الموضوع
:
سلسلة قصص الأنبياء كاملة في صفحات شعاع
عرض مشاركة واحدة
11-25-2023
#
7
إدارة قناة اليوتوب
بيانات اضافيه [
+
]
رقم العضوية :
426
تاريخ التسجيل :
Mar 2014
أخر زيارة :
منذ 10 ساعات (01:33 AM)
المشاركات :
16,181 [
+
]
التقييم :
9330
MMS ~
لوني المفضل :
Darkturquoise
رد: سلسلة قصص الأنبياء كاملة من صفحات شعاع
ــــــــــــــــــــــــــ
القصه السادسة
إبراهيم عليه السلام
الجزء 1
ـــــــــــــــــــــــــــــ
........
نبذة:
........
نبي الله إبراهيم عليه السلام، هو خليل الله، من نسل نوح عليه السلام، أرسله الله لقومه الذين كفروا بالله وعبدوا الأصنام،
كان إبراهيم يعيش في قوم يعبدون الكواكب، فلم يكن يرضيه ذلك، وأحس بفطرته أن هناك إلها أعظم حتى هداه الله واصطفاه برسالته،
وأخذ إبراهيم يدعو قومه لوحدانية الله وعبادته ولكنهم كذبوه وحاولوا إحراقه فأنجاه الله من بين أيديهم،
جعل الله الأنبياء من نسل إبراهيم فولد له إسماعيل وإسحاق، قام إبراهيم ببناء الكعبة مع إسماعيل.
وهاجر من أرض لأرض لتبيلغ دعوة الله، وكلفه الله ببناء بيت الله الحرام، الكعبة المشرفة.
........
سيرته:
..........
منزلة إبراهيم عليه السلام:
هو أحد أولي العزم الخمسة الكبار الذين اخذ الله منهم ميثاقا غليظا، وهم: نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد..
بترتيب بعثهم.
وهو النبي الذي ابتلاه الله ببلاء مبين. بلاء فوق قدرة البشر وطاقة الأعصاب. ورغم حدة الشدة، وعنت البلاء..
كان إبراهيم هو العبد الذي وفى. وزاد على الوفاء بالإحسان.
وقد كرم الله تبارك وتعالى إبراهيم تكريما خاصا، فجعل ملته هي التوحيد الخالص النقي من الشوائب.
وجعل العقل في جانب الذين يتبعون دينه.
وكان من فضل الله على إبراهيم أن جعله الله إماما للناس. وجعل في ذريته النبوة والكتاب. فكل الأنبياء من بعد إبراهيم هم
من نسله فهم أولاده وأحفاده. حتى إذا جاء آخر الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم، جاء تحقيقا
واستجابة لدعوة إبراهيم التي دعا الله فيها أن يبعث في الأميين رسولا منهم.
.................................................. .....
حال المشركين قبل بعثة إبراهيم عليه السلام:
.................................................. ......
تحدث القرآن عن ميلاده أو طفولته، ولا يتوقف عند عصره صراحة، ولكنه يرسم صورة لجو الحياة في أيامه،
فتدب الحياة في عصره، وترى الناس قد انقسموا ثلاث فئات:
فئة تعبد الأصنام والتماثيل الخشبية والحجرية.
وفئة تعبد الكواكب والنجوم والشمس والقمر.
وفئة تعبد الملوك والحكام.
.................................
نشأة إبراهيم عليه السلام:
..............................
ولد إبراهيم في أسرة من أسر ذلك الزمان البعيد. لم يكن رب الأسرة كافرا عاديا من عبدة الأصنام، كان كافرا متميزا
يصنع بيديه تماثيل الآلهة. وقيل أن أباه مات قبل ولادته فرباه عمه، وكان له بمثابة الأب، وكان إبراهيم يدعوه بلفظ الأبوة،
وقيل أن أباه لم يمت وكان آزر هو والده حقا، وقيل أن آزر اسم صنم اشتهر أبوه بصناعته..
ومهما يكن من أمر فقد ولد إبراهيم في هذه الأسرة.
رب الأسرة أعظم نحات يصنع تماثيل الآلهة. ومهنة الأب تضفي عليه قداسة خاصة في قومه، وتجعل لأسرته
كلها مكانا ممتازا في المجتمع. هي أسرة مرموقة، أسرة من الصفوة الحاكمة.
