الموضوع
:
سلسلة قصص الأنبياء كاملة في صفحات شعاع
عرض مشاركة واحدة
12-03-2023
#
22
إدارة قناة اليوتوب
بيانات اضافيه [
+
]
رقم العضوية :
426
تاريخ التسجيل :
Mar 2014
أخر زيارة :
منذ 21 دقيقة (06:46 PM)
المشاركات :
16,181 [
+
]
التقييم :
9330
MMS ~
لوني المفضل :
Darkturquoise
رد: سلسلة قصص الأنبياء كاملة في صفحات شعاع
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
القصة الخامسة عشر
شعيب عليه السلام
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
...................
نبذة:
.......................
قال الله تعالى: "لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب
أرسل شعيب إلى قوم مدين وكانوا يعبدون الأيكة وكانوا ينقصون المكيال والميزان ولا يعطون الناس حقهم
فدعاهم إلى عبادة الله وأن يتعاملوا بالعدل ولكنهم أبوا واستكبروا واستمروا في عنادهم وتوعدوه بالرجم
والطرد وطالبوه بأن ينزل عليهم كسفا من السماء فجاءت الصيحة وقضت عليهم جميعا.
.........................
سيرته:
............................
هو شعيب بن مدين بن سام بن نوح بن إدريس بن شيث بن آدم عليه السلام، وهو ابن عم نبي الله لوط عليه السلام.
كان يسمى شعيب عليه السلام "خطيب الأنبياء"؛ لحسن مراجعته لقومه.
..............................................
رسالة نبي الله شعيب عليه السلام
..................................................
بعث النبي شعيب عليه السلام بعد النبي لوط إلى قوم مدين، العرب الذين سكنوا مدينة مدين، القرية الواقعة
على أطراف الشام، بالقرب من بحيرة قوم لوط التي يقال إنها كانت في الأردن، وهم قوم من بني مدين بن مديان بن
النبي إبراهيم عليه الصلاة والسلام.
وكان أهل مدين كفارا، يقطعون السبيل ويخيفون المارة، وكانوا من أسوأ الناس معاملة، يبخسون المكيال والميزان فيأخذون
بالزائد ويدفعوم بالناقص، فبعث الله فيهم رسولًا منهم وهو النبي شعيب عليه السلام.
لقد برز في قصة شعيب أن الدين ليس قضية توحيد وألوهية فقط، بل إنه كذلك أسلوب لحياة الناس..
فأرسل الله تعالى شعيبا إلى أهل مدين. فقال شعيب (يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُه)
نفس الدعوة التي يدعوها كل نبي.. لا تختلف من نبي إلى آخر.. لا تتبدل ولا تتردد. هي أساس العقيدة..
وبغير هذه الأساس يستحيل أن ينهض بناء العباد والأمة.
بدأ شعيب عليه السلام في توضيح الأمور الاخرى التي جاءت بها دعوته
(وَلاَ تَنقُصُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّيَ أَرَاكُم بِخَيْرٍ وَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ)
بعد قضية التوحيد مباشرة.. ينتقل النبي شعيب إلى قضية المعاملات اليومية.. قضية الأمانة والعدالة..
كان أهل مدين ينقصون المكيال والميزان ولا يعطون الناس حقهم..
وهي رذيلة تمس نظافة القلب واليد.. ، وكان أهل مدين يعتبرون بخس الناس أشياءهم..
نوعا من أنواع المهارة في البيع والشراء.. ودهاء في الأخذ والعطاء..
ثم جاء نبيهم وأفهمهم أن هذه دناءة وسرقة.. أفهمهم أنه يخاف عليهم بسببها من عذاب يوم محيط..
فبعث شعيب عليه السلام بأخلاق الإسلام ليعلمه في حياة الناس، إلى الحد الذي يرقب فيه عملية البيع والشراء.
قال (وَيَا قَوْمِ أَوْفُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ)
لم يزل شعيب ماضيا في دعوته.. إنه يوصيهم أن يوفوا المكيال والميزان بالقسط.. بالعدل والحق..
وهو يحذرهم أن يبخسوا الناس أشيائهم.
لنتدبر معا في التعبير القرآني القائل (وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ) كلمة الشيء تطلق على الأشياء المادية والمعنوية..
أي أنها ليست مقصورة على البيع والشراء فقط، بل تدخل فيها الأعمال أو التصرفات الشخصية.
ويعني النص تحريم الظلم، سواء كان ظلما في وزن الفاكهة أو الخضراوات، أو ظلما في تقييم مجهود الناس وأعمالهم..
