الموضوع
:
الدرة في سنن الفطرة
عرض مشاركة واحدة
01-23-2014
#
8
بيانات اضافيه [
+
]
رقم العضوية :
6
تاريخ التسجيل :
May 2013
العمر :
40
أخر زيارة :
منذ 11 ساعات (06:17 PM)
المشاركات :
16,413 [
+
]
التقييم :
43872
الدولهـ
MMS ~
SMS ~
ارقى أنَواعُ اﻷنَاقةَ هِيّ أَن تكَونَ
بَعِيدْ..
عَن القِيلْ وَالقَالْ نَظِيفُ القلَبْ ،
نَاصِعُ الفِكرْ طَيبَ اﻷَخلَاقِ ،
جَميِل المَشَاعِر!!!!
لوني المفضل :
Darkviolet
7- من خصال الفطرة إعفاء اللحية
عن زكريا بن أبي زائدة عن مصعب بن شيبة عن طلق بن حبيب عن ابن الزبير عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله
«
عشر من الفطرة (
[1]
)
قص الشارب وإعفاء اللحية والسواك واستنشاق الماء وقص الأظافر وغسل البراجم ونتف الإبط، وحلق العانة وانتقاص الماء يعني الاستنجاء قال زكريا قال مصعب ونسيت العاشرة إلا أن تكون المضمضة
» (
[2]
)
.
أما الفطرة، فقد قال الراغب: أصل الفطر الشق طولا، ويطلق على الوهى وعلى الاختراع.
وقال أبو شامة: أصل الفطرة الخلقة المبتدأة، ومنه فاطر السموات والأرض، أي مبتدئ خلقهن، والمراد بقوله
«
كل مولود يولد على الفطرة
» أي على ما ابتدأ الله خلقه عليه، وفيه إشارة إلى قوله تعالى: "
فطرت الله التي فطر الناس عليها
" والمعنى أن كل أحد لو ترك وقت ولادته وما يؤديه إليه نظره لأداه إلى الدين والحق وهو التوحيد ، ويؤيده أيضًا قوله تعالى: "
فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللهِ
" وإليه يشير في بقية الحديث حيث عقبه بقوله: «
فأبواه يهودانه أو ينصرانه..
»(
[3]
)
.
وفي النهاية الفطرة: أي السنة، يعني سنن الأنبياء عليهم السلام التي أمرنا أن نقتدي بهم فيها، وقال الإمام أبو بكر ابن العربي رحمه الله في شرح الموطأ: عندي أن الخصال المذكورة في هذا الحديث كلها واجبة، فإن المرء لو تركها لم تبق صورته على صورة الآدميين فكيف من جملة المسلمين (
[4]
)
.
وقد تعقبه أبو شامة: بأن الأشياء التي مقصودها مطلوب لتحسين الخلق وهي النظافة لا تحتاج إلى ورود أمر إيجاب للشارع فيها اكتفاء بدواعي الأنفس، فمجرد الندب إليها كاف، والحديث الذي يقصده هو قوله
«
الفطرة خمس، الاختتان والاستحداد
» وفي رواية: «
حلق العانة وقص الشارب وتقليم الأظافر ونتف الإبط
»(
[5]
)
.
وقال أبو سليمان: ذهب أكثر العلماء إلى أنها أي الفطرة السنة وكذا ذكره جماعة غير الخطابي ، قالوا: ومعناه أنها من سنن الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم وقيل: هي الدين.
وقال السيوطي رحمه الله: وأحسن ما قيل في تفسير الفطرة أنها السنة القديمة التي اختارها الأنبياء، واتفقت عليها الشرائع فكأنها أمر جبلي فطروا عليه اهـ (
[6]
)
.
وقال الإمام ابن دقيق العيد رحمه الله بعد أن ذكر الخلاف في معنى الفطرة وأولى الوجوه بما ذكرنا: أن تكون الفطرة ما جبل الله الخلق عليه، وجبل طباعهم على فعله، وهي كراهة ما في جسده مما هو ليس من زينته (
[7]
)
اهـ.