من هذه الأسرة المقدسة، ولد طفل قدر له أن يقف ضد أسرته وضد نظام مجتمعه وضد أوهام قومه وضد ظنون الكهنة وضد
العروش القائمة وضد عبدة النجوم والكواكب وضد كل أنواع الشرك باختصار.
مرت الأيام.. وكبر إبراهيم.. كان قلبه يمتلأ من طفولته بكراهية صادقة لهذه التماثيل التي يصنعها والده.
لم يكن يفهم كيف يمكن لإنسان عاقل أن يصنع بيديه تمثالا، ثم يسجد بعد ذلك لما صنع بيديه.
لاحظ إبراهيم إن هذه التماثيل لا تشرب ولا تأكل ولا تتكلم ولا تستطيع أن تعتدل لو قلبها أحد على جنبها.
كيف يتصور الناس أن هذه التماثيل تضر وتنفع؟!
......................................
مواجهة عبدة الكواكب والنجوم:
.....................................
قرر إبراهيم عليه السلام مواجهة عبدة النجوم من قومه، فأعلن عندما رأى أحد الكواكب في الليل، أن هذا الكوكب ربه.
ويبدو أن قومه اطمأنوا له، وحسبوا أنه يرفض عبادة التماثيل ويهوى عبادة الكواكب.
وكانت الملاحة حرة بين الوثنيات الثلاث: عبادة التماثيل والنجوم والملوك.
غير أن إبراهيم كان يدخر لقومه مفاجأة مذهلة في الصباح. لقد أفل الكوكب الذي التحق بديانته بالأمس.
وإبراهيم لا يحب الآفلين. فعاد إبراهيم في الليلة الثانية يعلن لقومه أن القمر ربه.
لم يكن قومه على درجة كافية من الذكاء ليدركوا أنه يسخر منهم برفق ولطف وحب.
كيف يعبدون ربا يختفي ثم يظهر. يأفل ثم يشرق. لم يفهم قومه هذا في المرة الأولى فكرره مع القمر.
لكن القمر كالزهرة كأي كوكب آخر.. يظهر ويختفي.
فقال إبراهيم عليه السلام عدما أفل القمر (لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ)
نلاحظ هنا أنه عندما يحدث قومه عن رفضه لألوهية القمر.. فإنه يمزق العقيدة القمرية بهدوء ولطف.
كيف يعبد الناس ربا يختفي ويأفل. (لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي) يفهمهم أن له ربا غير كل ما يعبدون. غير أن اللفتة لا تصل إليهم.
ويعاود إبراهيم محاولته في إقامة الحجة على الفئة الأولى من قومه.. عبدة الكواكب والنجوم.
فيعلن أن الشمس ربه، لأنها أكبر من القمر. وما أن غابت الشمس، حتى أعلن براءته من عبادة النجوم والكواكب.
فكلها مغلوقات تأفل. وأنهى جولته الأولى بتوجيهه وجهه للذي فطر السماوات والأرض حنيفا.. ليس مشركا مثلهم.
استطاعت حجة إبراهيم أن تظهر الحق.
وبدأ صراع قومه معه. لم يسكت عنه عبدة النجوم والكواكب. بدءوا جدالهم وتخويفهم له وتهديده.
ورد إبراهيم عليهم قال( أَتُحَاجُّونِّي فِي اللّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلاَ أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلاَّ أَن يَشَاء رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ (80) وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلاَ تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (81) (الأنعام
بعد أن بين إبراهيم عليه السلام حجته لفئة عبدة النجوم والكواكب، استعد لتبيين حجته لعبدة الأصنام. آتاه الله الحجة في المرة الأولى كما سيؤتيه الحجة في كل مرة.
سبحانه.. كان يريه لإبراهيم ملكوت السماوات والأرض. لم يكن معه غير إسلامه حين بدأ صراعه مع عبدة الأصنام.
هذه المرة يأخذ الصراع شكلا أعظم حدة. أبوه في الموضوع.. هذه مهنة الأب وسر مكانته وموضع تصديق القوم..
وهي العبادة التي تتبعها الأغلبية.
.....................................
إبراهيم عليه السلام يدعو أبيه
....................................
اتصف إبراهيم عليه السلام بالرشد ورجاحة العقل في صغره، وابتعثه الله رسولاً، واتخذه خليلاً في كبره،
وكان أبوه آزر كافراً يعبد الأصنام مع قومه، فكانت أول دعوة إبراهيم لأبيه.
