الموضوع
:
سلسلة قصص الأنبياء كاملة في صفحات شعاع
عرض مشاركة واحدة
12-03-2023
#
21
إدارة قناة اليوتوب
بيانات اضافيه [
+
]
رقم العضوية :
426
تاريخ التسجيل :
Mar 2014
أخر زيارة :
منذ 14 دقيقة (06:19 PM)
المشاركات :
16,181 [
+
]
التقييم :
9330
MMS ~
لوني المفضل :
Darkturquoise
رد: سلسلة قصص الأنبياء كاملة في صفحات شعاع
ـــــــــــــــــــــــــــــ
القصة الرابعة عشر
يونس عليه السلام
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
............
نبذة:
..........
أرسله الله إلى قوم نينوى في العراق فدعاهم إلى عبادة الله وحده ولكنهم أبوا واستكبروا فتركهم وتوعدهم بالعذاب
بعد ثلاث ليال فخشوا على أنفسهم فآمنوا فرفع الله عنهم العذاب، أما يونس عليه السلام فخرج في سفينة
وكانوا على وشك الغرق فاقترعوا لكي يحددوا من سيلقى من الرجال فوقع ثلاثا على يونس فرمى نفسه في البحر
فالتقمه الحوت وأوحى الله إليه أن لا يأكله فدعا يونس ربه أن يخرجه من الظلمات فاستجاب الله له وبعثه إلى مائة ألف أو يزيدون
.................
سيرته:
.................
يونس عليه السلام نبيا كريما أرسله الله إلى قومه ؛ قيل في نسبه هو يونس بن متّى ثمّ يتصل نسبه بنسل بنيامين
شقيق يوسف عليه السلام، بُعث يونس عليه السلام إلى نينوى ، إلى قومٍ انتشر الشرك بينهم فكانوا يعبدون الأصنام،
فأوحى إليهم يونس وأرشدهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له، إلا أنّهم كذّبوه، وكفروا برسالته، وأصرّوا على عبادة أصنامهم
وأوثانهم، وكان من بينها صنم أكبر يُدعى: عشتار، وقد قيل: إنّ دعوة يونس عليه السلام لقومه استمرت ثلاثاً وثلاثين سنة،
إلّا أنّه لم يؤمن معه سوى رجلين ولذلك شعر يونس عليه السلام باليأس من قومه، فتركهم وخرج من بلدتهم
وجاء يوم عليه فأحس باليأس من قومه.. وامتلأ قلبه بالغضب عليهم لأنهم لا يؤمنون، وخرج غاضبا وقرر هجرهم
ووعدهم بحلول العذاب بهم بعد ثلاثة أيام. ولا يذكر القرآن أين كان قوم يونس.
ولكن المفهوم أنهم كانوا في بقعة قريبة من البحر.
وقال أهل التفسير: بعث الله يونس عليه السلام إلى أهل (نينوى) من أرض الموصل. فقاده الغضب إلى شاطىء البحر
حيث ركب سفينة مشحونة.
ولم يكن الأمر الإلهي قد صدر له بأن يترك قومه أو ييأس منهم. فلما خرج من قريته، وتأكد أهل القرية من نزول العذاب
بهم قذف الله في قلوبهم التوبة والإنابة وندموا على ما كان منهم إلى نبيهم وصرخوا وتضرعوا إلى الله عز وجل، وكانوا مائة
ألف يزيدون ولا ينقصون. وقد آمنوا أجمعين. فكشف الله العظيم بحوله وقوته ورأفته ورحمته عنهم العذاب الذي استحقوه بتكذيبهم.
..........................
أمر السفينة:
..................................
لما خرج يونس عليه السلام من نينوى أقبل على قومٍ وركب معهم سفينتهم فلمّا أن وصلت بهم جميعاً إلى عُرض البحر
فقد هاج البحر بالسفينة ، وارتفع من حولها الموج. وكان هذا علامة عند القوم بأن من بين الركاب راكباً مغضوباً عليه لأنه
ارتكب خطيئة. وأنه لا بد أن يلقى في الماء لتنجو السفينة من الغرق.
فاقترعوا على من يلقونه من السفينة . فخرج سهم يونس وكان معروفاً عندهم بالصلاح فأعادوا القرعة،
فخرج سهمه ثانية، فأعادواها ثالثة، ولكن سهمه خرج بشكل أكيد فألقوه في البحر أو ألقى هو نفسه.
فالتقمه الحوت لأنه تخلى عن المهمة التي أرسله الله بها, وترك قومه مغاضباً قبل أن يأذن الله له.
وأحى الله للحوت أن لا يخدش ليونس لحما ولا يكسر له عظما. واختلف المفسرون في مدة بقاء يونس في بطن الحوت،
فمنهم من قال أن الحوت التقمه عند الضحى، وأخرجه عند العشاء. ومنهم من قال انه لبث في بطنه ثلاثة أيام،
ومنهم من قال سبعة.
..................................
يونس في بطن الحوت:
..................................
عندما أحس بالضيق في بطن الحوت، في الظلمات -ظلمة الحوت، وظلمة البحر، وظلمة الليل- سبح الله واستغفره
وذكر أنه كان من الظالمين.
وقال ( أن َّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ).
فاستجاب الله له دعاءه. فلفظه الحوت. (فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون).
