بارك الله فيكن جميعكن
الإلحادُ في أسماءِ الله تعالى
الإلحادُ في أسماءِ الله تعالى هو الميلُ فيها عمّا يجبُ، و هو أنواعٌ :
1 ـ أن يسمي الله بما لم يسمّ به نفسه.
2 ـ أن ينكرَ شيئا من أسمائه.
3 ـ أن ينكرَ ما دلتْ عليه منَ الصفات.
4 ـ أن يثبتَ الأسماءَ لله و الصفاتِ، لكن يجعلها دالةً على التمثيلِ.
5 ـ أن ينقلها إلى المعبوداتِ الباطلةِ، أو يشتقَ أسماءَ منها لهذه المعبوداتِ.
أوصافٌ إذا اجتمعتْ في الخبرِ وجب قبوله
يجبُ قبولُ ما دل عليه الخبرُ إذا اجتمعت فيه أوصافٌ أربعة :
1 ـ أن يكونَ صادرًا عن علم.
2 ـ الصدقُ.
3 ـ البيانُ و الفصاحة.
4 ـ سلامةُ القصدِ و الإرادة
صفاتُ اللهِ مثبتةٌ و منفيةٌ
صفاتُ اللهِ تعالى على قسمين : مثبتةٌ و منفية.
1 ـ الصفاتُ المثبتةُ : هي كلُّ ما أثبته اللهُ لنفسه، و هي صفاتُ كمالٍ، لا تدلُّ على مماثلةِ المخلوق، لأن مماثلةَ المخلوق نقصٌ.
و الصفاتُ المثبتة تنقسم إلى ثلاثةِ أقسام :
أ ـ صفاتُ كمالٍ على الإطلاق : كالمتكلم، و الفعال لما يريد، و القادر، و غيرها.
ب ـ صفاتُ كمالٍ بقيدٍ : هذه لا يوصفُ الله تعالى بها على الإطلاقِ إلا مقيَّدًا، مثل المكر و الخداع و الاستهزاء، فيكونُ في مقابل منْ يفعلون ذلك، مثل قوله تعالى { إنّ المنافقينَ يخادعون اللهَ و هو خادعهم }.
جـ ـ صفاتُ نقصٍ على الإطلاقِ : و هذه لا يوصفُ الله بها بحالٍ منَ الأحوال، مثل العاجز، و الخائن و الأعمى، و غيرها، لأنّها نقصٌ على الإطلاق.
و يوجد قسمٌ آخرُ منفصلٌ عن هذه الثلاثة و هو : الصفاتُ المأخوذةُ منَ الأسماءِ، فهي صفاتُ كمالٍ بكل حال من الأحوال.
2 ـ الصفاتُ المنفيةُ : و هي الصفاتُ التي نفاها الله تعالى عنْ نفسه، و هذا النفيُ ليس نفيًا مجردا، لأنَّ النفيَ المجردَ عدمٌ، بلْ هو نفي متضمنٌ لثبوتِ كمالِ ضدِّه.
و الصفات المنفية نفيُها على قسمينِ :
أ ـ نفيٌ عامٌّ (مجمل) : و هدا النفيُ العامُّ يدلّ على كمالٍ مطلق، مثل قولِه تعالى { ليسَ كمثله شيئٌ }.
ب ـ نفيٌ مفصَّل : و هذا لا يكونُ إلا لسببٍ، مثل :
1 ـ تكذيب المدعين بأنّ الله اتصفَ بهذه الصفةِ التي نفاها عن نفسِه، مثل قوله تعالى { ما اتخذَ الله منِ ولدٍ }
2 ـ دفع توهمِ هذه الصفةِ التي نفاها اللهُ عن نفسه، مثل قوله تعالى { و لقد خلقنا السموات و الأرض في ستة أيام و ما مسنا من لغوب}.