سأل إبراهيم أبيه: يا أبت ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون؟ فقال: هذه آلهة نعبدها ونقدم لها القرابين.
فقال إبراهيم: وكيف تكون آلهة وقد صنعتموها بأيديكم، وهي حجارة لا تسمع ولا ترى ولا تنفع ولا تضر؟
قال: يا بني إنا وجدنا آباءنا كذلك يفعلون.
قال إبراهيم عليه السلام: يا أبت، إن الله قد آتاني علماً، وبعثني رسولاً لهداية الناس بعد أن أضلهم الشيطان بعبادة هذه الأصنام، وإني أدعوك يا أبي أن تعبد الله، ولا تطع الشيطان فهو للرحمن عصياً.
قال آزر: أتمزح يا إبراهيم أم أنت من اللاعبين؟ لا تتحدث بهذا، وتوقف عن إساءتك للآلهة،
لا يغرنك عقلك بالخروج عن طريق آباءنا وأجدادنا.
قال إبراهيم: يا أبتي إني جاد فيما أقول، هذا طريق الشيطان، وهل تتبع طريق الآباء وهم في ضلال مبين؟
إن ما تعبدون وآباءكم الأقدمون عدو لي، فلا إله إلا رب العالمين، الذي خلقني وهداني، وأطعمني وأسقاني،
وإذا مرضت يشفني، وهو الذي يميتني ثم يحييني، يا أبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك، وإن اتبعتني أهدك الطريق السوي والصراط المستقيم، يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن.
قال آزر غاضباً: أترغب عن عبادة آلهتي يا إبراهيم؟ لئن لم تنته عن ذلك لأرجمنك واهجرني ملياً.
وقاطع آزر ابنه إبراهيم بسبب دعوته ورسالة ربه، فخرج إبراهيم قائلاً: سلام عليك، وأعدك أني سأستغفر لك ربي، لكني سأعتزلكم وما تدعون من دون الله، وأدعو ربي عسى ألا أكون من الأشقياء.
واستغفر إبراهيم عليه السلام لأبيه في دعاءه كما وعده، ويكثر في ذلك رجاء أن يمن الله عليه بالهداية،
وليوفي بوعده الذي قطعه على نفسه براً بوالده، لكن الله أوحى إليه أن “آزر” هذا عدو لله وهو من الأشقياء،
فلما تبين ذلك لإبراهيم تبرأ منه، فكان إبراهيم عليه السلام مثالاً للعبد الخاضع لله، الذي قدم حب الله وطاعته على حبه لأبيه.
.................................................. ..............
إبراهيم عليه السلام يحطم الأصنام، والقوم يعاقبوه بالنار
.................................................. ..............
راح إبراهيم يدعو قومه ويطالبهم أن يعبدوا الله ويتقوه، ويحببهم لذلك وأن هذا هو الخير لهم، وتحدث مع القوم
بجرأة عن الأصنام وأنها ليست آلهة ولكنها إفك مبين للتضليل عن سبيل الله.
وخاطب إبراهيم القوم بالعقل والإقناع، فقال لهم بأي منطق تطلبون من الأصنام أن ترزقكم، هل هي من تنزل الأمطار
وتخرج الثمار؟ أنسيتم أن الله هو الخالق والرازق، إن ابتغاء الرزق يكون من الله وليس من حجارة صنعتموها بأيديكم،
فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له.
لكن القوم كذبوا إبراهيم، فذكرهم بعاقبة الأمم من قبلهم فقال: إن أنتم كذبتموني، فقد كذبت أمم من قبلكم،
وعلمتم ما نزل بهم من عذاب الله، أتذكرون كيف هلك قوم نوح وعاد وثمود؟
ألم تروا كيف يبدئ الله الخلق ثم يعيده بكل يسر، ثم ينشئ النشأة الآخرة ويحاسب الناس على أعمالهم،
فيعذب من عصوه ويرحم من أطاعوه؟ إننا راجعون إلى الله وليس لأحد من دون الله ولي ولا نصير، إنني أخاف عليكم، و
قد جئتكم ناصحاً لكم، وليس لي غاية غير ذلك، فما على الرسول إلا البلاغ المبين.
