..................................................
الدروس المستفادة من قصة أهل القرية
..................................................
1/ إن إرسال الرسل إلى القرى ينبغي أن يؤخذ منه ضرورة إقامة الحجة على الناس، ضرورة إرسال الرسائل الدعوية
إلى كل البلدان، وذلك لأن الله أرسل الرسل إلى القرى، (وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ ) فاطر: 24
2/ أهمية تعزيز الداعية بدعاة آخرين، وأن إرسال أكثر من واحد ممكن يكون من أسباب الاستجابة، فعززنا بثالث تعزيز،
وهذه مسألة مهمة لأن التعزيز وتقوية الداعي بإرسال داعي آخر معه يشد من أزره، ويكون أقوى للحجة،
لإقامة الحجة على المدعوين،( وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا (القصص: 34
وهذا الشاهد ردءًا معينًا ناصرًا مقويًا، ردءًا معينًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ * قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ
( القصص: 34-35،) (وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (طه: 29-31 )
3/ القصة تعلمنا أن الإيمان يدفع صاحبه إلى الدعوة إلى الله
( وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (يس: 20
إذا خالط الإيمان بشاشة القلوب حرك صاحبه إلى الدعوة، حرك صاحبه إلى تبليغ دين الله
و الحرص على الدعوة،(وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ)
من بعيد إنه لم يكن قريبًا من المكان، جاء من أقصا المدينة، ثم جاء يسعى حريصًا ولو أتينا من مكان بعيد لأجل الدعوة
نأتي ونحن نسعى نسرع جادين مهرولين إلى الخير.
4/ في هذه القصة كظم الغيظ والصبر على جهل المدعوين، فهذا الرجل قال ( يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ )
يخاطبهم باللين ومع أنهم قاموا إليه فقتلوه لكن ما دعا ربه بهلاكهم بل تمنى أن يروا ما فيه من النعيم ليعرفوا ما هي عاقبة المتقين.
5/ ذكر في القصة التشاؤم والتشاؤم بطبيعة الحال أمر ينافي التوحيد، ولا يجوز للمسلم أن يتشاءم، وبعض الناس يتشاءم من أشياء يربط بينها وبين الشر،
مثلا ما العلاقة بين الغراب والشر؟
وما العلاقة بين البوم والشر؟
وما العلاقة بين رجل أعور والشر؟
) إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ (يس: 18
فالتشاؤم على عادة هؤلاء الجهلة وهكذا كان العرب يتشاءمون ببعض الطيور
6/ أن الإنسان إذا ذكر بما ينفعه في دينه فإنه ينبغي عليه أن يحسن استقبال التذكير وليس إذا ذكر أعرض
(أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ[يس: 19) فإن ما يصيب الناس من الشر بسبب الذنوب والمعاصي،
أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ[آل عمران: 165]
فالمعاصي هي سبب تلوث البيئة والطبيعة والأغذية ومعاش الناسل ِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [الروم: 41
7/ الاعتبار بمآلات الأمور إلى أي شيء تنتهي تستقر على ماذا في النهاية هذه هي العبرة الحقيقية.
(يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ * بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي [يس: 26-27
8/ نرى في هذه القصة عظمة الله عز وجل وقدرته البالغة بصيحة واحدة قضى على بلد كامل،) خَامِدُونَ [يس: 29
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