وقال الإمام المحقق شمس الدين أبو عبد الله محمد بن قيم الجوزية رحمه الله في تحفة المودود بأحكام المولود، عند كلامه على حديث الفطرة خمس.
والفطرة فطرتان: فطرة تتعلق بالقلب وهي معرفة الله ومحبته وإيثاره على ما سواه، وفطرة عملية، وهي هذه الخصال، فالأولى تزكي الروح وتطهر القلب، والثانية: تطهر البدن، وكل منهما تمد الأخرى وتقويها، وكان رأس فطرة البدن الختان اهـ(
[8]
)
.
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله ويتعلق بهذه الخصال أي خصال الفطرة مصالح دينية ودنيوية تدرك بالتتبع، منها تحسين الهيئة وتنظيف البدن جملة وتفصيلا، والاحتياط للطهارتين والإحسان إلى المخالط والمقارن بكف ما يتأذى به من رائحة كريهة، ومخالفة شعار الكفار من المجوس واليهود والنصارى وعباد الأوثان، وامتثال أمر الشارع والمحافظة على ما أشار إليه قوله تعالى: "
وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ
" لما فيه المحافظة على هذا الخصال من مناسبة ذلك، وكأنه قيل قد حسنت صوركم فلا تشوهوها بما يقبحها، أو حافظوا على ما يستمر به حسنها وفي المحافظة عليها محافظة على المروءة وعلى التآلف المطلوب، لأن الإنسان إذا بدا في الهيئة الجميلة كان أدعى لانبساط النفس إليه فيقبل قوله ويحمد رأيه والعكس بالعكس اهـ (
[9]
)
.
شبهة:
كون إعفاء اللحية من خصال الفطرة يدل على عدم وجوبها بدلالة اقترانه بما هو مستحب.
الجواب:
الصحيح أن يقال: إن كون إعفاء اللحية أحد خصال الفطرة لا يدل بذاته على الوجوب، وإنما يستفاد الوجوب من أدلة أخرى ودلالة الاقتران هنا لا تقوى على معارضة أدلة الوجوب، أما الاستدلال باقتران الإعفاء بغيره من خصال الفطرة الغير واجبة فمردود بأنه لا يمتنع قرن الواجب بغيره.
قال الإمام النووي رحمه الله: قد يقرن المختلفان كقول الله تعالى: "
كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ
" [الأنعام: 141].
والأكل مباح ، والإيتاء واجب، وقوله تعالى: "
فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللهِ الَّذِي آتَاكُمْ
" [النور: 23].
والإيتاء واجب، والكتابة سنة، ونظائره في الكتاب والسنة كثيرة مشهورة اهـ(
[10]
)
.
قال الحافظ: نقل ابن دقيق العيد عن بعض العلماء أنه قال: دل الخبر على أن الفطرة بمعنى الدين، والأصل فيما أضيف إلى الشيء أن يكون من أركانه لا من زوائده حتى يقوم دليل على خلافه، وقد ورد الأمر باتباع إبراهم عليه السلام وثبت أن هذه الخصال يعني خصال الفطرة أمر بها إبراهيم عليه السلام، وكل شيء أمر الله باتباعه فهو على الوجوب لمن أمر به قال الحافظ: وتعقب بأن وجوب الاتباع لا يقتضي وجوب كل متبوع فيه، بل يتم الأمر بالامتثال، فإن كان واجبا على المتبوع كان واجبا على التابع أو ندبا فندب، فيتوقف ثبوت وجوب هذه الخصال على الأمة على ثبوت كونها واجبة على الخليل عليه السلام اهـ (
[11]
)
.