لكن القوم لم يستجيبوا لإبراهيم، واستمروا في كفرهم وعبادتهم للأصنام، وكان للقوم عيد يذهبون إليه في كل عام مرة
إلى ظاهر البلد، وكان من عادة القوم أن يخرجوا جميعاً للاحتفال، فأعد إبراهيم مكيدة لفضح فساد عبادة هذه الأصنام.
لما هم القوم بالخروج سألوا إبراهيم ألن تخرج معنا؟ فنظر إبراهيم في النجوم وبها نجم طالع ثم قال: إني سقيم،
فأوهم القوم أنه مريض حتى لا يذهب معهم، فانصرفوا عنه مدبرين إلى احتفالهم،
فقال: والله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين.
فلما خرجوا إلى عيدهم، أسرع إبراهيم مستخفياً وحمل قدوماً وانطلق إلى معبد الأصنام وهو بهو عظيم وبه صنم كبير
وبجواره العديد من الأصنام وقد وضعوا أمامها أنواعاً من الأطعمة قرباناً إليها، ونظر إبراهيم للأصنام والأطعمة
فقال متهكماً: ألا تأكلون؟ ما لكم لا تنطقون؟ ثم بدأ يكسر الأصنام الصغيرة ويحطمها واحداً تلو الآخر،
ثم ترك الصنم الكبير ووضع في يده القدوم ثم انصرف.
ولما عاد القوم ورأوا ما حل بالأصنام صرخوا مستنكرين: من الذي فعل هذا بآلهتنا؟
إنه من الظالمين، يا وليه مما فعل، وتساءلوا: من هذا الذي يمكنه أن يتجرأ ويرتكب هذا الفعل؟
قال بعضهم: سمعنا فتى يسمى إبراهيم يتوعد هذه الآلهة بالسوء،
وقال آخرون: إنه لم يخرج معنا، ونظن أنه فعل هذا لارتكاب هذا السوء، فهو الوحيد الذي يعلن رفضه للأصنام ويذكرها دائماً
بالعيب والتنقص والازدراء، وقرر القوم محاسبة إبراهيم أمام حشود الناس وعقوبته عقاباً شديداً ليكون عبرة لكل من يتطاول على الأصنام، فأسرع القوم إلى إبراهيم يجرون ويستعجلون للإمساك به وهو غاضبون ليأخذونه إلى المحاكمة والعقاب.
واجتمعت حشود القوم، وجاءوا بإبراهيم، وعقدوا محاكمته أمام أعين الناس ليشهدوا على جريمته وعقابه،
قالوا: أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم؟
فرد إبراهيم بدهاء: بل فعله هذا الصنم الكبير،
ألا ترون القدوم بيديه؟ واسألوا الأصنام إن كانوا ينطقون.
نظر بعضهم إلى بعض في حيرة وقالوا: أنت تعلم أن هذه الأصنام لا تنطق.
فقال إبراهيم: وهل يعقل أن تعبدوا ما لا يستطيع النطق أو الدفاع عن نفسه، هل هذه آلهة؟
أليس من الظلم أن تعبدوا تلك التي تنحتونها بأيديكم والله خلقكم وما تعملون؟
أي عاقل هذا الذي يعبد من دون الله ما لا ينفع أو يضر بأي شيء؟
عجز القوم عن جدال إبراهيم، فقد غُلبوا وأصبحوا صاغرين نتيجة قوة حجة إبراهيم وسلامة منطقه،
لكنهم عادوا للفتنة مرة أخرى،
وقالوا: نحن أخطأنا لأننا لم نترك حارساً مع الأصنام، أما إبراهيم فاحرقوه في النار وانصروا آلهتكم.
.........................................
نجاة إبراهيم عليه السلام من النار:
..........................................
و بدأ الاستعداد لإحراق إبراهيم عليه السلام . انتشر النبأ في المملكة كلها. وجاء الناس من القرى والجبال والمدن
ليشهدوا عقاب الذي تجرأ على الآلهة وحطمها واعترف بذلك وسخر من الكهنة.
وحفروا حفرة عظيمة ملئوها بالحطب والخشب والأشجار. وأشعلوا فيها النار.
وأحضروا المنجنيق وهو آلة جبارة ليقذفوا إبراهيم فيها فيسقط في حفرة النار..
ووضعوا إبراهيم بعد أن قيدوا يديه وقدميه في المنجنيق. واشتعلت النار في الحفرة وتصاعد اللهب إلى السماء.