وقد خرج من بطن الحوت سقيماً عارياً على الشاطىء. وأنبت الله عليه شجرة القرع. قال بعض العلماء في إنبات القرع عليه
حِكَم جمة. منها أن ورقه في غاية النعومة وكثير وظليل ولا يقربه ذباب، ويؤكل ثمره من أول طلوعه إلى آخره نياً
ومطبوخاً، وبقشره وببزره أيضاً.
وكان هذا من تدبير الله ولطفه. وفيه نفع كثير وتقوية للدماغ وغير ذلك.
فلما استكمل عافيته رده الله إلى قومه الذين تركهم مغاضباً.
....................................
فضل يونس عليه السلام:
....................................
لقد وردت أحاديث كثيرة عن فضل يونس عليه السلام،
منها قول النبي صل الله عليه وسلم: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صل الله عليه و سلم قال
من قال: مَا يَنْبَغِى لِعَبْدٍ أَنْ يَقُولَ أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى عَلَيْهِ السَّلاَمُ" رواه البخاري ومسلم
وفي رواية للبخاري من قال " أنا خير من يونس بن متّى فقد كذب" .
..........................
ذنب يونس عليه السلام:
...............................
نريد الآن أن ننظر فيما يسميه العلماء ذنب يونس.
هل ارتكب يونس ذنبا بالمعنى الحقيقي للذنب؟
وهل يذنب الأنبياء.؟
الجواب : أن الأنبياء معصومون.. غير أن هذه العصمة لا تعني أنهم لا يرتكبون أشياء هي عند الله أمور تستوجب العتاب.
المسألة نسبية إذا.
يقول العارفون بالله: إن حسنات الأبرار سيئات المقربين.. وهذا صحيح.
فلننظر إلى فرار يونس من قريته الجاحدة المعاندة. فلو صدر هذا التصرف من أي إنسان صالح غير يونس..
لكان ذلك منه حسنة يثاب عليها. فهو قد فر بدينه من قوم مجرمين.
ولكن يونس عليه السلام نبي أرسله الله إليهم.. والمفروض أن يبلغ عن الله ولا يعبأ بنهاية التبليغ أو ينتظر
نتائج الدعوة.. ليس عليه إلا البلاغ.
إن الله عز وجل يلقن يونس درسا في الدعوة إليه ليدعو النبي إلى الله فقط. هذه حدود مهمته وليس عليه أن يتجاوزها .
وقد خرج يونس بغير إذن فانظر ماذا وقع لقومه. لقد آمنوا به بعد خروجه.. ولو أنه مكث فيهم لأدرك ذلك
وعرفه واطمأن قلبه وذهب غضبه.. غير أنه كان متسرعا وليس تسرعه هذا سوى فيض في رغبته
أن يؤمن الناس وإنما اندفع إلى الخروج كراهية لهم لعدم إيمانهم.. فعاقبه الله وعلمه أن على النبي أن يدعو لله فحسب.
والله يهدي من يشاء
........................................
فوائد قصة يونس عليه السلام
..............................................
1/ أهمية عبادة التسبيح وأنها سببٌ لدفع الهمّ واستدفاع الغَمّ، فالاستمساك بصيغة التسبيح الواردة في قصة يونس عليه السلام،
وهي ( أن لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)،
فهي جامعة شاملة للتوحيد والتسبيح، والاعتراف بفضل الله تعالى على العبد،
2/ في قصة يونس عليه السلام رسالةٌ لكل داعية ومربٍّ ومصلِح وأب ألا ييْئَسَ ولا يضيق مِن دعوته وتوجيهاته؛
فيونس عليه السلام حينما غاضَبَ قومَه حين جفوا دعوته، ثم عاد إليهم مرَّةً ثانية وواصل دعوته
فكان نتيجته: آمن قومه أجمعون.
3/ أنَّ الدعوة والنصيحة والتوجيه ليستْ جولةً واحدة بل هي جولة وجولات، ولكن مع الصِّدق والإخلاص
يفتح الله تعالى للكلمات الناصحة مغاليقَ القلوب.
4/ الصبر؛ فالصبر مفتاح الفرج وهو طريق تحقيق الغايات التي تأخّر ظهورها والداعي إلى الله تعالى عليه
أن يكون صبوراً في دعوته فعلى المسلم الداعية إلى ربّه عزّ وجلّ أن يكون صبوراً طويل النفس؛ ليصل إلى غايته العظيمة.
5/ في قصَّة يونس عليه السلام دليلٌ على القاعدة الأصولية المشهورة وهي: ارتكاب أخف الضررين لدفْع أعلاهما
فإلقاء بعض أفراد السفينة، وإن كان فيه ضررٌ متحقِّق إلا أنَّ فيه دفعًا لضرر أعلى وهو هلاكهم جميعًا .
6/ عدم الاستعجال؛ حيث قال الله تعالى (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ)
فهذه إشارة كان على يونس عليه السلام ألّا يستعجل فيترك قومه لوحدهم بل أن يبقى معهم مُذكّراً و موجّهاً
ولا ينتظر منهم القبول، والإيمان بسرعةٍ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التعديل الأخير تم بواسطة عطر الجنة ; 12-03-2023 الساعة
12:22 AM
فترة الأقامة :
3722 يوم
معدل التقييم :
زيارات الملف الشخصي :
506
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
4.35 يوميا
عطر الجنة
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى عطر الجنة
البحث عن كل مشاركات عطر الجنة