06-02-2013
|
#4 |
بيانات اضافيه [
+
] | رقم العضوية : 69 | تاريخ التسجيل : May 2013 | العمر : 76 | أخر زيارة : منذ 6 يوم (12:30 PM) | المشاركات : 8,131 [
+
] | التقييم : 9284 | | لوني المفضل : Cadetblue | | التمتع بمزاج جيد
رغم أن هذا الأمر يتطلب جهدًا من النفسية البشرية، إلا أن التمتع بمزاج جيد،
هو نوع من التمرين، يؤدي إلى نشر جو من التفاؤل والبهجة داخل الأسرة؛ لذلك يجب
على من يتمتع بروح الدعابة بين أفراد الأسرة أن يضحك البقية.
التجمع علي طاولة الطعام
لجلوس العائلة إلى مائدة الطعام دور في الحصول على نظام الغذائي صحّي وله أثر إيجابي
كبير في توازن غذاء الطفل وسلوكه، مما يعني أثرًا إيجابيًا في وزنه.
فالمائدة العائلية تسمح للطفل والمراهق بالحصول على غذاء صحي ومتنوع. إذ يرافق
تناول الطعام ضمن العائلة تناول كميات كبيرة من الفواكه والخضر ومشتقات الأجبان والألبان،
واستهلاك أقل للمقالي والسكريات والمشروبات الغازية
حين نتجول في أسر السلف الصالح تتلألأ هذه النماذج.
يقول القاسم بن راشد الشيباني: "كان رفعة بن صالح نازلا عندنا، وكان له أهل وبنات،
وكان يقوم فيصلي ليلا طويلا، فإن كان السحر نادى بأعلى صوته. .قال: فيتواثبون: من هنا
باك، ومن هاهنا داع، ومن ها هنا قاري، ومن هاهنا متوضئ، فإذا طلع الفجر نادى
بأعلى صوته: عند الصباح يحمد القوم السرى".
وانتبهت امرأة حبيب العجمي بن محمد ليلة وهو نائم، فنبهته في السحر وقالت له: "قم يا رجل،
فقد ذهب الليل وجاء النهار، وبين يديك طريق بعيد وزاد قليل، وقوافل
الصالحين قد سارت ونحن قد بقينا".
وكان للحسن بن صالح جارية فباعها من قومن فلما كان جوف الليل قامت الجارية فقالت:
يا أهل الدار الصلاة، فقالوا: أصبحنا؟ أطلع الفجر؟ فقالت: وما تصلون إلا المكتوبة؟ قالوا:
نعم، فرجعت إلى الحسن فقالت: يا مولاي، بعتني من قوم لا يصلون إلا المكتوبة، ردني، فردها.
وعن إبراهيم بن وكيع قال: "كان أبي يصلي فلا يبقى في دارنا
أحد يصلي إلا صلى، حتى جارية لنا سوداء".
وعن ابن عثمان النهدي قال: "كان أبو هريرة- رضي الله عنه- وامرأته وخادمه يتعقبون الليل
أثلاثا، يصلي هذا، ثم يوقظ هذا، ويصلي هذان ثم يوقظ هذا".
هذه الأسر بمنهجها هذا، تمثل قلعة من قلاع الدين، إنها أسر مؤمنة في سيرتها، متماسكة
من داخلها، حصينة في ذاتها، مثلها الأعلى أسوة وقدوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أسر
قائمة على الاستمساك بشرع الله المطهر، الصدق والإخلاص، والحب والتعاون
، والاستقامة والتسامح، والخلق الزكي.
والحديث عن الأسرة له أهميته، فهي حجر الزاوية في بناء المجتمع، والقاعدة التي يقوم عليها بناء الأمة، ألا ترى أولئك النابغين من التابعين كيف ملأوا التاريخ بطولة ومثلا وقيما؟
لقد كانت الأسرة في حياتهم تمثل أهم عناصر النبوغ، وزرع الهمة العالية منذ نعومة أظفارهم، وهذا ما قد يفسر لنا سر اتصال سلسلة النابغين من أبناء أسر معينة كآل تيمية مثلا.
