##وقفة مع النفس##
حتى لا تفترسنا الحياة علينا أن نقوم بإهداء أنفسنا بضعة دقائق يومية ننفرد مع النفس لنخاطبها بود وبحب وباحترام، ونتنفس بعمق بالغ المتعة أننا ما زلنا على قيد الحياة، وأن أمامنا فرصا متنامية لصنع أفضل حياة ممكنة لنا، ولكل من نحب، وأننا في الطريق الصحيح، وإذا أخطأنا فلنترفق بأنفسنا، فإن لم نرحم أنفسنا فهل نتوقع من الآخرين أن يعاملوننا بأفضل مما نعامل أنفسنا.
ليقل كل واحد منا لنفسه يوميا وهو مسترخٍ ومغمض العينين:
أنا جيد وأتحسن، ولقد كرمني الله، ولن أسمح بإهانة نفسي، سواء بترديد الكلام السيئ لها، أو قبول ما ينتقص ولو بمقدار ذرة من احترامي لها، وسأهدي الآخرين البشاشة والسماحة،
ليس لأنهم يستحقونها بأفعالهم، ولكن لأن الله خلقهم وكرمهم،
فكيف أسمح لنفسي بإهانة مخلوق كرمه الله ؟.
ولماذا أبدد ولو ثانية من عمري في الالتفات للصغار من البشر ألا يكفيهم عذابهم لكونهم صغارا؟!.
وهذا لا يتنافى بالطبع مع إتقان مهارات الردع عند اللزوم، ثم تناسيهم بعد ذلك،
فالعمر غال ومهما طال فهو قصير، ومن الذكاء ادخاره لما يفيدنا ومن نحب، والبخل بأي ثانية منه على من (يتعمدون) مضايقتنا.
حتى لا تفترسنا الحياة أدعو أن نتنفس –جميعا- الاعتزاز بالعبودية للرحمن فقط فلا نسمح لأي رغبة حتى لو كانت مشروعة، ولا لأي مخلوق بأن يبعدنا عن الغايات الحقيقية في إبحارنا في الحياة، وهي أن نفوز بحياة دنيوية ناجحة ومطمئنة وسعيدة؛ لنكون المعبر (الرائع) للمستقر الدائم في الفردوس الأعلى.
وبذا فقط لا يمكن للحياة أن تفترسنا، ولا لكل بحار ومحيطات الكون أن تنال منا.
_____________________