03-13-2014
|
|
شرح الحديث الرابع عشر من كتاب الشهادتين" الرياء"
شرح الحديث الرابع عشر من كتاب الشهادتين
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"أخوف ماأخاف عليكم الشرك الأصغر؛ فسئل عنه فقال : الرياء"
الشرح:
قال - رحمه الله -: وفي الحديث: «أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر "، فسئل عنه فقال: " الرياء»
والرياء قسمان:
رياء المسلم.
ورياء المنافق.
●فرياء المنافق: رياء في أصل الدين، يعني: أنه راءى بإظهار الإسلام، وأبطن الكفر، قال تعالى: {يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا} [النساء: 142]
●ورياء المسلم الموحِّد: مثل أن يُحسِّن صلاته؛ من أجل نظر الرجل، أو: أن يُحَسِّن تلاوته؛ لأجل التسميع؛ ليُمدَح ويُسمع، لا لأجل التأثير.
▪️فالرياء: مشتق من الرؤية. ⬅️ ومن صوره: أن يحسن العبادة لأجل أن يرى من المتعبدين كأن يطيل في صلاته، أو يطيل في ركوعه، أو في سجوده،
أو يقرأ في صلاته أكثر من العادة، لأجل أن يرى ذلك منه، أو يقوم الليل لأجل أن يقول الناس عنه: إنه يقوم الليل.
⬅️فهذا كله شرك أصغر.
⬅️والشرك الأصغر الذي هو الرياء قد يكون محبطاً لأصل العمل الذي تعبد به، وقد يكون محبطاً للزيادة التي زادها فيه.
فيكون محبطاً لأصل العمل الذي تعبد به: وإذا ابتدأ النية بالرياء، كمن يصلي الراتبة لأجل أن يرى أنه يصليها، وليست عنده رغبة في أن يصليها، لكن لما رأى أنه يُرَى صلاها؛ ولأجل أن يمدح؛ لما يرى من نظر الناس إليه، فصلاته هذه حابطة ليس له فيها ثواب.
_________
◀️لكن إذا عرض الرياء له في أثناء العبادة، فيكون ما زاده لأجل الرؤية باطلاً، كما قال - عليه الصلاة والسلام -: «قال الله تعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه» . [أخرجه مسلم (5892
فالشاهد من حديث الباب: قوله - عليه الصلاة والسلام -: «أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر» فهو أخوف الذنوب التي خافها النبي - عليه الصلاة والسلام -
على أهل التوحيد؛ لأنهم ما داموا أهل توحيد فإنهم ليسوا من أهل الشرك الأكبر، فيكون أشد ما يُخاف عليهم هو الشرك الأصغر.
والشرك الأصغر:
◀️تارة يكون في النيات،
◀️وتارة يكون في الأقوال، ◀️وتارة يكون في الأعمال،
● يعني أنه يكون في القلب، وفي المقال، وفي الفعال، وسيأتي في هذا الكتاب بيان أصناف كل واحد من هذه الثلاثة.
فيدل قوله - عليه الصلاة والسلام -: «أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر» أنه أخوف الذنوب على هذه الأمة.
⁉️لكن لماذا خافه النبي صلى الله عليه وسلم وكان أعظم الذنوب خوفا؟ ●●الجواب: أنه كان كذلك لأجل أثره، وهو أنه لا يُغفر، ولأجل أن الناس قد يغفلون عنه. والشيطان حريص على إيقاع أهل التوحيد في الشرك الأصغر،
ووصمهم بالرياء في الأقوال، والأعمال، والنيات.
وفرحه بذلك أعظم من فرحه بغيره من الذنوب. المصدر:
●●التمهيد لشرح كتاب التوحيد
للشيخ صالح آل الشيخ
باب الخوف من الشرك آخر تعديل مريم النهاري يوم
03-13-2014 في 01:21 AM. |