••━═✿✦•❁❁•✦✿═━••
رجال حول الرسول ﷺ.
سعد بن عبادة رضي الله عنه
•┈┈┈••✦ه✿ه✦••┈┈┈•
❂ ولا عجب أنّ نجد هذا البطل الكريم الشُجَاع غَيــوراً على عِرضِهِ وشرَفِهِ ، في الوقت الذي نجد فيه كثيراً من المسلمين قد نَزعَ اللهُ الغيرةَ من قلوبهم ، فنجدُ الواحد منهم يترك إبنته وزوجته وأختـه تخرج سافرة مُتبرجة لتفتن الشبـاب المسلم عن دينه ، ولا حـول ولا قـوة إلا بالله .
✺ ففي الصحيحين عن أبي هريرة قال : *قال سعدُ بن عُبـادة : يا رسول الله ! لو وجدتُ مع أهلي رجلاً لم أمسه حتى آتي بأربعةِ شُهداء ..؟*
قال رسول الله ﷺ : نعم .
قال : *كلا والذي بعثك بالحق إن كنت لأُعاجله بالسيف قبل ذلك .*
قال رسول الله ﷺ : إسمعـوا إلى ما يقول سيدكم ، إنّه لغيُـور وأنا أغيرُ منه والله أغير منّي .
وفي رواية : قال سعد بن عُبادة : لو رأيتُ رجلاً مع امرأتي لضربته بالسيف غير مُصْفَح ، فبلغ ذلك النبي ﷺ فقال : أتعجبُون من غيرة سعد !! لأنا أغْيـَرُ منه والله أغيَرُ منّي .
قلت : *هذا لمّا كانت الفِطرةُ سليمة والقلوب نظيفة ، أمّا في زماننا هذا وقد إنتكست الفطرة واتسختْ القلوب ، فلا تتعجب من أنْ تجدَّ ذكراً ـ لا رجُلاً ـ ديّوثاً لا يغيرُ على عِرضِهِ ، ولا يأمرُهُم بمعروف وينهاهم عن منكر ، هذا إنْ لم يكنْ هو من يَعينُ أهله على المُنكر ، والناظر للمجتمع يرى ذلك ، فَسَلْ رَبَكَ العـافية ..
❉ وهذه صفةٌ أُخرى تُضَاف لصفاتِ سعد بن عُبادة رضي الله عنه ، فهذا الصحابي الجليل لم يُطْلق عليه لقب " الكامل " من فراغ ، بل لإجتماع صفاتٍ جليلةٍ عزيزةٍ فيه.
❀ وإنّ صفـاتَ سعدٍ هذه هي التي حَمَلَتْ النبي ﷺ للدعاء له في أيمّا مرّة هو وأهله وذريته .
فعند ابن حبان وصحح الألباني عن جابر بن عبدالله قال : أَمَرَ أبي بخزيرة فَصُنِعَتْ ، ثُمَّ أَمَرَنِي فأتيتُ بها النّبي ﷺ .
قال : فأتيتُه وهو في منزلِهِ.
فقال لي : " ماذا معك يا جابر .. ألَحْمٌ ذي "،
قال : قلت : لا .
قال : فأتيت أبي.
فقال لي : هل رأيت رسول الله ﷺ ؟
قلت : نعم.
قال : فهــلا سمعته يقول شيئاً؟
قال : قلت : نعم .
قال لي : ماذا معك يا جبـر ألحمٌ ذي؟
قال : *لعلّ رسول الله ﷺ أن يكون اشتهى ، فأمر بشَاةٍ لنا داجن فذُبِحَتْ ، ثمّ أَمَرَ بها فشُويتْ .
ثم أمرني فأتيتُ بها النبي ﷺ .
فقال لي : *مـاذا معك يا جـابر ..؟*
فأخبرته ، فقال لي : " جزى الله الأنصار عنّا خيراً ، ولاسيما عبدالله بن عمرو بن حـرام وسعد بن عُبـادة ".
❁ وعند أحمد في المسند عن قيس بن سعْد بن عُبادة قال : زارنا رسول الله ﷺ في منزِلنا فقال : السلام عليكم ورحمة الله.
قال : *فرَدَّ سعدٌ رداً خفيّاً .
قال قيس : فقلتُ : ألا تأذن لرسول الله ﷺ ..؟
قال : *ذَرْهُ يُكْثِر علينا من السلام ثم قال رسول الله ﷺ : السـلام عليكم ورحمة الله .
*فردَّ سعدٌ ردّاً خفيّاً.
*فرجع رسول الله ﷺ واتَّبَعَهُ سعد ، فقال : يا رسول الله قد كنت أسمع تسليمك وأرُدُّ عليك ردّاً خفيّاً لِتُكْثِر علينا من الســـلام.
قال : *فانصرف معه رسول الله ﷺ فأمَرَ له سعدٌ بغُسْلٍ فَوُضِعَ ، فاغتسل ثم ناوله أو قال نـاولوه مِلحفةً مصبوغةً بزعفـران وورس فـاشتمل بها.
ثم رفع رسول الله ﷺ يديه وهو يقول : اللهمّ اجعل صَلَوَاتِكَ وَرَحَمَتَكَ عَلَى آلَ سَعدِ بن عُبـَادَة .
قال : *ثم أصاب من الطعام ، فلمّا أراد الإنصراف قرَّبَ إليه سعدٌ حِمَاراً قد وطَّـأَ عليه بقطِيفة ، فركِبَ رسول الله ﷺ .
فقال سعدٌ : يا قيسُ اصحَب رسولَ الله ﷺ ،*
قال قيس : فقال رسول الله ﷺ : اركَب ... فأبيت .
ثمّ قال : إمّا أنْ تركب وإمّا أن تنصرف ،
قال : *فانصرفت.
✿ عندما أتذكر كيف عاش الصحابة رضي الله عنهم مع الحبيب ﷺ يدعوهم ويدعوا لهم ويُعَلمَهم ويُبَشرهم بالجنّة ، فإنني أجدُ قلمي عاجزاً عن وصف تلك المشاهد العظيمة ، وتلك اللحظـات التي لا تتكرر أبداً على مدى العُصُور والأزمان ، فهنيئاً لهؤلاء الصحب الكرام الذين صحبوا النّبي ﷺ وفازوا بصحبته. ( محمود المصري ).
✿ ودائماً ما أقول إنّ ممّا يزيد الحديثَ عن الصحابةِ جمالاً وروعةً أننا نتحدثُ عن رجالٍ حَطَوَا بِرحالِهِم في الجنّة ، نتحدث عن أُناسٍ نجزمُ بأنّهم هم الآن مُنَعَّمِينَ في قبورهم وفي إنتظارهم النعيم الأكبر يوم ملاقاة ربّهِم ، فإن كان للطاعِنِ فيهم عقلٌ نقول له : كيف تطعن عن أُناس هم الآن في الجنة !! وكيف تسخط على أُنَاسٍ رضيَ الله عنهم !! .
*أمّا نحن فنترضي عمّن رضي الله عنه بل ونسأل الله أن يحشرنا معهم ، ولا ندعي فيهم العِصمة غير أنّهم هم أفضلُ الأمةِ بلا نزاع ، وفضل الصُحبَةِ لا شيء يُسَاويه ، فلو أنفق أحدُنا مثل أُحُدٍ ذَهَباً ما بلغَ مُدّ أَحَدِهِم ولا نَصيفَه.
•┈┈┈••✦ه✿ه✦••┈┈┈•