وكان الناس يقفون بعيدا عن الحفرة من فرط الحرارة اللاهبة. وأصدر كبير الكهنة أمره بإطلاق إبراهيم في النار.
جاء جبريل عليه السلام ووقف عند رأس إبراهيم وسأله: يا إبراهيم.. ألك حاجة؟
قال إبراهيم: أما إليك فلا.
انطلق المنجنيق ملقيا إبراهيم في حفرة النار. كانت النار موجودة في مكانها، ولكنها لم تكن تمارس وظيفتها في الإحراق.
فقد أصدر الله جل جلاله إلى النار أمره بأن تكون (بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ).
جلس الكهنة والناس يرقبون النار من بعيد. كانت حرارتها تصل إليهم على الرغم من بعدهم عنها.
وظلت النار تشتعل فترة طويلة حتى ظن الكافرون أنها لن تنطفئ أبدا.
لم يكن في قلبه مكان خال يمكن أن يمتلئ بالخوف أو الرهبة أو الجزع. كان القلب مليئا بالحب وحده. ومات الخوف.
وتلاشت الرهبة. واستحالت النار إلى سلام بارد يلطف عنه حرارة الجو.
أمر الله سبحانه وتعالى النار أن كوني برداً وسلاماً على إبراهيم، فإذا بالنار لم تحرق إلا القيود التي وثقت به، وكانت معجزة أزهلت القوم،
أحرقت النار قيوده فقط. وجلس إبراهيم وسطها كأنه يجلس وسط حديقة. كان يسبّح بحمد ربه ويمجّده.
وجعلهم الله خاسرين وأسفلين، وخرج إبراهيم من النار منتصراً، ( وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ (70) (الأنبياء)
فلما انطفأت فوجئوا بإبراهيم يخرج من الحفرة سليما كما دخل. ووجهه يتلألأ بالنور والجلال. وثيابه كما هي لم تحترق.
وليس عليه أي أثر للدخان أو الحريق.
وآمن له ابن أخيه لوطاً والذي أصبح رسولاً مع إبراهيم عليه السلام.
.................................................. ........
مناظرة إبراهيم عليه السلام مع الملك النمرود
.................................................. ........
الملك النمرود، هو ملك بابل، وكان أحد ملوك الدنيا، وهو ملك الآراميين بالعراق. لكنه كان كافراً بالله، وادعى لنفسه الربوبية، وطغى وتجبر في الأرض، وسمع بمعجزة إبراهيم وخروجه من النار سالماً، وذهب إبراهيم عليه السلام يدعوه إلى عبادة الله وحده لا شريك له،
فأنكر النمرود دعوة إبراهيم، وقال: إنما أنا الرب العظيم، مالك هذه الدنيا.
الله تعالى في كتابه الحكيم أخبرنا بالحجة الأولى التي أقامها إبراهيم عليه السلام على الملك الطاغية،
فقال إبراهيم عليه السلام (رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ)
قال الملك: (أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ) أستطيع أن أحضر رجلا يسير في الشارع وأقتله، وأستطيع أن أعفو عن محكوم عليه بالإعدام وأنجيه من الموت.. وبذلك أكون قادرا على الحياة والموت.
قال إبراهيم: ، إن ربي هو خالق هذا الكون، وهو الذي يحيي ويميت.
قال النمرود: أنا أحيي وأميت. وأمر النمرود باستدعاء سجينين محكوم عليهما بالقتل، وقتل أحدهما وعفى عن الآخر،
وقال: أنا أمت هذا وأحييت هذا.
فقال إبراهيم عليه السلام (فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ)
فبهت الذي كفر " الملك النمرود "وعجز عن الرد، لكنه لم يستجب لدعوة إبراهيم، فعاقبه الله بحشرة صغيرة يقال لها الهسهسه دخلت من أنف النمرود،
ومكثت الحشرة في منخر النمرود تعذبه، فكان يُضرَبُ رأسُه بالمرِازب في هذه المدة كلها حتى أهلكه الله عز وجل بها.
إن للكون نظما وقوانين يمشي طبقا لها.. قوانين خلقها الله ولا يستطيع أي مخلوق أن يتحكم فيها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فترة الأقامة :
3721 يوم
معدل التقييم :
زيارات الملف الشخصي :
506
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
4.35 يوميا
عطر الجنة
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى عطر الجنة
البحث عن كل مشاركات عطر الجنة