.................................................. .......
الفوائد والعبر من قصة شعيب عليه السلام
.................................................. .....
ـ منها : أن التوحيد هو الأساس( يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ )
فهذا هو أساس دعوة نبي الله شعيب بل أساس دعوة الأنبياء جميعًا، وهو توحيد الله عز وجل وعبادة الله وحده.
- منها: أن الكفار كما يعاقبون ويخاطبون بأصل الإسلام
فكذلك بشرائعه وفروعه؛ لأن شعيبًا دعا قومه إلى التوحيد وإلى إيفاء المكيال والميزان،
وجعل الوعيد مرتبًا على مجموع ذلك.
- ومنها: أن نقص المكاييل والموازين من كبائر الذنوب وتخشى العقوبة العاجلة على من تعاطى ذلك،
وأن ذلك من سرقة أموال الناس وإذا كان سرقتهم في المكاييل والموازين موجبة للوعيد؛ فسرقتهم على وجه القهر
والغلبة من باب أولى وأحرى.
- ومنها: أن الجزاء من جنس العمل؛ فمن بخس أموال الناس يريد زيادة ماله؛ عوقب بنقيض ذلك،
وكان سببا لزوال الخير الذي عنده من الرزق لقوله(إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ)د
أي: فلا تتسببوا إلى زواله بفعلكم.
- ومنها: أن على العبد أن يقنع بما آتاه الله، ويقنع بالحلال عن الحرام وبالمكاسب المباحة عن المكاسب المحرمة،
وأن ذلك خير له لقوله( بَقِيَّةُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ)
لما في ذلك من البركة وزيادة الرزق ما ليس في التكالب على الأسباب المحرمة من المحق وضد البركة.
- ومنها: أن ذلك من لوازم الإيمان وآثاره؛ فإنه رتب العمل به على وجود الإيمان فدل على أنه
إذا لم يوجد العمل فالإيمان ناقص أو معدوم.
- ومنها: أن الصلاة لم تزل مشروعة للأنبياء المتقدمين وأنها من أفضل الأعمال حتى إنه متقرر عند الكفار فضلها وتقديمها
على سائر الأعمال، وأنها تنهى عن الفحشاء والمنكر، وهي ميزان للإيمان وشرائعه؛ فبإقامتها تكمل أحوال العبد
وبعدم إقامتها تختل أحواله الدينية.
- ومنها: أن المال الذي يرزقه الله للإنسان وإن كان الله قد خوله إياه فليس له أن يصنع فيه ما يشاء؛
فإنه أمانة عنده عليه أن يقيم حق الله فيه بأداء ما فيه من الحقوق، والامتناع من المكاسب التي حرمها الله ورسوله،
لا كما يزعمه الكفار ومن أشبههم، أن أموالهم لهم أن يصنعوا فيها ما يشاءون ويختارون سواء وافق حكم الله
أو خالفه.
- ومنها: أن من تكملة دعوة الداعي وتمامها أن يكون أول مبادر لما يأمر غيره به وأول منته عما ينهى غيره عنه،
كما قال شعيب -عليه السلام (وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ ولقوله تعالى )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ
مَا لا تَفْعَلُونَ. كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون).
- ومنها: أن وظيفة الرسل وسنتهم وملتهم إرادة الإصلاح بحسب القدرة والإمكان؛
فيأتون بتحصيل المصالح وتكميلها وبدفع المفاسد وتقليلها ويراعون المصالح العامة على المصالح الخاصة
وحقيقة المصلحة: هي التي تصلح بها أحوال العباد وتستقيم بها أمورهم الدينية والدنيوية.
- ومنها: أن من قام بما يقدر عليه من الإصلاح لم يكن ملومًا
ولا مذمومًا في عدم فعله ما لا يقدر عليه؛ فعلى العبد أن يقيم من الإصلاح في نفسه وفي غيره ما يقدر عليه.
- ومنها: أن العبد ينبغي له أن لا يتكل على نفسه طرفة عين، بل لا يزال مستعينًا بربه متوكلًا عليه سائلًا له التوفيق،
وإذا حصل له شيء من التوفيق فلينسبه لموليه ومسديه ولا يعجب بنفسه لقوله )وَمَا تَوْفِيقِي إِلا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ).
- ومنها: الترهيب بأخذات الأمم وما جرى عليهم وأنه ينبغي
أن نتذكر القصص التي فيها إيقاع العقوبات بالمجرمين في سياق الوعظ والزجر،
كما أنه ينبغي ذكر ما أكرم الله به أهل التقوى عند الترغيب والحث على التقوى.
- ومنها: أن التائب من الذنب كما يسمح له عن ذنبه ويعفى عنه فإن الله تعالى يحبه ويوده،
فإن الله قال )وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ(.
- ومنها: أن الله يدفع عن المؤمنين بأسباب كثيرة قد يعلمون بعضها وقد لا يعلمون شيئًا منها،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