو الغالب في تسميتها في كتب العد والرسم. والخلاف في عد آي السورة كالآتي: ٨٥ على العد البصري، و٨٦ على الحجازي والشامي، و٨٨ على العد الكوفي.
476- إذا جاء عن الداني ومن في طبقته خلاف في المكي والمدني مثلًا ثم نقل من بعدهم الإجماع فالمقصود أنه استقر القول على ما نقل عليه الإجماع، وهُجر القول بالقول الآخر.
477- المبالغة تكون على صيغة فَعِيل كعجيب، وأشد منها فُعَال كعجاب وهي أقل من التي قبلها استخدامًا، وأشد منها فُعَّال كـ كُبَّار وهي الأقل استخدامًا.
478- {وفصل الخطاب} جاء عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه كما نقل عنه ابن أبي حاتم: أنه أول قائل للفظة: أما بعد، واستشكل بعض المتأخرين أن يقولها ولسانه غير اللسان العربي ويجاب عنه بأنه قال ما يوازيها في لغته.
والمنقول عن الأكثر في معنى فصل الخطاب أنه فهم القضاء، ولكن اختلفت عبارتهم في هذا المعنى.
479- قد يكون المروي عن ابن عباس ليس لفظه، بل هو تصرف في العبارة من التابعين، ومن هنا نعرف أن بعض الألفاظ المشكلة لم يقلها ابن عباس مثلًا، ولا بأس في هذا فقد وقعت الرواية بالمعنى في حديث النبي صلى الله عليه وسلم.
بل إن من التابعين من ينقل عن بني إسرائيل، كما وقع فيما روي عن الحسن في قصة {وهل أتىك نبؤا الخصم إذ تسوَّروا المحراب}.
480- التدبر على درجات منه تدبر المعاني العامة للقرآن وهذا واجب على المسلم والكافر، والبر والفاجر، ومن هذا ما يأتي في برامج التدبر العامة فإن فيها حث للناس على تدبر المعاني العامة للقرآن وفيها نفع كبير. وهناك تدبر لدقائق المعاني وهو الاستنباط ولا يكون إلا لأهل العلم والرسوخ، ولا يجوز أن يجرؤ عليه غيرهم، والله يفتح بما يشاء على من يشاء وقد يعطى الإنسان فيه مالم يعط من قبله. وتدبر المعاني العامة للقرآن والسنة من أعظم ما يحفظ الناشئة ويرسخ الخير فيهم، ويعينهم على الثبات.
481- سورة الزمر جاء تسميتها عند القراء سورة الغُرَف، وينسب هذا إلى وهب بن منبه، وقد سماها بذلك ابن عباس رضي الله عنه، وجاء في الأحاديث تسميتها بالزمر.
482- الخلاف في عد آي سورة الزمر: ٧٥ كوفي، ٧٣ شامي ٧٢ الباقين.
483- لا يوجد قارئ وراوٍ إلا وله انفرادات، كما انفرد حفص في {كسْفًا} و {دأْبًا}، وكما انفرد السوسي عن التسعة عشر في الزمر {فبشر عبادىَ} وذلك في إضافة الياء المفتوحة.
484- ممن أوصى الشيخ بتتبع آرائه ابن حصَّار المالكي، ولا يعلم له كتاب، بل له مقالات وآراء منقولة منثورة في الكتب.
المجلس السادس والعشرون([22])
485- {قل يعبادى الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا} نون تقنطوا قرأت بالكسر والفتح وهي من السبع المتواترة، وقرأت بالضم قراءة شاذة.
486- بعض الحنابلة جعل من آيات الصفات ما ليس منها، ووقع من بعض المتمذهبين بمذهب أهل الحديث لا سيما من ترك المذاهب الفقهية منهم كمن ترك مذهب الحنفية، فيبالغ في محاربة التعطيل ويثبت لله ما ليس له صفة، كإثبات الظل والرداء والإزار، بل ربما يقع بعضهم في قول الجهمية.
487- {والأرض جميعًا قبضته} قال المحلي: "مقبوضة له، أي في ملكه وتصرفه." وهذا تعطيل منه وعدم إثبات لصفة القبض الثابتة لله، وهي صفة فعلية.
488- أوصى الشيخ بمراجعة الصور البيانية في التفسير المعتني بذلك، واصطلح على تسميتها بالصور الفنية، ومن اصطلاحه أنه يسمى ما يشبه الشعر في وزنه مثل﴿ والنازعات غرقا ﴾وما بعدها، يسميه بالجَرْس الموسيقي . وقد جاء في قوله تعالى: {وسيق الذين كفروا...} وما بعدها خمس صور بيانية، منها السوق إلى جهنم، ومنها مجيئهم زمرًا، ومنها المفاجأة: إذ جاءت {فتحت} من غير واو، ومنها استفهام التوبيخ {ألم يأتكم...}، ومنها أن يقال لهم وهم يرون النار {قيل ادخلوا أبواب جهنم}.
