03-08-2014
|
|
رسالة الى مكتئب
اعلم ان ما أصابك من اكتئاب وفقدان ثقة بنفسك فمردُّه إلى ما عانيته من هموم وغموم ، لكن لا ينبغي لك الاستسلام لهذا ، ويجب أن تعلم أن اكتئابك هذا سيسبب لك أمراضا نفسية وعضوية إن استمررت مستسلماً له ، وعليك أن تبدأ بعلاج نفسك لتواجه الحقيقة وهي أن الناس تختلف طبائعها ، وأنك تجد الخير والشر عندهم ، وأن غيرك يعاني أضعاف ما تعاني منه ، فليس أمامك إلا أن تسلك الطرق الشرعية في انشراح الصدر لتنعم بحياة آمنة مطمئنة لا كدر فيها ولا هم ولا غم .
ويمكن أن نلخص لك ما نريد منك أن تفعله في أمور :
1. الرضا بقدر الله تعالى ،
2. المحافظة على ذِكر الله تعالى ، ومنها الأدعية الواردة في علاج مثل هذه الأمور .
أ. قال الله تعالى : ( الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) الرعد/28 .
ب. وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ مسْعُود قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا أَصَابَ أَحَدًا قَطُّ هَمٌّ وَلَا حَزَنٌ فَقَالَ " اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ نَاصِيَتِي بِيَدِكَ مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي وَنُورَ صَدْرِي وَجِلَاءَ حُزْنِي وَذَهَابَ هَمِّي " : إِلَّا أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَجًا ، قَالَ : فَقِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا نَتَعَلَّمُهَا ؟ فَقَالَ : بَلَى يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهَا أَنْ يَتَعَلَّمَهَا ) .
رواه أحمد ( 3704 ) وصححه الشيخ الألباني في " السلسلة الصحيحة " ( 199 ) .
قال ابن القيم – رحمه الله - :
ومن أسباب شرح الصدر : دوام ذِكْره على كل حال ، وفي كل موطن ؛ فللذكر تأثير عجيب في انشراح الصدر ، ونعيم القلب ، وللغفلة تأثير عجيب في ضيقه ، وحبسه ، وعذابه .
" زاد المعاد " ( 2 / 22 )
3. إشغال الوقت بطلب العلم والدعوة إلى الله تعالى وقراءة سير الصالحين .
4. ترك النظر المحرَّم وفضول المخالطة والأكل والنوم .
قال ابن القيم – رحمه الله - :
ومنها – أي : أسباب انشراح الصدر - : ترك فضول النظر والكلام والاستماع والمخالطة والأكل والنوم ؛ فإن هذه الفضول تستحيل آلاماً وغموماً وهموماً في القلب ، تحصره ، وتحبسه ، وتضيِّقه ، ويتعذب بها ، بل غالب عذاب الدنيا والآخرة منها .
" زاد المعاد " ( 2 / 22 )
وستجد – إن شاء الله - أن ما بك من هموم وغموم وتكدر معيشة سيزول ، وسيكون مكانه انشراح صدر وراحة بال . منقول |