تعريفُ الإيمانِ لغةً
يعرّفُ كثيرٌ منَ النّاس الإيمانَ لغة بأنه : التصديقُ، فصدقتُ بمعنى آمنتُ، و هذا القولُ لا يصحُ.
بل الإيمانُ في اللغةِ : هو الإقرارُ بالشَّيئ عنْ تصديقٍ به، بدليلِ أنكَ تقولُ : آمنتُ بكذا، و أقررتُ بكذا، و صدقت فلانًا، و لا تقول آمنتُ فلانا.
إذًا فالإيمانُ يتضمنُ معنى زائدًا على مجرد التصديق، و هو الإقرارُ و القبولُ المستلزم لقبول الأخبارِ، و الإذعان للأحكامِ.
معنى "الله"
اللهُ : علمٌ على ذاتِ اللهِ،المختصُّ باللهِ تعالى، و معناهُ : الإلهُ، و إلهٌ بمعنى مألوهٌ أيْ : معبودٌ، لكن حذفت الهمزةُ تخفيفًا لكثرةِ الاستعمالِ.
معنى "الصمد"
الصَّمدُ قيلَ معناهُ :
1 ـ الكاملُ في علمِه، وَ قدرتِه، وَ حكمتِه، و عزته، وَ سؤدُدِه، وَ في كلِّ صفاتِه.
2 ـ الذِّي لا جوفَ لهُ، فهوَ يدلُّ على غناهُ بنفسِه عنْ مخلوقاتِه.
3 ـ المصْمودُ إليه، أي الذِّي تصمدُ إليه جميعُ الخلائقِ، ترفعُ إليه حوائجَها، فيحتاجُ إليه كلُّ أحدٍ.
و الحقيقةُ أنَّ هذه المعاني كلًّها ثابتةٌ، لعدمِ المنافاةِ بينهَا، فهو سبحانه كاملٌ في كلِّ ما يوصفُ به، و مستغنٍ عنْ كلِّ ما سِواهُ، و جميعُ ما سواهُ مفتقرٌ إليهِ.
تفاضلُ القرآنِ
سألَ النبيُّ صلى اللهُ عليهِ و سلمَ أبيَّ بن كعبٍ، قال : "أيُّ آيةٍ في كتابِ اللهِ أعظمُ؟" فقال له : {اللهُ لا إلهُ إلَّا هوَ الحيُّ القيومُ}، فضربَ على صدرِه، و قال : "ليهنِكَ العلمُ أبَا المنذرِ".
دلَّ الحديثُ على تفاضلِ القرآنِ، لكن لابدَّ منَ التفصيلِ في هذَا التفاضُلِ :
1 ـ أمَّا باعتبارِ المتكلِّم به، فإنهُ لا يتفاضلُ، لأنَّ المتكلمَ واحدٌ.
2 ـ أمَّا التفاضلُ فيكونُ :
أ ـ باعتبارِ مدلولاتِه و موضوعاتِه.
ب ـ باعتبارِ التأثيرِ و القوةِ في الأسلوبِ.
سُورةُ الإخلاصِ تَعدلُ ثُلثَ القُرآنِ
قالَ النبي صلّى الله عليه و سلمَ لأصحابِه :"أيعجزُ أحدُكم أنْ يقرأَ ثلثَ القرآنِ في ليلةٍ؟ قالوا : كيفَ ذلكَ ؟ قالَ: اللهُ أحد، اللهُ الصَمدُ، تعدلُ ثلثَ القرآنِ" رواه البخاري.
فهذه السورة تعدل ثلث القرآن في الجزاء لا في الإجزاء، و وجه كونها تعدل ثلث القرآن، أن مباحث القرآن ثلاثة :
1 ـ خبر عن الله تعالى (توحيد).
2 ـ خبر عن المخلوقات (قصص).
3 ـ أحكام.
و سورة الإخلاص تتضمن المبحث الأول، فهي تتضمن صفات الرحمن تبارك و تعالى.