489- سورة غافر مكية بإجماع، واسمها غافر بإجماع، وتسمى بسورة المؤمن وبه تشتهر عند القراء، وسماها بعض المتأخرين سورة الطول من قوله تعالى﴿ شديد العقاب ذي الطول ﴾، وهي أول سورة من سور آل حم نزولًا وترتيبًا في المصحف. وقد اختلف علماء العد في عد آي السورة، كما يلي: ٨٢ بصري ٨٤ حجازي ٨٥ كوفي، ٨٦شامي.
490- درة الغواص في أوهام الخواص للحريري من أوائل الكتب التي اهتمت في الألفاظ العربية تصويبًا، وتصحيحًا في الاستعمال، وقال في كتابه أن من الخطأ أن يقال الحواميم، ويقال آل حم، وذوات حم، والصحيح عدم الإشكال في ذلك وأنه لا بأس به، لورود أحاديث وآثار بذلك، وقد جاء عن ابن مسعود قوله: "الحواميم ديباجة القرآن." والديباج أفخر أنواع الحرير.
491- {ذي الطول} فسرها السلف بقولهم الغني واسع الغنى، وهو الأولى من التفسير باللازم كقولهم الإنعام الواسع.
492- {وينزل لكم من السماء رزقًا} أي مطرًا، وتسمية المطر بالرزق يسمى في اصطلاح البلاغيين مجاز مرسل.
493- في بعض طبعات الكتاب: "{وقال الذي ءامن يقوم[اتبعونيَ]} والياء المضافة خطأ لم يقرأ به أحد.
494- رأى الشيخ بعينه من يقرأ القرآن بالقراءات وهو نائم، وقد كان جده يستفتح النساء ويونس يقرأها ولا يخطئ فيها.
495- ﴿ وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار ﴾العشي في الظهر والعصر، والعشي والرواح يرادف المساء، وفي المساء المغرب والعشاء، والإبكار صلاة الصبح، فدلت الآية على الصلوات الخمس.
496- قد يختلف أهل البلاغة في وصف الأسلوب البلاغي فيسميه بعضهم احتباك والبعض الآخر مجاز عقلي كما في قوله تعالى﴿ هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا ﴾، ومنهم من يطلق على﴿ وجزاء سيئة سيئة مثلها ﴾مجاز وبعضهم يطلق عليها مشاكلة.
497- سورة حم السجدة هي المشهور عن السلف والقراء في تسمية سورة فصلت، ويسمونها بذلك تمييزًا عن آلم السجدة، ويسمونها سورة المصابيح، ومن المعاصرين من يسميها سورة الأقوات، والأخيرين صدرت عن بعض من يرى أن التسمية ليست توقيفية.
498- والخلاف في عد آيها كما يلي: ٥٢ في العد البصري والشامي، ٥٣ حجازي، ٥٤ كوفي.
499- جاء في صحيح البخاري: "قال رجل لابن عباس: إني أجد في القرآن أشياء تختلف على ... [فأجابه] وخلق الأرض في يومين، ثم خلق السماء، ثم استوى إلى السماء فسواهن في يومين آخرين، ثم دحا الأرض -ودحوها أن أخرج منها الماء والمرعى-وخلق الجبال، والجمال، والآكام، وما بينهما في يومين آخرين، فذلك قوله: {دحاها}، وقوله: {خلق الأرض في يومين}، فجعلت الأرض وما فيها من شيء في أربعة أيام، وخلقت السماوات في يومين" وفي هذ النقل بيان لما يتوهم تعارضه من الآيات الدالة على زمن خلق السماء والأرض.
500- ﴿ فقضاهن سبع سماوات في يومين ﴾هذا الموضع الوحيد الذي أضيفت فيه الألف بعد الواو، ولا يوجد مثله في القرآن.
501- تفسير الآيات بالمعجزات تفسير محدث، ولا يلزم أن يكون في الآية الإعجاز بل هي أعم من ذلك.
502- أبواب الهمزات مشكلة بل بعض الهمزات فيها سبعة وعشرين وجهًا في القراءة، ولها أنواع كالهمزتين من كلمة وكلمتين والهمزة المتطرفة وغيرها، ويرى الشيخ أن المحلي والسيوطي يأتون ببعضها في بعض المواضع والأولى تركها جملةً لعدم تعلقها بالمعنى، وإن أتى بها فينبغي أن يلتزم بذلك بذكر جميع الأوجه على الأقل في الموضع الواحد، ولكن يعتذر للسيوطي في ذلك ومثله المحلي أنهم ليسوا من أهل العلم بالقراءات وكانوا ينقلون من كتب غير متخصصة في القراءات.
503- سورة الشورى مكية بإجماع، وعدُّها ٥٣ للكوفي، و٥٠ للباقين.
504- استخدم المبتدعة لفظ لا شبه وأكثروا منه، ولذلك تمسك أئمة السنة بلفظ لا مثل، وقد يتضمن قولهم نفي القدر المشترك في الصفات، وأنهم استخدموا هذا اللفظ لهذا الغرض.
505- للقراء في الآية الخامسة عشرة من سورة الشورى عشرة وقوف. |
| |