02-28-2014
|
#2 |
بيانات اضافيه [
+
] | رقم العضوية : 377 | تاريخ التسجيل : Jan 2014 | أخر زيارة : 08-01-2017 (03:14 PM) | المشاركات : 5,103 [
+
] | التقييم : 10636 | الدولهـ | MMS ~ | SMS ~ | | لوني المفضل : Cornflowerblue | |
التخلية قبل التحلية والتخلية هنا بمعنى الهدم والتحلية بمعنى البناء, فأنت تتخلى عن سلوك خاطئ لتتحلى بسلوك صائب , وتتخلى عن فكرة سلبية لتتحلى بفكرة ايجابية يبقى السؤال لماذا التخلية أولا ؟؟؟؟
يقول ابن القيم في كتابه مدارج السالكين :- (( فمتى خلصت الأبدان من الحرام ومن أدناس البشرية التي ينهى عنها العقل والدين والمروءة , وطهرت الأنفس من علائق الدنيا , زكت أرض الخلق فقبلت بذور العلم والمعارف )) لابد
أن نفتش لنرى ما الذي زرعناه في قلوبنا فصار شعورا , أو اعتقدناه بعقولنا فصار تفكيرا ؟؟ وهل اعتقاداتنا وأفكارنا اليوم محل سعادة أم ألم لنا ؟؟ وما الذي نحتاج أن نخليه منها وما الذي نحتاج أن نتحلى به ؟؟؟ قصة الأفكار السلبية
تعالي معي نتأمل هذه القصة الرمزية الشهيرة وفيها : أن رجلا بحث طويلا عن السعادة حتى تعب فأرشدوه الى حكيم في بلاد بعيدة وبعد مشقة وألم وصل اليه لكن الحكيم جعله ينتظر طويلا حتى يخرج اليه والرجل يمتلئ غيظا ثم خرج ومعه الشاي وأخذ يصب للرجل حتى امتلأ كوبه وانسكب الشاي على ملابسه فاستشاط
الرجل غضبا وقال: ماذا تفعل ؟؟ توقف الكوب ممتلئ
قال الحكيم : هذا رائع لقد تعلمت الدرس الأول ,, فسجل عندك القلب والعقل الممتلئان بالأفكار والمشاعر السلبية لا يقبلان السعادة والمشاعر الايجابية , اذهب الآن وأفرغ كوبك ثم عد مجددا لأعلمك الدرس الثاني والآن دعيني أسألك هل قلبك وعقلك مهيآن لاستقبال أفكار التغيير والنجاح والسعادة ؟؟؟
أم أن هناك عادات سلبية وأفكار سوداوية وسلوكيات خائبة تحول دون ذلك ؟؟؟ ان مبدأنا هذا مبدأ حياة , واليك مثالا عليه من الشريعة في حديث النبي صلى الله عليه وسلم يقول : - في جزء من حديث صحيح بعد أن ذكر أن أناسا تستجيب قلوبهم للمعاصي والفتن حتى تمتلئ بها وأناسا ترفض الفتن حتى قال :-
(( حتى تصير على قلبين , أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض والآخر أسود مربادا كالكوز مجخيا , لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا الا ما أشرب من هواه ))
والكوز المجخي هو الكأس المقلوب فانظري وتأملي كيف أن القلب الأسود هذا الذي تشرب بالفتن والمعاصي لا يقبل التحلي بمعروف ولا التخلي عن منكر لأنه ملئ بالفساد وصار بيتا خربا وهو بحاجة لتنقية وتطهير فعليه أن يتوقف عن فعل المعاصي فهذه هي التخلية ثم يعمل صالحا وانظري الى الخطاب الرباني في
الكريم للمذنبين تجدينه سبحانه دائما يقول (( الا من تاب وآمن وعمل صالحا )) والتوبة تخلية والأصل فيها العزم على ترك الذنب ثم تجديد الايمان ومبادرة العمل الصالح وقيسي على ذلك في أمور الحياة كلها |
| |