تعبير دلالات القرءان
إن التعبير القرآني بلفظة خطوات هو من دلالات ألفاظ القرآن وفيه بينات:
أولها: أن الخطوة مسافة قصيرة، وهكذا الشطان يبدأ بالشيء اليسير.
ثانيا: كلمة خطوات فيها دلالة على أنه لن يقف عند أول خطوة في المعصية، بل هي خطة ستتبعها خطوات، وسيئة ستتبعها حتما سيئات.
ثالثا: فيها رسم واضح المعالم لتدرج الشيطان في غوايته: بدءا ببواعث المعصية في النفس حتى السقوط فيها ثم الاستمرار عليها ثم المداومة إلى الموت إلا أن يعصم الله. فهو يبدأ غوايته بخطرة، ثم فكرة، ثم هم، ثم عزم، ثم فعل، ثم عادة، ثم سلوك، ثم مجاهرة، والخاتمة يعلمها الله وحده.
فإذا أردت أن تنجو من حبائل الشيطان فلا تتبع خطواته، بل احذر أول خطوة.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
احذر أول خطوة:
احذر أول خطوة: لأنها تبدأ بأصغر وأهون وأيسر الأمور، وتنتهي بأعظم الكبائر، فإن غاية إبليس ومقصده واحد: {إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير}.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
احذر أول خطوة: فكم أوصلت الخطوة بعد الخطوة أناسا إلى مهاوي الضلالة، وقد كانت البداية من الصغائر على حين غفلة وتفريط وبعد عن الله عز وجل.
احذر أول خطوة: فإن المعصية باب مغلق، إن تجرأت على فتحة مرة سيسهل عليك فتحة مرات ومرات، فاحرص ألا تفتحه {وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله}.
احذر أول خطوة: فإن أصعب الحرام أوله، ثم يسهل ثم يستساغ، ثم يؤلف، ثم يحلو، ثم يطبع على القلب، ثم يبحث هو عنه أو عن حرام غيره، ثم ينشره ثم يدعو إليه.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
عواقب وخيمة
إن طاعة الشيطان واتباع خطواته تعود على متبعيه بأربعة أمور كلها أسوأ من بعض، وكلها يأمر بها إبليس أتباعه ويدعوهم إليها:
الأمر بالسوء، وإشاعة الفحشاء والأمر بالمنكر، والكذب على الله.. قال تعالى: {إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون}، وقال: {ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر}
قال بعض أهل العلم: الضمير في {إنه} راجع إلى الشيطان، فإنه يدعو أتباعه إلى ذلك.
وقال بعضهم إنما يعود الضمير على أتباع إبليس، فمن يتبع خطوات الشيطان فإنه يترقى من رتبة الضلال والفساد إلى رتبة الإضلال والإفساد فيأمر هو بذلك.. كما قال بعضهم:
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
احذر على عملك
فإذا وفقك الله للقيام بأي طاعة فاحذر إبليس قبل العمل وأثناء العمل وبعد العمل:
فهو قبل العمل: يحاول أن يقعدك عنه، ويمنعك منه، ويزهدك فيه، أو أن يصرفك إلى خير أقل منه. وقد ورد في الحديث: [إن الشيطان قعد لابن آدم بأطرقه]، وأثناء العمل: يحاول أن يصرفه عن الإخلاص والصدق إلى الرياء والسمعة؛ ليحبط عمله ويضيع أجره.
وبعد العمل: يحاول أن يوقعه في العجب أو يطلق لسانه بالمن، فيبطل صدقته بالمن والأذى.
............................