تنبيه:
ذهب كثير من العلماء إلى إيجاب بعض خصال الفطرة منهم الإمام الشافعي رحمه الله فقد أوجب الختان، وكذا أوجب إعفاء اللحية وكذلك جمهور أصحابه، وقال به من الأقدمين عطاء وهو الذي ورد عنه القول بكراهية حلق اللحية، قال: لو أسلم الكبير لم يتم إسلامه حتى يختتن.
وعن زيد بن أرقم قال
«
من لم يأخذ من شاربه فليس منا
»(
[12]
)
واستدل بهذا على وجوب الأخذ من الشارب (
[13]
)
.
وقد سبق ذكر أن القاضي ابن العربي أوجب الختان والاستحداد ونتف الإبط وتقليم الأظافر، والخلاف في المضمضة والاستنشاق معروف مشهور أهي واجبة أم لا.
وقال ابن القيم رحمه الله (
[14]
)
ثم إن الخصال المذكورة في الحديث منها ما هو واجب كالمضمضة والاستنشاق (
[15]
)
والاستنجاء، ومنها ما هو مستحب كالسواك، وأما تقليم الأظافر، فإن الظفر إذا طال جدا بحيث يجتمع تحته الوسخ، وجب تقليمه لصحة الطهارة، وأما قص الشارب فالدليل يقتضي وجوبه إذا طال، وهذا الذي يتعين القول به لأمر رسول الله
به ولقوله
«
ومن لم يأخذ من شاربه فليس منا
» اهـ (
[16]
)
.
وقد روى الأمام أحمد وأصحاب السنن أن رسول الله
وقت لهم في قص الشارب وتقليم الأظافر ونتف الإبط وحلق العانة أن لا تترك أكثر من أربعين ليلة، واستدل به على وجوب هذه الخصال، وهذه الأحاديث مبينة لما أجمل في حديث «
عشر من الفطرة
» والمبين مقدم على المجمل كما هو معلوم (
[17]
)
.
([1]) قوله: عشر من الفطرة يدل على عدم انحصارها فيها والله أعلم.
([2]) رواه مسلم وأحمد والنسائي والترمذي.
قال الشوكاني الحديث أخرجه أيضا أبو داود من حديث عمار، وصححه ابن السكن، قال الحافظ: وهو معلول، ورواه الحاكم والبيهقي من حديث ابن عباس موقوفا في تفسير قوله تعالى: ]وإذا ابتلى إبراهيم ربه بكلمات[ قال: خمس في الرأس وخمس في الجسد فذكره اهـ وانظر تحقيقه في المجموع شرح المهذب للنووي (1/ 316).
([3]) نيل الأوطار (1/ 123، 124).
([4]) فتح الباري (10/ 339، 340).
([5]) متفق عليه.
([6]) تنوير الحوالك شرح موطأ الإمام مالك (2/ 219).
([7]) إحكام الأحكام بحاشية العدة (1/ 339).
([8]) تحفة المودود بأحكام المولود ص 161.
([9]) فتح الباري (10/ 339).
([10]) المجموع شرح المهذب (1/ 317، 318).
([11]) فتح الباري (10: 340).
([12]) رواه الترمذي وأحمد والنسائي قال الترمذي: صحيح وقال الحافظ: سنده قوي.
([13]) فتح الباري: (1/ 340).
([14]) تحفة المودود (177).
([15]) انظر تلخيص الحبير للحافظ ابن حجر (1/ 88، 89).
([16]) رواه الإمام أحمد والترمذي النسائي والضياء عن زيد بن أرقم رضي الله عنه وصححه الألباني.
([17]) أدلة تحريم حلق اللحية للشيخ محمد بن أحمد بن إسماعيل (56-59).
فترة الأقامة :
4019 يوم
الإقامة :
كلنا أمة واحدة في قلبي شعاع
معدل التقييم :
زيارات الملف الشخصي :
1401
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
4.08 يوميا
إسمهان الجادوي
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى إسمهان الجادوي
زيارة موقع إسمهان الجادوي المفضل
البحث عن كل مشاركات إسمهان الجادوي