وهل كان يمكن لأمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز أن يقوم بواجبه في تجديد الدين، ويتهيأ
له، لولا البيئة الصالحة والأسرة الكريمة التي وجهته إلى المعالي،
وبذرت الهمة العالية في قلبه منذ الطفولة.؟
لهذا عني الإسلام ببناء الأسرة وأحكامها من بدء الخطبة إلى عقد الزواج، وبين واجبات الزوجين، والأبناء، والأقربين، شرع النفقات، والطلاق، والميراث، أحاط الأسرة بالرعاية والحماية، وأمن لها الاستقرار والمودة، خطب المغيرة بن شعبة امرأة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: « انظر إليها، فإنه أحرى أن يؤدم بينكما » [رواه الترمذي]. أي أجدر أن تتآلفها، وتجتمعا وتتفقا.
لحفظ الأسرة بين الإسلام أسباب الألفة، ووسائل حسن المعاشرة، شيد صرح المحبة بين أفرادها بتأسيس حقوق معلومة.
حذر الإسلام من هدم الأسرة، وحث على تماسكها، ونفر من زعزعة أركانها، وانفصام عراها.
وإذا اشتدت الأزمات، شرع الطلاق في أجواء هادئة، بمعزل عن أحوال الغضب الهوجاء.
واعتبر إيقاع الطلاق الثلاث دفعة واحدة سلوكا طائشا ولعبا بكتاب الله- عز وجل-.
إن الكيان الأسري ليس امرأة فقط، وليس رجلا أيضا، إنما هو كيان متكامل، للمرأة وظيفة
أنثوية، وللرجل وظيفته المكملة، ولو تعاضدا وتشاورا وأدى كل منهما رسالته في التربية
والبناء لما أصيب السواد الأعظم من الأسر بالخور، والفشل، والضعف، والهلاك.
وإنك لتحزن لذلك الدفق الهائل من السموم عبر "الفضائيات" لمسخ الأسرة المسلمة، وهدم نظامها بالدعوة إلى تحرير المرأة والتمرد على قوامة الرجل، ورفض بل نزع الحجاب، والنكوص على الأعقاب بتزيين العري والاختلاط، ومحاربة القيم، وتعدد الزوجات، ناهيك عن الدعوة إلى تأخير الزواج،، حيث يصورونه أغلالا، وقيودا تكبل الحرية، وتحجز عن الانطلاق، ثم لوثوا العقول، وأفسدوا القلوب بعلاقات مشينة سموها صداقة، وزمالة، ومخادنة!..
ومما يؤسف له أن هذه الأسر المغزوة من قبل أعدائها،
مهددة من قبل أصحابها المسؤولين عنها.
حين تنشأ
الأسرة على قاعدة هشة من الجهل بمقاصد الزواج السامية، والحقوق الشرعية المتبادلة، وفن التعامل، بحيث يكون الزوجان لم يهيآ ويتهيأ لتحمل مسؤولية الحياة وتبعاتها، وجد العيش وتكاليفه، فيكون السقوط السريع والمريع عند أول عقبة في دروب الحياة.
ذلك أنهم يظنون أنها حياة تمتع دائم لا ينقطع، وسرور لا ينغص،
وبهجة لا تنطفئ، مع أحلام وردية، وأمان ساحرة.
لهذا ترى هذا السيل الجارف المحزن من حالات الطلاق بلا أسباب مقنعة أو خلافات جوهرية
، بل تذهل لسماع قذائف من ألفاظ تحمل في طياتها طلاقا بائنا، لا تراعي فيه ضوابط الشرع،
وهكذا يكسر هذا الكيان الصغير الجميل، والبيت الذي كانت تظلله سحائب المحبة والوئام، يكسر
بمعاول الجهل والغرور، والمكابرة والعناد وهوج التفكير، وخطله.
وما أفظعها من خاتمة مروعة موجعة، هي قرة عين الشيطان، فعن جابر- رضي الله عنه-
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه
، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجي أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئا قال:
ثم يجي أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته قال: فيدنيه منه،
ويقول: نعم أنت، فيلتزمه » [أخرجه مسلم]. يتبع |
| |