ذلك أن ظلم الناس يشيع في جو الحياة مشاعر من الألم واليأس واللامبالاة، وتكون النتيجة أن ينهزم الناس من الداخل،
وتنهار علاقات العمل، وتلحقها القيم.. ويشيع الاضطراب في الحياة.. ولذلك يستكمل النص تحذيره من الإفساد في الأرض
(وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ) العثو هو تعمد الإفساد والقصد إليه فلا تفسدوا في الأرض متعمدين قاصدين
(بَقِيَّةُ اللّهِ خَيْرٌ لَّكُمْ).. ما عند الله خير لكم.. (إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)
بعدها يفهمهم أنه لا يملك لهم شيئا.. ليس موكلا عليهم ولا حفيظا عليهم ولا حارسا لهم..
إنما هو رسول يبلغهم رسالات ربه (وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ)
بهذا الأسلوب يشعر شعيب قومه بأن الأمر جد وخطير وثقيل.. إذ بين لهم عاقبة إفسادهم وتركهم أمام العاقبة وحدهم.
...................................
رد قوم شعيب عليه السلام :
......................................
تحدث قومه (قَالُواْ يَا شُعَيْبُ أَصَلاَتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاء إِنَّكَ لَأَنتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ)
كان أهل مدين كفارا يقطعون السبيل، ويخيفون المارة،
ويعبدون الأيكة.. وهي شجرة من الأيك حولها غيضة ملتفة بها.. وكانوا من أسوأ الناس معاملة،
يبخسون المكيال والميزان ويطففون فيهما، ويأخذون بالزائد ويدفعون بالناقص..
وبعد هذا كله حوارهم مع شعيب قَالُواْ يَا شُعَيْبُ أَصَلاَتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا)... ؟
بهذا التهكم الخفيف والسخرية واستهوال الأمر..
لقد تجرأت صلاة شعيب عليه السلام وصلاة شعيب تأمرهم أن يعبدوا الله وحده.. أي جرأة من شعيب..؟
بهذا المنطق الساخر وجه قوم شعيب خطابهم إلى نبيهم.. ثم عادوا يتساءلون ساخرين (أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاء)
يا شعيب إن صلاتك تتدخل في إرادتنا، وطريقة تصرفنا في أموالنا.. ما هي علاقة الإيمان والصلاة بالمعاملات المادية؟
بهذا التساؤل الذي ظنه قوم شعيب قمة في الذكاء..
طرحوا أمامه قضية الإيمان، وأنكروا أن تكون لها علاقة بسلوك الناس وتعاملهم واقتصادهم.
هذه المحاولة للتفريق بين الحياة الاقتصادية والإسلام، وقد بعث به كل الأنبياء، وإن اختلفت أسماؤه..
هذه المحاولة قديمة من عمر قوم شعيب عليه السلام . لقد أنكروا أن يتدخل الدين في حياتهم اليومية، وسلوكهم واقتصادهم
وطريقة إنفاقهم لأموالهم بحرية..
إن حرية إنفاق المال أو إهلاكه أو التصرف فيه شيء لا علاقة له بالدين..
هذه حرية الإنسان الشخصية.. وهذا ماله الخاص، ما الذي أقحم الدين على هذا وذاك؟..
هذا هو فهم قوم شعيب للإسلام الذي جاء به شعيب،
وهو لا يختلف كثيرا أو قليلا عن فهم عديد من الأقوام في زماننا الذي نعيش فيه.
ما للإسلام وسلوك الإنسان الشخصي وحياتهم الاقتصادية وأسلوب الإنتاج وطرق التوزيع وتصرف الناس
في أموالهم كما يشاءون..؟
ما للإسلام وحياتنا اليومية..؟
ثم يعودون إلى السخرية منه والاستهزاء بدعوته (إِنَّكَ لَأَنتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ)
أي لو كنت حليما رشيدا لما قلت ما تقول.
أدرك شعيب عليه السلام أن قومه يسخرون منه لاستبعادهم تدخل الدين في الحياة اليومية..
ولذلك تلطف معهم تلطف صاحب الدعوة الواثق من الحق الذي معه وتجاوز سخريتهم لا يباليها
ولا يتوقف عندها أفهمهم أنه على بينة من ربه..
إنه نبي يعلم وهو لا يريد أن يخالفهم إلى ما ينهاهم عنه
إنه لا ينهاهم عن شيء ليحقق لنفسه نفعا منه
إنه لا ينصحهم بالأمانة ليخلوا له السوق فيستفيد من التلاعب..
إنه لا يفعل شيئا من ذلك.. إنما هو نبي.. وهو يلخص لهم كل دعوات الأنبياء (إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ)
إن ما يريده هو الإصلاح.. هذه هي دعوات الأنبياء في مضمونها الحقيقي وعمقها البعيد..
إنهم مصلحون أساسا مصلحون للعقول، والقلوب والحياة العامة والحياة الخاصة.
