.................................
الموضع الحادي عشر
قال تعالى {فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا} (سورة مريم: 22).
ذكر المفسرون في معنى الآية أن مريم تنحت بالحمل إلى مكان بعيد، قال ابن عباس رضي الله عنه إلى أقصى الوادي،
وهو وادي بيت لحم بينه وبين إيليا أربعة أميال، وإيليا أحد أسماء بيت المقدس.
..................................
الموضع الثاني عشر
قال تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآَصَالِ} (النور: 36). البيوت هي المساجد
عند أكثر المفسرين، وعن الحسن هو بيت المقدس يسرج فيه عشرة آلاف قنديل، وقال ابن زيد: إنها المساجد الأربعة الكعبة ومسجد قباء ومسجد المدينة وبيت المقدس.
........................................
الموضع الثالث عشر
قال تعالى {وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ} (سورة ق: 41).
روي عن ابن عباس في معنى قوله “من مكان قريب”،
أي من صخرة بيت المقدس، وقال قتادة كنا نحدث أنه ينادى من صخرة بيت المقدس، وقال الكلبي وكعب:
وهي أقرب الأرض إلى السماء.
....................................
الموضع الرابع عشر
قال تعالى {وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ}
(سورة سبأ: 18).
ذكر ابن كثير في تفسيره نقلاً عن الحسن ومجاهد وقتادة وغيرهم أن المقصود بالقرى يعني قرى الشام، وكما نقل أيضًا
عن ابن عباس رضي الله عنه قوله: القرى التي باركنا فيها بيت المقدس، وقال ابن تيمية: “هو ما كان بين اليمن -مساكن سبأ- وبين قرى الشام القرى المباركة من العمارة القديمة”.
.....................................
الموضع الخامس عشر
قال تعالى {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَن يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللهِ فَأَتَاهُمُ اللهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأبْصَارِ} ( سورة الحشر: 2).
المراد بأول الحشر أي جمعهم في الدنيا في بلاد الشام،
والمقصود بأهل الكتاب هنا بني النضير حينما أجلاهم النبي صل الله عليه وسلم عن المدينة، وذكر عن الزهري أنه
قال: “كان جلاؤهم أول الحشر في الدنيا إلى بلاد الشام”، وقال ابن زيد: لأول الحشر الشام،
وروي كذلك عن قتادة وذكر ابن كثير عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: من شك في أن أرض المحشر
هنا يعني الشام – فليقرأ هذه الآية ثم ذكرها.
...................................
الموضع السادس عشر والسابع عشر
قال تعالى {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ * وَطُورِ سِينِينَ * وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ} (سورة التين: 1 – 3).
اختلف المفسرون في المقصود بالتين والزيتون
هل هو ذات الثمرتين أو أنهما إشارة إلى شيء آخر، وعلى الرأي الثاني اختلفوا أيضًا في تحديد المشار إليه،
فعن ابن زيد التين مسجد دمشق والزيتون مسجد بيت المقدس،
وعن ابن عباس رضي الله عنه التين مسجد نوح على الجودي والزيتون مسجد بيت المقدس. والقائلون بهذا القول ذهبوا إليه
لأن القسم بالمسجد موضع العبادة والطاعة، فلما كانت هذه المساجد في هذه المواضع التي يكثر فيها التين والزيتون،
وذهب جماعة أخرى من المفسرين أن المقصود بالتين والزيتون
المدن التي تكثر زراعتها فيها، فعن كعب أن التين دمشق والزيتون بيت المقدس، وعن شهر بن جوشب التين الكوفة والزيتون الشام.
وذكر الشوكاني في سبب القسم “وطور سنين” إنما أقسم الله بهذا الجبل؛ لأنه بالشام وهي الأرض المقدسة، كما في قوله
“إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله”، وأعظم بركة حلت به ووقعت عليه تكليم الله لموسى عليه.
المقصود بالتين والزيتون المدن التي تكثر زراعتها فيها.
...............................
الموضع الثامن عشر
قال تعالى {وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ} (سورة البقرة: 58).
اختلف العلماء في تعيين القرية، فقال الجمهور: هي بيت المقدس، وقيل أريحا من بيت المقدس،
وقال ابن كيسان: إنها الشام. وذكر الضحاك أنها الرملة والأردن وفلسطين وتدمر،
وعن ابن عباس رضي الله عنه أن الباب المذكور في الآية يدعى باب الحطة من بيت المقدس.
..................................
الموضع التاسع عشر
قال تعالى {فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي
إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ
وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ وَاللهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} (سورة البقرة: 249).
ذكر قتادة في المراد بالنهر الذي ابتلاهم الله به هو نهر بين الأردن وفلسطين،
وذكر الشوكاني عن ابن عباس رضي الله عنه أنه نهر الأردن، وعن ابن عباس أيضًا رضي الله عنه أنه نهر فلسطين.
...........................
الموضع العشرون
قال تعالى {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ
قَالَ كَمْ لَبِثْتَ
قَالَ: لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (سورة البقرة: 259).
ذكر القرطبي أن القرية المذكورة هي بيت المقدس في قول وهب بن منبه وقتادة وغيرهم والذي أخلى بيت المقدس حينئذ بختنصر وكان واليًا على العراق، وكذلك وافقه الشوكاني وجمهور المفسرين.
.............................
الموضع الحادي والعشرون
قال تعالى {حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لاَ يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ}
( سورة النمل: 18).
ذكر فخر الدين الرازي أن وادي النمل واد بالشام كثير النمل،
ويقع هذا الوادي بجوار عسقلان. ومن الملاحظ في هذا الموضوع أن هناك أكثر من موضوع أشير فيه إلى بلادنا
في خلال فترة صغيرة جدًّا من تاريخ فلسطين ما بين خروج بني إسرائيل من مصر مع النبي موسى عليه السلام ودخولهم أرضنا وحتى زوال ملكهم بعد تخريب بختنصر لبيت المقدس.
والسبب في تركيز القرآن على هذه الفترة بالذات هو كثرة الأنبياء والرسل الذين بعثوا خلالها، فأراد الله عز وجل
أن يقص على رسوله الكريم سير هؤلاء الأنبياء، وكذلك ليضرب الله للرسول صل الله عليه وسلم وللمسلمين المثال
لما كانت تقوم به بني إسرائيل من تكذيب لرسلهم وقتلهم إياهم حتى يصبر الرسول صل الله عليه وسلم على إيذاء الكفار.
............................
كاتب فلسطيني / محمد رفيق أبو شرخ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