- حكمة نزوله جملة واحدة إلى السماء الدنيا
تفخيم أمر القرآن الكريم وأمر من نزل عليه ، وذلك بإعلام سكان السماوات السبع أن هذا آخر الكتب المنزلة على خاتم الرسل - صلّى الله عليه وسلم - لأشرف الأمم.
سرّ يرجع لإعجاز القرآن الكريم ، في ترتيب القرآن في النزول ، ثم ترتيبه في المصحف ، حيث ينظّره جبريل في سماء الدنيا وهو على ترتيب المصحف ، ثم ينزل بآياته تِباعاً على حسب الحوادث ، فتوضع كل آية مكانها في المصحف وفق الترتيب في اللوح المحفوظ .
:::
-حكمة نزوله منجماً
تثبيت فؤاد الرسول صلّى الله عليه وسلم وتقوية قلبه: كما قال تعالى: { كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ } [ الفرقان: 32] . فقد بُعث الرسول صلّى الله عليه وسلم في قوم جفاة، شديدة عداوتهم كما قال تعالى: { وَتُنذِرَ بِهِ قَوْمَاً لُّدّاً } [ مريم: 97]. وكانوا لا يكادون ينتهون من حملة أو مكيدة حتى يشرعوا في تدبير أخرى مثلها أو أشد منها، فكانت تنزلات القرآن الكريم*بين الفينة والأخرى تواسيه وتسليه ، وتشد أزره وعزيمته على تحمل الشدائد والمكاره .
مواجهة ما يطرأ من أمور أو حوادث تمس الدعوة: كما قال تعالى:{ وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً } [ الفرقان: 33]. وهذه حكمة جليلة لها أثرها البالغ في نجاح الدعوة ، لمواجهة الوحي نفسه للطوارىء والملمات ، ومن أهم ذلك ما يثيره المبطلون من الاعتراضات أو الشبهات ، وهو الأصل الذي صرحت به الآية الكريمة : أي لا يأتونك بسؤال عجيب أو شبهة يعارضون بها القرآن بباطلهم العجيب إلا جئناهم بما هو الحق في نفس الأمر الدامغ لباطلهم، وهو أحسن بياناً وأوضح، وأحسن كشفاً لما بعثت له.
تعهد هذه الأمة التي أنزل عليها القرآن: وذلك لصياغتها على النهج الإسلامي القرآني علماً وعملاً، وفكراً واعتقاداً وسلوكاً، تخلقاً وعرفاً. كما قال تعالى:{ وَقُرءاناً فَرَقنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ } [ الإسراء: 106]. ومن مظاهر هذا الجانب أنهم كانوا قوماً أميين لا يحسنون القراءة والكتابة ، فكانت الذاكرة عمدتهم الرئيسية ، فلو نزل القرآن الكريم*جملة واحدة لعجزوا عن حفظه.
التحدي والإعجاز.
تربية للرسول صلّى الله عليه وسلم وتصبيره على أذى المشركين ، وتثبيت قلوب المؤمنين وتسليحهم بعزيمة الصبر واليقين .