بعد أن بين شعيب عليه السلام لقومه أساس دعوته
وما يجب عليهم الالتزام به ورأى منهم الاستكبار
حاول إيقاذ مشاعرهم بتذكيرهم بمصير من قبلهم من الأمم، وكيف دمرهم الله بأمر منه. فذكرهم قوم نوح، وقوم هود،
وقوم صالح، وقوم لوط.
وأراهم أن سبيل النجاة هو العودة لله تائبين مستغفرين فهو الغفور الرحيم
.................................................. ......
تحدي وتهديد القوم لشعيب عليه السلام :
.................................................. ........
لكن قوم شعيب أعرضوا عنه قائلين (قَالُواْ يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا)
أي أنه ضعيف بمقياسهم. ضعيف لأن الفقراء والمساكين هم فقط اتبعوه، أما عالية القوم فاستكبروا وأصروا على طغيانهم.
إنه مقياس بشري خاطئ، فالقوة بيد الله والله مع أنبياءه. ويستمر الكفرة في تهديدهم قائلين
(وَلَوْلاَ رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ)
لولا أهلك وقومك ومن يتبعك لحفرنا لك حفرة وقتلناك ضربا بالحجارة.
نرى أنه عندما أقام شعيب عليه السلام الحجة على قومه،
غيروا أسلوبهم فتحولوا من السخرية إلى التهديد.
وأظهروا حقيقة كرههم له. لكن شعيب عليه السلام تلطف معهم..
تجاوز عن إساءتهم إليه وسألهم سؤالا كان هدفه إيقاظ عقولهم: (قَالَ يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُم مِّنَ اللّهِ).
إنهم يسيئون تقدير حقيقة القوى التي تتحكم في الوجود.. إن الله هو وحده العزيز.. وكان عليهم أن يدركوا ذلك..
وعلى الإنسان ألا يقيم وزنا في الوجود لغير الله..
ولا يخشى في الوجود غير الله.. ولا يعمل حسابا في الوجود لقوة غير الله .. إن الله هو القاهر فوق عباده.
إن قوم شعيب ضاقوا ذرعا بشعيب. فاجتمع رؤساء قومه.
ودخلوا مرحلة جديدة من التهديد.. هددوه أولا بالقتل، وها هم أولاء يهددونه بالطرد من قريتهم..
خيروه بين التشريد، والعودة إلى ديانتهم وملتهم التي تعبد الأشجار والجمادات..أفهمهم شعيب عليه السلام أن مسألة عودته
في ملتهم مسألة لا يفكر بها فكيف بهم يسألونه تنفيذها.
لقد نجاه الله من ملتهم فكيف يعود إليها؟ أنه هو الذي يدعوهم إلى ملة التوحيد..
فكيف يدعونه إلى الشرك والكفر؟
لقد أعرضوا عن الله..و أداروا ظهورهم لله. لقد هجروا الله وكذبوا نبيه، واتهموه بأنه مسحور وكاذب..
...............................
هلاك قوم شعيب عليه السلام :
..................................
وانتقل الصراع إلى تحد و راحوا يطالبونه بأن يسقط عليهم كسفا من السماء إن كان من الصادقين..
راحوا يسألونه عن عذاب الله.. أين هو..؟ وكيف هو..؟ ولماذا تأخر..؟ سخروا منه..
وانتظر شعيب عليه السلام أمر الله.
فأوحى الله إليه أن يخرج المؤمنين ويخرج معهم من القرية..
.................................................. ......
وخرج شعيب عليه السلام .. وجاء أمر الله تعالى:
.................................................. ......
(وَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مَّنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (94)
كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا أَلاَ بُعْدًا لِّمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ (94) (هود)
هي صيحة واحدة.. صوت جاءهم من غمامة أظلتهم.. ولعلهم فرحوا بما تصوروا أنها تحمله من المطر..
و فوجئوا أنهم أمام عذاب عظيم ليوم عظيم... أدركتهم صيحة جبارة جعلت كل واحد فيهم يجثم على وجهه في مكانه
الذي كان فيه في داره.. صعقت الصيحة كل مخلوق حي.. لم يستطع أن يتحرك أو يجري أو يختبئ أو ينقذ نفسه..
جثم في مكانه مصروعا بصيحة. الله عز وجل القاهر فوق عباده
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
التعديل الأخير تم بواسطة عطر الجنة ; 12-03-2023 الساعة
11:50 PM
فترة الأقامة :
3722 يوم
معدل التقييم :
زيارات الملف الشخصي :
506
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
4.35 يوميا
عطر الجنة
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى عطر الجنة
البحث عن كل مشاركات عطر الجنة